علاقات منزلية بين الدبابة والكنبة فى جاليرى 6
- علاقة خاصة جدا تجمع ما بيننا وما بين `الكنبة`!...فلا غنى عن الكنبة مطلقا.. مصدر الاسترخاء والمتابعة والتركيز، ربما اتخذت `الكنبة` فى أوج ثورة `25يناير` بعدا فلسفيا جديدا تحت شعار `حزب الكنبة` الذى يعبر عن الأغلبية الصامتة التى تابعت الثمانية عشر يوما هى عمر الثورة المصرية عبر شاشات التلفاز والصحف دون أى شكل من أشكال المشاركة، كانت هذه هى نقطة الانطلاق لدى الفنانة التشكيلية إيمان عبده فى أول معرض خاص لها بمصر `علاقات منزلية` الذى أقامته بجاليرى `6 للفنون المعاصرة` فى أول افتتاح له.
إيمان جعلت من `الكنبة` الموتيفة الرئيسية لمعرضها، هذه القطعة المنزلية الهامة الرابضة بحيز لابأس به من منازلنا المعادل الموضوعى لدلالات الثبات والرسوخ وربما الكسل أيضا، كانت هى الخلفية الثابتة التى تتحرك عليها الأحداث وتنعكس صورها المختلفة بحسب أهميتها على سطح الكنبة الذى خلا تماما من العنصر البشرى فى إيحاء من الفنانة على استمرارية الأحداث وسخونتها أمام الساكن أو الصامت غير المهتم وكأنه فاقد للتمييز، صورت الفنانة عناصرها بدون أبعاد ثلاثية بل جعلتها جميعا مسطحة فى مواجهة المتلقى تماما دون أى منظور بألوان صريحة كالأزرق والأصفر على خلفية من اللون الرمادى المحايد الذى جاء الفراغ فيه أقل كثيرا من الكتلة.
عكست إيمان فى لوحاتها الزهور أو `الورد اللى فتح فى جناين مصر` بألوانها البكر الزاهية على الكنبة وعلى الدبابات أيضا، فهما مشتركان فى سحق هذا الورد `الكنبة` بسلبيتها و`الدبابة` بعدم حمايتها لهم وهى كناية عن المجلس العسكرى اللاعب السياسى الأساسى بالمرحلة الانتقالية، على الطرف السفلى للكنبة يتحرك الثوار فى مجموعات بعضهم حامل للافتات وبعضهم يتحدثون فى مجموعات، لكنهم جميعا رسموا بطريقة `السلويت` الباهتة تماما دون تجسيد لهم كأنهم أطياف قد تكون سرابا وقد تكون غير مرئية، ربما هذا ما يجول فى عقل متلقى الكنبة غير القادر على توصيف أو فهم الأحداث كما يجب.
إيمان المدرس المساعد بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان تعمل حاليا على إنهاء رسالة الدكتوراه التى تبحث فيها علاقة الأعمال الفنية المصرية وعلاقتها بالسياسة منذ عام 1990 وحتى الآن، وهو الاتجاه الذى تقوم عليه الفنون المعاصرة من انتقاد لاذع وواضح للسلطة المستبدة والمنطلق الرئيسى للأعمال المعاصرة.
تغريد الصبان
روز اليوسف : 2012/10/21