عصام درويش .. وخير الكلام

-عندما أتوقف عند عصام درويش فأجدنى أتوقف أمام مرادف لمبدعى النحت المصرى القديم رغم بعد أعماله ظاهريا عن هذا الإسقاط وقد يبدو تشبيهى ساذجا وغير واع فى ظاهره.. إلا أن أعماله تحمل نفس نقاوة هذا الجين المتناهى النقاء بل وتمتلك تلك المقدرة على التكيف واتخاذ أشكالا وحلولا معاصرة للكتلة وإن حملت فى جوانبها بعض المفردات المميزة لتلك الهوية المصرية على مر عصورها .
- فعصام درويش واحد من المثالين العاكفين على قضيته دون ملل أو كلل يظهر خلف أعماله ومنحوتاته وليس متقدما عليها ويرمح فرسه فى ربوع فن النحت وتناولاته سواء الكلاسيكية منها او ما يدور فى فلك المعاصرة والحداثة فى خفة ورشاقة فقد خاض التجربة الكلاسيكية من خلال عدد من الأعمال التى أجاد فيها وأبدع وتناول فى جرأة الواثقين أعمالا تمثل أساطين مجتمعه وأعلام عصره . ليضع نفسه مختارا فى امتحان صعب ومعقد ليخرج منه متفوقا على ذاته وبارزا بين أقرانه وأبناء جيله ومعاصريه كما أنتقل بين الخامات المختلفة وتعامل معها بتمكن وسيطرة ليطوعها لتصبح وسيطا يتجسد من خلاله فنه وإبداعه..
- وبالحديث عن تجربته والتى تناقلت بين الكلاسيكية والتى جسدتها أعماله المتمثلة فى تمثال الراحل /صالح سليم عراب النادى الأكثر شهرة فى التاريخ المصرى هذا الرجل الذى يصنفه المصريين كواحد من القيم الرياضية والمجتمعية التى حظت بشعبية جارفة لقد استطاع عصام درويش أن يخطو بجرأة نحو تجسيد شخص الرجل فى كامل هيئته من خلال منحوتته البرونزية فى حجم يوازى ضعف حجمه الطبيعى و يصل إلى ثلاثة أمتار ونصف المتر ويقف على قاعدته التى ترتفع مترين لتصل بالعمل إلى ارتفاع خمسة أمتار ونصف تقف شامخة متأنقة داخل الحصن الأحمر المنيع .. لقد نجح عصام درويش فى تمثيل النجم الراحل المايسترو صالح سليم بشخصيته الشامخة والواثقة وكذلك بأناقته المعهودة . وبذلك الحضور الطاغى حتى أن المشاهد للعمل يشعر فى وجه صالح سليم بذلك الشهيق الذى أستقر فى صدره وينتظر خروج زفيره المحمل بتلك الحكمة الرصينة والمصحوبة بتعاليم صارت نبراسا لأجيال.. لقد نجح عصام درويش فى نحت روح صالح سليم قبل أن ينحت جسده وشكله وحظى بشرف وضع توقيعه على منحوتة نجم شعبى حقيقى لقد نجح عصام درويش فى أن يحفظ هيبة صالح سليم أمام أجيال قادمة لم تحظى بمعاصرته ..
- وتأتى منحوتته للرائع الراحل توفيق الحكيم القمة والقامة الأدبية الرفيعة القدر مؤكدة نقاء جيانته وموروثة الإبداعى ليضع الرجل فى مشهد تأمل لا تستطيع عين المتلقى أن تمنع صاحبها تلك المقارنات التى تنتهى برسم ابتسامة الدهشة التى تقر بالتطابق بين العمل وصاحبه.. وكأنه مارس الواقعية التعبيرية فى النحت.. وزاد من جمال المنحوتة تلك المسحة الخاصة بعصام درويش فى معالجة السطح وكأنه يضع بصمته التى تنسب العمل إليه دون غيره.. وكذلك أتت منحوتة العميد طه حسين حاملة تلك البصمة وتكسوها تلك المسحة بنظارته الشهيرة والتى صاغ لها حلا عبقريا مختزلا غير مبالغ فيه ولا منقوصا.. جاء بمثابة رمانة الميزان لتلك المنحوتة المميزة وشخصية صاحبها والتى أثرت فى حياة المصريين وفى مصير التنوير لسوادهم الأعظم وزاد المنحوتة جمالا ومحاكاة لشخص عميد الأدب العربى طه حسين تلك الابتسامة الخفيفة والشهيرة والتى لم تكن تفارق وجهه وتميز شخصيته وللمرة الثالثة يتفوق عصام درويش فى استحضار روح منحوتاته فى بورتريه الراحل طه حسين .. إلا أن هناك منحوتة لم أستطع الحكم عليها وأرى أن أقدر الأشخاص حكما عليها هو عصام درويش نفسه وهى منحوتة لوجه ولى عهده مازن درويش إلا أن أهم ما جذبنى إليها هى أنى رأيت فيها نموذجا للطفل المصرى المعاصر وجاءت مسحة أسلوب عصام درويش لتضفى على وجه الطفل هذا التشابه فى روح البراءة التى تكسو وجوه مئات آلاف الأطفال المصريين فى مثل سنه ..
- ولم ينسى عصام درويش أستاذه الفنان الكبير آدم حنين من وجوه منحوتاته ..وإن كنت أرى أنه من حظ عصام درويش أن سجل إبداعه من خلال نحت وتمثيل وجه العراب آدم حنين.. أرى أيضا أن من حظ العراب المبدع آدم حنين أن توثقه أنامل عصام درويش النقية الجينات..
- إلا أن المنحوتة البرونزية لسيدة الغناء العربى وكوكب الشرق أم كلثوم قد تفوقت على كل منحوتاته من حيث دراما البورتريه فهى الوحيدة التى أشعرنى من خلالها بتلك ( اللا ) النافية والمصاحبة لجملتها ( ولكن مثلى لا يذاع له سر ) فرغم أنه صاغ الوجه فقط إلا أننى رأيت حركة يدها ومنديلها الشهير وارتفاع جسدها عند تأكيد جملتها فى غنائها..
- أما منحوتته الملحمية ( الناس ) والتى تضم تكوينا لخمسة شخوص منبثقين من كتلة واحدة فقد جاءت نابضة بذلك التفاعل الحاصل بين البشر والمتأرجح بين الإقبال والأدبار وبين التطلع والمراقبة والإصرار والإقبال كل تلك العلاقات التى تجسدت فى الشخوص الخمسة والتى تجمعهم نفس الكتلة وتحملهم نفس الأرض وتظلهم نفس السماء وتحيط بهم نفس التفاصيل وتحدق بهم نفس المخاطر وتغريهم نفس الآمال ويصنعون معا تلك العلاقات .
- ورغم حلاوة التنقل بين منحوتاته البشرية ووجوه شخصياته..إلا أن منحوتاته الحجرية التى تتسم بالضخامة والصرحية جاءت أكثر تعبيرا عن طموحه فى محاكاة أسلافه فى صنع نماذج صرحية تتسم بالضخامة دون الإخلال بالرمزية والتى تعكس باقى التصور غير المكتمل على الأرض .. ولا أدل على ذلك من منحوتته المقامة فى مدينة ( إدفو ) بالقرب من معبدها الشهير والتى ترتفع لأربعة أمتار والتى أسماها ( معا ) والتى يبدوا أنه أراد من صنعها وضع بصمته ومسحته على جرانيت أسوان الأحمر الشهير جنبا إلى جنب مع الأسلاف الكبار . وهى تمثل علاقة بين زوج من الكيانات متداخلا فى تناغم واتساق وكأنه زوج من أساطين ( العمد ) والتى توجد فى بهو العمد عند مدخل المعابد .. ويتقدمهما ممر جرانيتى يشبه الطريق الصاعد ذلك الطريق الرابط بين معبد الوادى والمعبد الجنزى ويقع خلف هذا الزوج المتعانق ثمانية عوارض جرانيتية فى مجموعتين الأولى تضم ثلاثة عوارض والثانية تضم الخمسة الباقين ..
- كما جاء الوجه الجرانيتى الضخم بارتفاع ثلاثة أمتار والموجود بمتحف أسوان المفتوح والمصنوع من الجرانيت الأحمر والذى عامل ملامحه بتجريد وتلخيص غاية فى العذوبة وكذلك جاءت منحوتته ( البرج ) والتى تقف فى ميدان لبنان الواقع بمحافظة الجيزة والذى يرتفع لثمانية أمتار والمصنوع من الحجر الصناعى ويحمل متنا غائرا.. وهو نفس التصميم الذى وظفه بشكل تطبيقى ليضيف إليه جلسة على شكل حرف ( T ) وصاغه من رخام الجلالة وشارك به من خلال سمبوزيوم ( سوديك 2012 ) .
- ونأتى إلى إرهاصاته الناجحة والمميزة والتى صاغها من خلال عرضه الذى تشارك فيه مع أستاذه /آدم حنين وعرف باسم ( تأملات نباتية ) ذلك العرض الذى أستعرض فيه واحدة من أساليبه المتنوعة والتى نزع فيها إلى التناول التجريدى المقروء وأجاد فى صياغة منحوتاته وأستعرض فيها تناوله لمفهومه عن السنوات العجاف ومخزون البشر من الحبوب فسجل من خلال منحوتاته كفاح حبة البقول بعد غرسها وكيف أنها تنبت على محورين أحدهما يتجه إلى الشمس والسمو ممثلا ( الساق ) والآخر إلى باطن الأرض والرسو ممثلا الجذور ..
- كما جاءت تنويعاته الممثلة لحبات البقول والحبوب والتى صاغها من الجرانيت الأسود الغطيس ليخرجها فى حالة محاكة جردها فى بعض القطع وفضل تمثيلها فى مطابقة فى قطع ثانية.. كما جاءت بعض منحوتاته لتمثل فيما يشبه بعض الدرنات والتى تكون أيضا فى حالة غرس ..
- إن استعراض جملة أعمال الرائع عصام درويش يصل بالمتلقى إلى الوقوف احتراما لفنه ولمبدع احترم ذاته وتواضع لمنحوتاته وصدق مع طرحه وعكست أعماله بعضا من ثقافته وهويته.. لقد أحدث استعراضى السريع لبعض من أعمال عصام درويش ذلك الاستمتاع الممزوج بالدهشة والمشبع بالفخار لوجود واحد من مثالى مصر الحقيقيين والذى لا أرى وصفا لإبداعه أفضل من أن أقول بأن أعمال عصام درويش هى خير مرادف لجملة ( خير الكلام ) .

ياسر جاد

` زحف الشر على جسد الشرق `

- ` فى العمل النحتى لعصام درويش ببينالى القاهرة الدولى الثالث عشر `
- كان الشرق ولم يزل مطمعاً لكل قوى الإستعمار الغربى القديم بمعناه العسكرى المباشر ، والحديث بمعناه الإنتهازى المتمثل فى نهب الثروات الطبيعية المتنوعة ، وفى هذا الإطار يستخدم الإستعمار كافة الأساليب والحيل للسيطرة على مقدرات الشرق من أدناه لأوسطه لأقصاه .. وفى المقابل كان الشرق طوال تاريخه يتحلى بالمقاومة لهذه الشراسة الإستعمارية التى مازالت مستمرة فى التلون بصور شتى .. ورربما كان الجانب العقائدى عبر الأديان السماوية والوضعية هو خندق المجابهة الأساسى الذى أمد الشرق بطاقة إضافية لمواصلة انتزاع الحرية على مر الزمان .. وأعتقد أن المبدعين الشرقيين لم يفلتوا من هذا التأثير الطاغى على منتجهم الإبداعى ، مثل بعض الفنانين الذين شاركوا مؤخراً فى بينالى القاهرة الدولى الثالث عشر تحت تيمة عنوانها ` نحو الشرق ` أسسها قوميسير عام البينالى الفنان إيهاب اللبان على منهج التنوع القومى الذى يصب فى النهاية داخل وعاء الفن ذاته ، متجاوزاً الزمن والأيديولوجيا والمكان الواحد ، ورغم هذا فقد ظهرت أعمال فى البينالى لم يستطع أصحابها الفرار من حتميات التاريخ المدون عن النهم الإستعمارى الغربى للشرق قديماً وحديثاً كما أسلفنا ، وفى مقدمة هؤلاء جاء النحات المصرى عصام درويش الذى قدم عملاً فى قصر الفنون بالأوبرا مكون من خمس قطع بخامة البوليستر مساحة كل منها 150سم × 150سم ، باللون الأبيض المنير ، إتساقاً مع الرسالة الإبداعية الرمزية التى أراد بلورتها فى حيز الإختزال ، حيث تجليات الشرق كموطىء للفيض النورانى النابع من الرسالات السماوية والوضعية التى ولدت على أرضه .. وهنا تبدو فطنة درويش فى اختيار اللون الأبيض ببهائه البارق ، وبناءً على هذا جاءت حتمية استخدام خامة البوليستر من أجل التحكم اللونى على المستوى الدلالى .. وأظن أن المربع هنا يكمل الدائرة الرمزية إعتماداً على رسوخه فى قاعدة الهرم كمنصة إطلاق نحو القمة المؤدية بدورها إلى خط العروج نحو مشارف الحجب ، علاوة على قاعدة الكعبة وقمتها كرمز عقائدى يستحضر ملامح البيت المعمور السماوى على مر أجيال مختلفة متتابعة .. وفى المقابل الأرضى يكمن جزء من رسالة عصام الرمزية فى ذلك الإفتراش الأفقى على حائط العرض للإيحاء بالتمدد الروحى النورانى السارى فى البدن الشرقى الذى تناسل وتكاثر على مر الزمان ، لذا كانت حيلة عصام درويش بالنحت البارز ` relief ` على المربعات البيضاء الخمسة ، ما يوحى بجغرافيا الجسد البشرى الغنية بالنتوءات والتماوجات والمرتفعات والسفوح والغرز الغائرة بشكل إختزالى يخلو من التفاصيل ، وهو ماأوحى بتماهى جسد الشرق مع تلك المسابح النحتية البيضاء البهية التى بدت وكأنها أوعية زمنية إمتلأت بالحليب المذاب فى النور .. ولاشك أن انسيابية حواف الاشكال الآدمية البارزة ناجمة عن قدرات درويش اللافتة فى فن الرسم على أصعدة الخط والمساحة والتهشير ، علاوة على مهارة استثمار بياض الورق فى إنارة بناء الصورة ، وهو ماصب هنا فى البناءات النحتية التى اقترب بها من المسطحات الورقية على مستوى الأداء الخطى والظلى .
- وعلى جانب آخر كان على عصام درويش أن يكمل الشق الآخر من رسالته الرمزية داخل العمل من خلال وشم تلك الحشرات على المسطحات النحتية الخمسة ، عبر دفعها للتسلل من الأركان المختلفة للقطع النحتية نحو النتوءات ذات الطبيعة المقتربة من اللحم البشرى ، والتى جمع فيها الفنان بين صلابة البوليستر وليونة البدن ؛ فبدت الحالة رمزياً وكأن الشر يتسربل من زوايا الشرق المختلفة على امتداده الجغرافى والتاريخى والعقائدى .. وقد نلاحظ الحالة اللونية الباهتة للحشرات بتأثير الضى الأبيض وكأن النور يتصدى لها بالمقاومة قبل التهامها .. لذا أعتقد هنا أن جوهر العمل إجمالاً يكمن فى ذلك الإغراق فى البساطة والتكثيف والإختزال لفترات زمنية متتابعة قادمة من عمق التاريخ مهرولة حتى تصب فى هذه المسطحات النحتية الخمسة التى خاصم فيها الفنان القدير عصام درويش جل التفاصيل التى يمكن أن تعوق وصول رسالته الإبداعية للمتلقى ، بما يؤدى بنا إلى التفاعل المباشر مع حالة من البلاغة النحتية الحبلى بإيماءات ناعمة وحادة فى آن ملؤها الإيحاء بالمواجهة المستمرة للشر الزاحف على ضياء الشرق .

بقلم الناقد : محمد كمال

يوليو 2019

عصام درويش .. من ليونة الخط إلى متانة البناء

- يحتل الخط المرسوم دائماً مكانة محورية فى كل فنون التشكيل المعتمدة على النسج المتواتر للسطح الوسيط كالتصوير والحفر ، علاوة على فن النحت الذى يحتاج ليد عفية وحساسة فى آن واحد ، من أجل إدراك دور الخطوط الخارجية والداخلية للتمثال فى انسيابية حركة عين المتلقى على جسد المنحوتة .. وربما كان النموذج الحى لهذا هو الفنان عصام درويش المولود بحى شبرا القاهرى فى الثامن والعشرين من أبريل عام 1970م ، والمتخرج من قسم النحت بكلية التربية الفنية بالقاهرة عام 1992م ، حيث تتجلى مهاراته النحتية اللافتة فى الجمع بين ليونة الخط ومتانة البناء ونعومة السطح ، علاوة على تمكنه التشريحى وقدرته على تقمص الشخصية محل البناء النحتى ، مثلما بدا فى تجسيده لكبرياء وشموخ صالح سليم ورقة ودلال فاتن حمامة وألمعية دماغ طه حسين ، وغيرهم من الشخصيات التى غاص درويش فى أعماقها وتوحد مع سلوكها بخامات وسيطة متنوعة .. وربما لم يتوفر له هذا إلا مع إمساكه بناصية فن الرسم كما نرى فى شخوصه التى تعامل معها أيضاً داخل حيز تقمص الشخصية وملكات الربط بين الكتلة البشرية والفراغ .. ففى أعماله التشخيصية الأنثوية الجانبية التى استخدم فيها خامة الفحم على الورق نجده يرتحل بسهولة بين المساحات السوداء الداكنة كشعور النساء وطرحهن ، وبين أكتافهن المؤدية إلى جذوعهن ، معتمداً على حوار الكتل المرسومة داخل الفراغ الأبيض ، وهو ما ينقل العين بسهولة ويسر بين المقاطع المختلفة نتيجة الوعى بقيمة النغم على جسم الخط نفسه ضمن الإيقاع البصرى العام الغنى بالسحجات والمسحات والإفتراشات الفحمية ، وهو ما يحدث كذلك فى تماثيل الفنان كما أشرنا ، إذ تنتقل العين بارتياح من وحدة لأخرى داخل التمثال والفراغ المحيط به .. وأعتقد أن نظرات العيون الدقيقة فى تماثيل ورسومات عصام درويش هى التى يدخل منها إلى حيز تقمص روح الشخصية ، مسنوداً بقدراته التقنية التى تتصدرها موسيقاه الخطية الثرية ومعماره البنائى المتين داخل فراغات حبلى بالضوء الفيّاض .
- نص نشر فى كتالوج الدورة الثانية لجائزة ` نوار ` للرسم عام 2018 بكلية الفنون الجميلة بالأقصر تكريماً للفنان على هامش الدورة .

بقلم : محمد كمال

يوليو2019