صبرى محمد منصور
- عالم صبرى منصور عالم داخلى .. تأملى .. انطوائى .. يجد فيه المصدوع أمنا وراحة وصفاءً نفسياً بعيدا عن صخب الحياة وضجيج المدينة المحموم .
- وما هذه الزرقة التى تغوص بنا فى أعماق الذات وأغوار اللاشعور أو تحلق بنا فى أفاق صوفية تشف فيها الأجساد وتتحرر فيها الأشياء من ماديتها وكثافتها ماهى الا دعوة من الفنان المرهف الى لا جدوائية الصراع الخارجى لان الباطن يحتوى فى النهاية كل شىء ..
- تحتوينا ظلمة الأرض كما تحتوى ظلمة الفضاء هذا الكوكب ولايبقى فى النهاية سوى الحلم ، السراب ، الوهم ..
حسين بيكار
- صبرى منصور فنان ضرب بعيداً موغلا فى دروب صامتة معرضاً عن الصخب الزائف ، مصغياً الى الصوت الداخلى الهامس .
- كل ما فى لوحاته روح أثيرية سابحة فى بحورها الخضراء الضبابية، إن كان للمكان وجود ففى أعماق النفس البشرية، وليس الزمان زماناً يحسب بالساعات، فهو زمان تراجيدى.. عالم سكونى .. التفاصيل عنه مقصية، فتقل المباشرة، والايحاء يقوى، عالم الحلم هو .. لكنه الحلم الدرامى لا الفانتازيا، علاقة ضارية بين الإنسان والمجهول، السماء انقضاض، والأرض استسلام لتهديد.. وانطراح على مذبح، الحركة استحالت رمزاً فالطائر مثلا ليس طائراً بذاته .. لكنه المخلب الجارح.. والمنقار الشرس.. والنظرة التى لا نطرف.. شبحيات بكائية خارجة من توابيت الفراعنة .
- إن لوحات صبرى منصور لا تعطى سرها لأول نظرة .. وعلى الرغم من أن حيزها يظل أميل الى الخواء ، إلا أن اجواءها تبقى مشحونة بالتوتر ، وتنم عن معاناه اللغز ، فالوجه الذى تغطيه جدائل الشعر الغزيرة المنسكبة . والنقاب الابيض الذى يذوب فى الخلفيات الخضراء الشاحنة .. تخفى على الدوام سراً .. أنها اجواء غنية رغم الزهد اللونى ، ورؤية متفردة فى تصويرنا المعاصر .
د. نعيم عطية
أزرقات صبرى منصور .. انطبـاع الحيوية والاتساع
- من سمات القرن العشرين تفتح الإدراك والبصيرة .. المواكبة للاكتشافات العلمية الجديدة .. وازدحام الساحة بالاتجاهات الفنية العديدة .. التى يتصارع حولها الفنانون والنقاد .. بينما يقوم بعض الفنانين فى البحث عن الشخصية المصرية وأصولها القومية داخل التراث الزاخر والتعرف على فلسفاته .. والقيام بالتحليل الموضوعى المجرد .. حتى يصير مصدراً للإلهام والوحى .. لكى تصبح فنونهم مرتبطة بجذورهم العريقة ..والبحث عن الأصالة ..التى زيفت بفعل الاستعمار والجهالة ..والهروب من الزينة الزائفة المفتعلة التى يتسم بها فن المدن والمجتمع الغربى .. والفنان صبرى منصور -أحد هؤلاء الباحثين عن الأصالة فى أغوار الحياة الريفية ودروبها الشعبية والتراث المصرى الفرعونى والقبطى والإسلامى ..سائراً على درب من سبقوه من الفنانين المصريين الكبار محمود سعيد وراغب عياد وعبد الهادى الجزار..
- وفى رحاب ثلاثين عاماً من الفن 64 - 1994 جاء معرضه بالمركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى .. الذى تعددت فيه مراحل الفنان .. مؤكدة بحثه العميق فى الأصول الفنية واستخدامه أدواته وآلياته المعاصرة فى تحوير الشكل والخط بشكل جمالى ساعده على الإبداع فى خط حلزونى متطور إلى أعلى .
- وعندما نمسك بالخيوط الأولى الناسجة لملامح شخصية تجربته نراها قد بدأت بظهور عناصر أكثر اقتراباً من شخصيته ..التى انساقت لتصوير العالم الذى عاش طفولته فيه .. (وهى قريته `نجاتى` الصغيرة) حيث الحلم الحافل بالصور الغامضة، والقمر يغمر القرية بأضوائه والليالى وحكايات الجنيات الأسطورية، والبيوت الريفية المتواضعة..المشيدة من طمى النيل ..التصقت بها مقابر الموتى .. كأنها تحكى التناقض بين كل الأشياء الموجودة فى عالمنا .. وفى القرية شاهدنا النخيل المنتظم فى تناسق هندسى متوازن يمتد عالياً .. يحرسها ويظللها والنساء المتكورات بثيابهن السوداء التقليدية يقبعن داخل الأبواب والنوافذ المفتوحة .
- ومن أهم مميزات صبرى منصور بجانب فكرة المتوقد وفلسفته الفنية ذات القيم الأصيلة .. استخدامه لتوافقات اللون الأزرق الذى يميل إلى لون الفيروز الذى يشع الضوء من جنباته ..هذا اللون ..عندما يطيل المشاهد النظر إليه .. يغيب عن ذهنه أحياناً ألواناً أخرى عديدة والتى تتحول جميعها إلى لون موحد .. كما يشاهد الرائى الأشياء المرسومة كأنها مغمورة ومصبوغة بذات اللون الأزرق الفيروزى .. وأيضاً يخلق اللون انطباعا بالحيوية والاتساع والضوء المتدفق الذى يتخلل ويأخذ المنظر العام للوحة من كل جوانبها .. وتظهر معالم الأشياء ومفرداته فى رتابة وسكون بفضل التفاعل الجلى بين الأزرق والألوان الأخرى الذاتية فيه، ولم تقف وظيفة اللون الأزرق عند هذا الحد.. فهى أداة - إن صح التعبير- تمثل البعد أو الفسحة، والمجال الجوى ، وصفاء السماء ، والحيوية والبرودة والظلمة أيضاً .. وهى صفات وانطباعات لا تقتصر على الأجسام بعينها، وإنما يدخل اللون فى روحها ، فى جوها العام ، وما تتركه فى المشاهد من تأثير وانطباع .. ومما لا شك فيه أن هذه الروح لا تنشأ من مفعول اللون الأزرق التركوازى وحده ، بل كذلك من تفاعل الألوان التى يضعها الفنان بدراية لتحدث التوازن مع بعضها البعض .- يتناغم كل هذا مع العملية الإبداعية عند الفنان صبرى منصور .. فهى محاولة فى البحث لاكتشاف ما يوجد خلف السطح الظاهر للأشياء من أجل تكوين أشكال جديدة `متوازنة ` تفتح عيوننا على عالم الضوء الليلى، واللون بين أصوله.. كما يزودنا بنوع مختلف من الإدراك الإنسانى المعاصر .
الناقد/ محمد حمزة
2004 جريدة الأهالى
الضوء الصوفى
- الزار كان الموضوع الرئيسى لمشروع التخرج للفنان صبرى منصور الذى ولد العام 1943 والذى أقام عدة معارض خاصة بمصر وإيطاليا وإسبانيا وإنجلترا وسوريا ويشارك فى الحركة الفنية منذ العام 1965، وهو حاصل على جوائز فى المعرض العام 1983 - بينالى الكويت العام 1985 - وجائزة الدولة التشجيعية العام 1986، كما يشغل وظيفة أستاذ بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وصبرى منصور من الفنانين الذين أُطِّروا بإطار محكم جعلهم لا يتمكنون من الخروج أو الخلاص منه أو إثراءه بإضافات تجعله يتحول إلى درجات أعلى من الجمال والتوهج - بالرغم من قدرته على ذلك- وغالباً تختلف قياسات درجة الثبات والحركة التى تدور مركزياً دون أدنى كسر أو اقتحام للحاجز الفكرى الذى حدد فواصل بنائية وجمالية تكاد تتكرر مع توهج الذاكرة البصرية للمتلقى المحترف وفى هذا المقام نذكر بعضاً ممن نهج هذا النهج من الفنانين، الراحل حامد ندا، أحمد نبيل سليمان ، صلاح عنانى ، وغيرهم ، وهذا ليس عيباً لأنها حدود عليا لقياس درجة الابتكار والإبداع فى الوقت الذى تتنامى فيه الفكرة الفنية والتى تدفع -بطبيعة الحال- إلى التطوير والتجريب المستمر والمستمد من حالة غليان فى كوامن الحالة الإبداعية بكامل طاقتها وأركانها. فالضوء فى أعمال صبرى منصور ضوء آتٍ من هالات الطاقة التى تدور فى فضائها شخوصه المسحورة .. وشخوصه الكائن فيها حالات النفس المحملة بالتصوف والروح الهائمة ..كيانات تنبثق من طاقات كبيوت الحمام فى أبراجها تطل منها هالات ضوئية ناطقة من الوجوه ، أو أجسام تتدلى شعورها حتى القدمين كأن الضوء يسرى فى جسدها وفى شعرها.. طاقة بنائية يمتد فيها التوحد البصرى ومركز الروح فى الجسد فى حالة ديناميكية مركزية محركة الشبكة الشعورية فى المتلقى ليلتقط موجات ظلالها وأشعتها الآتية من هذه الهالات المدفونة فى الأجسام وحولها كأنها طاقة فاقدة الجاذبية فترتفع إلى أعلى بفعل الجاذبية العليا .. جاذبية الروح الممتدة فى الفراغ الكونى بعيداً عن المادة وبعيدة عن الحياة الدنيا ، ويتشكل فى قلب اللوحة -عند الفنان- ما يسمى بـ (الجسد المعمارى الهش) بمعنى نفاذه للضوء من خلال ضبابية محكمة ضبابية الدرجات الظلية المتواترة والمتتابعة تتلاشى وتتداخل فى الأسود من خلال نظام بنائه وكثافته وقياسات الخط وزيادته مطرداً أو العكس أو تدفقه عند حدود حالة التناغم والتجانس التى يعيشها الفنان، وهالات الضوء عند صبرى منصور تتكاثر وتنتشر عبر الفراغ اللونى الكونى تسبح فى الفضاء، فى دوران محورى مركزى كالبندول الذى يذهب ويعود فى منظومة ثابتة وإيقاع دقيق يعتمد على التوازن العادل للمنظومة القياسية .
أ.د./ أحمد نوار
جريدة الحياة - 2004
مسايرة الفنون الغريبة ( استسهال ) يهدر المواهب الجادة
-عالمه الفنى ذاتى، يحمل دلالات ورموزاً مصرية وإنسانية، تمثل مخزونه وذكرياته من الماضى البعيد للقرية المصرية، غلف عناصره من الطيور والأشجار والكائنات البشرية باللون الأزرق الداكن، الذى تميز به طوال رحلته الفنية، مما أعطى لأعماله صفة درامية وأسطورية، وأحاطه بحالة رومانسية يبحث بها عن عالم افتراضى يتوازى مع عالم الأرض .
-هو الفنان صبرى منصور، الذى يعرض مشواره الفنى بقاعة `إبداع` بالزمالك تحت عنوان : `حكايات تشكيلية مصرية `، يضم مجموعة من لوحاته التصويرية انتقادها من مشواره الفنى طوال 46 عاما، يقترب فيها البناء الفنى من الفكر الفرعونى، بمعالجات ورؤى معاصرة حول معرضه وقضايا وحصاد الفن التشكيلى فى مصر كان لروزاليوسف معه هذا الحوار.
* لماذا اخترت لمعرضك اسم `مختارات وحكايات تشكيلية` ؟
- المعرض هو مختارات من الرسم والتصوير، انتجتها على مدار 46 عاما، بدأ بأعمالى منذ تخرجى عام 1964 وحتى عام 2010، مرت خلالها أعمالى بعدة مراحل، وأهم لوحة أعتز بها هى لوحة `الزار ` التى كانت مشروع تخرجى من الكلية، وأعتبرها بدايتى الحقيقية لما فيها من تعبيرية واختصار واختزال، وهى تدور حول عالم الزار وما يغلفه من غموض، وبعد المرحلة الأكاديمية انتقلت للبحث عن شكل خاص بى، لأمر بعده تجارب فنية معظم موضوعاتها بحث عن الميتافيزيقية وما وراء الواقع، وحاولت بالرموز والاشارات التعبير عن عالم افتراضى يعادل عالمنا مثل لوحة `أغنية للشعر الأحمر`، ثم بدأت أتناول القرية المصرية بكل ما فيها، لتخرج فى أعمالى باعتبارها رصيدى وعالمى الحقيقى الواقعى، وبعد رحلتى إلى الأقصر سيطر على أعمالى الشكل الفرعونى، ولكن بأسلوبى الخاص مثل لوحة `ترانيم مصرية `، التى استغرقت فى تنفيذها أربعة شهور، ثم عدت مرة أخرى إلى أعمالى ذات الموضوعات الميتافيزيقية.
*أسماء اللوحات المعروضة تحمل تساؤلات فلسفية فأيهما أسبق فى أعمالك العنوان أم التكوين الفنى؟
-عناوين اللوحات أعتبرها حالة وشحنة نفسية، سيطرت على أثناء بدء اللوحة، ثم بدأت تتبلور الفكرة فى العناصر أثناء اندماجى فى العمل الفنى مثل لوحة `الفردوس`، حينها وجدت نفسى أبحث وأتساءل عن ماذا يمكن أن يكون الفردوس؟ وغيرها من اللوحات أو التساؤلات التشكيلية مثل بقايا أزمنة، بيت الأسرار، السماء والأرض، وغيرها .
* وكيف ترى الهوية المصرية فى الحركة التشكيلية؟
- منذ 20 عاما والثقافة المصرية تعانى من اضمحلال، لأنها تفتقد الهوية والخصوصية على جميع مستويات الفنون، فلابد أن ننتبه إلى خطورة السيادة والهيمنة الغربية التى بدأت بالتغلغل، وهذه المقولة التى روجت للمصالح قد تكون مفهومه للبعض وأصبح الفنانون يتبعونها بحجة مسايرة روح العصر وإيقاعه، وهو ما تسبب فى ضياع الشباب والمواهب الجادة وهو تقليد أعمى ساذج، بل أعتبره سرقة مجهود الآخرين ونوعا من الاستسهال، وترتب على ذلك أن الجوائز فى المعارض تمنح لمن يتبع النموذج الغربى وينقله بإتقان زائف، وذلك مفهوم خاطئ، فلا يوجد ما يسمى صيغ فنية عالمية يلتزم بها كل الفنانين المصريين حتى يصبح فناننا عالمياً، الذاتية بعمق تصل بالفنان إلى العالمية.
* كيف ترى وتقيم رحلتك التشكيلية ؟
- أعتبر نفسى من المحظوظين بمعاصرتى لزمن الفن الأصيل، فالفنان عبد الهادى الجزار، وهو أستاذى فى الكلية،أثر فى كثيرا، بأفكاره وأعماله، وقد شاركته فى تنفيذ لوحة `قناة السويس`، أما الفنان حامد ندا فكان صديقا وفنانا وناقدا متزنا، كتب عن أعمالى الكثير، ويشرفنى أننى امتداد لهم دون تقليد .
* ما تقييمك للحركة التشكيلية المصرية فى 2010 ؟
- أين الجمهور؟ أما الحركة التشكيلية فهناك حراك يسير بخطوات تعلو وتهبط، المعارض الفردية بها تجارب فنية ناجحة، المعارض الجماعية الرسمية أصبح يغلب عليها الميديا المعاصرة، بل ربما أصبحت الفعالية تقام من أجل الميديا، والأنشطة المطروحة بصفة عامة ليس بها أى توازن أو تربطها استراتيجية ومنظومة فكرية، وهى تحتاج إلى إعادة صياغة وترتيب ذهنى، وسيطرت اتجاهات فنية على حساب اتجاهات أخرى وأعتبر من ينتهجون هذه الاتجاهات يفتقرون إلى الإمكانات والمواهب الحقيقية، أما بالنسبة للمعارض، فمعرض `ماذا يحدث الآن؟` فوجئت أن أغلب المعروض به أعمالا رأيتها كثيرا من قبل، لا جديد فيها ولا إضافة، كلها طرق معادة وتكوينات تتميز بسذاجة الفكرية وسطحية المهارات ولا تحمل أى جماليات نهائياً، ومن الفعاليات الناجحة `المعرض الخاص الأول`، لأنه عبارة عن مسابقة وجوائز لها جانب تشجيعى وتحفز الفنان على التواجد، وأيضا مسابقات النقد الفنى التى وضعت النقد الفنى على الخريطة التشكيلية بشكل مواز للفن، واستمرار كل المعارض النوعية بتخصصاتها أمر مهم جدا ويحدث إيجابيات.
*ما رأيك فى وجود عنوان وتيمة للمعارض الرسمية مثل معرض `ليه لا ؟` ومعرض `الجسد الإنسانى `؟
-التيمة أو عنوان المعارض من المفترض أن يلتزم بها الفنان المشارك، وتكون دافعاً ومحفزا فنياً له، لكن هناك عناوين ليست إلا فرقعة ودعاية ساذجة،فمثلا معرض `ليه لأ `عنوان لم يشجعنى ولم يجذبنى ولم يثرنى حتى أشاهده، فهذا العنوان لا يعنى إلا أن الأعمال هى مجرد تجارب غير جادة وغير مكتملة، أما `صالون مصر`فأتساءل ماذا يعنى هذا الصالون؟ وما الفرق بين الصالون وبين المعرض العام، فإذا كانت الفعاليتان هما مصر، فما الداعى لهذا التفتيت إلى معرضين، هذا التفكيك أفقدنا تحديد شكل وقيمة الحركة الفنية المصرية، ولا بد أن يعاد النظر بها، أما معرض `الجسد الإنسانى` فرغم أنى من المشاركين فيه إلا أنه حين طلب منى المنسق المشاركة كان اسم المعرض `التشخيصيين `، ثم تغير الاسم قبل الافتتاح، وهذا خطأ فادح، وعند زيارتى للمعرض وجدت أن معظم الأعمال المشاركة ليس لها علاقة بالموضوع، وتغيير عنوان المعرض اعتبره إساءة للفنانين وإلى أعمالهم .
* وما رأيك فى الاتهام الذى وجه لبعض الفنانين المصريين بالتطبيع التشكيلى؟
- لابد من تحديد مفهوم التطبيع، وليكن هو التعامل المباشر والشخصى مع إسرائيل، ولكن نحن نشارك فى بيناليات عالمية مثل بينالى فينسيا نجد فيها اسرائيل دولة مشاركة، وعلى ذلك لا نستطيع الانسحاب، ونشارك فى مؤتمرات أيضا بها اسرائيل فلو ثبت على الفنان المصرى التعامل المباشر فهذا بالطبع مرفوض.
* هل تقوم لجنة المقتنيات بدور إيجابى فى الحركة الفنية ؟
- بالتأكيد لجنة المقتنيات دورها مهم جدا وتقوم به، ولكن لابد أن تعيد النظر فى استراتيجيتها فى شراء الأعمال، وتضع أولويات فى الاقتناء، وتكون موضوعية وذات شفافية وحيادية أكثر، خصوصا بالنسبة للفنانين الكبار، الذين ساءت حالتهم الصحية، فلابد أن ترعاهم الدولة، وأيضا أن تقتنى من الشباب كتشجيع لهم .
سوزى شكرى
2011/1 / 9 - روزاليوسف
- يقدم ` صبري منصور` في أعماله الفنية عبر مسيرته مع فن التصوير المصري نمطاً فريداً من الرمزية ، وذلك بابتكار أجواء غامضة قادمة من عالم الروح لتجسيد أفكار ومشاعر مجردة عن الوجود الإنساني وتصوراته للكون والعوالم الخفية ، حيث تستطع كل الأشكال بنورانية الروح التي تسمح للإنسان بالحدس لتخطي حدود المظهر المرئي للكون والطبيعة .
- وتظهر ملامح الرؤيا الرمزية لديه منذ بداياته الأولي في فن التصوير، ففي لوحة ` الزار` والتي رسمها 1964 ، حيث تمثل تجسيداً لموضوع قد شغل حيزاً مهماً في فكر ووجدان كثير من الفنانين المصريين ، بدءاً من ` محمود سعيد` ومروراً ` بالجزار ` و` ندا ` و` الزيني` وغيرهم فقد اهتم هؤلاء الفنانون بتصوير المظاهر الحركية والحسية في طقس ` الزار` إلا أن `صبري منصور` يقدم رؤيا شديدة الخصوصية لهذا الموضوع ، وهي تصوير الجانب الروحي منه ، فعند النظر إلي هذا الشكل نجد امرأتين جالستين في حالة من السكون والصمت ، ويأتي من الأفق اللانهائي قط يتسلل بشكله الإنساني وملامحه الخافتة ، وكأنه روح أتت من عالم غيبي لتراقب عن بعد هاتين السيدتين ، وتبدو السيدتان متواصلتين أو قادمتين من هذا العالم الماورائي ، بيد أن المشهد كله بعلاقته الفنية، يعكس حالة من الصمت والغموض المثيرين للخيال والتأمل التساؤل عما تحتويه هذه العناصر من معان وأسرار.
- وعلي الرغم من أن معالجة الشكل الفني تبدو واقعية ، أي مبنية علي قواعد أكاديمية ، حيث المنظور والتجسيم… إلخ ، إذ نري الفنان معنياً بمحاكاة النسب الطبيعية للشكل الآدمي ، والتجسيم والتأثيرات المكانية للمنظور، للإيهام بالبعد الثالث ، إلا أن رغبته في التعبير عن ذلك الجانب الغامض والمعنوي الكامن في الدوافع الاعتقادية وراء طقس ` الزار` - حيث الاتصال بعالم الأرواح المجرد قادته لتطويع كل أدواته الفنية للإيحاء بهذه الفكرة وتأكيدها ، إذا نراه يخبئ وجه السيدة التي تأتي بمقدمة الصورة بشعرها الذي يظهر كثيفاً ليغطي الوجه تماماً، ولعل هذا ما يقودنا إلي مزيد من الغموض ، مما يجعل الرأي دائماً في شوق وتطلع إلي التعرف علي هذه الشخصية ، ويتأكد هذا الإحساس عندما يري السيدة الثانية ( التي تأتي بالمستوي الثاني في عمق الصورة) تظهر ملفوفة بردائها الأبيض، ولا تظهر منها سوي كفها اليمني، وتبدو وكأنها في حالة من التغييب عن العالم الخفي أو تلك القوة الخفية الكامنة في نفس وخيال البسطاء. فهذه العناصر الواقعية التي تظهر في الصورة ما هي إلا مدخل للتعبير عن الفكرة ، إذ تأخذ معاني ودلالات رمزية أخري غير دلالتها الواقعية.
بقلم: محمد عرابى
صبرى منصور وعالمه الساحر
- بيوت الفنان أسرار، والقمر مصباح هامس
- برغم أن مدرسة الفنون الجميلة بالقاهرة تأسست قبل تسعين عامأ بالتمام والكمال، فإن السؤال: هل هناك خصوصية ما للفن المصرى والعربى ما زال يطرح نفسه بقوة فى أوساط الفنانين التشكيليين والنقاد والمثقفين بشكل عام، ويرجع ذلك إلى سيادة وهيمنة جماليات المدارس والاتجاهات الغريبة فى الفن طوال هذه الفترة، بحيث لم يستطع معظم فنانينا من الانفلات من أسر هذه المدارس.
- وإذا استثنينا الرائد الفذ المثال محمود مختار (1891-1934) فإن ازدهار المد العربى القومى فى الخمسينيات والستينيات قد ساهم إلى حد كبير فى محاولة خلق منظومة جمالية مصرية عربية حققها فنانون أمثال حامد ندا (1924-1990) وعبد الهادى الجزار( 1924-1966) لكن بعد أن انطفأت الشعلة المتوهجة للمد القومى، وتراكمت الثروة فى يد القلائل بينما تمدد غول الفقر لينهش أفئدة الملايين، فإن استقلالية الحركة التشكيلية واعتدادها بنفسها أصابها العطب، أما محاولاتها المستميتة فى ابتكار جماليات مصرية خاصة فقد اعتراها الفتور.
- ورغم قتامة المناخ ، فإنه لم يمنع قلة من الفنانين من الإصرار على محاولة البحث عن مناطق النفوذ الجمالية الخاصة بواقعنا من دون الالتفات إلى ذهب المعز وسيفه.
- ومن أنشط هؤلاء الفنان الكبير د. صبرى منصور أستاذ التصوير بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة والعميد السابق لها، وهو من مواليد (1943) وقد تخرج من كلية الفنون الجميلة بسنة (1964) ولم يتجاسر على عرض لوحاته أمام الناس إلا بعد ثمانى سنوات أى فى عام 1972، وقد فسر لى السبب :` بعد تخرجى اكتشفت مدى حاجتى للإستزاده من معين الثقافة، حتى أكون فنانأ صاحب وجهة نظر ` وليس نقاشاً ` ويجب أن نشير بأسف إلى أن كثير من الفنانين التشكيلين حرموا من نعمة الاطلاع والقراءة، وبالتالى أصبحت علاقتهم بالثقافة غير سارة ينبغى أن نلفت الانتباه إلى أن تفرد صبرى منصور يتجلى فى هذا الإستشهاد من أجل اصطياد أثمن ما فى الموروث المصرى ، وإعادة صياغته وفق منظومة تشكيلية حديثة تلبى الحاجات الروحية والجمالية للمتلقى الحالى، خذ عندك مثل لوحة ` ليل القرية `- التسمية من عندنا- التى يتضح فيها هذا المزيج الفاتن، حيث نشاهد عدداً من البيوت المتكاملة تتصدرها ثلاثة مداخل ، كل منها يحتضن حكاية ما ، فى حين تظهر من الخلفية نخلة تحتضن بفروعها المتدلية هذه البيوت، ويجاورها هلال مضىء . أما الحصان المنطلق الذى يستولى على فضاء اللوحة ، فقد منح المشهد حساً أسطورياً جلياً.
- ولأن البيوت أسرار` كما يقول المثل المصرى ، فقد غاص صبرى منصور لتجسيد هذا المثل الدال، فكل بيت يخفى داخله حكاية أو حدثاً أبطاله دوماً من المرأة والرجل باستثناء البيت الأخير حيث لا ترى إلا إمرأة واحدة أنهكها الانتظار، لم يلهث الفنان خلف محاكاة الواقع- وما كان ينبغى له- لذا نرى شخوصه قد تحررت من ضرورة الالتزام بانضباط النسب التشريحية ، واستراحة فى تكوينات اعتراها بعض التشوية، حتى تهب اللقطة المناخ الاسطورى المنشود . إن استلهام الموروث المصرى القديم يكشف عن ذاته فى هذا الطابع السكونى الحالم الذى استقرت فيه العناصر والمفردات، فضلاً عن الاحتفاء برصانة البناء الهندسى الذى اتسم به المشهد فى مجمله.
- وإذا كان النهار فى مصر يعانى معظم شهور السنة من نفوذ ضوء الشمس الحاد فإن القمر لا يترك الليل دائماً منغمساً فى لون العتمة ، والقمر فى ليالى القرية المصرية المحرومة عادة من الكهرباء- يصير هو المصباح الطبيعى الوحيد، بأنواره الحالمة والهامسة ، لذا لا عجب أن يدير صبرى منصور الصراع الأبدى بين الظل والنور بمودة ووعى.
- فالجزء الأعلى من البيوت القريبة من القمر استقبل لمسات النور الحانية المنبعثة منه ، فى حين قنعت المساحات السفلية ومقدمة اللوحة بالذوبان فى بحر الظلمة ، مما وصل هذا التناغم بالمتعة البصرية إلى ذرى غير مسبوقة.
- الهوس بالدراما:
- لا تخلو لوحة للفنان صبرى منصور من انتشار نغمة الدراما فى أرجائها، ولكنها دراما لا تقع فى مستنقع الابتذال المذموم، حيث أنها مغلفة بهيبة الغموض المثير. ففى لوحة ( أحلام وكوابيس) يدهشنا هذا التكوين الكهنوتى- إذا جاز التعبير - من خلال هذا البيت الريفى المحاط بنساء اتخذن أوضاعاً مسرحية بينما نوافذ البيت ومدخله احتضنتها كوكبة أخرى من النسوة اللاتى يبحثن عن الخلاص، من الصعب أن تجد تفسيراً وحيداً لهذه اللوحة وهذا يمنحها مساحة من الثراء، أو كما قال الشاعر صلاح عبد الصبور مرة ( القصيدة التى تمنح نفسها من المرة الأولى هى قصيدة متوسطة) وهذا ما ينطبق تماماً على لوحات صبرى منصور، وكعادته ينفر الفنان من رتابة محاكاة الواقع، فالنساء تحررن من قيد تناسق الجسد وقبعن فى أجسام قصيرة مكتنزة أطاحت بالكنوز الشهية التى يمنحها الجسد السورى للمرأة ، إن هذا التدمير للشكل السائد للأجسام البشرية بهذا الأسلوب هو الذى يفجر طاقات الجمال الخبيئة فى اللوحة، خاصة وأنه- أى التدمير- طال أيضاً شكل البيت والشجرة التى استقرت أعلى اللوحة جهة اليمين، والتمساح المحنط والمعلق فوق مدخل البيت، لا يغيب عن فطنة القارئ ، أن هذه المعالجة للعناصر ورحمها فى هذا التكوين لا يمكن أن يحقق الهدف المرتجى دون أن يكون المناخ اللونى موائماً ومتجانساً مع هذه المعالجة، ورغم أن القاموس اللونى لصبرى منصور يتسم يتقشف واضح، إلا أنه يمكن بمهارة يحسد عليها أن يشيد لوحة عامرة بالدراما والخيال، بأقلة تكلفة لونية متاحة، حيث غرقت اللوح فى اللون الأزرق الهامش وضرباته الظلية مع وجود الأخضر القائم- فى الشجرة والتمساح مثلا- وقليلاً من الأحمر المنطفئ فى باقة الهائمة فوق المنزل .
- وتبقى فى النهاية هذه المرأة السابحة فى الفضاء بملابسها البيضاء لتخفف من حالة الجذع التى تبثها اللوحة فى المشاهد! عندما سألت د : صبرى منصور عن المشترك بينه وبين المدرسة السيريالية ( إنها تمنحنى عالماً أخر وأحاسيس أخرى على أساس عدم اعتبار الواقع هو الحياة فقط `.
- إن الهلع الذى كان ينتاب الطفل صبرى منصور عند مروره بجوار مقابر القرية خاصة فى الليل ، والأسئلة الحرجة حول الموت والحياة ، شكلت بلا جدال البنية الأساسية المجمل إبداعه بعد ذلك، ففى لوحة الصراخ` تتبدى حصيلة معتبرة لثقافة ومهارة الفنان، ومقدرته على المزج الجميل بين الموروث المصرى والعربى وبين إنجازات مدارس الغرب فى القرن العشرين، حيث نشاهد مجموعة من النساء دخلن فى هيستريا الخوف والصراخ ، بعد أن ارتدت أجسادهن إلى الشكل الفطرى البدائى الذى يفاقم من الشعور بمدى الورطة التى وقعن فيها ورغم أن العرى صفة لازمة لبطلات صبرى منصور، إلا إنه العرى الذى يكشف الحقيقة مجردة لا الذى يدعو إلى الفحش والابتذال .
- قام الفنان بتقسيم اللوحة إلى ثلاث مستويات فوق بعضها ، بحيث احتل المستوى الأعلى واجهة منزل مجرد ، تقتحمه أربع نوافذ هندسية التكوين تستضيف كل واحدة منحها امراة ما تشارك بنصيب فى هذه الدراما المفجعة، بينما تناثرت النساء بنظام صارم فى المستويين الثانى والثالث.
- إن هذا المنطق فى بناء اللوحة، مستوحى من فنون الشرق حيث ينعدم وجود المنظور( البعد الثالث) الذى لا يظهر الحقيقة كما هى، عندما يقلل أحجام العناصر البعيدة فى المشهد. استثمر الفنان هضمه لمدارس الفن التى خرجت من أوروبا وانتخب منها ما يواءم موضوعه ، فالسيريالية التى تقدم قراءة مغايرة للواقع، من خلال اقتحامها للنفس البشرية وما يعتمل داخلها من أحلام وكوابيس، يسرت للفنان الإبحار دون وجل فى عالم النساء الغامض وإعادة صياغة ملامحهن وأجسادهن وفق الرؤية شديدة الثراء التى يقدمها، وخاصة أن المعالجة الضوئية- إذا جاز القول- كانت موفقة تماما، فالمستوى الأعلى فاز بدرجات ناعمة من الأخضر القاتم، يعلوه المدى الأزرق المعتم، فى حين يخترقه طائر كئيب يفرد أجنحته على المنظر كله ، فيزيده ريبة وشوقاً، أما بقية اللوحة فكانت من نصيب الأخضر الهامس المخلوط بدرجات خفيفة من الأصفر والأوكر والمدهش أن معظم لوحات الفنان ذات ملمس ناعم حيث لا يلجاً كثيراً ولا يحبذ استخدام سكين الألوان الذى يصنع ملمساً خشناً وأسطحاً متباينة وقد برر لى ذلك بقوله ` إن الخشونة وتعدد الأسطح يقلل من إستقرار المشهد ورصانته `.
- صبرى منصور فنان مثقف- كان لى الشرف بأن تتلمذت على يده قبل أكثر من 16 عاماً فى كلية الفنون- صاحب خيال منهمر وموهبة مشتعلة، يمتلك صبر بحار قديم وإصرار فنانى عصر النهضة استلهم من الموروث المصرى الحس البنائى وصراحة التكوين وأناقته وصالح منجزات المدارس الغربية وانتخب منها ما يعزز موضوعاته، لوحاته عامرة بنبرة درامية مثيرة وغامضة. فضلاً عن براعته فى إدارة الصراع الحلو بين الظل والنور باختصار، صبرى منصور يسعى لتخليق قيم جمالية مصرية عربية تصد المحاولات الدؤوبة لطمس الهوية ـ حقا ما أصعب المهمة وما أنبل الهدف .!
بقلم : ناصر عراق
من كتاب ملامح وأحوال
صبري منصور.. من الهدوء إلى العالمية
- عُرف بتميزه في استخدام الرمزية من خلال أعماله الفنية المُختلفة، حيث وجد من الرموز طريقا لابتكار بعض الأساليب المُمثلة للجانب الباطني للبشرية من أفكار ومشاعر تمكن من رسمها على لوحاته، هو الفنان التشكيلي صبري محمد منصور، الذي ينطلق يوم الأثنين 5 مارس فى تمام الساعة السابعة مساءً، المعرض الاستيعادى له بقاعة أفق بمتحف محمد محمود خليل وحرمه.
وُلد منصور بمحافظة المنوفية في 27 مارس من عام 1943، وقادته موهبته الفنية نحو كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان التي تخرج منها وهو في الواحد والعشرين من عمره ثم أستكمل مسيرته التعليمية بحصوله على درجة الماجستير عن رسالته بعنوان `نحو تصوير مصري معاصر` منذ عام 1972، وحتى نال درجة الأستاذية بعد سفره لإسبانيا وكانت من كلية الفنون الجميلة سان فرناندو بمدريد منذ عام 1978.
تميزت بعض لوحات منصور بتيمة المرأة وعلاقتها بالرجل، حيث وضح في إحدى معارضه التي كشفت عن هذه الأعمال أن علاقة الرجل والمرأة تتميز بالدفء والاحتواء وأنها علاقة قوية، ومدى هذه القوة يؤثر على مسيرة حياتهم نحو الأفضل، كما تميز عالمه بالتأمل والانطوائية التي يجد فيها صفاءً داخليًا وهدوء نفسي بعيدا عن متاعب الحياه ومشاكلها، وربما رجع ذلك لتأثره ببيئة ميلاده بالريف المصري الذي يتميز بالهدوء والدفء.
التحق الفنان صبري منصور بمجموعة من الوظائف الإدارية الفنية وذلك عقب التحاقه عضوا بمجلس نقابة الفنانين التشكيليين منذ عام 1983 وحتى 1987، فبدأ بمنصب رئيس قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان وهو في السادسة والأربعين من عمره، حتى صار عميدا للكلية في العام نفسه ولمدة 4 سنوات، وتنقل بين المناصب الإدارية الفنية حتى أصبح رئيسا للجنة ترقيات الأساتذة والأساتذة المساعدين بكليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية، والتربية الفنية حتى عام 2001، فكان لهذه المناصب تأثيرا على تجدد رؤيته الفنية وتعمق تذوقه للوحات الفنية.
أطلق منصور أول معارضه الخاصة منذ عام 1971 وذلك بالمركز الثقافي الروسي بالإسكندرية، وتبعه العديد من المعرض مثل معرضه بقاعة المجلس الثقافي الإيطالي بالقاهرة في 1983، معرضه بقاعة نوفوتيل بلندن في 1993، ومعرضه بخان المغربي بالقاهرة في 1997، كما شارك في العديد من المعرض الجماعية من أبرزها صالون القاهرة، مهرجان الإبداع التشكيلي الأول، وصالون الخريف في 1973.
وشارك التشكيلي في مجموعة من المعارض الجماعية الدولية مثل بينالى إبيثا الدولى اسبانيا، مهرجان صوفيا للشباب ببلغاريا، المهرجان العالمي للتصوير كان سيرمير بفرنسا، ومعرض الفنانين المصريين التشخيصيين بروما، كما حصل على مجموعة كبيرة من الجوائز الفنية المحلية والعالمية.
نرفان نبيل
البوابة نيوز : 26-2-2018
الفنان صبرى منصور .. وذكريات القرية
- استهلال :
- ذكريات طفولته هى ذكريات الرهبة من الليل كانت ظلال النخيل الممتدة ، أو الساقطة على جدران بيوت القرية تخيفه .
- وعندما كبر بضع سنوات أخرى ، وكان بمقدرته أن يفهم .. سمع بعض الحكايات الشعبية عن سماء القرية المسكونة بالجنيات ، كما سمع عن النداهة التى تغرر بضحاياها . تجذبهم إليها ، فيذهبون بغير رجعة . وربما اكتشف فى مرحلة أنضج ، تلك الرسائل السحرية المتبادلة بين القمر ونخيل القرية ، وبيوتها ؛ وشواهد القبور ؛ ونساء القرية ، وأكفان الموتى .
- وبعد أن أصبح الطفل فنانا صار هذا المخزون زاده الدائم ينسج منه أحلامه التى تختلف في اللون والرموز من مرحلة إلى أخرى ، ويظل أمينا لهذا النبع الفطرى ؛ ويبرع فى تجسيد أحلامه للدرجة التى تستقطب اهتمام المتلقى .
- كنت قد حاولت أن أعرف منه لماذا تلح عليه مفردة بعينها سنوات طوال كمفردة الطائر ، وسر تحولها من طائر خفاشى منقض إلى طائر يشبه الطائر الفرعونى المقدس (حورس) ، وكنت أريد أن أقيم علاقة بين طائره ، وطائر (براك)، وحمامة (بيكاسو) ، كنت أريد أيضا أن أعرج على الكمية الهائلة من الطيور التى ظهرت فى كثير من أعمال الفنانين المصريين والأجانب . الا أنه حسم تساؤلاتى الباطنة ؛ والظاهرة بقوله : كل عناصرى جاءت من طفولتى ، ولم أحصل عليها من الكتب !. إننى أرسم لكى أتعرف على مشاعرى ! لم أفكر فى رمز من الرموز ولكنها خرجت هكذا ! ولا يشغلنى أن أكون منتميا لمدرسة ، أو اتجاه ما !
- أن أى فنان ، بالطبع ، لم يأت من فراغ ، وأن عدم التأثر مستحيل ، فكما تتسرب الذكريات داخلنا دون أن ندفعها للظهور ، كذلك يكون تسرب الأشياء التى تهزنا سواء كانت فى كتاب ، أو فى الحياة !
- أول الطريق
- كان صبرى منصور طالبا متميزا بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة ، وكانت مباراة احتلال المركز الأول مشتعلة بينه وبين زميله الفنان محمد رياض سعيد ، وكذلك بعض زملاء المقدمة أمثال الفنان السورى الشهير نذير نبعه ، والفنان مصطفى الفقى ؛ وانتهت المباراة التى استمرت خمس سنوات لصالحه ، وفاز بالترتيب الأول ، وحصل على الدرجة النهائية فى مشروع التخرج ، وكان موضوع تخرجه (الزار) . وظهرت في مشروعه بدايات للألوان الزرقاء التى تميز بها حتى الآن . وقد أجاد بصورة لافته للنظر .. الدراسات الأكاديمية للطبيعة : الصامتة ، والحية ، والبورتريه . وظهرت بداية التحول عن جمود الأكاديمية إلى محاولة اكتشاف طريق فى السنة الثانية بالكلية ، فقد فرض على الطلبة ، كالعادة ، تكوين من (الطبيعة الصامتة) مكون من رغيف بلدى ، وفازة ؛ وقطعة قماش . فلم ينقله ككل مرة ، ولكنه ترك لخياله العنان ، فأحدث انقلابا فى العناصر ، ولم يلتزم بالألوان الطبيعية ، ووضع عناصر التكوين فى مساحة من الأرض توحى بالامتداد ، كما أضاف من عنده مجموعة من الأشجار العارية الجافة .. وكانت النتيجة أن تحولت (الطبيعة الصامتة) إلى منظر مأساوى .
- لم يكن مسموحا للطلبة .. حتى السنة الثانية ، فى ذلك الوقت ، أن يفعلوا شيئا غير دراسة الأشكال المفروضة دراسة أكاديمية . وكان من الممكن أن يعتبر صبرى منصور هذه اللوحة مجرد نزوة لن يكررها حتى لا تهتز درجاته أمام المنافسة الشديدة بينه وبين زملاء المقدمة ، إلا أن الفنان حامد ندا ، وكان وقتها قد عاد من بعثته إلى إسبانيا ، وكان يشكل تيارا تجديديا فى الفن ، صادما للجمود الأكاديمى.
- احتفى باللوحة عندما رآها ، ولم يكتف بذلك بل دعا أساتذة التصوير ، الذين تسللوا واحدا فى آثر واحد ، لرؤية ما صنعه طالب السنة الثانية ، وأبدوا إعجابهم بما صنع ، إلا أن الفنان الذى كان أكثر تشجيعا له هو الفنان عبد الهادى الجزار ، وكان يشترك مع زميله الفنان حامد ندا فى تشكيل تيار متميز لملامح فن مصرى ، كان الجزار يستلهم الحارة المصرية ، مركزا على عالم الخرافة ، والمجاذيب ؛ وتميز أسلوبه بالرمزية . ويبدو أن صبرى منصور قد تأثر بدرجة ما بالعالم الذى يجسده أستاذه فى لوحاته ، وتحريفات الشكل الانسانى ، وحرصه عليها ، وأصبحت العين لا تخطئ التعرف على شخصيات الجزار التى تلوح فيها غيبوبة . وجمود ، وذهول .
- كفوفها غليظة ، وقوية ، لكنها مشلولة وأقدامها مفرطحه ؛ ويبدو هذا التحريف الخشن للشكل الانسانى متسقا مع العالم الذى يحرص على تجسيده .. بينما التزم صبرى منصور ببعض ملامح الأكاديمية ، من حرص على مصدر ثابت للضوء ، إلى حرص على النسب الطبيعية ، إلى إبراز للبعد الثالث . وكانت تمتلئ لوحات المشروع بالثرثرة التشكيلية . تتوه العين فى اللوحة ، وتتعثر فى عشرات التفصيلات . وأصبحت اللوحات سوقا للمسابح ، والقواقع والأبخرة المتصاعدة ، والشوارع الغربية ، والقطط الضالة ، والأثواب الشفافة ؛ والأقمشة المفروشة على الأرض ، وربما كان يريد أن يثبت قدراته وتميزه على زملاءه ، إلا أنه على أيه حال قد تخلص من تلك الثرثرة ، بل أنه اتجه اتجاها يكاد يكون معكوسا .. تميز باحترام المساحات الصريحة .. كما حاول التخلص من العناصر التى كانت تذكر الفنان عبد الهادى الجزار ، واكتفى من تلك المرحلة بالشعور المسترسلة ، والكثيفة للنساء ، أما الرجال فلا وجود لهم فى عالم صبرى منصور الا كهوامش باهتة ، ولم يحتف بالرجل إلا فى لوحتين فقط يحملان نفس العنوان : (رجل ، وامرأة ؛ وهلال) نفذهما خلال عام 1972 ، وكانت ضمن لوحات معروضة بقاعة اخناتون عام 1972 ، ويظهر الرجل والمرأة فى حالة التحام كامل ، وفى اللوحتين تظهر سيطرة المرأة ففى لوحة منهما تبدو المرأة العنصر المسيطر على المساحة الأساسية للوحة ، يذوب فى داخلها الرجل ، ويشكلان معا كيانا واحدا ، أنثويا .. هو كيان المرأة .. ذات الشعر المسترسل الذى ينحنى ليحتوى الرجل أسفل اللوحة ؛ ويكمل قوس الهلال الحانى هذا الاحتواء ، أما اللوحة الأخرى فهى على الرغم من أن الرجل هو الذى يقوم بالاحتواء إلا أن المرأة تبدو فى الوضع الأهم ، والأفضل ؛ ويقوم الهلال بنقس الدور فى إكمال هذه العلاقة ، وقفل التكوين . إن المرأة ، بطلة عالم صبرى ، غامضة ، تمتلئ بأنوثة فطرية . تغطى شعرها الكثيف ملامح الوجه ، فاذا رفع الشعر عن الوجه وجدناه وجها بلا ملامح ! وتشكل المرأة ، والبيت عالما متكاملا ، يندر أن تتركه ، فإذا حدث وخرجت صارت طيفاً !
سألته فى محاولة لاستبار نفسى : لماذا تكون المرأة البطل الأول فى لوحاتك ؟ صمت قليلا وجعل يفكر ، ثم قال فى حيرة : لا أدرى !
المعرض الأول بقاعة أخناتون عام 1972 :
اقام معرضه الأول بعد تعيينه معيدا بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة بثمان سنوات ، فى هذا المعرض ظهر عنصر الطائر المحلق ، والمسيطر ، أو الساقط ، كما استمرت باقى المفردات : الشعر الكثيف المسترسل والمنتشر ، له نهايات تشبه أطراف الاخطبوط ، الملاءات البيضاء تغطى أجسادا أو تلتف حول وجه دميم ، وتنتشر فى كل اللوحة لتصبح وسادة فقيرة لجسد عار ، وملاذ لطائر يسقط ، أو مسرحا لأداء طقس خرافى ، قال : (وجدت) احدى شقيقاتى مغطاه بملاءة بيضاء ، وعرفت أنها ماتت . كانت جسدا صغيرا ، صامتا .
- اختفت الحادثة ، وبقيت ذكرى الملاءات البيضاء مفردة رمزية صاحبته فى رحلة فنية لا تقل عن عشر سنوات !
- فى المعرض .. تتساوى المتناقضات .. يتساوى (صوت النعى ، وصوت البشير) فالحى ، والميت . الطائر المنقلب على رأسه . الراقصة الذاهلة . الوجوه الهاربة فى الشعر ، والهاربة من الملامح . كل هذا يبدو متحجرا .
- قال : كنت أحب صمت القرية ، وصمت الأشياء .
- أما سطح اللوحة فقد كان وما يزال مشبعا بطبقات من الألوان تتراكم فوق بعضها البعض بعجائن ليست سميكة ، وفى تراكمها تتخلق الدرجات اللونية . ناعمة . ضبابية . متخففة من تأكيد البعد الثالث ، واللوحات تبدو متخلصة من فلول الأكاديمية . فالشكل متوازن فى مستوياته المختلفة .
- لا يسحبنا إلى العمق بشدة ، ولا يدفع بنا إلى الخارج هذا التوازن الذى يحرص الفنان على الاحتفاظ به ليس فقط فى الدرجات اللونية . ولكن فى تكويناته . فعلى الرغم من الموضوعات ذات الطابع المأساوى إلا أن التنظيم السكونى للعناصر، والدرجات اللونية الباردة التى تصطبغ بالرمادية تجعلنا تتقبل بغير مرارة ، بل بمتعة .. ما نشاهده فهو فى كل لوحاته لا يستفز فينا آية انفعالات مبالغا فيها كما يحدث مع بعض الفنانين المبتدئين ، فبعضهم يحرص على اثارة غثيان المتفرج .
- البعثة من 74 - 1978
- يزداد تحفظه في الاجابة عندما تسائله عن هذه المرحلة التى استمرت نحو أربع سنوات أمضاها فى أسبانيا ابتداء من عام 1974 حتى عام 1978 ، والتحق خلالها بجامعة سان فرناندو ، أقام خلالها معرضا واحدا علق عليه بقوله : أن العين الأوروبية لا تتذوق فيما يبدو أعمالى ذات الطابع الشرقى . وهو يختلف فى هذا عن العديد من الفنانين المصريين الذين تكيفوا بالبيئة الجديدة التى تبنوا فيها النموذج الأوروبى ، وقد نجح بعض هؤلاء فى الحصول على عديد من الجوائز بالخارج ، أما صبرى منصور فهو من الفنانين الذين لا يستطيعون الإبداع خارج بيئاتهم ، فأينما رحل ، طاردته ذكريات القرية القديمة كالأشباح ، وكان طبيعيا ألا يجد أحلامه القديمة في البيئة الجديدة ، فاكتفى بالدراسات التقليدية من أجل الحصول على شهادة جديدة يحصل بها على لقب (دكتور) ، وأن يتأمل ما شاء له من كنوز الفن فى مختلف المتاحف ، وإنجازات الفنانين الأسبان التى انبهر بمستوى الأداء الفنى فيها فقط وبدلا من التكيف ، ثم التبنى لما يطرحه الواقع الجديد ، ارتد أكثر فأكثر إلى التعلق بذكريات القرية ، ودراسة الفن المصرى القديم ، وترددت مفردات الهلال ، والمرأة ، والطائر فى لوحاته بأسبانيا . الجديد الذى حدث هو التحول عن الرمادية الضاربة للزرقة إلى درجات دافئة من الأصفر والبنى . كذلك ازدادت التراكيب الهندسية ، وإن لم تخرج عن الخطوط الرأسية والأفقية .
- أما فى معرضه الأخير الذى أقامه بالمركز الثقافى الايطالى فقد اختفت مفردة الطائر ، ولم يظهر إلا فى لوحة واحدة بعنوان (حفل راقص فى ضوء القمر) .. ولا يكاد يرى للوهلة الأولى لاقتراب درجته اللونية من درجة الخلفية التركوازية ، ويبقى من الرحلة : الهلال ، والمرأة ، والبيوت ، والنخيل ، أما زمن اللوحات فهو ليل خاص جدا ، لا أثر فيه للون الأسود الصريح ، بل انتشار وسيادة للألوان الزرقاء والخضراء ، أما الاضاءة فقمرية ، باردة ، والظلال مفاجئة ، مهيبة ، متحررة من مصدر ثابت للضوء ، ؛ مستفيدة من (التكعيبة) التى قدمت العون فى التراكيب النحتية ، وتنظيم حركة النور والظل .
البشر ... المساخيط :
- أما البشر ، وبالتحديد .. المرأة .. فقد تحولت عن طبيعتها البشرية وصارت حجرا !.. بلا ملامح ، ذاهلة ، مشوهة بالامتلاء الحسى ، وقرية صبرى منصور مسحورة ، وساحرة ، بالضوء القمرى الأزرق ، وهى مهجورة إلا من النساء ، ومن بطة واحدة ، وجزء من حيوان .. لعله بقرة ! ، واختزلت القرية إلى نوافذ متراصة ، فى كل نافذة يطل هيكل امرأة ، أو جزء منها ، تتعدد النوافذ ، وتتنوع .. لكن تظل كل نافذة لا تتسع إلا لامرأة واحدة . فإذا ما قدر لها الفنان أن تتحرر من النافذة فإنه غالبا ما يجعلها تطير فى صورة طيفية تذكر بحكاية ظهور السيدة العذراء كما فى لوحة (الرؤيا) ، وإذا قدر لها أن تسير ، فيحفها بإضاءة ضبابية ، وتبدو فى خفة الريشة ..تكاد لا تلامس أطرافها سطح الأرض ، ولأن الفنان لا يعنى بتسجيل الواقع ، عندئذ تختفى الدلالات المباشرة ، والمحدودة ؛ ويصبح العنصر الواحد شفرة تتضمن كل الأزمنة ؛ وتتسع للإيحاءات المتآلفة ، و المتناقضة معا ، فبيوت القرية معابد خيالية ، ونخيله حراس لها .
- أن نظره إلى الصياغات التشكيلية التى حققها صبرى منصور فى معرضه تكتشف أننا أمام فنان يحاول اكتشاف قوانين مختلفة للتصميمات غير ما تعلمناه من أسس التصميم الأوروبى ، فى الوقت الذى لا يقطع فيه الخيوط مع إنجازات الفن الحديث .
- لقد كشفت الفتوحات الاستعمارية الأوروبية للفنان الأوروبى احتياجه العميق لحلول جمالية جديدة بدلا من تلك التى استهلكها منذ الكلاسيكية حتى عصر النهضة ، فلجأ إلى فنون الشرق الأقصى ، وفنون الحضارات الشرقية فى مصر الفرعونية ، ومنطقة الهلال الخصيب ، كما لجأ إلى أفريقيا ، وإلى رسوم الكهوف ، ورسوم الأطفال ، بل رسوم المجانين ، ولولا موجة كليمنجارو للفنان اليابانى هوكوساى ما كانت التأثيرية ، ولولا القناع الأفريقى ما ظهرت التكعيبية التى أحدثت انقلابا هاما فى فن التصوير ، والتى يعدها بعض النقاد المولد الحقيقى لبداية الفن الحديث .. من هنا ودع الفنان الأوروبى المعاصر كل تراث أسس التصميم الأوروبى . وتجاوز حدود التصميم داخل إطار إلى نسف اللوحة المؤطرة ذاتها ، وابتكار أشكال متباينة لا تلتزم بالإطار الخارجى التقليدى .
- أن تصميمات صبرى منصور الخطية ، بسيطة بل تبدو فطرية .. بينما علاجه التصويرى مركب ، ويحتاج إلى درجة عالية من المهارة ، والخبرة لكى ينجز ، وهو يميل إلى النظام الشديد فى ترتيب عناصره ، ويكاد يلتزم بنوعين من الخطوط فى هذا النظام ، الخطوط الرأسية ؛ والأفقية ، ولا يستخدم المنحنيات إلا من أجل تلطيف صرامة الخطوط الهندسية ، فالقرية تظهر فى شكل مستطيل يحده من جانبيه نخلتان ، وقد تبدو القرية أشبه بقلعة ذات مستويات أفقية متلاحقة ، وقد تشبه صندوق الدنيا ، والشخوص يظهرون فى حالة تتابع يذكر بالرسوم الفرعونية ، وعلى الرغم من سكونية التصميم إلا أن حركة الضوء القمرى المؤداه بإتقان مبهر ، والظلال الحادة الهندسية ، وكذلك الإضاءة المفاجئة التى تذكر بإضاءة (رمبرانت) ، وحوار اللون الطوبى مع الألوان الباردة ، .. كل هذا يعكس الأية ، فيحيل السكون الظاهرى إلى حركة ، وحيوية ، وتوتر ، وهو لا يكاد يترك جزئية صغيرة .. سواء كانت شكلا ، أو مساحة ، إلا وأعطاها حقها من عجينة اللون المؤداة بروح النساج ، ويظهر طابع النسيج أكثر من اللوحات المرسومة بالحبر الصينى ، وبعض الأحبار الملونة .
- أن لوحات مثل لوحات الفنان صبرى منصور لا تتحقق إلا بالصبر ، والمهارة ؛ ودرجة عاليا من صفاء النفس .. تأمل أن تنتشر فى واقعة التشكيلى .
بقلم : محمود بقشيش
مجلة :إبداع (العدد 9 ) سبتمبر 1983
|