- حينما شهدت أعمال الدبلوماسى الفنان يسرى القويضى فى معارض سابقة ، لفت نظرى إرتباطه بالتجريب ، وبخاصة فى الخامات والعناصر غير التقليدية ، المتعددة والمتنوعة ..
- كما لفت نظرى أن هذا الاتجاه الذى إرتبط بالتجويد فى إطاره العام ووسائطه المتعددة ، لا يأتى من فراغ أو محاكاة لأساليب عالمية مستحدثة ، بل عن ثقافة فنية واسعة ، ومتابعة حية لتطورات الحركات الفنية فى العالم ، وبالذات فى اوروبا وأمريكا ..
- ولفت نظرى أيضا واستوقفى أن أبجديات الفن الأكاديمية والكلاسيكية تبدو متخللة لنسيج عمله الإبداعى حتى ولو كان(التشكيل) بزجاجات فارغة ـ فى تكوين ينقل الى المتلقى الإحساس بالتوازن والانسجام فى علاقات الأجزاء والوحدات ببعضها ، مع بؤر الإرتكاز.. مثيرة للحس الجمالى لدى المتلقى المتذوق.
- إن موهبة هذا الفنان وحاسته الجمالية ظلت تلاحقه منذ طفولته ، وتكشفت منذ مراحل دراسية الأولى . ولهذا فإن الملابسات والظروف التى أعاقت تخصصه فى الفن ودفعته دفعاً الى طريق الدبلوماسية ، لم تقضى على جيشان الرغبة فى الابداع .. ووجدت هذه المشاعر مع القراءات العديدة فى مجالات الفن ومدارسه وتاريخه واتجاهاته ، وزيارات المتاحف العالمية خلال عمله الدبلوماسى ـ شرقاً وغرباً ـ المقابل الكامل والفرصة العريضة لتحقيق ( الذات الفنية ) واكثر مما كان يطمح إليه فى البداية ومنذ الطفولة .. هذا ما تقوله أعماله التى عرضت من قبل ، وحتى معرضه الذى قام على عنصر الزجاجات والحوار بينها من خلال خلفية ولون وضوء ..
- أما هذا الكتاب الذى يسعدنى أن أقدمه والذى يقترب من المذكرات ، أو السيرة الذاتية ، متضمنة الرؤى والمشاعر والخواطر والتجارب ـ فى تواز ملموس ـ يجمع من خلال مسيرة العمل والحياة بين عالمين .. عالم الدبلوماسية وعالم الابداع .. مع عطائه فى المجاليين ..
- واليوم .. والدبلوماسى الفنان يتفرغ للفن بعد أن أدى دوره الوطنى فى الخارجية وسفاراتها ، يقدم هذا الكتاب مشحوناً بالخبرة والروح الحضارية التى لا تكف عن العطاء الناتج عن إحساس أصيل وعميق بالجمال المطلق ، والرؤية العريضة للكون .. واستشراف رقيق شفاف للمستقبل فى الفن والحياة ..
- أكاد أقول أن حياة الفنان يسرى القويضى تبدأ الآن منطلقة من جديد مدعمة بتجاربه وثقافته الواسعة ..
الناقد / كمال الجويلى