مظهر عبد الراضى محمد غنيم
- من الصعب أن ترى على مستوى العام عدد كبير من معارض النحت نظرا للإمكانيات الزمنية والمادية التى يتطلبها هذا النوع من العمل الفنى . لذلك يمتلئ الإنسان غبطة وسعادة عندما يرى معرضا للنحت. وتكون السعادة أكبر وأشمل عندما يكون مستوى المعرض جيدا ومضيئا للنحت المعاصر فى مصر . ولا غرو فى ذلك فمصر بلد النحت والنحات المصرى المعاصر وريث لتراث عظيم وشامخ فى الفن التشكيلى ولاسيما فى فن النحت. والفنان مظهر غنيم فنان يعرف تماما لغة النحت فأبدع أعمالا عظيمة هى بحق إضافة حقيقة للنحت المصرى المعاصر . - تمنياتى للفنان بالتقدم ولكل العاملين بقاعة السلام كل التهنئة والشكر لما بذلوه من مجهودات كبيرة فى إخراج هذا المعرض على هذا المستوى اللائق . شكرا وشكرا من الأعماق .
د / مصطفى عبد المعطى
مهرجان النحت
- فن النحت فن مظلوم .. لأنه يعيش فى ظروف بالغة الصعوبة ، لو قارناها بغيره من الفنون .. ولهذا نرى أن عدد من يمارسونه قليل ، لأنه يتطلب امكانات معقدة ومكلفة ومرهقة للغاية ، والى جانب هذا فهو قليل التسويق والرواج .. الأمر الذى يجعل الفنانين يعزفون عنه، أو يتحولون الى غيره من الفنون.!! ومع هذا نرى قلة من المثالين يمارسونه بإصرار عنيد ، ومن بين هذه القلة يتميز نفر أقل من القليل هم الذين يمثلون فن النحت فى حركتنا الفنية المعاصرة ..
- ولقد احتل فن النحت ساحة المعارض فى الفترة الأخيرة ، فالتقينا هذا الأسبوع بثلاثة من المثالين الجادين فى أماكن متفرقة، أولهم الفنان الراحل ( عبد القادر رزق ) والثانى الفنان العصامى ( مظهر غنيم ) والثالث فنان الواحات الفطرى ( مبروك إسماعيل مبروك ) .
* بلاغة الحجر الاصم :
- وترحب قاعة السلام بالفنان العصامى ( مظهر غنيم) الذى يعرض لاول مرة مجموعة متكاملة من أعماله النحتية بعد أن كنا نرى له أعمالا متفرقة فى المعارض الجماعية ..
- لقد فتحت الخامات المختلفة والاحجار المتنوعة أمام الفنان القدير آفاقا واسعة للتعرف على لغات النحت ولهجاته التى تنطق بها كل خامة على حدة، فهو يتعامل مع خامة المطاط المنصهر ، والخشب، والحجر الجيرى ، والرخام ، والجرانيت ، والبازلت، الى جانب ما يعثر عليه من النباتات المتحجرة ، يتعامل معها جميعا على أساس من التعاطف العضوى والتعايش مع طبيعة كل خامة دون أن يفرض نفسه عليها فتحس بأزميله وهو يلامس السطح الحجرى وكأنه يلاطفه أو يداعبه أو يكتشف امكاناته دون أن يستفزه بالطرق العنيف . ! ! فتنكشف هذه الملاطفة عن جسم أملس ناعم ، فيه رقة البشرة ، وطراوة اللحم ، ومرونة الجسم الحى . !!
- أن لقب ( نحات ) ينطبق تماما على الفنان ( غنيم ) لانه ( ينحت ) الأجسام الصلبة بازميله نحتا مباشرا بواسطة الطرق ، هو الاسلوب التقليدى الذى اتبعه الإنسان منذ أن عرف لغة التشكيل من قديم الزمان ..
- وإذا كانت حاسة الفنان الفطرية ترشده دائما الى إيجاد الحلول والعلاقات السعيدة بين الكتل والقوالب والتجاويف التى يتضمنها التمثال وبين حدوده الخارجية ويصوغها فى ايقاع سلس مؤثر ومثير، فان هذه الحاسة أيضا تساعده على التوفيق بين مختلف الخامات فى العمل الواحد فتتجانس وتتعايش دون تشنج افتعالى مصطنع… أن معرض الفنان ( غنيم ) أنشودة غنية أصيلة افتقدناها منذ زمان طويل ..
الفنان / حسين بيكار
|