هالة محمد عبد المنعم ربيع علام
- هالة علام فنانة واقعية تمتلك الركائز نحو انطلاقات ابداعية عديدة ..
- تآثرها مشاهد الطبيعة بكل عناصرها وتفاصيلها ودقائقها الى حد الافتتان سواء فى الريف بنخيله واشجاره وحقوله وامام شوطئ البحار والانهار كما تجتذبها العمارة التاريخية الشاهقة واثار الزمن على واجهاتها ومآذنها وقبابها..
- ولأنها درست الرسم والتلوين اكاديمياً الى حد يستوقف الانتباه ويقترب بها كثيراً من محاكاة الطبيعة فهى تختار لإبداعها التصويرى اطار الواقعية ...لكن واقعيتها الصارمة هذه تختلف ولا شك عن المنحى التسجيلى للطبيعة والذى تؤدية عين الكاميرا فى ومضة واحدة فالفنان مهما بالغ فى محاولة المحاكاة لا يستطيع التخلى عن ذاته ورؤيته غير الآلية ...
- تستهدف الفنانة توصيل احاسيسها بجماليات الطبيعة الى المتلقى، متملكة لتقنيات الاداء ولمسة الفرشاة فى موقعها الدقيق ودرجات الالوان ولهذا نستطيع القول بأنها تقترب من ابواب الانطباعية ..
- الضوء يطل من اعمالها لكنه ضوء حيى ملتزم يتطلع بحذر الى توهج اضواء الانطباعيين ...
- لكن الحق ان هذه الفنانة الشابة هالة علام مع ارتباطها الواضح بمبادئ الواقعية حصلت على الركائز والمقومات الدافعة لانطلاقات ابداعية عديدة .
الناقد التشكيلى/ كمال الجويلى
معرض يقدم الطبيعة فى ثوب عرسها
- يتصاعد مستوى الإبداع فى لوحات الفنانة هالة علام ، عاماً بعد عام ، ومرحلة بعد مرحلة .. من خلال تصويرها وانطباعها بمشاهد الطبيعة البانورامية ، سواء كانت منطقة تاريخية تبدو فيها القباب والمآذن والمبانى التراثية التى تعكس مراحل حضارية كما فعلت فى مراحل سابقة .. أو انتقلت إلى الإبداع بالحوار مع الطبيعة الساحلية فى ضواحى الاسكندرية بين القوارب والصيادين والبيوت الشعبية، عاكسة انطباعها بالواقع من خلال حسها ورؤيتها الذاتية ، بخبرة أكاديمية تضيف إليها بصمتها المميزة وتقنيتها التى اكتسبتها وتعمقها مع استمرارية التجربة ومزج الواقع بالخيال ، وحذف غير الجمالى فيما تشاهده من حولها ..
- كما تصاعد فى معرضها الأخير هذا فى استلهام روعة الطبيعة فى منطقة أخرى تطل على البحر الأحمر وتجتذب إليها السياح من شتى الأرجاء ..
- تسحرها مشاهدها الخلابة ، فتنتقى ` الكادر ` بارهاف يثرى هارمونية التكوين وحوارات الألوان مع بعضها بما يوحى بالموسيقى والغناء ..
- ويدهش الملتقى المتأمل للوحات هذا المعرض ذلك الحس بأجواء المكان ومشاهده المتعددة عبر الأفق ، والجامعة بين سطح المياه المترامية والصخور التى تشبه المنحوتات التى شكلتها الطبيعة عبر الزمن السحيق ..
- الطبيعة ساحرة ، والانتقاء الإبداعى منها يزيدها بلورة ونقاء ..
- تستخدم الفنانة لمسات السكين بعجائن لونية وضربات تتناغم بين التناهى فى الصفر والامتداد .. اللون يغوص ثم يرتفع وينشئ حالة من الرليف والباريليف من خلال العديد من تكوينات ومقاسات عدد غير قليل من سكين البالتة .. أصبحت الفنانة عميقة الخبرة بالأداء من خلالها ..
هذه الملامس تجعل المشهد فى إطار اللوحة ، وقد أصبح مجسداً مضيئا ، يشعر معه الملتقى بروعة الطبيعة ، وكأنما ارتدت ثوب عرسها .
الناقد : كمال الجويلى
الريف المصرى بكلية الفنون الجميلة
- افتتح د. سيد قنديل عميد كلية الفنون الجميلة أحدث معارض الفنانة هالة علام والذى حمل عنوان ` الأساس البنائى والجمالى للمنظر الطبيعى فى الريف المصرى` فى محاولة جادة منها لصنع أسلوب جديد يضيف للعمل التصويرى مفهوما جديدا للجمال من خلال بحثها وترددها على المناطق الزراعية وجدت كما هائلا من التنوع فى المساحات والألوان استوقفها لتنقله عبر لوحاتها فى تشكيل مجرد وبناء متقن كان النخيل هو العنصر المشترك بين اللوحات الذى حاولت الفنانة بشكل كبير فى إظهار ملمسه من حولها مساحات تتناغم فى الحجم والملمس واللون التى تخترق السماء فى شموخ والتى توحى بأعمدة المصرى القديم .
- وتقول علام فى كلمتها : وجدت أن كل ما فى هذه المواقع يبدو بناء متكاملا يضم عدة تفاصيل جزئية تضمها علاقات محدودة تربطها وتجمعها بترتيب يؤلف نظاما محددا يعطى للبناء الكلى قيمته ووظيفته هذا بالإضافة إلى تباين السطوح وتميزها طبقا لعوامل مختلفة .
- فى هذه اللوحات أردت التعبير عن ترابط المساحات وتنوعها والتى عبر عنها الفن الحديث بالتجريد الهندسى الذى يعالج مساحات تحدها خطوط تتقاطع أو تتوازى كما تتباين الملامس طبقا للنظام العام أو القانون الذى تشكل به المساحات والألوان والملامس فى تقسيم وتصنيف يعبر عن شخصية المكان الذى يشخص بعمق نشاطات وجهود حياة كاملة لآلاف العاملين فى الزراعة .
- يذكر أن الفنانة هالة علام مدرس بكليةالفنون الجميلة قسم التصوير جامعة المنيا وعضو نقابة الفنانين التشكيلين حصلت على الدكتوراه فى الفنون الجميلة جامعة المنيا 2006 وكان موضوع الرسالة عن أثر الفكر الإجتماعى عن تطور المنظر الطبيعى فى فرنسا وحصلت على درجة الماجستير فى الفنون الجميلة جامعة حلوان فى 2007 مفهوم المنظر الطبيعى أقامت عددا من المعارض الخاصة منها :
معرض بقاعة أحمد صبرى بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك 2011 معرض بقاعة العرض الرئيسية بكليةالفنون الجميلة بالزمالك 2010 معرض بقاعة المركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى بالزمالك 1998 معرض بفندق كتراكت شرم الشيخ 1996. - كما شاركت فى العديد من المعارض الجماعية ولها مقتنيات لدى رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية ومتحف الفن الحديث بالقاهرة مؤسسة الأهرام الصحفية ومنظمة أومجت الدولية بمالطا ومستشفى الصفا والعديد من فنادق شرم الشيخ والغردقة ومقتنيات لدى بعض الأفراد فى مصر وتونس والجزائر ولبنان وألمانيا وفرنسا ومالطا.. كما كلفت بتصميم وتنفيذ لوحة جدارية فى بانوراما حرب 6 أكتوبر .
شيماء محمود
الكواكب - 26/ 2/ 2013
هالة علام .. أسيرة الطبيعة
- الألوان تتنفس من الطبيعة .. تستجيب الفنانة للهمس وللنسيم وموج البحر وصفاء السماء يجذبها النور الساقط على جلابيب النساء .. وحوائط المناطق الشعبية ..تسمع أصواتا وحركة داخل اللوحات .. روح الفنانة الهائمة فى حب الطبيعة .. ملامس لوحاتها ترتبط بتفاعلها مع كل مفردة على حدة ، ومدى التفاعل مع المنظر الذى أستهواها . إنها الفنانة هالة علام التى أقامت معرضها منذ أيام بقاعة صلاح طاهر بدار الاوبرا المصرية .
الفنانة منذ تخرجها وهى تحاور الطبيعة بأساليب مختلفة فى التناول . فمرة تستخدم الملامس الناعمة بفرشاتها الرقيقة ، ومرات تكون سكينة التلوين هى أداة انفعالات الفنانة فتكون الملامس الخشنة . وفى كلتا الحالتين فهى حريصة على تأكيد السمك والغنى اللونى ، لا تبخل فى التلوين بكثافة لتؤكد فلسفة خاصة بها ترتبط بحيوية الألوان وقوتها لتعادل المناظر التى تتناولها من الطبيعة.
تأكدت ملامح أعمال الفنانة منذ أن قدمت مشروع تخرجها عام 1988 الذى تناولت فية صناع المراكب والسفن على شاطئ البحر . وكانت هذه هى البداية التى نبأت بفنانة تحاكى الطبيعة وتستلهم منها برؤيتها الخاصة . وأكدت أعمالها `لمحات من مناظر الطبيعة المصرية 1095` هذه الرؤية حيث تناولت مجموعة متنوعة من مناظر بالريف المصرى والمناطق الأثرية والشعبية والساحلية ، وبعضا من لوحات للطبيعة الصامتة .
واستمرت هالة فى مغازلة الطبيعة بفرشاتها تارة وبالسكين تارة أخرى وفى الحالتين كانت شديدة الرومانسية فى التناول لتأكيد جماليات المشاهد بلغة التشكيل وقواعده . إلا أنها ظلت مشغولة بالبحث عن مفهوم وفلسفة تشكيلية خاصة بها فكانت لوحاتها التى قدمتها تحت عنوان ` القيم الجمالية فى المنظر الطبيعى من خلال التراث المعمارى 2011` ، و `الأساس البنائى والجمالى للمنظر الطبيعى فى الريف المصرى 2013` وفيما حاولت الانتقال من المبالغة فى تأكيد قدراتها التشكيلية إلى التلخيص الحذر سواء فى البناءات المعمارية أو مناظر الريف ، والبحث عن حلول فنية فى البناء والتلوين . فأخذت بعض القطاعات من المناظر الطبيعية وقامت بالبحث عن قيم تشكيلية جديدة لها مقتربة من التجريد والتلخيص دون المغامرة لحرصها على المغازلة الناعمة لما تختاره حواسها من الطبيعة .
فى عام 2016 حاولت الفنانة البحث فى فلسفات الحركة الكامنة داخل العمل الفنى ومحاولة تأكيدها من خلال البحث فى قطاعات من العمل الفنى وتأكيد الحركة من خلال الخطوط والإيقاعات وتباينات الظل والنور .فكان مشروعها `جماليات الديناميكية الساكنة فى عناصرالطبيعة ` وقد تناولته باستخدام سكين التلوين لتحقيق الملامس أيضا .
وجاءت الانتقالات سريعة فى السنوات الأخيرة التى أضافت للفنانة قيما تشكيلية خاصة ميزتها بقدر أكبر من الأعمال السابقة ففى عام 2017 قدمت رؤية تحت عنوان ` اللون فى الطبيعة العضوية بين الإدراك والعفوية` . وأعتقد أن هذه المرحلة الأهم فى تاريخ الفنانة التشكيلى والتى دخلت فى محاولات جادة للبحث فى اللون والحركة بتحرر أكبر من التفاصيل ليتحول غزل الطبيعة إلى حالة عشق يرتبط بالروح الهائمة لتحقيق قيم جديدة وخاصة وجريئة فى ذات الوقت .
تخرجت هالة علام فى الفنون الجميلة عام 1988 ، وحصلت على الماجستير والدكتوراه لتشغيل الآن أستاذا مساعدا بكلية الفنون الجميلة قسم التصوير ــ جامعة المنيا . أقامت عددا من المعارض الخاصة بدأ بمعرض ` لمحات من مناظر الطبيعة المصرية ` بقاعة المركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى بالزمالك 1995 ، كما شاركت فى العديد من المعارض الجماعية منها صالون مصر الدولى بقاعة الأهرام للفن 2017 ، حصلت على ميدالية منظمة أومجت الدولية ، كما حصلت على العديد من الشهادات التقديرية من وزارة الثقافة . للفنانة مقتنيات فى أماكن ومؤسسات عدة أهمها رئاسة الجمهورية ، ومتحف الفن الحديث ، ووزارة الخارجية ومؤسسة الأهرام الصحفية.
د. سامى البلشى
الاذاعة والتليفزيون : 28-4-2018
الفنانة هالة علام ( 1966) الطبيعة تتحلى بذوق المرأة
- الفنانة هالة علام أستاذة للتصوير بكلية الفنون الجميلة بالمنيا وقد حصلت على درجة الدكتوراة فيها، وثمة ما يجعلها قريبة على نحو ما من عالم ميرفت : من زاوية تصوير المنظر الطبيعى من مناطق بيئية مختلفة، مع إختلاف البعد الفكرى والشكل البنائى وعدم تواجد العنصر البشرى فى أعمال هالة إلا قليلا ، ومن السهل إدراك الحس الأنثوى فى أسلوب معالجتها لمظاهر الطبيعة، بين البحر والصخور والرمال والقوارب والبيوت الساحلية .. هذا الحس من الأناقة الزائدة والترصيع اللونى والدقة المتناهية فى رصد التفاصيل وإضفاء لمسات الضوء والظل، حتى يبدو نسيج اللوحة التصويرى أقرب إلى خيوط التطريز زاهية الألوان المنمقة فوق الأزياء التراثية .
- اللون فى لوحات هالة يمثل دور البطل الرئيسى ... إنه لون سخى زاخر بوميض الحلى والمعادن البراقة ( هكذا يبدو ) جامع لكل ألوان الطيف وماتضعه الفنانة فوق` بالتة الألوان`، لكنها لاتفعل مثلما يفعل الفنانون الانطباعيون (التأثيريون) بأن تنثر لمساتها اللونية باندفاع أهوج متباعدة عن بعضها البعض، حتى يبدو البناء العام للوحة هشا قابلا للطيران، بل إنها ترص لمساتها الونية الدقيقة متجاورة كقطع الفسيفساء، فيكتسب السطح والتكوين بريقا وعذوبة، بما يذكرنا بعملية وضع المكياج على وجه المرأة طبقة بعد طبقة، وحتى لو كان ماتصوره سطح الماء فى البحر فإنه - من ثقل اللمسات والألوان والبريق - يبدو ساكنا متباهيا بوميضه .. وتكتسب الصخور رسوخا وعراقة وكأنها تحمل عبق التاريخ، وتكتسب مساقط المياه المنجرفة فوق الصخور إيقاعا وئيدا كسلسال عذب يأتى من نبع مجهول ، وتكتسب القوارب المتماوجة فوق الماء رقة ورشاقة وهى مزدانة بخطوطها اللينة وألوانها المشعة، أما البيوت على شاطىء البحر فتبدو مغسولة ` بالشامبو` وضاءة فى ضوء الشمس !.
- إن هذه النزعة التزيينية المتوارثة فى ذوق المرأة المصرية ربما جارت على الروح الإبداعية للفنانة، بما يمنحها الجرأة على أن تتحرر من أسر الطبيعة.. والتحرر يعنى: أن تزداد اقترابا منها .. لتزداد ابتعاداً عنها .. بأن تخلق عالما موازيا وليس محاكيا لها .. وربما نجد تأثير عملها الأكاديمى واضحا على فنها، وعلى طلابها الذين تلقنهم هذه التعاليم، لكن المهارة والأتقان والدأب والصبر الطويل .. تلك القيم التى تتحلى بها الفنانة هالة، كفيلة بأن تدفعها خطوة أبعد نحو الإبتكار والتجديد، فقط لو أضافت إلى تلك القيم .. قيمة البحث والتجريب .
بقلم : عز الدين نجيب
من كتاب ( الفن المصرى وسؤال الهوية بين الحداثة والتبعية )
|