عمله فى الكويت أثرى حياته الفنية ، ياسر طه : مسيرتى قريبة الشبه ببيكاسو

- ابن الوز عوام، هذه المقولة تنطبق على الفنان التشكيلى ياسر طه .. فوالد الفنان ووالدته يمارسان الفن .. ووالده هو محمد طه حسنين خريج كلية الفنون الجميلة عام 1960 وكذلك والدته خريجة كلية التربية الفنية وفى هذا المناخ الفنى توفرت للإبن أدوات الرسم والنحت منذ نعومة أظفاره .. وولدا لديه الهواية ووفرا إليه ما يحتاجه من ألوان وفرش وأدوات نحت،فيقوم الإبن الموهوب بممارسات فنية كثيرة كعمل منحوتات صغيرة ومتنوعة ودراسات وبورتريهات متعددة قبل إلتحاقه بكلية الفنون الجميلة وهذا يذكرنا بالفنان العالمى (بابلوبيكاسو) ووالده أستاذ الرسم الذى كان وراء هذا العبقرى الفنان .
- أخيراً قام الفنان ياسر طه بإقامة معرضه الأول الخاص فى أتيليه الإسكندرية واشتمل المعرض على رصيده الإبداعى من عام 1986 وحتى عام 2000 فلاقت أعماله تشجيعاً كبيراً من جمهور الفن والمتذوقين لأصالتها ولتمسكه بقيمة البحر فمواضيع أعماله سواء فى النحت أو الرسم تنوعت فى كائنات البحر كالأسماك والقواقع إلى جانب موضوعات مرتبطة بالموسيقى ـ العازفون ـ الأوركسترا ـ عازف الربابة وهى أعمال تحليلية من وجهة تنظر رؤية فنية خاصة كارتباط الآلات الموسيقية بالعازفين أما الموضوع الثالث الذى اشتمل عليه المعرض فهو عبارة عن دراسات وتحليلات وتكوينات فنية برؤية خاصة مرتبطة بالحياة العامة .
- ففى أعماله النحتية التى عرضها سواء بالخشب أو الجرانيت فيها ذلك الشعور الخفى والحوار الهادئ البعيد عن الصخب والإتجاهات الوهمية الحديثة وإن كانت وإن كانت تحمل سمات الإبداع الحديث والذى تبرر مهاراته وقدراته التقنية لتطويع هذه المادة الصماء المفتقدة إلى المعنى والتعامل معها .. فبرع فى تطويعها وتشكيلها بمنطق تشكيلى له طابع إنسانى حسب وجهة نظره ورؤيته الإبداعية معبراً بها عن قيم فنية تخاطب الوجدان والشعور الإنسانى وتتفاعل معه .
- وتعددت مجالات تشكيلاته من الخشب .. أما فى مجال الرسم فتميزت أعماله بالطابع التعبيرى والرمزى فتنوعت فى عطائها ودرجة بلاغتها.
- فى وقفة سريعة مع والده الفنان محمد طه حسين فقال عن إبنه : يتعامل الفنان ياسر طه مع الفن التشكيلى من الصغر وفى هذا المعرض الذى يضم رصيده الفنى على مدى 14 عاما ومن خلال تبسيط الكتلة وإنسياب الخطوط وليونتها فى أعماله النحتية يتحقق ما يمكن أن نسميه بلاغة التشكيل والذى يعطى إحساسا بالرقة والنعومة والاستمرار فيكشف عن الجمال التشكيلى سواء فى الخشب أو الجرانيت فهو يبدأ من الواقع وتحتفظ رؤيته بجوهر الأشكال بما تحمله من دلالات تشكيلية وبما هو جدير بالتعبير عنه فينبض بالرشاقة والحركة المستمرة .
- وبسؤال الفنان ياسر طه عن معرضه ولوحاته قال : معرضى هذا أستجد فيه الصفاء الذى تلمسه من خلال الأعمال ولا أبالغ إن قلت أن هذا ينبع أساساً من رهافة وحساسية استطعت بتوفيق الله أن أصنع من خلالها هذه الأعمال بوجدان ومشاعر تعود أساسا للصدق فى التجربة الإبداعية التى رعاها أبى وأمى .. إذ يرجع إليهما الفضل ..فكان نتاج ذلك إبداعاً صادقاً وفناً تشكيلياً راقياً بحمد الله.
- يبقى القول بأن الفنان ياسر طه من مواليد الإسكندرية عام 1965 وحصل على بكالوريوس الفنون الجميلة من الإسكندرية عام 1989 وكان مشروع التخرج بتقدير إمتياز وهو عضو فى عدد من الجماعات الفنية وقد عمل مدرساً للتربية الفنية بالكويت من عام 1992 وإلى عام 1998 وهو يقول عن هذه الفترة بأنها كانت فترة ثرية وغنية فى حياته العملية وقد تعرف خلالها على عدد من الفنانين التشكيليين الكويتيين على رأسهم الفنان الموهوب سامى محمد .. كما أن له عدداً من - المقتنيات فى وزارة الثقافة بمتحف الفن الحديث ولدى الأفراد فى مصر والكويت.

الناقد/ جرجس بخيت