- تحاول الفنانة ايجاد صيغة مستقرة لمفهوم التراث والاستفادة منه بعيدا عن التأثيرات الخارجية أو الوافدة وتنقسم الأعمال الى جزئين الجزء الأول الاعتناء بالفورم `الشكل ` .
- الجزء الثانى هو التأكيد على ملاءمة الزخرف مع الشكل المناسب .
والفنانة تختار الشكل المستقر المعترف به فهو شكل متكامل من خلال مقاييسه وحجمه فالاشكال مستقرة مثل استقرار التراث وفى نفس الوقت تعلوها مسحة من الجمال الصامت التى تعطى لنا نداءات صارخه غير مسموعة وهادئة .
- واستقرار الشكل عند الفنانة هو استقرار للمعرفة الواعية لمفهوم الخزف .
- واستخدام عنصر الزخرفة كوحدات ملائمة للشكل الخزفى فهو جزء من الشكل النهائى ويتحد معه فى الملمس والتركيبة البنائية للشكل الخزفى فهى وحدات تكرارية متماثلة فى أغلبها وتحمل السمة الشرقية التى تعطى لنا الشعور بعصر بأكمله.
- واستقرار هذه الوحدات يحمل الرائى المسئولية التاريخية فى استرجاع تراث الإنسان وتحمل الروح الفنية الاسلامية بكل أبعادها والفنانة تؤكد على هذه النقاط الأساسية من خلال الشكل والعنصر ، تؤكد على ملامساتها لواقع المجتمع النامى ودرجة استيعابه للجديد وتطوره .

أ . د / صالح رضا

ـ فن الخزف وصناعته ، والتى يرجع تاريخها إلى عصور قديمة ، قدم الإنسان خلالها مجموعات من الأشكال الفخارية والخزفية صاحبتها تقنيات متنوعة ، أسهمت ويسرت على علماء الآثار والمؤرخين مهمة التاريخ والتصنيف ، ليس فقط بالنسبة للفخار والخزف بل للعمارة والفنون المصاحبة لها .
ـ ولما كان الفن الاسلامى بصفة عامة ، وفن الفخار والخزف بصفة خاصة يمثل إحدى الحلقات الهامة فى تاريخ هذا الفن . وتلك الصناعة العريقة ، والذى يرجع إلى ما أنتجته مراكز الإنتاج الخزفى من إبداعات خزفية عالية فى القيمة الجمالية والوظيفية والتقنية مما ميزها على جميع المراحل السابقة واللاحقة .
ـ لقد لعبت التقنيات الخزفية دوراً هاما فى تأكيد شخصية الخزف الإسلامى بما ابتكره الفنانون والخزافون والعلميون من تقنيات جديدة كانت بمثابة اختراعات فى ذلك الوقت ، وظلت سراً لوقت طويل ـ مما دفع الكثير من المهتمين والدارسين فى العالم إلى دراستها وإجراء البحوث الفنية والعلمية على مختلف التقنيات ، وخاصة ما سمى منها بالبريق المعدنى والطلاءات القصديرية والتى تمثل أعلى مراحل الإنتاج الخزفى الإسلامى .
ـ ومعرض اليوم للخزافة / أمينة عبيد يعتبر أحد المحاولات والتجارب الجادة لفنانة استمدت أصولها من القيم الفنية والخزفية الإسلامية ليس فقط على المستوى الابداعى الحر ، ولكن على المستوى العلمى الأكاديمى أيضا .. فقد أفادت الفنانة من بحوثها النظرية فى التطبيق العملى ، مؤكدة على وجهة النظر العلمية القائلة ` بأن نظرية بدون تطبيق خواء ، وتطبيق بدون نظرية عمى ` .
ـ ومع إمكانيات الخزافة /أمينة عبيد التى أتاحتها لها فرصة الاحتكاك الفعلى المثمر ببيئتها الفنية .. ودراستها العلمية والعملية نجدها قد حققت لنفسها ذاتية فى إبداعاتها الخزفية ، ليست ذاتية قائمة على الجانب التقنى ، وأناقة الشكل والأداء ولكن فى توظيف إمكانياتها فى إنتاج خزف يتميز بوحدة فى الشكل واللون والوظيفة وجميع عناصر العمل الفنى الخزفى .
ـ تهنئتى للفنانة بمعرضها الخاص الأول ، والذى يمثل مدخلاً جديداً لخزفيات على اتصال بتقاليد فنية عريقة ، وحاضر تعددت وتضاربت فيه الاتجاهات .

أ. د / محمد طه حسين