عزت جمال الدين محمود عزت
- من المسلم به أن الطاقة الأبداعية للفنان تتولد من رصيد تراكمى من الخبرات والثقافات التى تترجم من خلال مهارات تطبيقية عبر وسيط أو عدة وسائط تعبيرية ..
- والفنان الدكتور / عزت جمال الدين صاحب رؤية ونظرية ، فهو بطبعه عاشق للروحانيات ويعتنق مبدأ توظيف الفن لأعلاء الوحدانية ..
- واليوم يقدم لنا الفنان / عزت جمال الدين تشكيلات جرافيكية تتسم بالخصوصية الشديدة وأيضاً بالحسابات المدروسة التى توضح أستاذيته فى مخاطبة العقل والوجدان عبر تشكيلات مرهفة الحس من الكتابات ذات الدلالة الدينية الواضحة وأيضاً من خلال معالجات لونية تتسم بالثراء إلى جانب كونها تحلق بأحاسيس المشاهد دون ملل وبغير حدود ..
- هى إذن تجربة تشكيلية تستحق التأمل وكتاب مفتوح فى قدرة الفنان على نشر وتعميق المعانى ..
أ.د / مصطفى حسين كمال
- مازالت الحضارة والثقافة والفنون الأسلامية بما فيها من ثراء وفيض روحى منبع ينهل منه الفنان المبدع قيماً تشكيلية بارزة تظل عبر العصور قادرة على إمداد الفنان بالعطاء والثراء الفنى .
- والفنان الدكتور / عزت جمال الدين محمود أحد رواد الحركة التشكيلية الذين أستخدموا تقنيات الجرافيك فى الطباعة بالشاشة الحريرية وإستخدام الحرف العربى كبعد فنى .
- يحقق الحركة ليس من خلال الشكل فقط ولكن من خلال المضمون للوصول إلى معناه كقيمة تشكيلية جمالية تتسم بالفيض الروحى لكل معطيات الفن وتأكيداً للأصالة الفنية .
- وإذا كان فناننا المبدع مولع بإستخدام خاتم الرسول صلى الله عليه وسلم وأستار الكعبة كوحدات جرافيكية لتحقيق الحركة الذهبية إستخداماً أمثل يحقق قيمة فنية عليا ، فإنه بذلك يضيف إلى العمل الفنى بعداً فنياً جديداً لم يستخدم من قبل .
- كما أنه بلا شك يضيف إليها بتقنياته المستخدمة ورؤيته الفنية الذاتية تعبيراً فريداً ينسج بها لوحات متناغمة متداخلة ومتعانقة ، تثير فينا الأعجاب والإجلال والإحترام بما فيها من لون وتكرار وعمق للظلال من خلال الحركة الغير منظورة فى صياغة تشكيلية ، تتناسب وعظمة وإبداع المكتوب .
أ.د/عماد الدين عبد اللطيف علام - عميد كلية الفنون التطبيقية السابق
عزت جمال الدين : التشكيل الإسلامى عمل دعوى عظيم
- يتعامل الفنان التشكيلى عزت جمال الدين مع الفن الإسلامى بعشق، وينغمس فى هذا الفن الراقى المتكامل، ويراه فناً خالداً لما يحمله من ثراء القيمة والشكل والمضمون، وينبرى للدفاع عنه بكل جوارحه، ويعتبر كل من يهاجمه ذا فكر مخرب،فيكفى أن الفن الإسلامى استطاع أن يثبت تألقه طوال قرون عديدة، ولا يزال يبهر المتلقين فى كل زمان ومكان، لأنه يحمل عوامل استمراره، ويعبر عن عظمة الدين الإسلامى الذى يدعو للتسامح والرحمة .
- والحرف العربى أو الكتابة هى البطل الرئيسى فى أعمال عزت جمال الدين مع إحاطتها بالعديد من عناصر ووحدات الفن الاسلامى من زخارف نباتية وهندسية مختلفة وموتيفات إسلامية معروفة كالعرائس والمآذن والأهلة، بالإضافة إلى وحدات العرائس والتعاشيق، ويضفر كل هذا بتناسق مع اللون وعناصر تكوين اللوحة .
- ويقول الفنان عزت جمال الدين : إن الحرف العربى أحد المثيرات المهمة للفنان التشكيلى، ويستلهم منه إبداعاته الفنية من خلال إبراز الحرف العربى وجمالياته وكافة صور التراث الاسلامى وتقديمه بصورة معاصرة، مما يؤكد عظمة ورقى الفن الإسلامى ومدى ما بلغه من تطور ورقى وتنوع لم يصل إليه أى فن من الفنون الاخرى قاطبة .
- ويضيف أن استخدام الحروف العربية على هيئة آيات قرآنية أو صفحات من المصحف الشريف بنفس القواعد المتعارف عليها لا يغير قيمتها أو شكلها، سواء بتكبيرها أو تصغيرها أو التنوع فى أحجامها وتسليط الضوء على اجزاء منها، فكل هذا يخضع للتكوين العام فى اللوحات التى تتخذ بعض الاشكال الهرمية أو صوراً وأشكالاً رياضية متعددة تبدو فى صورة تسبيحات متصاعدة وممتدة فى محيط العمل الفنى مع الجرأة فى استخدام الألوان لإليجاد العمق من خلال الحركة غير المنظورة فى صياغة تتناسب وعظمة وإبداع المكتوب.
*فن متسقل :
- ويرى أن الفن الإسلامى لم يكن دخيلاً على الفن التشكيلى، بل هو فن مستقل بذاته، ويستوحى روحه وجمالياته من عظمة الدين الاسلامى، وهو فن راق خال من التأثيرات الأجنبية، ولا يزال هذا الفن يبهر المؤرخين والفنانين فى الغرب، ولا تزال المساجد والقصور ودور الحكم والعمارة الإسلامية والمشغولات التطبيقية كالسجاد والزجاج والنسيج تبهر كل من يراها لقدرة مبدعيها على تأصيلها فى شكل أعمال إبداعية تحتفظ بهوية خاصة .
- وأكد أن أبرز ملامح الفن الاسلامى هى الكتابة المستمدة من آيات المصحف الشريف والتى اعتمد عليها الفنان المسلم الأول، مضيفاً إليها الزخارف النباتية والهندسية التى كشفت عن إبداعات متفردة للفنانين المسلمين الأوائل تعلى من قيمة وعظمة الدين الإسلامي، وتعظم المصحف الشريف، لهذا فإن هذا الفن سيبقى خالداً طالما أن كلام الله خالد، ومن يهاجم الفن الاسلامى فهو صاحب فكر مخرب، لأنه لا يدرك قيمة وإبداع هذا الفن الذى يجب أن تتم العناية به، خاصة أن به كل مقومات الفن التشكيلى بثرائه وقيمته، وتطور على أيدى مئات الفنانين المسلمين فى فترة وجيزة، والدليل تطور الكتابة الأولى بالخط اليابس واللين والانطلاق منها إلى اكثر من 20 نوعاً من الخطوط بقواعد وقوانين يصعب حصرها ، وذلك خلال ثلاثة قرون فقط،فالفنان المسلم ترك للفنانين المعاصرين تراثاً وإبداعاً لا ينتهى ، ويجب عليهم أن يضيفوا إليه ويطوروه بشكل يواكب العصر.
- وقال : إنه منذ تعرف على كنوز الفنون الإسلامية وجد معها الألفة والجمال والهوية الواضحة التى لم يجدها فى أى فنون أخرى، وهو ما دفعه لوضع بصمة خاصة به فى هذا المجال الذى يحظى بأبعاد ثقافية وفكرية وإنسانية، ويحض الفنان على الإبداع لإظهار قيم الجمال والبساطة فى أعماله، ولذلك وجد ضالته المنشودة فى الفنون الإسلامية، وبدأت ملامح تجربته التى يطلق عليها ` التشكيل بالكتابة العربية ` تأخذ مسارها بهوية إسلامية واضحة وملائمة للعصر.
- واضاف إنه اهتم بإبراز معانى وأيات القرآن الكريم فى أعماله وتضفيرها بالعناصر والوحدات الإسلامية المعروفة، ولكنه انجذب بشكل خاص لتيمات بعينها مثل أستار الكعبة، وخاتم الرسول عليه الصلاة والسلام لتضفى قيمة فنية وبعداً روحانياً على المضامين التشكيلية لتتسم اللوحة الفنية بفيض روحى يتوافق مع الهوية الإسلامية والقيم التى تخص عليها واستخدامه لتيمات أستار الكعبة وخاتم الرسول ومسجده وبقية العناصر الأخرى كان من المناهل الأساسية له فى عمل اللوحات الفنية، خاصة أنها مكنته من أن يعكس شعوره الروحانى تجاه هذه الأشياء للمتلقين من أجل تحريك مشاعر الناس ودفعهم للتفكر فى الكون وآيات الله والبحث عن السمو والانطلاق الروحانى المفعم بالإيمان، ولهذا قد تكون خلفية اللوحة أستار الكعبة أو حجراً لها أو سورة قرآنية أو مئذنة، وهذه الأشياء تساهم فى سهولة وصول العمل الفنى إلى المتلقين. ويتذكر أنه ظل يبحث لسنوات فى خاتم رسول الله، ووجد أن هناك اكثر من مائتى شكل لهذا الخاتم، وبالدراسة الفنية والتمحيص والتدقيق اهتدى إلى الشكل الذى يراه مناسباً وملائماً لعظمة رسول الله، وعكف على رسم أكثر من لوحة لخاتم الرسول بطريقة تبرز قيمة هذا الخاتم الذى يحتوى على كلمة الله فى الأعلى ، ورسول الله فى الوسط ، وفى الأسفل توجد كلمة محمد، وقد رسم تلك اللوحات المتعددة بشكل فنى متكامل على مستوى اللون والتكوين والشكل أيضاً.
زين إبراهيم
الاتحاد - 24 /9 /2012
جماليات الخط العربى فى أعمال الفنان عزت جمال الدين بين الهندسة والتلقائية
- الفنان عزت جمال الدين يقدم لنا تجربة تشكيلية ، مقدراتها الأساسية هى لفظ الجلالة الله . وهى تجربة تنتمى إلى المدرسة الحروفية ، تلك المدرسة التى تستخدم حروف الكلمات العربية ، مقروءة ومكتوبة ، كمفردات تشكيلية ، وهو اتجاه يطرح قضايا جمالية هامة ، تجب مناقشتها من حين إلى آخر للوقوف عند ما تفرزه من قيم جمالية .
- والفنان عزت جمال الدين يجمع فى فنه بين : الحروفية التلقائية والحروفية الهندسية ، وكلاهما يتجانس بنائياً ، وبقدر كبير ، مع تصميم عمله الفنى ، وهو يستخدم على السطح مجموعة من التبادلات بين السالب والموجب ، والأفقى والرأسى ، لكنه فى بعض أعماله ينهج منهجاً ( جرافيكياً ) داخل تصميماته ورؤيته ذات الطابع الهندسى الصارم ، والتى اعتمد عليها الفنان فى كتابة ` لا إله إلا الله محمد رسول الله ` فى أسفل اللوحة . وجعل الحروف تمتد إلى أعلى الحيز المساحى ونهايته . وهو عمل يعطى بناءه الفنى عدداً من دلالات السمو والجلال .
- ولقد قدم لنا الفنان عزت جمال الدين أعمالاً تكشف عن خبرة طويلة فى مجال الطباعة والتصوير ، ويشير إلى مشوار شاق من البحث والدراسة فى تراثنا الإسلامى من خلال الحروف العربية ، مع تقنية عالية فى كيفية إخراجها بأشكال بديعة ، تحمل فى طياتها الصفات الفنية المتميزة للفنان ، وهو فى هذا الإخراج يعتمد على رصيد وفير من جماليات الحرف العربى فى المساحة والكتلة معاً وفى علاقته بالخط المرسوم ، سواء كان قاتماً أو ناصعاً ، وكلها تتفاعل فى جو صوفى بديع ، يثير فى النفس كل مقومات البيئة الجمالية الإسلامية . وتتحقق هذه الإشارة عبر العلاقات اللونية المختلفة ، والهالات الدقيقة المرهفة ، حول أشكال الحروف ، وحركة هذه الأشكال ، التى تكاد تكون رموزاً خاصة ، دخل مفردات متميزة ، تشكل نسيجاً بنائياً شديد الخصوصية والتميز فى أعمال عزت جمال الدين الفنية .
- وللفنان عزت جمال الدين لوحات أخرى فى مجال الحفر والطباعة . تكشف لنا هى الآخرى عن مدى خبرته فى هذا المجال ، وعن رؤيته الخاصة فى تقنيات الطباعة الفنية تصميماً وإبداعاً .
بقلم : نجوى شلبى
مجلة : إبداع العدد (9) سبتمبر 1993
|