فادية كورى ترسم ذكريات `الكراكيب` فى آرت كونر
غاب عن معارض الفن التشكيلى المعاصر وعن ممارسات الفنانين التشكيلية موضوع `الطبيعة الصامتة`، الذى عُرف بكونه من موضوعات من الدراسة والتأمل وليس للتعبير الفنى المعاصر، وأنه فن من فنون التصوير يساهم فى تنمية الرؤية البصرية والجمالية لإدراك النظم والإيقاعات الشكلية والتوافقات اللونية والتنوعات فى الملمس والكتل، وأكد كبار الفنانين أن الفنانين يجب ألا يتوقفوا عن رسم الطبيعة الصامتة، لان دراسة العناصر تعد بمثابة مدرسة يعلم فيها الفنان نفسه بنفسه، وهى أولى المدارس الفنية الأكاديمية، وهذا الرأى ليس بجديد ومتعارف عليه.
أما الفنانة التشكيلية فادية كورى لها وجهة نظر أخرى أكثر عمقاً وفكراً وهى أن عناصر الطبيعة الصامتة التى بعضها أوان قديمة، أطباق، أكواب شفافة ولها أشكال متنوعة وأحيانا أو ما نطلق عليه هذه العناصر `كراكيب` التى تتواجد فى بيوتنا وفى عالمنا الخاص، كلها عناصر لها ذكريات وتاريخ إنسانى وأبعاد اجتماعية تمثل فترة من حياتنا ونحتفظ بها ولم نفكر فى التخلص منها، وكلما مضى عليها عمراً زادت قيمتها الشكلية والفنية والجمالية، من هذا الفكر الفلسفى الإنسانى قدمت الفنانة كورى معرضها بقاعة `آرت كونر` بالزمالك تحت عنوان `كراكيب`
عرضت الفنانة مجموعة من لوحاتها التصويرية الزيتية رسمت مجموعة من الاوانى القديمة الاسطوانية الشكل والمخروطية الشفافة والمعتمة الرصينة والبسيطة التركيب، كما رسمت مجموعة لوحات اختارت لها ماكينة الخياطة باعتبارها العنصر القديم الذى يعبر عن كفاح المرأة المصرية، كما رسمت عرائس ولعبًا قديمة مثل `العجلة`
حددت الفنانة لكل لوحة مجموعة من العناصر مختلفة الصفات والمواصفات ووضعتها فى تكوين متوازن وانسجام بين الأطوال والأحجام، وجعلت للتكوين مضمونًا ومعنى وكأن العناصر تحكى رحله زمنية مضت ولكن بقيت، كما اختارت لكل لوحه عنصرًا يمثل نقطة ارتكاز أو يقوم بدور البطولة الشكلية.
ومن الجانب الفنى والتقنى قامت بوضع التكوين فى مكان محدد وقامت بتسليط الضوء عليها بعضها إضاءة صناعية وبعضها إضاءة طبيعية لكنها محددة المصدر، والتزمت بقواعد الإضاءة منطقة معتمة ومنطقة متوسطة الإضاءة ومنطقة مضيئة، وبالتالى جاء التدريج للون بشكل طبيعى بأسلوب الدمج بين الدرجات وما ينتج من الدمج من درجات، كما أظهرت العناصر الشفافة والعناصر المعتمة والصلبة، الاضاءة هى البطل الثانى فى لوحاتها بعد عناصر الطبيعة الصامتة، المجموعة اللونية أقرب إلى ألوان المدرسة الكلاسكية حيث البنى والأزرق فى أقصى درجاتهما الدرامية، أما خلفيات اللوحات فجاءت بسيطة إلى حد كبير خطوط أفقية يقابلها رأسية والبعض الآخر مساحات لونية هادئة مأخوذة من إحدى درجات عناصر الموضوع ليشكلا معا حالة لونية متوافقة، وهذه المساحات الهادئة حتى لا تفقد العناصر قدرتها على المتابعة البصرية من المتلقى.
روزاليوسف 2014