صلاح الليثى .. صانع البهجة
- الخطوط الفاصلة بين فنان وآخر تمنحه القوة فى العيون التى تتشبع بالفن الخاص به.. حتى إذا ما رأيت كاريكاتير مرسوماً دون توقيع صانعه فتعرف عن طريق الاختزال البصرى والعقلى أنه يخص الفنان الذى تجسدت رسوماته بشكل بديع .
- صلاح الليثى يصنع البهجة فى رسوماته الحادة التى تشبه الرسم بالقلم الرصاص.الليثى واحد من الفنانين الذين خلدت أعمالهم على صفحات مجلة صباح الخير ومجلة الدوحة القطرية التى أفردت له صفحتان تحت مسمى ضحكات الشهر يرسم فيها بأفكار دسمة غير تقليدية وجديدة حيث إنه إذا أبرز موضوعا عن القهوة والمعروف عنها بالقهوة الخليجى فيجعل إناء القهوة مثلا حامل للمنطاد أو عصفورين فوق الشجرة أو ممنوع استخدام آلة التنبيه وغيرها .
- ومرة أخرى يعود مثلا إلى بساط الريح فيستخدمه وهو يشد طائرة مروحية أو يمر من أمام الهرم وأيضا استخدام الفلوس كمبيد نقدى يرشه من طائرة وأبرز الرسومات التى تشد الانتباه هى أحد الصيادين يقف أمام فيل ضخم وهو يحدثه بقوله إنما احترم شخصيا لأجل (سنك) ويلمع سن الفيل العاج أمام نظره ليلفت النظر أنه هو المقصود ذلك السن العاجى .
* المؤثرات التى انعكست على الفنان فكرياً وفنياً :
- طوال حياته كان صلاح الليثى يميل إلى العمل الحر.. (أى العمل بالقطعة) سواء داخل مصر أو خارجها. وتنقل للعمل فى أماكن عدة وبلاد كثيرة .
- كان إنسان ذو حس عالى، يشعر بمعاناة الآخرين جيدا ويترجم أوجاعهم فى أعماله الكاريكاتوريه الساخرة اللاذعة، التى ما تزال حتى الآن طازجة رغم مرور سنوات كثيرة عليها .
-كان ذا شخصية كتومة، عطوف، رحيم، لا يخاف قول الحق. كان يحب الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيك.
- كان كثير الأصدقاء، ومن أقربهم إليه زهدى، صلاح الليثى كان غزير الإنتاج بشكل يحسد عليه، ولم يكن تميزا فى الرسم فقط ولكن تعليقاته اللاذعة. لم ولن يضاهيه أحدا فيها.لذا فهو جمع بين الموهبة الفنية والموهبة العقلية، فالفكرة والرسم كلها ملك خالص لصلاح الليثى لا يساعده فيها أحد .
- صلاح الليثى كان راعيا للكثيرين من أجيال الكاريكاتير الذين جاءوا من بعده وشجعهم على مواصلة الكفاح فى هذا المجال الصعب.
- سميت محطة الأتوبيس الواقعة أمام مبنى روزاليوسف فى شارع القصر العينى بمحطة `ليثى` فى الستينات والسبعينيات وذلك لحب الناس له ولإحساسهم بأنه يعبر عنهم أحسن تعبير .فلقد تناول صلاح الليثى أزمة المواصلات فى مصر منذ بداية عمله حتى أواخر أيامه فهى أزمة ممتدة حتى أيامنا هذه 2002.
- لغزارة إنتاج صلاح الليثى، لم يتم تجميع أعماله فتناثرت لدى الأفراد والمؤسسات الصحفية. ولعدم وجود قانون للملكية الفكرية فى مصر سولت النفس لأحد راسمى الكاريكاتير أن ينسب رسومات صلاح الليثى ظنا منه أنه ليس هناك برقيب من أسرته، ولكن خاب ظنه، وقام محامى الأسرة بلفت نظر ذلك الرسام عن طريق رسالة إلى رئيس تحرير الجريدة القومية المشهورة التى يعمل بها.. ولقد تمت هذه الواقعة فى عام 1966 .
- كان صلاح الليثى متطورا فى عمله وأفكاره وسابق لعصره .فلقد كان من أوائل الرسامين الكاريكاتيريين الذين قدموا برنامج خاص به فى السبعينات، فالبرنامج قائم على تصويره أثناء رسمه لرسوماته الساخرة .
- وجاءت بعد ذلك فوازير `نيللى` والمخرج فهمى عبد الحميد وشارك فى تتر المقدمة والنهاية، بظهوره شخصيا.
رأفت أحمد الخمساوى
جريدة الكرامة - 5 /3 /2012