Page 27 - Memory of the East
P. 27
ومـن الواضـح ،بالطبـع أن شـابرول يقـوم هنـا أي ًضـا بالتعميـم فهـو يتحـدث عـن فئـة فقـط مـن المصرييـن هـي
تلـك التـي قـد أصابهـا قـدر مـن الثـراء كمـا قلنـا ،امـا الغالبيـ�ة العظمـى مـن النـاس فقـد كانـوا يرسـفون فـي قيـود
الفقـر والظلـم والحرمـان.
وثمـة صفـات أخـرى نسـبها شـابرول للمصرييـن نذكـر منهـا ،تمثيـال لا حصـرا ،محبـة المصرييـن ،كمـا قـال،
لملـذات الحيـاة والموسـيقى والغنـاء وحكـي الحكايـات والسـهرات ،والميـل إلـى الشـجار خاصـة لـدى العامـة «فهم
يتب�ادلـون السـباب والصياحـات العنيفـة ،ويهـدد بعضهـم البعـض ،بـل ويصـل الأمـر لحـد أن يتالمسـوا بالعصـى،
ثـم يتفرقـون دون أن يصـل لهـم الأمـر لأبعـد مـن ذلـك ،ومـن النـادر أن تصـل مشـاجراتهم لنت�ائـج أكثـر خطـورة».
هكـذا تـم تجسـيد النزعـة الاستشـراقية ،مـرة بالصـور ،ومـرة بالكلمـات ،ومـرة ثالثـة بهمـا معـا ،فـي محاولـة
للتعـرف المتحيـز المفعـم بالرغبـات علـى تلـك الـذات الخاصـة بالآخـر مـن أجـل نفيهـا وموضوعتهـا والسـيطرة
عليهـا وأيضـا مـن أجـل التعـرف أكثـر علـى الـذات الخاصـة بالأنـا الغربيـ�ة وتأكيـد هيمنتهـا وتفوقهـا ،وفـي ذلـك
كلـه هنـاك ذاكـرة خصبـة ،وخيـال متأجـج ،ورغبـات بـا حـدود.
د .شاكر عبد الحميد
ريفيل ،منظر عام لمدينة القاهرة ،حفر خطي بالازميل 60×4٤ ،سم.
25
تلـك التـي قـد أصابهـا قـدر مـن الثـراء كمـا قلنـا ،امـا الغالبيـ�ة العظمـى مـن النـاس فقـد كانـوا يرسـفون فـي قيـود
الفقـر والظلـم والحرمـان.
وثمـة صفـات أخـرى نسـبها شـابرول للمصرييـن نذكـر منهـا ،تمثيـال لا حصـرا ،محبـة المصرييـن ،كمـا قـال،
لملـذات الحيـاة والموسـيقى والغنـاء وحكـي الحكايـات والسـهرات ،والميـل إلـى الشـجار خاصـة لـدى العامـة «فهم
يتب�ادلـون السـباب والصياحـات العنيفـة ،ويهـدد بعضهـم البعـض ،بـل ويصـل الأمـر لحـد أن يتالمسـوا بالعصـى،
ثـم يتفرقـون دون أن يصـل لهـم الأمـر لأبعـد مـن ذلـك ،ومـن النـادر أن تصـل مشـاجراتهم لنت�ائـج أكثـر خطـورة».
هكـذا تـم تجسـيد النزعـة الاستشـراقية ،مـرة بالصـور ،ومـرة بالكلمـات ،ومـرة ثالثـة بهمـا معـا ،فـي محاولـة
للتعـرف المتحيـز المفعـم بالرغبـات علـى تلـك الـذات الخاصـة بالآخـر مـن أجـل نفيهـا وموضوعتهـا والسـيطرة
عليهـا وأيضـا مـن أجـل التعـرف أكثـر علـى الـذات الخاصـة بالأنـا الغربيـ�ة وتأكيـد هيمنتهـا وتفوقهـا ،وفـي ذلـك
كلـه هنـاك ذاكـرة خصبـة ،وخيـال متأجـج ،ورغبـات بـا حـدود.
د .شاكر عبد الحميد
ريفيل ،منظر عام لمدينة القاهرة ،حفر خطي بالازميل 60×4٤ ،سم.
25