Page 23 - Memory of the East
P. 23
التركـي لبرسـت فابيـوس ومنظـر مـن دمنهـور بيـك والتـي تذكرنـا مـن حيـث تكوينهـا بلوحـة منظـر لمدينـ�ة دلفـت
ليوهانــس فيرميــر مــن القــرن الســابع عشــر وغيــر ذلــك مــن اللوحــات.
لقـد تـم النظـر إلـى الشـرق عامـة وإلـى مصـر خاصـة بوصفـه موقعـا وخلفيـة حيـث تـم اسـتبعاد النـاس منهـا
كعامـل إنسـاني ،وتـم تصويرهـا فـي أعمـال كثيـرة علـى انهـا سـاحة ميت�افيزيقيـة خاليـة مـن الحضـور الإنسـاني
الـذي يمكـن تعريفـة أو التعـرف عليـه.
ومثلمـا كانـت افريقيـا فـي نقـد تيشـنوا أتشـيبي الروائـي النيجيـري ( )2013 – 1930لرؤيـة الروائـي الإنجليـزي
مـن أصـل بولنـدي جوزيـف كونـراد ( ،)1924 – 1874وخاصـة فـي روايتـ�ه «قلـب الظـام» ( )1899مكانـا يمكـن
للمتجـول أو المتسـكع فيـه أو الغـازي الأوروبـي أن يدخـل إليـه بمزاعـم إنسـاني�ة وأخلاقيـة رفيعـة ،ومخفيـا بداخلـه
ذلـك الجانـب الشـيطاني المتوحـش القاتـل ومثلمـا رأي أتشـيبي فـي روايـات كونـراد اختـزالا لأفريقيـا وتقزيمـا
لدورهــا بحيــث صــار لهــا ردود الخــاص بالملحقــات أو الوســائل المســاعدة propsفــي المســرحيات ،وتــم نــزع
الإنســاني�ة عــن أفريقيــا إذا اســتخدمنا مصطلحــات المفكــر الإســباني أورتيجــا واي جاســت وعــن الأفارقــة مــن
خــال ذلــك التوجــه الاســتعماري ،وكمــا بيــن إدوارد ســعيد فــي كتاباتــه مــن الاستشــراق ،فقــد حــدث الأمــر
بالنسـبة لمصـر فصـارت سـلة غـال الامبراطوريـة الرومانيـ�ة أو حقـا ينتـج القطـن أو المحاصيـل ..الـخ لكـن
أهـم مـن ذلـك هـو مـا حـدث عبـر ذلـك مـن نـزع الإنسـاني�ة عـن المصرييـن وتحويلهـم إلـى مجـرد أدوات أو أشـياء
مسـاعدة أو ملحقـات فـي بلادهـم.
وبدايــة مــن الحملــة الفرنســية وتحديــد ًا منــذ كتــاب «وصــف مصــر» ،والــذي كتــب فيــه أحــد علمــاء هــذه
الحملــة ،وهــو جوزيــف دي شــابرول ،عــن خصائــص الشــخصية المصريــة وعلــى نحــو يــدل علــى تعجبــه مــن
بوشيه ،1889/1831 ،على ضفاف النيل ،زيت على قماش 76 × 42 ،سم.1887 ،
21
ليوهانــس فيرميــر مــن القــرن الســابع عشــر وغيــر ذلــك مــن اللوحــات.
لقـد تـم النظـر إلـى الشـرق عامـة وإلـى مصـر خاصـة بوصفـه موقعـا وخلفيـة حيـث تـم اسـتبعاد النـاس منهـا
كعامـل إنسـاني ،وتـم تصويرهـا فـي أعمـال كثيـرة علـى انهـا سـاحة ميت�افيزيقيـة خاليـة مـن الحضـور الإنسـاني
الـذي يمكـن تعريفـة أو التعـرف عليـه.
ومثلمـا كانـت افريقيـا فـي نقـد تيشـنوا أتشـيبي الروائـي النيجيـري ( )2013 – 1930لرؤيـة الروائـي الإنجليـزي
مـن أصـل بولنـدي جوزيـف كونـراد ( ،)1924 – 1874وخاصـة فـي روايتـ�ه «قلـب الظـام» ( )1899مكانـا يمكـن
للمتجـول أو المتسـكع فيـه أو الغـازي الأوروبـي أن يدخـل إليـه بمزاعـم إنسـاني�ة وأخلاقيـة رفيعـة ،ومخفيـا بداخلـه
ذلـك الجانـب الشـيطاني المتوحـش القاتـل ومثلمـا رأي أتشـيبي فـي روايـات كونـراد اختـزالا لأفريقيـا وتقزيمـا
لدورهــا بحيــث صــار لهــا ردود الخــاص بالملحقــات أو الوســائل المســاعدة propsفــي المســرحيات ،وتــم نــزع
الإنســاني�ة عــن أفريقيــا إذا اســتخدمنا مصطلحــات المفكــر الإســباني أورتيجــا واي جاســت وعــن الأفارقــة مــن
خــال ذلــك التوجــه الاســتعماري ،وكمــا بيــن إدوارد ســعيد فــي كتاباتــه مــن الاستشــراق ،فقــد حــدث الأمــر
بالنسـبة لمصـر فصـارت سـلة غـال الامبراطوريـة الرومانيـ�ة أو حقـا ينتـج القطـن أو المحاصيـل ..الـخ لكـن
أهـم مـن ذلـك هـو مـا حـدث عبـر ذلـك مـن نـزع الإنسـاني�ة عـن المصرييـن وتحويلهـم إلـى مجـرد أدوات أو أشـياء
مسـاعدة أو ملحقـات فـي بلادهـم.
وبدايــة مــن الحملــة الفرنســية وتحديــد ًا منــذ كتــاب «وصــف مصــر» ،والــذي كتــب فيــه أحــد علمــاء هــذه
الحملــة ،وهــو جوزيــف دي شــابرول ،عــن خصائــص الشــخصية المصريــة وعلــى نحــو يــدل علــى تعجبــه مــن
بوشيه ،1889/1831 ،على ضفاف النيل ،زيت على قماش 76 × 42 ،سم.1887 ،
21