Page 259 - كنوز من متاحفنا
P. 259
‫عندما شرفت برئاسة المركز القومي للفنون والآداب « قطاع الفنون حاليًا» ‪ ،‬وكان ذلك في عام‬
‫‪ ، 1980‬كان مجمع الفنون مغلق بقرار حكم قضائي وذلك بسبب نزاع كان قائمًا بين وزارة‬
‫الثقافة وورثة عائشة فهمي ‪ ..‬كانت الوزارة قد سلمت قاعة باب اللوق « أكبر قاعة لعروض‬
‫الفن التشكيلي في مصر « لتحويلها إلى بنك قناة السويس بقرار رئيس الجمهورية ‪ .‬وفى ذلك‬
‫الوقت كان الكاتب الكبير سعد الدين وهبة يشغل موقع وكيل أول وزارة الثقافة ‪ ،‬وتحدثت‬
‫معه عن أزمة قاعات عرض الفن التشكيلي في مصر بعد تسليم قاعة باب اللوق للبنك ‪ ،‬وعلى‬
‫هذا فليس هناك وجود حقيقي للمركز القومي للفنون والآداب والذي كُلفت برئاسته ورجوته‬
‫أن يقبل اعتذاري عن رئاسة المركز ‪ ..‬فما كان منه إلا أن يطلب مفاتيح المجمع المغلق وسلمها‬
‫لي وطلب مني أن أقوم بفتح المجمع وأن أبدأ بالإعداد للعروض التشكيلية وذلك لحين طعن‬
‫الورثة في ذلك ‪ ،‬فنكون على الأقل قد عملنا لمدة سنة ‪ ...‬وفى حقيقة الأمر لم يغلق المجمع منذ‬
‫ذلك الحين حتى الآن ‪ .‬فلم يكن به غير قاعدة واحدة « قاعة أخناتون« فى البدروم ‪ ،‬فأضفت‬
‫إلى جانبها كل القاعات التى تشكل هذه الرسوم على الحوائط « بشاسيهات خشبية « لحماية‬
‫الرسوم والحوائط ‪ ،‬وذلك حتى يمكن إزالتها دون الإضرار بهذه الرسوم ‪ ،‬إذا ماجاء الحكم النهائي‬
‫بتسليم القصر للورثة ‪ .‬وهكذا أعد الدور الأول والثاني لقاعات عرض ‪ ،‬إضافة إلى قاعات العرض‬
‫التى جهزت بالبدروم ‪ ...‬وهكذا أصبح القصر مجمعا للفنون معد إعدا ًدا جي ًدا لعروض الفن‬

‫التشكيلي ‪.‬‬
‫مسألة أخرى ‪ ،‬أنه عند تصميم نزلة الكوبري أمام المجمع ‪ ،‬كان من المفترض في التصميم أخذ‬
‫جزء من حديقة القصر بعد إزالة السور الحديدي وإضافته إلى مخرج النفق ‪ .‬ولكن وزارة‬
‫الثقافة فى ذلك الوقت تصدت بشدة لهذا القرار وأوقفت تنفيذ هذا القرار ‪ ،‬وأبقيت الحديقة‬

‫كما هى ‪.....‬‬
‫وبهذا لم يسمح بالاعتداء على هذا الصرح الثقافي العظيم ‪.‬‬
‫د‪ .‬مصطفى عبد المعطى‬

‫مجمع الفنون بالزمالك ‪ ..‬الماضى و المستقبل‬
‫هذا المكان الذى نفتقده كثيراً جداً طوال السنوات العديدة السابقة منذ أن دخل هذا المكان‬
‫العريق بذكرياته الكثيرة الفنية منها و الثقافية فى طور التجديد و الترميم ‪ ..‬أهلا به مرة‬
‫أخرى بتاريخه المشرف و المشرق على الساحة التشكيلية ‪ ،‬أستطيع الآن إستنشاق هواءه على‬
‫حديقته الخضراء المطلة على النيل ‪ ،‬أستطيع الآن أن أتذكر جلوسى مع الأستاذ و الفنان و الناقد‬
‫الحقيقى الراحل أحمد فؤاد سليم ‪ ،‬و الناقدة و الفنانة الراحلة فاطمة اسماعيل نتحاور و‬
‫نستمع لأحاديثهم الثرية عند التكعيبة فى الحديقة أو فى مكتبهم الخاص ‪ ..‬لو كانوا معنا الآن‬
‫لكنا رأيناهم يرقصون من شدة فرحهم لإستعادة هذا التاريخ الفنى و الثقافى لذلك المكان ‪،‬‬
‫اتمنى كل التوفيق لكل من قام و ساهم و عمل بجد فى تجديد و إستعاده هذا المكان لمكانته‬
‫و ريادته و متمنياً كل التوفيق لمن سيتولى إدارته و ترسيخ مكانته على الساحة الفنية المصرية‪.‬‬
‫الفنان‪/‬معتز الصفتي‬

‫‪259‬‬
   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264