Page 29 - Ahmed Fouad Selim
P. 29
بداياتــه الاحترافيــة كمصــور‬ ‫بفـــذيورتلــمشكـاولامرره احللـمـمةتاـلدن الصــسـفخالىثباانـلـعيطـمـاـءنمالدعسـوـتمـي ًانبي�االتتجـفاتـرـربة‬ ‫تمثــل أعمــال ســليم‬
‫ممـا لا يعادلهـا معنـى مـرادف‬ ‫متمكـن‪ ،‬وباحـث يغـرس‬

‫للخبـرة البصريـة لـدى المشـاهد‪ ،‬بـل هـو معنـى كامـن فـي العمـل نفسـه وفـي علاقتـه المتداخلـة المتشـابكة‪.‬‬

‫جاءت تجربة الستيني�ات لـ أحمد فؤاد سليم في أغلبها محققه لهذه النوعية من المعاني البصرية الخالصة‪.‬‬

‫وفـي تشـخيص سـليم نفسـه للعلاقـة بيـن مسـاعي الحداثـة وبيـن فكـرة التـراث يقـول‪ " :‬إن مهمـة الكشـف‬
‫عـن تلـك العلاقـة كانـت شـائكة ودقيقـة‪ ،‬حيـث أن فكـرة التـراث كانـت غامضـة ومعقـدة بينمـا كان التحديـث‬
‫قضيـة تتسـم بالخطـورة‪ ،‬فكيـف يمكـن أن ين�دمجـا دون أن يكـون هنـاك اصطنـاع لسـياق الابتـكار؟ وكيـف يلتقـى‬
‫التـراث بالتحديـث؟ وكيـف يمكـن اسـتعارة التقنيـ�ات القاعديـة لصنـع الفـن وقـد تولـدت مـن رحـم ثقافـة أخـرى‬
‫فـي ظـروف مغايـرة ؟ " ُيعـزي سـليم نزعـة اللجـوء إلـى المقومـات الجماليـة للعنصـر الحروفـي في الفن الإسـامي‬
‫بنسـبة معينـ�ة إلـى رد الفعـل لهزيمـة ‪ ،1967‬وبنسـبه أخـرى إلـى المحاولـة الممتـدة مـن جيـل الـرواد للبحـث عـن‬
‫ملامـح الهويـة الوطنيـ�ة فـي الفـن الحديـث ومـن بينهـا تجـارب يوسـف سـيدة وحامـد عبـد الله وفنانيـن عراقييـن‬

‫ومغاربـة وإيرانييـن مهميـن‪.‬‬

‫ويــرى ســليم " أن جماليــات الفــن الإســامي تتســم بالمرونــة والطواعيــة لأغــراض الفنــان المعاصــر مــن‬
‫الوجهتيــن الجماليــة والتقنيــ�ة‪ ،‬فهــو فــن التــوازن الــذي يحمــل خــواص "المــد والجــزر" "والقــص واللصــق" ‪،‬‬
‫ولمفرداتـه قابليـة التجسـيم والتطويـع والتحويـل والتجويـد‪ ،‬والفـرز والضـم‪ ،‬والتربيـع والتدويـر‪ ،‬إنـه فـن قائـم‬

‫علـى "فرضيـه" أصوليـة فـي منهـج الفـن‪ ،‬ومرتكـز علـى قاعديـة بن�ائيـ�ة الطابـع فـي منهـج التصميـم" ‪.‬‬

‫كالمورلوكـنــةنوالســلطيوامعويـزةملواائلــتـهواازلمنهوتالميقـاـبلنيـباةلللحترحوفوييـــرةوااللتعرحبيـدـ�يـة قثــأديرإكعــتزمـوااد ًاعلـعـلـى اىلتمنقنظيـــ�وار بتن�اوئـالإيمفـكاينــمانهتـ الجتالتشــصكيمليـيةم‬
‫‪ ،‬وفـي ذلـك يقـول‪" :‬التجريـد يظـل الأقـرب إلـى نفسـي‪ ..‬عاشـق الحـرف العربـي‪ ...‬للحـرف العربـي جماليـة فنيـ�ة‬

‫عالميـة"‪ ،‬ولكنـه وغيـره مـن الحروفييـن قـد تجاهلـوا‬
‫البعــد الصوفــي الروحانــي التحليقــي لفــن الخــط‬
‫العربـي الـذي يدعمـه بجانـب فكـري إنسـاني وعاطفـي‪،‬‬
‫وهـو الأمـر الـذي ألمـح إليـه قليلـون مـن أمثـال أحمـد‬
‫ماهـر رائـف‪ ،‬وأحمـد مصطفـي مـن مصـر فـي بحوثهـم‬
‫النظريـة فـى ألمانيـ�ا وإنجلتـرا ‪ ،‬والعراقـي شـاكر حسـن‬
‫آل ســعيد‪ ،‬والإيرانــي حســين زنديــرودي ‪ ،‬كل فــي‬

‫كتاباتــه وتجاربــه التشــكيلية‬

‫السباق من نقطة البداية‪-‬زيت علي توال ‪ 60×60 -‬سم ‪-‬‬ ‫مهــدت تلــك المرحلــة لاكتشــاف ســليم منهجيــه‬
‫‪2006‬‬ ‫أســلوبي�ة للتعامــل مــع الحــروف العربيــ�ة لتكتســب‬
‫طبيعـة عضويـة كالكائـن البشـري أو النصـف بشـري‪،‬‬
‫حيـث الالتـواءات والاسـتدارات والتكوينـ�ات الحركيـة‬
‫العنيفـة‪ .‬وكان ذلـك بالتـوازي مـع تجـارب الصياغـات‬

‫‪27‬‬
   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34