حمدى صادق أبو المعاطى عمر
حمدى أبو المعاطى وبلاغة الطائر
- حمدى أبو المعاطى فنان رمزى يتميز ببلاغة التعبير ، وكثافة المعنى وهو فنان شكل اى صورة يعرف الطبيعة الموحية للعنصر الذى تنتظم بسببه بنية الصورة التى ينتجها ، ولعل ذلك يعود إلى تلك الطبيعة السجية التى هى باطنية وخافية لا تعلن عن ذاتها إلا حين يبدأ الرسم ، فلو شاهدناه على هيئته غير البواحة لما دار على بالنا ما نراه فى خطوطه الجموحة وأشكاله المتمردة فى ساحاتها الفراغية.
- وفى السابق كان حمدى أبو المعاطى رومانسيا شديد الوفاء للون الموازى للحدث العاطفى إذ ذاك كان قاتما وظلت حجومه مغلقة على ذاتها فى كيان الرسم ، كان المثلث الهرمى هو دائما محوره ثم هو ذاك الطائر الأسطورى الذى يبدو دائما منقضا ومتحفزا للحظة الموت ، وحين أنجز تجهيزه فى الفراغ فى إحدى قاعات مجمع الفنون منذ سنوات بدا لنا متحررا ومنعتقا من حبس المثلث الهرمى طليقا فى أفق ممتد خارج حدود الإطار، فبدا بليغا ومحسوسا .
- إنما نحن نراه الآن فى تجربته الأخيرة تلك ملونا حاذقا وقد ظهر لنا مثلثه الهرمى وقد تحرر من ثقله وتأهل للطيران وللصعود بل إن أدواته التى كانت تشكل صميم بنياته قد صارت مفتوحة غير متصلة بأطرافها وبدت لنا الخطوط حرة تشى بعفوية مشطورة بين الحرفة والعقل - وإذ نحن نشهد اكتمال تجربته البليغة بعد عودته من زمن البعثة وقد فتح الباب على مصراعيه ، واستعد لنشيده الطائر .
بقلم : أحمد فؤاد سليم 2001
` طيور امرأة ` ترفرف على إبداعات ` أبو المعاطى `
- تمثل لوحة `طيور إمرأة ` للفنان حمدى أبو المعاطى واحدة ضمن 40 عملا حول المرأة كمفردة تشكيلية هامة فى العمل الفنى ، وأهمية اختزال اللون فى التعبير عن البعد النفسى فى الرؤية البصرية، كذلك الدور التبادلى للعلاقة بين الإنسان ومفردت البيئة المصرية، يتمثل ذلك فى الطائر الذى يتسم بصفات تتجانس مع المرأة الوديعة التى تعبر عن الحب والسلام فى خيالات الشكل فى فضاء اللوحة، يتميز أبو المعاطى ببلاغة التعبير وكثافة المعنى حيث تنوعت أعماله من خلال الطباعة على سطح بارز أو غائر، مستخدماً ألوان الباستيل والحبر الشينى بالأبيض والأسود وألوان الاكريليك ، وتعتمد معظم أعماله الفنية على توصيل صياغة تعبيرية تجريدية تتسم بالبعد الرمزى، ويعد أبو المعاطى واحداً من أهم فنانى الجيل الرابع لفن ( الحفر المصرى المعاصر ) الذين أكدوا أهمية امتزاج روح التراث المصرى بأنواعه المختلفة مع الفنون العالمية المتنوعة ، وفلسفته تجاه قضايا عصر العولمة الثقافية جعله يبحث عن الذات عبر إعادة الصياغة لبعض العناصر المصرية من خلال الحضارة المصرية القديمة ، القبطية، الإسلامية، لكن بصياغة ورؤية معاصرة تعبر عن فلسفته الخاصة تجاه القضايا العامة .
محمد عبد العلى
المسائى 19 /9 /2014
رسوم خطية وفيديو ` آرت ` وطبيعة مجردة فى ` مركز الجزيرة `
- قدم الفنان حمدى أبو المعاطى تجربة جرافيكية جديدة عبارة عن رسوم خطية ، تخلى فيها عن ثرائه التقنى الذى كان يستخدمه فى أعماله الجرافيكية السابقة ، حيث اختزل هذه التقنيات ليحقق فكرته من منطق البلاغة التعبيرية للخط فى العمل الفنى ، والتى جعلت أعماله مباشرة ذات حالة وجدانية متدفقة ، نتجت عن عناصر ورموز اللوحة ، فبعض الأعمال تتميز بوجود مساحات ظلية تظهر أحيانا عنصر الخط الموجود معتمدا على البقع الظلية التى تخدم القيمة الخطية المرسومة من خلال عناصر اللوحة .
- يضم المعرض 42 لوحة ، 17 عملا مرسوما ، و25 مطبوعا، وقد استمر الفنان فى تناوله للحالة أو الفلسفة التى انتهجها فى أعماله وهى العلاقات الإنسانية ،فالمعرض هنا يمس حالة إنسانية بين الإنسان والآخر ، الذى يمكن أن يكون إنساناً أو طائراً أو حيواناً أو شجرة ، أو أى مفردات بيئية التى يسيطيع الإنسان التعايش معها فى حالة حوارية بشكل مستمر .
- يقول الفنان حمدى أبو المعاطى : فكرة التعبير من خلال خطوط بسيطة لها مدلول رمزى عال، فالخطوط متجانسة تصميميا فى المسطح أو فى فضاء الصورة بشكل عام وهذا كان هدفى ، أن يصل للمتلقى الشحنة الانفعالية التى تخرج من الفنان مباشرا على سطح القالب الطباعى ، وبناء على ذلك تصل هذه الحالة بشكل غير مشوش بصريا والتى تنتج من التقنيات الكثيرة التى يستخدمها الفنان عادة ليعبر أو يؤكد بها مدلولات معينة فى عمله الفنى ، فهل هناك فرق بين العمل الفنى المطبوع بقيمة ورسومه الخطية وبلاغته التى توصل الفكرة وبين العمل المرسوم بالقلم الأسود أو بالريشة على سطح الورق ، فأنا أعتقد أن الحالتين شبه متساويين باختلاف جزء صغير جدا وهو الوسيط الذى ينقل على سطح الورق وهو ` القالب الطباعى` والرسم المباشر على الورق ، فهنا يوجد دور مهم للقالب الطباعى ، لأننى أستطيع استخدام الحفر فى الحمض بدرجات مختلفة ، والتى تعطينى تنوعاً خطياً وسمكاً من خلال الخط نفسه ، فحينما يترك العمل فترة أقل فى الزنك يعطى خطاً أقل عمقا ، فيصبح الخط فاتحا وكأنك تلون من خلال الخط ، فذلك له فلسفته وميزته فى الطبعة الفنية التى تختلف عنها فى الرسم، فخطوط الرسم تحتاج سنا واحدا سواء كان باستخدام الفرشاة أو الأقلام الربيدو أو الفلوماستر، نضغط على سن القلم أحيانا كى نعطى سمكاً ما ، الذى يعبر عن حالة ظلية معينة للعنصر الذى يرسم .
- يواصل : أعمالى سواء كانت فى الطبعة الفنية أو المرسومة تدور حول فلسفة واحدة ، وهى أن المرأة عنصر رئيسى فىى جميع أعمالى ، تظهر فى علاقات تبادلية مع الطائر ، فأحيانا تكون فى حالة رومانسية ، وأحيانا أخرى يوجد عنف ما فى اللوحة ، وفى أوقات أخرى تحمل اللوحة مدلولات رمزية معينة تعبر عن عاطفة ما موجودة ، كما أنه فى بعض الأحيان تصور اللوحة حالة مجتمعية ، فالمرأة توجد فى وسط طائر أو شجرة ، أو مع رجل ، أو على حافة ترعة، كما يمكننى التعبير عن بيئة معينة` كالزى النوبى فى الأعمال ` من خلال الخطوط البسيطة ، فهذا نوع من الاختزال الخطى، الذى أستطيع من خلاله التعبير عما أريده بشكل سهل وبسيط دون أى تدخل من تقنيات ، سوى أنه فى بعض الأعمال فضلت أن استخدام تقنية الفوتو إكشن أو ` عملية الحفر التصويرى ` ، إلا أن استخدامى لها لم يكن عاديا، فجميع الخطوط بها نوع من التجريد .بالإضافة إلى أن جميع لوحات المعرض رسمت مباشرة على قالب السطح الطباعى دون تحضير مسبق ، كنوع من الاسترسال التلقائى من خلال إحساسى بالقالب الطباعى أو مسطح اللوحة نفسه ، وبالعلاقات الخطية التى تخلق نفسها على حسب فكرة كل عمل .
بقلم : رهام محمود
روز اليوسف 5 / 7 / 2009
حمدى أبو المعاطى يصنع بالخطوط حالة حوارية جديدة
- جوائز عديدة
- تخرج الفنان حمدى أبو المعاطى فى كلية الفنون الجميلة قسم الجرافيك بجامعة حلوان 1981 .. وأقام أكثر من 15 معرضاً خاصاً به بجانب مشاركته فى أكثر من 65 معرضاً جماعياً ودولياً وقومياً ..كما تقلد منصب مدير متحف الفن المصرى الحديث من يناير وحتى مايو 2004 واختير قوميسيراً وعضو لجنة تحكيم فى عدة محافل دولية .. بالإضافة إلى أنه حصل على العديد من الجوائز أهمها مؤسسة الأأهرام فى صالون الأعمال الفنية الصغيرة 2002 و 2003 والجائزة الثانية بصالون الشباب الرابع والجائزة الأولى بصالون الشباب الثالث.
- الهرم فى البداية
- دائماً ما تلمح فى أعماله الفنية استلهاماً بالطابع الرمزى المصرى من عناصر ووحدات تشكل لوحاته متأثراً بالحضارة المصرية القديمة والقبطية والإسلامية فى حين أنه يتناولها برؤية معاصرة تعبر عن فلسفته الخاصة تجاه القضايا العامة التى دوماً ما تظهر بحالة جديدة ومختلفة فى كل معرض يقيمه .
- فى البداية كان الهرم هو محوره كمفرده تشكيلية ثم أصبح الطائر هو بطل لوحاته وبعدها أصبح ملوناً وأحياناً أخرى نراه مختزلاً للون فى العمل بغرض أن يكون لهذا اللون بعد فلسفياً وسيكولوجياً لخدمة الحالة الإبداعية كما أنه لم يقته استخدام تقنية ` الديجيتال برنت ` فى إنتاج أعمال فنية له حيث أقام معرضاً كاملاً لهذه الأعمال بألمانيا.
- الرسوم الخطية
- أما فى هذا المعرض فإن الحالة مختلفة حيث نرى أن الخط هو المفردة التى بها أصبح لأعماله بعد أخر أبعد من البعد الرمزى... والذى أراد من خلاله إبراز القيمة التى يحدثها الخط من خلال فكرة ما ومن خلال الطبعة الفنية أو الصورة المرسومة وتأكيد أهمية الرسوم الخطية والأثر البلاغى والإبداعى فيها على المتلقى .
- المعرض يضم أكثر من ثلاثين لوحة بأحجام مختلفة وينقسم إلى مجموعة رسوم خطية من خلال القالب الطباعى ومجموعة رسوم خطية من خلال الرسم المباشر على الورق .. والمراد من ذلك هو إيضاح الإحساس المختلف بين هاتين المجموعتين لأن الخامة تفرض أحياناً ألية التنفيذ ولتأكيد معنى أن اللوحة المرسومة أكثر حرية من اللوحة المطبوعة .. وإن هذه الاسكتشات بمثابة أعمال فنية مستقلة لها قيمتها الإبداعية الخاصة بها عن طريق الخطوط رغم أن الطبعة الفنية تحقق فكرة الانتشار .. فقد جاءت فكرة المعرض لتؤكد أن الخط وحده له أهمية وأثر بلاغى كبير فى تشكيل عناصر العمل الفنى .
بقلم : شيماء محمود
الكواكب 30 / 6 / 2009
الفنان حمدى ابو المعاطى .. والعزف بالتقاسيم المرسومة
- وأعمال الفنان حمدى ابو المعاطى تتميز بتفردها فى العناصر والمفردات التى يكون منها جملته الفنية التى عرف من خلالها وسط الساحة التشكيلية منذ معرضه الأول عام 1986 ، وعلى الرغم من إنحسار أدواته الفنية التى يتعامل معها، إلا أنه تمكن بإقتدار من عمل ترابطات تكوينية متميزة تقف على أرض صلبة ، وتشكيلات عدة ، كأنه يعزف لنا تقاسيم وغنائيات موسيقية على آلة واحدة ، مما أضفى ثراء قوياً ذا أبعاد فنية .
- ويتميز معرض الفنان أبو المعاطى بأقسامة التى تضم الثنائيات والثلاثيات ، فضلا عن اللوحات المرسومة بالحبر الصينى البنى اللون ففى هذه اللوحات يظهر اقتدار الفنان على التباين بين الظل والنور وإبراز الجسم الإنسانى فى أوضاع متعددة بداخلة مع أغصان الشجر التى تمكن الفنان من تخليصها من الشوائب العالقة بها كالأوراق وما شابه ذلك .
- ولعل أعماله المطبوعة بطريقة اللينوليوم هى من الأعمال التى لها مذاق ومعالجة خاصة فاللينوليوم عبارة عن مسطحات مغطاة بمادة جلدية قابلة للحفر عليها، وكل مسطح يصلح للون واحد ، فقدم التجربة مصحوبة بتقنية المتمرس ، المجرب.. كما استخدم فى هذا النوع من الطباعة حوالى أربعة ألوان فجاءت تلك المطبوعات معبرة بالفعل عن احساسه الذى أراد توصيله للمتلقى ، وقد عرض الفنان أبو المعاطى عدة ثنائيات وثلاثيات يستكمل كل منها الآخر ، فى تشكيل يستدعى المشاهد الوقوف أمامها طويلاً حتى يستشعر ما يرمى إليه الفنان من تجربته .
بقلم الفنان / عادل ثابت
مجلة الكواكب 3 / 11 / 1992
- أن الفنان الشاب حمدى أبو المعاطى يمتلك قدرة فائقة فى الاداء والتعبير عن أفكاره من خلال بنائيات مفرداته التى صاغها وطوعها لتحقيق قيمة تشكيلية عالية تظهر فى تصميم العمل الفنى .
- الضوء
- وعنصر الضوء عند حمدى أبو المعاطى يلعب دوراً أساسياً فى إبراز هذه المفردات ، فنحن نجد أن كل مفردة تلعب دور البطولة فى عمل منفرد ، والضوء يوظف لإبراز هذه البطولة ولتوضيح الفكرة وتوصيلها للمشاهد .
- وهذا الأسلوب سبق أن استخدمه جوبا فى أعماله المنفذة بطريقة الحفر الغائر على المعدن من خلال درجات الأبيض والأسود ، كما استخدمه رينوار من خلال الدرجات اللونية فى أعماله المصورة والتى استخدم فيها الألوان الزيتية وهو نفس ما نجده فى أعمال حمدى الملونه والتى استخدم فيها الحبر الشينى الممزوج بالألوان المائية .
الدكتور / أحمد نوار
مجلة روزاليوسف 16 / 6/ 1986
فنان يزرع الاحتجاج خوفا على السلام
- هذا الفنان الذى أكتب عنه من أبناء القرية المصرية ( ميت السودان ) مركز دكرنس محافظة الدقهلية ، إلا إننا لا نرى الشادوف والفلاحين والشجر والحيوان كما هو المتوقع فى تصوير الفنانين الشبان ، الذين يرددون صيحة الأصالة والمعاصرة ، فهو وإن لم يتحدد هذا الانتماء المكانى فى أعماله ، إلا أننا نحس بإنتمائه الزمانى تماماً ، فأعمال الفنان الشاب حمدى أبو المعاطى ما هى إلا نبض وصدى لإيقاع عصرنا الملىء بالاضطراب والتناقض والتناحر والاحباط .
- إن الأعمال التى قدمها الفنان حمدى أبو المعاطى بقاعة اخناتون بمجمع الفنون بالزمالك ، والتى ضمت 37 لوحة من أعمال الحفر البارز والغائر والمسطح أو المستوى ، وتتناول جمعيها قضية الحرب والسلام .. ما هى إلا صيحة احتجاج صارخة تهز وجداننا ، وتزرع فى أذهاننا السؤال الدائم عن مصر الحرب والسلام !!!
- ويقول الفنان حمدى أبو المعاطى : أنا فنان عقلانى يناقش مشاكل عامة ، لا يظهر فيها تأثير البيئة والمنشأ ، كما هى السمة الغالبة على الفنانين الشبان لأننى أرى أن الفنان يجب أن تكون له فلسفته وقضيته التى يعبر عنها ، بمعنى لابد أن يكون الفنان صاحب رسالة .
- أتناول أعمالى بنظرة شمولية بعيدة عن التقليد ، لأننا فى عصر الفضاء الذى جعل الكرة الأرضية تبدو وحدة صغيرة جداً ، لذلك فأنا أعبر عن بلدى من وجهة نظر انسان القرن العشرين المساير لغزو الفضاء .
- الاحباط والسلام !
- فمثلا اللوحة مختارات مصرية ( طباعة غائرة ) هذا العمل يمثل مصر بشكل واضح من خلال تناول الأهرامات الثلاثة بشكل جديد ، وليس بالتناول التقليدى .. فمصر التى تنادى بالسلام من خلال الأهرامات رمز مصر ، والمفردة هى الحمامة التى تتبوأ الهرم مع المفردات العجلة والحصان وعنصر الزراعة والحضارة أى طبيعة مصر .. لكننا فى أعمال أخرى نرى الأحباط يخيم على جهود مصر .
- فمن خلال العلاقات الانسانية وأثرها على الإنسان المعاصر يتضمن الفنان مجموعة مفردات يعبر بها ، عما يدور فى عقل ووجدان ومشاعر إنسان القرن العشرين بكل الامه واماله .. إننا نحس أن هذه المفردات وهى الانسان ـ الحصان ـ العجلة ـ حمامة السلام ـ البيض ، هى أقرب وسيلة لتوصيل فكرة الفنان لنا ، حيث تلعب المفردة دور البطولة فى كل عمل على حدة ، وذلك تبعا لفكرة كل لوحة .
- ولقد لجأ الفنان حمدى أبو المعاطى إلى محاولة جريئة ، حينما عمد إلى التجسيد المادى من خلال الثالوث الفنى المسمى بالمعادلة الصعبة ، حيث ظهرت حمامة السلام مجسدة أى حقيقية مصلوبة ومشدودة بخيوط تعلو اللوحة المحورية التى تحتوى السلام والحرب معا والتى ينبثق عنها الشقان أ ، ب واللذان يمثلان السلام والحرب ، مما يوصل لنا الإحساس بأن حمامة السلام قد تمزقت تاماً .. فيخيم علينا القلق ويجعلنا فى حالة استفهام .. أين السلام فى هذا الدمار ؟ وإلى أين نمضى ؟ إلى حرب أم سلام ؟
بقلم : فاطمة عنان
مجلة روزاليوسف 16 / 6 / 1986
لوحات المجادلة بين الطاقة وامتصاصها
- أقام الفنان حمدى أبو المعاطى معرضاً لأحدث أعماله فى قاعة المركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى بالزمالك وسماه ` حوارات الشكل واللون ` قدم فيه 35 عملاً منفذاً بطريقة الرسم الملون ( حبر صينى - اكريليك - كولاج ) .
- المعرض يقدم أكثر من قيمة بصرية جدلية وموحية أكثر من مجرد حوارات الشكل واللون كما سمى الفنان معرضه .. لأن هذه الحوارات أساسية فى أى عمل فنى ملون لأنه لا الشكل ولا اللون يجتمعان معاً على مسطح واحد عشوائياً بل هناك بناء بصرى وحوارى مقام يتحركان خلاله إذا كان العمل ناجحاً .
- أما ما يميز أعمال الفنان أبو المعاطى فهى تلك السيميترية غير المزعجة فى لوحته الكولاجية التى يسكن قلبها مجموعة فلاحون جالسين ربطوا عرضياً جناحى اللوحة وركزوا الطاقة داخل قلب اللوحة بما يحوطها من خطوط تدور حول محور وهمى ليمثله قلب اللوحة الرأسى . وفى لوحة أخرى تمثلها امرأة متكئة على خط رأسى وهمى وخط أخر طولى إلى يمين اللوحة قسمتها إلى ثلاثة أقسام وهمية بينهما شكل بيضاوى كموجب للتجويف الأيسر السالب أعلى صدر الفتاة ، ويحوط الشكل البيضاوى خطوط تنتهى بشرائح تمسك بأركان اللوحة المركزية من الانفلات بين الشكل البيضاوى وجسد المرأة وتجويف الصدر .
- وفى لوحة أخرى نستشعر توازن الطاقة بين نصفى العمل العلوى والسفلى أمام خط عرضى فى ديناميكية ربما حد منها وأعاقة الأشكال الزخرفية المعمارية أسفل يمين اللوحة ..وفى اللوحة يدور الشكل البيضاوى العلوى حول نفسه وتتطاير أطرافه من شدة الحركة كطاقة إيجابية تناظرها إلى أسفل طاقة سلبية داخل الشكل البيضاوى المنغلق على نفسه ، كأن هناك مجادلة بصرية بين الطاقة وامتصاصها . ونلاحظ فى كثير من لوحاته تداخل السالب والموجب ثنائى الطرف فى العملية الإبداعية ونلمس هذه الثنائية أيضا فى تخطيط داخل إحدى لوحاته لما يشبه منضدة شطرنج بين مربعاتها الأبيض والرمادى .. كما أن شعور نساء لوحاته تنتهى بشرائح رفيعة ربما لتفريغ الطاقة خارج الشكل بين شرائح الأبيض والأسود . نعود للحركة المحورية أو الدائرية حول نفسها فى أعمال أبو المعاطى والتى بدت بشكل مختلف وأكثر حيوية فى لوحته التى نرى فيها امرأة ( كولاج ملصوق) مرتدية ` روب أبيض ` وتقف يحرك الهواء ملابسها ..وفى نفس الوقت ترتكن بكتفها إلى بناء شكلى ضخم ينتهى على هيئة مروحية رأسية تدور حول محور ينتهى بشرائط مقسمة كشعور نسائه تدور مع اتجاه حركة الساعة .. بينما يتماثل سكون جسد المرأة مع سكون الحركة أسفل المروحة والذى انتهى بأربع شرائح منغرسة فى أرضية اللوحة كأسلاك تهريب الكهرباء أرضى وهنا هى للإمساك بطاقة حركة اللوحة العلوية من الانفلات .
- وفيما عدا حركة روب المرأة إلى خارج اللوحة المتناظر مع الحركة المحورية حول نفسها فهذه اللوحة توحى بحالة من الطاقة الإنسانية فى تجاوب مع الطاقة والحركة المتولدة عن محور الشكل لأعلى . وأرى أن الطاقة والتماثل بالتناقض والتقابل معاً أكثر ما يميز أعمال الفنان حمدى أبو المعاطى وأكثر ما يثير من حيوية بمحاور لوحاته المتعددة وليس حوار الشكل واللون كما أطلقه الفنان على منهجه فى اللوحة وظلم بهذا العنوان لوحاته وتجربته وهى الحاملة لأبعاد كثيرة حيوية متفردة بين الإيحاء والمجادلة .
بقلم : فاطمة على
القاهرة 29 / 4 / 2008
أحدث إبداعات حمدى أبو المعاطى بقاعة الدبلوماسيين الأجانب
- تفصح التجارب البحثية المختلفة على مر العصور عن عدة عوامل متداخلة تخضع لها العملية الإبداعية فى أثناء لحظات الخلق والمخاض، منها الإحكام العقلى والوهج الروحى والارتعاد الوجدانى إضافة إلى الاندفاع الغريزى الذي يشارك أحياناً فى نسج خيوط الصورة النهائية بسيطرة من بقية الدوافع المتأرجحة فى مجموعها بين الفعلين الإرادى واللا إرادى للمبدع ، وهو ما قد نجده فى معرض الفنان حمدى أبو المعاطى الذى أقامه مؤخراً بقاعة الدبلوماسيين الأجانب بالزمالك تحت عنوان `حوارات الشكل واللون` حيث قدم من خلاله أكثر من ثلاثين عملاً بين رسم وتصوير، استخدم فيها خامات متنوعة من اكريليك وحبر صينى ، علاوة على توظيفه لبعض الصور الفوتوغرافية عبر تقنية الكولاج وقصاصات من الكرتون المضلع لإكساب التكوين مزيداً من الحيوية على مستوى الملمس، وهو ما أكسب أعمال الفنان نكهة تجريبية مغايرة لما ألفته العيون لأعماله الجرافيكية ذات اللونين الأبيض والأسود، والمنضبطة حرفياً بشكل لافت بيد أنه لم يفرط في مفرداته المعهودة مثل الهرم والجسد والطائر الذي يمثل ركيزة ذاتية فى فكر العرض، حيث تسربت لرأسى قناعة بأنه هو حمدى نفسه ، يحوم فى فضاء المشهد بين إناثه من ذوات الأجساد البضة الشهية التى يحقنها أحياناً باللون الأحمر الملتهب وأحياناً أخرى بسائل الرغبة بعيداً عن الرمزية اللونية المباشرة حتى إن كل بناء على حدة يشف عن تراسل صوتى بصرى ، فيبدو كتغريد حول جسد مشتعل وربما يكون هذا التقمص البيولوجى هو ما يدفع أبو المعاطى إلى تبديل لون الطائر تبعاً لحالته الجسدية والعاطفية عند غزل المشهد فنراه يرتحل بين الأخضر والأزرق والفيروزى والأحمر عبر وسيط أكريلكى صداح صريح ينسجم مع الألوان المقابلة للمقاطع البدنية الأنثوية لاسيما الأثداء الناهدة التى تنصب فخاً غوائياً للطائر حتى يستدرج للمنطقة الفاصلة بين المقارنة والشروع وفى هذا الإطار نجد حمدى يتعامل مع جسد الأنثى من خلال عدة زوايا للرؤية الاجتماعية والتراثية كأحد أبناء ريف الدلتا حيث ولد فى قرية دكرنس بمحافظة الدقهلية ، وهو ما يجعل شرائح النسائية تتراوح في الصورة بين الجرأة المدنية والحشمة الريفية بين صهد الغريزة ونداوة الفطرة ، لذا فإن بعض إناثه يستترن باللحم فقط بينما البعض الآخر يختبئ وراء ثياب شعبية مرقوشة وهو ما يجعل تكويناته تأوى صنوفاً عدة من النساء المصريات بين فلاحات وشعبيات وسافرات وبنات من ذوات الضفائر التى تتحول أحياناً فكرياً وشكلياً إلى ذيول لطيور نزقة وأحياناً أخرى تنسدل على ظهور وصدور ووجوه بريئة وربما كان هذا الاستعمال الجسدى دافعاً لحمدى كي يغرس معادلاً إنسانياً في قلب المشهد على صعيدى التصميم والتقنية حيث نجده يدفع بالهرم بين عناصر التكوين لضخ مزيد من الحيوية البصرية والطاقة الروحية عبر خلخلة حركية دائمة تثرى الصورة وتمدها بطزاجة متجددة ، أما على المحور التقنى فنراه يوظف الحبر الصينى لخلق كابح لجماح تلك الثورة اللونية والجسدية من خلال آليات التخطيط والتهشير بالقلم الرابيدو حتى يصل به أحياناً إلى ملامح الطباعة الخشبية التي تميز تاريخه علاوة على استخدامه فى رسومات قوامها الخط فقط كحاوية مستقلة للقيمة الجمالية يخترق بها البراح الأبيض، على جانب آخر نجد الفنان يوسط الماء مع الحبر من أجل التسييل والتخفيف بما يساعده على التنقيط والنطر والتبقيع كحيل حرفية يصل بها إلى نقطة التوازن على منحنى الأداء بين الشطط التعبيرى والضبط البنائى ، ثم هذا النقر والتوريق والإزهار بالقرب من البشرة الأنثوية الحمراء للبوح بمتواليات الاشتهاء والخصوبة والميلاد عبر إبداعات حمدى أبو المعاطى ذلك الطائر الذى يرفرف ويغرد حول جسد مشتعل .
بقلم : محمد كمال
جريدة الأهرام 1 / 5/ 2008
بعد فوزه بالتشجيعية .. أبو المعاطى بمركز الجزيرة للفنون
- بمركز الجزيرة للفنون يعرض الفنان حمدى أبو المعاطى معرض `الرسوم الخطية` والذى يستمر حتى 10 يوليو الحالى ، الجدير بالذكر أن الفنان حمدى أبو المعاطى حصل على جائزة الدولة التشجيعية هذا العام فى فرع الحفر المطبوع عن تجربة فنية لها تقنية خاصة بالفنان الذى يتميز بغزارة إنتاجه وتميزه ، واتسمت الأعمال الفنية التى أنتجها الفنان حمدى أبو المعاطى منذ البدايات الأولى فى ممارسته للفن بالطابع المصرى الذى يتميز بعناصر ووحدات تمثل وتشكل عناصر التشكيل فى أعماله الفنية ، كما لعبت فلسفة الفنان الخاصة والتى تتمحور حول ` العلاقات الإنسانية وهموم الإنسان المعاصر` الدور المهم فى تشكيل الكيانات التشكيلية لأعمال الفنان ، حيث تخرج الأعمال بصفات ومميزات تطرحها كل لوحة بفكر مستقل يرجع في المقام الأول إلى الفلسفة الأساسية التى تعتبر الهدف الأساسى فى تشكيل فكر العمل الفنى له، واستمر هذا المحور حتى بدايات التسعينيات.. وبعد فترة البعثة التى قضاها الفنان فى ألمانيا للحصول على درجة الدكتوراه في الفترة من 1993 إلى 1999.. قد تبلورت تلك الفلسفة .. وأخذت بعداً آخر اتسم بمحاور تعكس فلسفة الفنان وتميزت بالفكر المجرد الحر .. إلا أن الوحدات والعناصر المشكلة للعمل الفنى لعب فيها الرمز المصرى أساس التشكيل .. كما أن البحث عن هوية الفنان .. وذاته لتأكيد فلسفته تجاه القضايا في عصر يتصف بالعولمة الثقافية جعله يرجع إلى البحث عن الذات من خلال إعادة صياغة لبعض العناصر المصرية من خلال الحضارة المصرية القديمة ، القبطية ، الإسلامية .. ولكن تناولها يتصف بالتحديث والفكر الحر نحو إيجاد صياغة ورؤية معاصرة تعبر عن فلسفة - الفنان الخاصة تجاه القضايا العامة .
- وحمدى أبو المعاطى من مواليد الدقهلية 1958، حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم الجرافيك - القاهرة 1981، ثم ماجستير فى الفنون الجميلة (فن الجرافيك فى أعمال بيكاسو) 1988 ، ودكتوراه الفلسفة فى الفنون الجميلة - فلسفة التصميم الجرافيكى (جامعة فوبرتال) ألمانيا 1999، وهو حالياً أستاذ مساعد بقسم الجرافيك كلية الفنون الجميلة - جامعة حلوان ، كما درس التصميم والرسم بكلية التربية النوعية جامعة الزقازيق ، والتصميم الجرافيكى بكلية الفنون الجميلة جامعة جنوب الوادى - الأقصر . كما شغل منصب مدير متحف الفن المصرى الحديث بالقاهرة 2004 وقد أقام حمدى أبو المعاطى العديد من المعارض الخاصة منذ عام 1986، كما شارك فى العديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية وقد حصل الفنان حمدى أبو المعاطى على العديد من الجوائز المحلية ، منها: فى معرض 15 مايو للشباب حصل على الجائزة الثالثة فى الرسم 1979 ، والجائزة الأولى فى ` فن الحفر` 1980، والجائزة الثانية 1981، والجائزة الأولى فى الحفر من جمعية محبى الفنون الجميلة القاهرة 1983 - 1984، وفى الرسم 1985، وجائزة الاستحقاق فى فن الحفر بالقاهرة ومن صالون الشباب الأول والجائزة الأولى من صالون الشباب الثالث والجائزة الثانية من صالون الشباب الرابع وجائزة صالون الأعمال الفنية الصغيرة الخامس وجائزة مؤسسة الأهرام فى صالون الأعمال الفنية الصغيرة السادس.
جريدة الأهرام 9 / 7 /2009
الفكرة جيدة حتى لو اختلفنا على المسميات وآليات العمل
- حمدى أبو المعاطى : ` أنا فى تصورى الشخصى أن تأسيس مثل هذا المشروع لابد أن يكون من خلال مؤسسة ثقافية أهلية ، كما هو موضح فى اللائحة الخاصة بالمشروع ` من خلال مؤسسة أهلية ، ينشأ بجمهورية مصر العربية ، مشروع بورصة للفن الحديث والمعاصر العربى والعالمى ، فى إطار مؤسسة ثقافية للفنون البصرية الحديثة والمعاصرة بشتى فروعها واتجاهاتها ، من خلال مؤسسة ثقافية أهلية ، وهذا يعنى أن المشروع من أساسه يجب أن يطلق من خلال مؤسسة أهلية ، وليس مؤسسة حكومية ، كما هو مطروح فى النظام الأساسى للمشروع ، فإما أن تتبناه إحدى المؤسسات الأهلية أو تنشأ مؤسسة أهلية جديدة لتدعيم هذا النشاط ، باعتبار أن المؤسسة مطروح بها التدعيم من خلال الهبات والمنح ، وهذا لا يفترض أن يكون له وجود فى مؤسسة حكومية .
- المشروع فى حد ذاته واعد لتنشيط حركة الفن التشكيلى ورواجه فى مصر، باعتبار أن حركة تسويق الفنون التشكيلية فى مصر تعانى من ركود شديد جداً نتيجة لاختلاف الثقافات فى المجتمع المصرى وعدم الوعى بأهمية الفنون التشكيلية البصرية بشكل عام بصرف النظر إذا اتفقنا أو اختلفنا على مسمى بورصة ، أو مزادات للفنون التشكيلية ، لكن من حيث المبدأ فهو خطوة للدفع لتأكيد فلسفة تثقيف المجتمع المصرى من خلال الفنون التشكيلية والفنون البصرية التى تدعم الثقافة المجتمعية بشكل عام .. من خلال قراءتى لما تم نشره فى هذا الصدد فإننى قد استشعرت أن عرض الموضوع ليس فى الأساس هو عرض لفكرة فى حد ذاتها ومدى فاعليتها فى المجتمع ، ولكن المساس بأشخاص بعينهم بالنيل بشكل أو بآخر من مصداقيتهم فى طرح أفكارهم ومشاريعهم .
- كذلك يجب ألا يكون هناك نوع من الربط بشكل أو بآخر بين نشاط ما أو آخر، باعتبار أن هذه فعاليات ثقافية تتم فى عباءة وزارة الثقافة ، فسواء كان نشاطات الفن التى يقوم بها قطاع الفنون التشكيلية المنوط به رعاية حركة التشكيل فى مصر، أو الهيئة العامة لقصور الثقافة التى تؤدى دوراً هو بالأحرى وضع بنيات أساسية واكتشاف مواهب فى مجالات متعددة فى العلوم الإنسانية سواء كان هذا فى الموسيقى أو فى الأدب أو المسرح وكذلك الفنون التشكيلية ، فيجب أن نحترم وجهات النظر المتعددة دون اللجوء إلى الآراء غير الموضوعية والدخول في مهاترات لا تجدى نفعاً للمثقف المصرى ، وفى النهاية أود أن أوكد وجهة نظرى أن الفكرة فى حد ذاتها إيجابية لصالح الفنان التشكيلى ، حتى لو اتفقنا أو اختلفنا على المسميات وآليات العمل .
مجلة روزاليوسف 2008
كيف تفكر قلوبنا فى أعمال حمدى أبو المعاطى
- حمدى ابو المعاطى دائم البحث والتفكير .. يحاول ان يفكر بقلبه وعقله معاً .. فالرمز لى أعماله هو انعكاس مباشر للعمق الحضارى المصرى .. والتقاليد العربية المتميزة من جانب ويعبر عن وجهه نظره من خلال حقائق الحياة اليومية بمشاكلها وهمومها من جانب أخر ، إن فنه يتسم بالحداثة والرمزية فى التعبير بما يحمله ذلك من شحنات إنفعالية وحسية عالية ، إنه ليس بالعجيب أو المدهش ان نرى أعمال الفنان حمدى أبو المعاطى فى متحف الفن الحديث بمصر .. حيث رأيتها ملىء العين .. وتجذب الناظر إليها ليتأملها .
- الإنسانية فى مضمونها الواسع هى الموضوع الذى يشغل عقل وقلب الفنان الانسانية من أجل السلام وضد الحرب .. من أجل الحرية .. وضد القهر .. من أجل الجماعة وضد الفردية .. إنسانية من أجل الحق وضد الظلم .. من أجل الأمل .. وضد التشاؤم أو الشك .. كل واحد منا يصبح أوزيريس حورس .. أيضا من الممكن أن يصبح طائر .. طائر السلام .
- عندما يفكر قلب الفنان حمدى أبو المعاطى .. يخطر على ذهنه فى المقام الأول .. الاقكار.. أفكار أعماله مثل قمة وقاعدة الأهرام .. كمفهوم عام وشامل إنه يبحث عن الشكل بالكثير والعديد من الدراسات الأوليه لأعماله .. عند إذن يبحث متأملاً .. وبشكل يغلب عليه الطابع الرمزى ( الشكل .. والخلفية ) كبناءات أولية للعمل الفنى وبذكرنا ذلك مثله مثل ( بيكاسو ) .. ( دالى ) .. و( جوبا ) والتى إتخذهم الفنان ونموذج يحتذى به .
- عند إذن يأتى دور اللون .. والذى يقود المشاهد لادراك أعماله .. وأحياناً تقودنا أعماله إلى العديد من الدراما التاريخية .. سارداً من خلال عناصره ومفرداته حكاية .. ويذكرنا ذلك بالكتابة الهيروغليفية والزخارف المصرية القديمة التى تحكى لنا قصة ما .. فى شكل وقالب بغلب عليه الرؤية التشكيلية الدرامية للعمل الفنى .. وهكذا مثلها مثل أى لغة للتعبير دائماً مليئة بالمعانى والإمكانات المتنوعة .. كذلك نجد فى أعمال حمجى أبو المعاطى التنوع فى اللون والشكل .. والتعديلات التى يضييفها لتصبح أعماله لغه جديدة فى التعبير .
- إذا صنفنا أعمال الفنان حمدى أبو المعاطى .. فنجدها متنوعة كما يميزها ( الإحساس المتبادل .. التفكير المشترك .. الكل وليس الجزء ) وذلك كقيمة إتصالية مرئية تغذى عقل وعين المتلقى .. إنها أعمال تفرض علينا القراءة معه .. الرؤية معه .. الغناء معه بخطوطه وألوانه .. وأشكاله ومفرداته التشكيلية .
- الفنان حمدى أبو المعاطى كجرافيكى .. ومصمم إتصالى .. يحدثنا الآن بلغة الجزء من الكل .. لقد وضع موضوعة دائماً فى المقدمة .. ليس للإجابة على محاورها .. ولكن التنوع الأدائى والتقنيات العالية للتعبير تتدفق عنده من الحفر الغائر والبارز إلى الرسم والكولاج ونراها أحياناً أخرى فى التصوير والأعمال المجهزة فى الفراغ .
- إمرأه وعقد : نرى فى هذا المعرض التنوع الهائل للألوان من (الأبيض والأسود) ذلك كما نراه واضحاً فى العمل على دعوة افتتاح المعرض .
- سيدة .. هكذا كما نراها بدون وجه أو بالأحرى من الخلف .. هذه السيدة التى قد تكون كائناً غير معروفاً أو بالأحرى رمز ورسم لسيدة تمثل عالم (الإنسانية) جمعاء .. هكذا يكون الوجه من الخلف ؟ هذا طبعاً لم يكن .. هكذا يحدثنا العقد المرىء أمامنا .. وهكذا يختفى الوجه بالشعر .. بل بريش طائر .. هذه العلاقة المتداخلة للمرأة والطائر.. هذان العنصران الرمزيان لمفردات الفنان . هكذا يمثل الطائر الحرية بأجنحته.. والمرأة برأسها الغامض فى حوار متداخل متشابك الشكل .. متعمق الفكر . وهكذا يمثل لنا العقد كقطعة حلى أو سلسلة لسجين مقيد بالأغلال ، السيدة والعقد .. انه الركز للحياة .. للأمل الجديد .. وللحياة القادمة حول قيمة العلاقة المتصلة .. حول حلقة الوصل بين الأجيال .
- سيدة وعقد .. تنشأ للكفاح ضد المتناقضات إن هذا العمل يحمل كثير من المفردات الأخرى .. تظهرة الخلفية المملؤه بغابة من الأشجار الغير مورقة التى تعبر عن معنى الخريف .. والشتاء .. بين الحياة والموت . إن مفردات الإنسان الممثلة فى المرأة بعناصرها هو رمز للأمل مكمل كل الرموز .. إن كل ما نراه هو جزء من كل .. معبراً عن ما نراه من أمل .. أمل فى غدا أفضل إن سبب الرؤية هو البحث وراء التجانس .. وراء المقارنة .. خلف التنظيم فى بناءات بين الشكل واللون : (الأزرق - الأكر والأصفر - سماء - أرض وشمس ) إن الأستمرار الرمزى للون مازال هو التأثير المشترك للاختلافات الحيوية النشطة للعناصر فى العمل الفنى عند حمدى أبو المعاطى .
- يتميز التصوير المصرى القديم بالقواعد الصارمة .. والتى تسير كتقليد عقائدى من زمن الألهه .. إن المصريين القدماء لا يرسمون ماذا ترى أعينهم .. ولكن كيف ترى عقولهم : الوجه ، الأرجل فى منظر جانبى .. الوسط أو البطن من رؤية مغايرة للمألوف .. العيون من منظر أمامى .. الأكتاف بزاوية مختلفة من الأمام ، إن فن القدماء المصريين يكون فن الحوار مع الجسد البشرى برؤية فلسفية بعيدة عن المحاكاه وليس رؤية ذات نظرة مؤقته بل نظرة البقاء والخلود ، كذلك رسم حمدى أبو المعاطى .. ماذا يفكر قلبه .. حيث يحاكى فنه منطق العقل قليلاً .. ويحاكى منطق قلوبنا كثيراً .. تحاكى أعماله قليلاً الحقيقة .. وكثيراً الأمل .. وعلى ذلك .. هكذا كيف تفكر قلوبنا فى أعمال حمدى أبو المعاطى .
بقلم : سيجفريد ماذر - 1995
أستاذ نظريات التصميم جامعة فوبرتال - ألمانيا
* الضوء .. الظل .. الملمس .. الأبيض والأسود .. الغائر والبارز .. الإنسان .. الحصان .. العجلة .. الحمامة .. الخ فى معرض فنان شاب .
- يسعدنى فى المقام الأول تقديم الفنان حمدى أبو المعاطى المعيد بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة - جامعة حلوان بالقاهرة .. فى معرضه الخاص الأول .. متمنياً له دوام التقدم والرقى بفنه إلى أعلى الدرجات .
- الفنان حمدى أبو المعاطى منذ كان طالباً بالكلية وهو دؤوب فى عمله يجتهد فى تحصيله .. قليل الكلام .. كثير التعمق والإنتاج - سارح مع فكره باحث عن عالمه متواضع لحب الناس .
- فى قلبه وعقله قصة هى (الإنسان) نتاج لتجربة مستمرة تنمو وتتطور، تصقل وتتبلور ، فإنسان اليوم يعيش فى حياة فناننا الشاب بمشاعره ووجدانه وعقله يحمل معه مشاكل إنسان القرن العشرين ، لتعبر عن آلامه وآماله .
- الفنان الشاب يمتلك قدرة فائقة فى الأداء والتعبير عن أفكاره من خلال بنائيات مفرداته التى صاغها وطوعها لتحقيق قيمة تشكيلية عالية تظهر فى تصميم العمل الفنى .
- الملمس عند الفنان يلعب دوراً هاماً ، فأعمال الفنان المنفذة بتقنيات الطباعة البارزة نرى فيها توازناً موسيقياً بين درجات الأبيض والأسود والضوء الحاد المشع، كما نرى التدريجات النصف ظلية تتوافق فى إحكام مع المساحات السوداء والبيضاء معاً مكونه (سيمفونية ضوئية) صوتها هو إشعاعاتها المتنوعة لنسمعها بأعيننا .
- ومعرض الفنان حمدى أبو المعاطى ينقسم إلى ثلاثة مجموعات فنية :
- الأولى: الرسم بالحبر الشينى الممزوج بالألوان المائية .
- الثانية: الأعمال المنفذة بطريقة الطباعة البارزة .
- الثالثة: الأعمال المنفذة بطريقة الطباعة الغائرة .
- إذا نظرنا فى هذه التنويعات الثلاثة نجدها مكملة بعضها البعض من حيث الرؤية الفنية مع تنوع معالجات السطح والتى تتحقق من خلال تنوع الملامس الغنية الخاصة بكل طريقة على حدة .
- كما نجد الفنان بذكائه وإبداعه قد أظهر وأكد السمات التى تميز كل من هذه الوسائل المتعددة فى الأداء ، وهذا ناتج عن تفهمه الواعى وخبرته المتعمقة فى هذا المجال ، لذا كان من الواضح طاقته الإبداعية الكامنة فى هذه الشحنة الضخمة من الأعمال الفنية .
أ.د أحمد نوار
عميد كلية الفنون الجميلة - المنيا 1986
إيقاعات سيمفونية .. بين الشكل واللون
- تجربة جديدة خاضها الفنان د. حمدى أبو المعاطى - أخيراً - فى أحدث محطة فنية .. توقف فيها داخل قاعات المركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى تمثل خلاصة مشوار عمره 20 عاماً - فقط - لكنه حافل بالإنجازات والنجاحات على المستوى المحلى والعالمى .
- الغريب أن معرضه الـ16 تخلى فيه عن ثوبه التقليدى وموقعه الذى يعتز به كواحد من الحفارين المتميزين .. وهو الأستاذ المساعد بقسم الجرافيك في كلية الفنون الجميلة .. الذى سخر حياته فى دراسة - هذا المجال - ومع ذلك اكتفى هذه المرة باستعراض 35 لوحة جديدة .. هى مزيج من الرسم ، التصميم والكولاج .. تدور جميعاً تحت شعار `حوارات .. الشكل واللون` .
- المعروضات تؤكد أن فناننا صاحب فكر ورؤية واعية .. للأحداث والمآسى .. التى تدور من حوله .. تحت تأثير وهيمنة الجبروت الأمريكى ومخالب العولمة .. التى طالت الجميع وحولته كطاولة الشطرنج وكور تحركها كيفما تشاء وفى أى اتجاه .
- ولتأكيد هذا المناخ والدعوة للتمسك بالجذور .. استعان الفنان بعناصر ومفردات تراثية تحاكى الحضارة الفرعونية ، الإسلامية والشعبية .. وغيرها من الموتيفات والأشكال الهندسية والدوائر.. فى محاولة لإحياء ذاكرة أمة وإبراز حالة التخبط التى تعيشها المنطقة من جراء سرعة التيار وحركة الدوامات التى حولت أطراف وأذيال الحمائم لمخالب بلا أنياب حقيقية .. فبدت الطيور عنده ذليلة خاضعة كأنها فى حالة استسلام كامل .
- ورغم حرص الفنان دائماً على تواجد المرأة كعنصر أساسى فى لوحاته لكنه - هذه المرة - قدمها فى حالة تغيب وتهميش مقصودة بعد تقليص أدوارها وتوجيهها للاتجاه المعاكس المفروض علينا تحت شعار العولمة والأمركة .
- لكن تراجع دور المرأة قابله تواجد لونى قوى فى دراما د.` أبو المعاطى` تم اختزاله باقتدار فى تباين رائع يتدرج فيه من الأحمر القاتم إلى الأزرق .. ومن الأزرق الفيروزى للون البرتقالى .. فى إيقاعات سيمفونية تتفاوت `توناتها` بين النغم الصاخب والخافض ، الساخن والبارد ، الرومانسى والوحشى ، الجرىء والحالم ، وغيرها من التناقضات .
- وقد أحسن السيطرة على كل عناصر اللوحة خلال علاقات تبادلية بين الشكل ، اللون ، التصميم والمضمون أيضاً .. ورؤى ومعالجات تعبيرية لها أبعادها ودلالاتها الرمزية .. وكثيراً ما صبغها بحالة من الروحانية والقيم الإنسانية والحضارية .
بقلم : ثريا درويش
جريدة الأخبار 24 / 4 / 2008
السلام المفقود للفنان حمدى أبو المعاطى
- السلام المفقود لوحة للفنان حمدى أبو المعاطى وهى من مجموعة كبيرة انتجها الفنان فى السنوات الاخيرة معتمداً فيها على درجات الأبيض والأسود كى تظهر إمكانية الفنان فى فهم تلك الدرجات واستطاعته بإحساس رهيف استعمال دراميتها وخاصة أن الفنان يختار موضوعات تمتلىء بالرموز التى تصل لخصوصية جميلة تصل للمشاهد وكأنها شىء حميم لا يحس باغتراب مدلولاتها عنه .. وفى هذه اللوحة يعتمد الفنان على دائرة يتوسطها قطبان سجن يختفى وراءه طائر شهيد مندفع للسقوط حاملا معه هزيمة للسلام .. ويتشابك مع إطار الدائرة خط عريض يحمل فى طياته دراسات منمنمة لرموز تأكيداً لفكرة اللوحة فعلى اليمين هناك نصف حصان وقماش مموج كدليل على الوقوف والسكون وفى اليسار يد ممياوية تقبض على إطار الدائرة ويتلوها نساء جنائزيات .. أما الطائر الشهيد فقد اعتمد على الشكل الاسطوانى والمستدير وراسه يتدلى تأكيدا لانتهائه وقد تعلق فى رقبته قماش كرمز محير مثير .. هل هى محاولة انتحار أم خنق متعمد ؟ .. ولعل احداث المنطقة الآن ترجح الأخير !!
- والفنان حمدى أبو المعاطى من الجيل الجديد الذى يحمل أفكاراً إنسانية بتناول متمكن محب دون اللجوء إلى الأداء المستغرب والفكر المستغرق فى طلاسم والأساليب الفنية المسطحة نتيجة السير حفاة وراء وهم التحديث المؤدى إلى مستنقع ملىء بشوك اللافهم ..
- وحمدى أبو المعاطى تخرج سنة 1981 ومنذ تخرجه وهو لا يفوته معرض عام ، وقد أقام عدة معارض خاصة أحدها فى سويسرا وأخر بالمانيا كما نال عدة جوائز أخرها جائزة صالون الشباب 1989 وهو يعمل مدرساً مساعداً بكلية الفنون الجميلة قسم الجرافيك وقد نال الماجستير عن أعمال بيكاسو ، ويعد رسالة الدكتوراه الآن .. وعلى وجه العموم نقدم هذا الفنان كنموذج جيد لجيل جدير ثرى وواعٍ .
بقلم : إبراهيم عبد الملاك
|