Page 260 - كنوز من متاحفنا
P. 260
لا يستطيع أحدا ان ينكر الدور المؤثر لمجمع الفنون بالزمالك في عصره الذهبي تحت قياده
الاستاذ احمد فؤاد سليم ،ويكفيه فخرا تلك الأسماء التي لمعت في ذلك الوقت وصالت وجالت
في مجال التجريب حتي صار صالون الشباب السنوي أشبه باحتفالية تتويج يتكالب عليها
شباب الفنانين بكل ماهو جديد ومبدع ،ولايزال العديد من أيناء هذا الجيل هم من يقودوا
حركه الفن التشكيلي في مصر حتي يومنا هذا.
الفنان/معتز نصر
الخروج من الهزيمة
يذكرني مجمع الفنون بأيام 1968؛ وكانت مرارة هزيمة يونيو 1967لاتغادر شرايين الروح.
وحدد لي صديقي أحمد عكاشة سيد الطب النفسي المعاصر موع ًدا من شقيقة مؤسس الثقافة
المصرية المعاصرة ثروت عكاشة ،وذهبت للقاء الرجل في مكتبه وكان مقر المكتب هو قصر
عائشة فهمي الذي صار فيما بعد مجم ًعا للفنون .وفي رحاب أفكار ثروت عكاشة وجدت
طريق الإنتصار القادم ،فمصر التي أهدت العالم فهما لقيمة النور ،سيشرق منها ذات نهار
قريب ضوءا مبهرا من شجاعة الرجال وكيفية تحول القتال إلى مهمة صناعة الحياة ،وأهداني
ثروت عكاشة يومها كتاب رينيه ماهو عن قيمة الحضارة المصرية وأثرها في التاريخ ،وتجولت
بي رؤيته في ردهات الشعوب التي لا تستلم لإنكسار أحلامها ولكنها تعيد بناء طريقها لتصبح
الأحلام واق ًعا .
وفي نفس الأسبوع قررت أن أسأل نجيب محفوظ عشرة أسئلة في السياسة وسؤال واحد في
الحب ،وما جدوى اجتماع مؤتمر وطني دعا إليه جمال عبد الناصر في ظل هزيمة شرسة ،
وأوجز نجيب محفوط رأيه في أن الولاء لخريطة الوطن يتطلب احترام كل القائمين على أحلامه
،وأن توضع خطط لرصد أحلام عموم المصريين ثم نسج ثوب المستقبل منها مهما كانت
التضحيات .وكان مقر أسئلتي وسماعي لإجابات أديب نوبل هو مكتبه بمجمع الفنون والذي
كان يعلو مكتب ثروت عكاشة .
وتمر الأعوام ليصبح ما نطق به ثروت عكاشة ونجيب محفوظ واق ًعا ،وتتسع مسافات الزمن
ليأتي مارس 2003ليطلبني الفنان فاروق حسني وهو وزير للثقافة ،ويكلفني بوضع مشروع
مجلة للفنون الرفيعة ،ليمر عام كامل أقدم له بعدها أول عدد من "فنون مصرية "؛ فلا يبدي
حما ًسا لها فقط ،ولكن يضع أمامي إمكانات لم ترصد لمجلة ثقافية من قبل .
وتخرج فنون مصرية إلى النور فيكون أول من أهديه إياها هو من حدثني بقيمة النور في حياة
عموم المصريين ثروت عكاشة ،وكان فاروق حسني هو أول مرحب بالمجلة ليبلغني بالترحيب
وهو يفتتح معرضا في " مجمع الفنون ".
ولهذا يظل مجمع الفنون بالنسبة لي هو بيت ميلاد امل ومصدر يقظة لقيمة النور في حياة
عموم أهل المحروسة.
وتظل إعادة تجديد وافتتاح متحف مجمع الفنون هو ميلاد جديد ليقظة النور في حياة أهل
المحروسة .
الكاتب/منير عامر
260
الاستاذ احمد فؤاد سليم ،ويكفيه فخرا تلك الأسماء التي لمعت في ذلك الوقت وصالت وجالت
في مجال التجريب حتي صار صالون الشباب السنوي أشبه باحتفالية تتويج يتكالب عليها
شباب الفنانين بكل ماهو جديد ومبدع ،ولايزال العديد من أيناء هذا الجيل هم من يقودوا
حركه الفن التشكيلي في مصر حتي يومنا هذا.
الفنان/معتز نصر
الخروج من الهزيمة
يذكرني مجمع الفنون بأيام 1968؛ وكانت مرارة هزيمة يونيو 1967لاتغادر شرايين الروح.
وحدد لي صديقي أحمد عكاشة سيد الطب النفسي المعاصر موع ًدا من شقيقة مؤسس الثقافة
المصرية المعاصرة ثروت عكاشة ،وذهبت للقاء الرجل في مكتبه وكان مقر المكتب هو قصر
عائشة فهمي الذي صار فيما بعد مجم ًعا للفنون .وفي رحاب أفكار ثروت عكاشة وجدت
طريق الإنتصار القادم ،فمصر التي أهدت العالم فهما لقيمة النور ،سيشرق منها ذات نهار
قريب ضوءا مبهرا من شجاعة الرجال وكيفية تحول القتال إلى مهمة صناعة الحياة ،وأهداني
ثروت عكاشة يومها كتاب رينيه ماهو عن قيمة الحضارة المصرية وأثرها في التاريخ ،وتجولت
بي رؤيته في ردهات الشعوب التي لا تستلم لإنكسار أحلامها ولكنها تعيد بناء طريقها لتصبح
الأحلام واق ًعا .
وفي نفس الأسبوع قررت أن أسأل نجيب محفوظ عشرة أسئلة في السياسة وسؤال واحد في
الحب ،وما جدوى اجتماع مؤتمر وطني دعا إليه جمال عبد الناصر في ظل هزيمة شرسة ،
وأوجز نجيب محفوط رأيه في أن الولاء لخريطة الوطن يتطلب احترام كل القائمين على أحلامه
،وأن توضع خطط لرصد أحلام عموم المصريين ثم نسج ثوب المستقبل منها مهما كانت
التضحيات .وكان مقر أسئلتي وسماعي لإجابات أديب نوبل هو مكتبه بمجمع الفنون والذي
كان يعلو مكتب ثروت عكاشة .
وتمر الأعوام ليصبح ما نطق به ثروت عكاشة ونجيب محفوظ واق ًعا ،وتتسع مسافات الزمن
ليأتي مارس 2003ليطلبني الفنان فاروق حسني وهو وزير للثقافة ،ويكلفني بوضع مشروع
مجلة للفنون الرفيعة ،ليمر عام كامل أقدم له بعدها أول عدد من "فنون مصرية "؛ فلا يبدي
حما ًسا لها فقط ،ولكن يضع أمامي إمكانات لم ترصد لمجلة ثقافية من قبل .
وتخرج فنون مصرية إلى النور فيكون أول من أهديه إياها هو من حدثني بقيمة النور في حياة
عموم المصريين ثروت عكاشة ،وكان فاروق حسني هو أول مرحب بالمجلة ليبلغني بالترحيب
وهو يفتتح معرضا في " مجمع الفنون ".
ولهذا يظل مجمع الفنون بالنسبة لي هو بيت ميلاد امل ومصدر يقظة لقيمة النور في حياة
عموم أهل المحروسة.
وتظل إعادة تجديد وافتتاح متحف مجمع الفنون هو ميلاد جديد ليقظة النور في حياة أهل
المحروسة .
الكاتب/منير عامر
260