عبد العزيز ممدوح عبد العزيز الجندى
- فنان شاب طموح يسعى فى طريق النضج الفنى لما يمتاز به من قوة الملاحظة والذكاء فى فهم أشخاصه التى يرسمها بطريقة الكاريكاتير . - فهو عميق الإحساس ، فرسومه تجرى خطوطها فى مرونة وثبات لا تخلو من حس مرهف . قادر على أن تقيم الصلة بين صورة الإنسان وما تخفيه من معان وطباع إضافة إلى ما فيها من دعابة رقيقة وفكاهة بريئة وخيال واسع .
بقلم : أ.د عبد الله جوهر
- تقدم بخطوات سريعة لأنه تميز بأسلوب خاص به وحده ولم يقلد أحداً . ونجح فى التعبير بأسلوبه عن شخصياته بإحساس مرهف عن مضمونها من خلال مبالغته فى الملامح التى تعبر عما بداخلها بخطوط أدق سن ريشة وجدها فى السوق !
بقلم : إيهاب شاكر
مجلة صباح الخير -1993
- يقيم الفنان الشاب عبد العزيز الجندى معرضاً للبورترية بقاعة دار الاوبرا .. إجتمعت فيه أعماله منذ كان طالبا وحتى الآن .. وقد تمثلت فى كل الأعمال هذه الموهبة الطيبة والتى جاءت لتكمل مشواراً جميلاً بدأه رجائى وجورج وناجى وإيهاب .. مروراً برمسيس وشريف عليش وسامى أمين ، لقد سعدت بهذا المعرض الذى يعلن بصوت لونى محبب أن التواصل مستمر وبأن الصحافة المصرية ستظل على جبين الأمة بفروعها القيمة .
بقلم : إبراهيم عبد الملاك
مجلة صباح الخير -1993
الجندى فى أول عرض للقاعة العائمة
- عرفت الفنان الشاب عبد العزيز الجندى من رسومه الكاريكاتورية الرائعة للشخصيات فى الصحف والمجلات وفى مجلة الكلية التى أصبح مدرساً فيها فى قسم الجرافيك وفى معرضه بقاعة رجب العائمة بالجيزة وهى قاعة جميلة تم تجديدها تحت إشراف محمد خميس شحاته لتنضم بذلك إلى القاعات المفتوحة لفنانى مصر ..
- قدم عبد العزيز مجموعة ممتازة من المناظر الطبيعية عالج فيها المسافات بحساسية اللون و ( الفورم ) بدرجة قتامة اللون فأعطت لدى الملتقى الإحساس بالأبعاد المكانية وتناول بريشته وبالألوان المائية دراسة جميلة لجزئيات ممتازة من الإرث الإسلامي وعلى شواطئ سيناء وفى الفخرانية التى اندثرت .
بقلم : مكرم حنين
جريدة الأهرام -1998
مائيات مصرية فى معرض عبد العزيز الجندى
- إن معرض عبد العزيز الجندى المقام بقاعة المركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى إضافة أخرى لسلسلة معارضه وإن كان فى هذا المعرض قد عبر من خلال مائيات مصرية . وإذا كان هناك إجماع على أن الألوان المائية بالغة الصعوبة فى التعبير بها واستخدامها وتحتاج إلى فكر مستقر وفرشاة ثابتة وواثقة من قدراتها إلا أنها فى الوقت نفسه لها عذوبة ونعومة لا تتوافر إلا من خلالها . - وواضح تماماً أن عبد العزيز الجندى قد تفاهم مع أدواته فاستطاع أن يعبر بها عن موضوع شغله حتى جعله عنوان المعرض وهو ` مائيات مصرية ` فكانت الأعمال جولة مع الجمال والأصالة فى الطبيعة المصرية والعمارة الإسلامية القديمة . فهو يحرص مثلا على تجسيد شموخ النخلة وهدوء مياه النيل وفى الوقت نفسه هو يبرز كل ملامح العمارة الإسلامية التى تكاد تندثر إلا من مجموعة آثار فى القاهرة الفاطمية . - ورغم حرصه على إبراز الجماليات إلا أنه فى الوقت نفسه يختصر الكثير من التفاصيل حتى لا يضيع جمال الخطوط من خلال تلك الألوان الناعمة التى يغلب عليها الأصفر بدرجاته والأزرق بدرجاته . وقد نجح إلى حد كبير فى التعبير عن تلك الموضوعات التى اختارها تأكيدا لقدرته على استخدام أدواته المتعددة بعد أن قدم أعمالا زيتية مع أعمال من الجرافيك وحصل عنها على جوائز.
بقلم : نجوى عشرى
جريدة الأهرام -2000
- تتسم أعماله بالقيمة الخطية والتى تتخذ التشخيص مفردة للتعبير عن الحركة الديناميكية للشكل ، كما يؤكد أهمية الرسوم الخطية فى فنون الحفر والطباعة ، والقيمة المتفردة لحركة الخط للتعبير عن أحاسيس النفس البشرية ، فمعدن الزنك هو الوسيط التقنى والمفضل لدى هذا الفنان ليظهر من خلاله القيمة التعبيرية لشخوص فى أوضاع مختلفة تؤكد أهمية الخط كبعد تعبيرى رمزى . - أن تقنية الطباعة من سطح غائر ` الحفر الحمصى بالإبرة Etching ، والحفر بطريقة ( القلافونية ) إحساس الألوان المائية Aquatint ، وكذلك الحبر الصينى بالسكر من أهم الوسائط التقنية التى عبر بها الفنان عن أهمية الخط كقيمة تشكيلية فى أعماله .
بقلم : حمدى أبو المعاطى 2004
معرض فنى للأحياء الفقيرة بورق الكارتون
- لم يجد الفنان عبد العزيز الجندى أفضل من ورق الكارتون للرسم عليه لينقل واقع الأحياء الشعبية الفقيرة بالقاهرة عن طريق 109 لوحات تعبر بصدق عن الحياة الفقيرة حملت مشاعر إنسانية وسط الزبالة والكراكيب وشروخ الحوائط . يقول عبد العزيز الجندى : أحب مصر الحقيقية والتى أراها فى الإنسان الشعبى البسيط ، فبالرغم من أن سكان الأحياء الفقيرة يفتقرون للثقافة إلا أنك تلتمس فيهم الحضارة التى لا تستطيع الشعور بها مع من لا يعيشون فى هذه المناطق . وعن استخدام ورق الكارتون فى الرسم أكد أن هذا النوع من الورق به حيوية وإنسانية لا توجد فى ورق الرسم العادى ، كما أنه يعطى نوعاً من الطمأنينة وعدم الخوف ، مضيفاً أنه لا يجد مشكلة فى استخدام الكارتون بسبب عيوبه ، حيث يعطى نوعاً من الفوضى الخلاقة ويتناسب هذا النوع من الورق مع طبيعة الأحياء الشعبية ، وأشار صاحب المعرض إلى أنه اختار اسم ` يوم الجمعة ` ليطلقه على معرضه لأن 90% من لوحات المعرض رسمها يوم الجمعة .
جريدة الوفد
عبد العزيز الجندى يلملم ذكرياته تشكيليا
- يقيم الفنان عبد العزيز الجندى معرضه بعنوان ` يوم الجمعة خواطر وذكريات ` يعد المعرض نتاجا لمراحل حياة الفنان الفنية المختلفة ، منذ أن كان طالباً بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة ، ثم معيداً بالكلية وبدأ فى اصطحاب طلابه فى رحلات خارجية للرسم فى الأماكن المفتوحة بعيدا عن الجدران المغلقة . وعن المعرض قال الجندى : ` خلال الأعوام الثلاثة السابقة والتى تلت معرضى ` شخوص محفورة ` تراكم لدى الكثير من الأعمال ، وأردت أن تظهر إلى النور ، والتى ضمت مراحل سابقة لم يشاهدها الكثير ، لذا أحببت أن أعرض مشوارى الذى يزيد على عشرين عاما كى تكون هناك وقفة لاعادة الحسابات وتقييم المرحلة بأكملها ` . - وعن تسمية المعرض بـ يوم الجمعة .. خواطر وذكريات قال فى مطوية المعرض : يوم ` الجمعة ` عزيز على ويمثل الجزء الأكبر من مشوارى الفنى الذى بدأ قبل 18 عاما أثناء عملى بكلية الفنون الجميلة ، فقد كنت أخشى مواجهة طلاب يصغرونني بأعوام قليلة ، وكان على أن أتقمص أدوار فنانين كبار اصطحبوا رفاقهم من شباب الفنانين إلى الطبيعة خارج المراسم المحدودة ، فكان يوم الجمعة هو اليوم الأكثر ملاءمة لنا جميعا . - قسم الجندى المعرض إلى خمس مراحل زمنية بدأت الأولى والثانية أثناء دراسته فى كلية الفنون الجميلة ، حيث كان يهوى الكاريكاتير بجانب الدراسة الأكاديمية ، وعمل كرسام فى مجلة صباح الخير ، والمرحلة الثانية من حياته الفنية والتى احتلت مساحة كبيرة من المعرض تمثلت فى مناظر للأحياء القديمة ، والتى وصفها بأنها محاولة لإثبات الذات فى مجال لم يصل فيه إلى ما وصل إليه فى البورترية . - وعلى الجانب الآخر من المعرض بدأت الثالثة ، والتى يلاحظ فيها تخلص الجندى من دراسة التفاصيل واتجاهه إلى التحرر واختزال المزيد من العناصر والاعتماد على أسلوب أقرب إلى التجريد ، ويربط المعرض جدار بدأه الفنان بإشارة إلى المرحلة الرابعة ظهر فيها مزيد من التحرر مع بعض النضج ، فتبسيط العناصر والاختزال صاحبه رسوخ فى الكتلة واستقرار فى التكوين ، واستخدم فيها خامة الخشب واستفاد من المساحات الخالية محتفظا بلون الخشب ليعطى متنفسا لعين المتلقى ، واتجه إلى دسامة الألوان من خلال خامة الأكريليك والجواش ، وإن كان احتفظ بسهولة البناء ، ووصل الجندى فى المرحلة الأخيرة إلى تحرر أكبر فى الأسلوب باستخدام الألوان المائية والجواش ، واعتمد على كرتون التغليف ليكون أرضية للوحات وأعطاه حرية فى التعبير واستفاد من الورق الملصق عليه والكتابات فى عمل كنوع من الكولاج الممزوج بالرسم أحيانا ، وأنتج فى هذه المرحلة كتابا أسماه ` يوم الجمعة ` ولوحات ` كشك الشاى ` و ` فى الخمسينة ` و ` عرائس الظل ` .
بقلم : محمد عوض
الرأى -2009
اعملوا الخير .. وارموه فى المعرض
- اليوم أقد لكم نموذجاً متفردا لفنان شاب يملك هذه الموهبة المانحة وتلك الروح الأكاديمية المتحدية للذات وللغير .. فناننا ` عبد العزيز الجندى ` يجمع فى دائرة خيرة أكثر من خمسين موهبة جديدة من طلبة وخريجين جدد ..زينوا بتنوعهم حديقة مشاعرة كباقات زهر تجمعت فى فازة عمره الوهاب .. جمع الجندى هؤلاء فى مشروع إبداعى ناجح هو ` فنانى اللقطة الواحدة ` ..يتجمعون كل يوم جمعه صباحا وينطلقون إلى مدينتهم القاهرة يرسمون شوارعها ،ميادينها ، حواريها يوثقون بيوتها وآثارها ، بل أيضا بسطاءها وتفاصيل جوانبها .
- إنه بعد اجتماعى انتمائى فى هذا الشاب الملتزم الرائع والذى يصدر عشقه للفن لإخوانه وتلاميذه ..عيونهم ترى ما وراء المشهد وبصيرة تبحث عن القيم الجمالية للأشياء ليهدونا إياها فى أعمال فنية بديعة وفى معرض ` الجندى ` المقام الآن فى قاعة ` إيزيس بمتحف محمود مختار تتجمع صفات إنسانية وإجتماعية وفنية متلازمة فى أعماله ، التى تزخر بكل مزاياه الأخلاقية ..يميل الفنان إلى اللوحة الحية التى ترسم مباشرة من مكانها الطبيعى .. دون لجوء إلى غرف الذات أو المراسم المغلقة..يفتح المكان ذراعيه ويمنح أسراره لفنان عاشق يرى فى شحنه الانفعال المباشر أكثر السبل وأقصرها للتعبير عن مقاصده الفنية الخيرة .
- فى المعرض بطولة المكان خاصة الأثرى منه والشعبى فيه بخطوط سريعة راقصة وبمساحات لونية كالموزاييك ترصع اللوحة ..لتصنع غنائية جماعية ..إنه يختار المكان ويعبر المشهد مساحة العين لتمر على الوجدان لتكتسى بمشاعر تعاطفية عالية ..فى اللوحة إذن كل المفردات التشكيلية التى ترتبط بإحساسه الصادق وميله لإعادة وصف مصر .. أو وصف القاهرة ناسا ومكانا ومعنى وبعداً تاريخيا ..فى المشاهد أيضا والمكتملة التوجه حالة توهج متقدة ..تشعرك بدفء التناول فى المرسوم بإيجاز وحتى تلك التى تتناول تفاصيل مهملة فى الحارة والشارع ..جوار تلك التى ترسم الاثار الإسلامية فى المساجد والأسبلة والبيوت القديمة .
بقلم :إبراهيم عبد الملاك
مجلة صباح الخير - 2009
المتعة فى ` شجن ` عبد العزيز الجندى
- رحل حب بين المتعة والخيال تحمل بين أناملها حالة من الشجن يلحظها المتلقى قبل المتأمل بمجرد أن يضع قدماه داخل قاعة العرض .. لوحات تحمل بين طياتها حب جارف لمصر.. شوارعها وحاراتها وأزقتها .. عشق المكان والحنين للماضى تظهر فى كل ركن من أركان لوحاته المنتشرة داخل قاعة الحى الراقى فى قلب الزمالك .. لوحات تحكى شجون السنين وحنينها وأنينها .. وجبة فنية دسمة قدمها لنا الفنان عبد العزيز الجندى بقاعة بيكاسو ..
- يقول الفنان عن معرضه : شجن يتخلل بين حواسى وأوصالى برعشة خفيفة وارتجافة فى النفس كاما تحسست يدى طريقها . وهى تقتحم السطح لتفك شفرته .. يستغرق فك الشفرة دقائق .. أتوه فيها داخل أغوار النفس لأجدنى فى النهاية ألمس المفتاح .. القابع فى الأعماق .. فأفتح به الصندوق لتنساب الأمواج وراء الأمواج متدفقة ، متوالية لا أستطيع إيقافها .. إلا وأنا أختم معزوفتى .. لم أدر كم مضى من الوقت .. ولم أعلم .. كل ما شعرت به .. دقات قلب خضراء مبهجة تزهر فى ثنايا النفس ..
- خامات عديدة استخدمها عبد العزيز الجندى الأستاذ بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة - جامعة حلوان - ألوان الأكوريل والجواش والكولاج والألوان المائية والزيتية .. أستطاع أن يرسم من خلالها بانوراما عميقة فى جدران حملت الذكرى وحكت لنا قصصاً وحكايات الزمن الجميل .. وقد قال د. محمد حازم فتح الله نائب رئيس جامعة حلوان وعميد كلية الفنون الجميلة سابقاً عن الفنان : كان أول ما لفت انتباهى إليه رسومه السريعة وكان لا يزال يتحسس خطواته الأولى فى قسم الجرافيك .. تلميذاً مجتهداً يحاول أن يقتنص الحركة واللحظة بحرارة إحساسه قبل أن ينتابه فتور يخشاه ويرفضه .. الجينز الذى يرتديه يخفى تحته إبن بلد مصرى حتى النخاع .. حين يرسم عبد العزيز الجندى .. الإنسان .. فهو يكشفه ! .. يخترقه !.. يصل إلى صميمه .. بريشة مداها عصارة نفس قلقة .. تواقة للمعرفة .. المكان فى أعماله له عبقه وذكرياته .. ماضية وإرهاصاته .. يستقبل ويحتوى .. قد يشكو الزحام أحياناً ويعانى الوحدة أحياناً .. لقد أصبح الفنان أكثر وعياً بلغته .. فيشبعك دون أن يتخمك !..
- فيما قال الفنان الكبير د. أحمد نوار :
- عبد العزيز الجندى يسلك مساراً خاصاً من خلال علاقته بالمكان ، الذى يتعايش فيه .. وتلمسه روحه قبل عقله ... فالمكان له خصائص ومكونات . قد يكون جغرافياً ثابتاً ، ولكن تتغير معالمه مع حركة الزمن التى لا تتوقف .
- وأضاف نوار : هذه المعالم والصفات والمكونات ليست قيمة تكمن فى الشكل فقط ، ولكن فى روح المكان التى تشعبت وتهجنت بأرواح البشر وأعماله الفنية بمعرضه ، والمنفذة بخامات مختلفة تدخل فى عالمه الذى يعشقه منذ عقود .. لذا نشعر بشفافية مطلقة فى مساحات ألوانه المتداخلة ، والمتباينة أحياناً والمتجانسة أحياناً أخرى .
بقلم : طارق عبد العزيز
مجلة النجوم : 27-9-2018
عبد العزيز الجندى عاشق لأحياء القاهرة القديمة
لوحات لرواد مولد `السيده زينب` ومُريدوها
وحلقات الإنشاد والمقاهى وعربات الفول والبيوت الآيله للسقوط
الفنان عبد العزيز الجندى من أكثر الفنانين عطاءاً لطلابهم فنياً وانسانياً ويمتد عطاءه بتلامذته من داخل مراسم الكلية الى داخل أحياء القاهرة القديمة من حارات وأزقه وموالد وأسواق ومناطق أثريه وأبنيه إسلامية وقبطية .. يرسم مع تلامذته من داخل الواقع حيث الطرقات الممتلئه بالشمس والظلال والبشر والأماكن الضيقه العميقه فى تاريخها واثرها الانسانى التى اصبحت مفقودة ونادره .. هذه الأماكن القاهرية الشعبية ساعدت الفنان على إكتشاف قدراته فى الرسم من مكانه فى الشارع بالقلم الجاف الأسود والاقلام الخشبية الملونة والألوان المائية بمهاره وسرعه. .ومن جولاته بين تضاريس القاهرة القديمه وبشرها جذبته ظاهرة إحتفالات الموالد الدينية والشعبية كإحتفال وكثقافة إتصال فريده ومميزه بين البشر ..
واللوحات أمامنا بعض من لوحاته عن مظاهر وممارسات الشارع ورصده لإحتفاليه مولد السيده زينب بما ميزها من`فرق الانشاد` و`الذكر` وأيضاً البضاعات المباعة كـ`الطراطير` والحلوى وتجمعات القرويين ومن مختلف الثقافات وكيفية إحتفالاتهم بالطعام والشراب التى تكشف عن الكثير من طقوس وثقافة التجمع البشرى فى الإحتفال الدينى ..وهو الإحتفال الذى ينتظرونه من العام للعام التالى وعادة يتوافق إقامته مع شهر مارس ولم يقام العام الماضى لظروف كوفيد 19 المستجد ..
ومن مجمل لوحات الفنان الجندى يمكننا إدراك منهجه وفلسفته الفنية فى رؤيه البيئة الشعبية وبإعتباره أن الإنسان والمكان بتضاريسهما النفسية والمكانية هما القيمة الأكبر .. فإهتمامه بالإنسان وجها وملابساً كإهتمامه تماماً بتضاريس معمارياته والأزقة والحوارى .. وليبدو من إصراره لسنوات طويله بالرسم من الواقع وسط المكان فى زمانه المتغير .. وكأنه كمن يبحث عن الجمال وسط الفوضى والقديم والمهمل .. فيرى الجمال ويلتقطه فى لوحاته خطوطا سهله وبأبسط الخامات والألوان مهتما بالتركيز على ذلك التواصل المتين بين ملامح البشر وملامح المكان كأنهما معاً حفرية بشريه متلازمتان أو تفيض أحدهما على الأخرى .. لذلك ندرك فى أعماله ذلك التوافق الوجدانى بين الإنسان والمبنى حتى وإن كان آيلاً للسقوط .. وكأنهما مظهر لتوحد مشترك للحياه ..
ويظل للمكان أهمية كبيره فى لوحاته مُحمل بكل عبئه من إهمال منسى ومن آثار بصمات القدم كعلامه هامة لإحترامه وإرتباطه بالمكان ذلك الكائن الحجرى الخشبى العجوز الذى رغم قدمه يصب الفنان بألوانه الضوء فوقه صباً يُضيئه ويبعث فيه نقاء الرؤية والأصاله .. وفى كل المشاهد هو مهتماً ومخلصاً للغايه لجغرافيا المكان وجاعلاً له الأولوية فى دوره كفنان عاشق لفن الإنسان فى بيئته كاشفاً عن عظمة ما بين أيدينا من تراث أثرى ممتزج بالميراث الشعبى من بيوت وأزقه وحوانيت وشخوص ..
وقد نفذ `الجندى` بإخلاص ومثابره آلاف الاسكتشات واللوحات لجمع شتات الموروث البصرى قبل ان يجرفه التغييب عن ذاتنا .. وقيمة ما يفعله `الجندى` انه يسترجع البواقى مما تبقى بالذاكرة البصرية لوطنه بجمع المشاهد المعمارية وتسجيل الأنماط البشرية فى أماكنها .. فهو لا يرسم موديلات أو مجرد شخوص بل يجعل عينه الفاحصة اللماحة تستشف ما وراء الجلد من لحم ودم الطبائع والعادات من ميراث يتوارثه بإخلاص سكان احياءنا الشعبية القديمة داخل حاراتهم والأزقة حتى لا تعدو مجرد ذكرى لأشكال تضمحل وتفقد معناها أمام أعيننا.. إن إلتصاق الفنان بمظاهر وممارسات بيئته لا يترجم أى اهتمامات ميتافيزيقية .. لأنها هى نفسها مُحملة بدلالات من الوعى الفطرى الذى يُتوارث حتى يكاد يصبح جزءاً من ملامح الشخصية الشعبية بما يأويها من مكان حتى ولو كان آيلا للسقوط فهى متمسكه به كتمسكها بملبسها وطقوس ممارستها الحياه حتى ما يميز صوتها وطريقة نطقها للألفاظ ..
فاطمة علي
مجلة آخر ساعة
|