هذا الفنان المبهر فى فن الموزاييك
- يختلف الابداع الفنى من خلال خامة الموزاييك الذى يتميز بطبيعة و تأثير خاص خاماته المختلفة المتميزة و الصلبة تقاوم الزمن لتبقى شاهدا على إبداعات هذا الفن الجميل .
- و قد بدأ هذا الفن بالانتشار كواحد من أهم فنون الجداريات التى إرتبطت أيضا بنهضة العمارة و تقدمها و قد عرف فن الموزاييك فى بلادنا بإسم الفسيفساء .
- أما بالنسبة لتنوع و تعدد الخامات المستخدمة فهى تتراوح بين الخامات الحجرية الطبيعية او الصخرية أو المتبلورة أو المزججة كما يمكن الخلط بينهما بما يتناسب لكى يخدم الفكرة الفنية - و تتعدد أيضا الوان خامات الموزاييك و تشمل الألوان الأساسية وهى الأحمر و الأزرق و الأصفر كما تضم الألوان الثانوية فنجد البرتقالى و الأخضر و البنفسجى بدرجات لونية متعددة مما يتيح للفنان أن يستخدمها تماما كما يستخدم الفنان ألوانه الزيتية و لكن بطريقة مختلفة وهى التثبيت على سطح صلب .
- و يحتاج هذا الفن الى الكثير من الصبر و الإلهام و الهدوء الى جانب الخبرة و المهارة الفائقة
بعد هذه المقدمة التمهيدية و التى كان لابد منها لكى نتحدث عن إبداعات الفنان المصرى المتميز و المتفرد سعد رومانى الذى حاز على شهرة عالمية من خلال منهجه الإبداعى الفريد مما يعتبر نقلة نوعية فى هذا الفن و الذى لاقى ألكثير من التقدير والإعجاب حتى من فنانى الموزاييك العالميين وصل إ لى حد الإنبهار .
- نتحدث هنا عن عبقرية فى الابداع و الأداء - مخيلته الجمالية تذكرنا بالفنان المصرى القديم - الفنان الفرعونى صانع أول حضارة فى التاريخ .
- إن الفنان سعد رومانى يصور الموضوعات التاريخية الى جانب الرؤى الحديثة كالمناظر و حركة الاشخاص بالفسيفساء بدقة عجيبة قد تصل الى أنه يضع مئات من القطع الصغيرة الدقيقة جدا فى البوصة الواحدة فيذكرنا بالمدرسة التنقيطية التى تلتقط ومضة الضوء .
- فتحية للفنان سعد رومانى الذى أسعدنا و أمتعنا بإستعادة الوجه الجميل لهذا الفن الرائع .
كمال الجويلى - أبريل 2010
سعد ميخائيل فتح مذهل فى عالم الموزايك
- لا تندهش أيها الزائر.. إذا عرفت أن خبراء من كافة أنحاء العالم قد حضروا لمتابعة هذا المعرض المذهل للفنان سعد ميخائيل ، الذى تحولت قطع الزجاج الملون بين يديه إلي قطع من الماس علي مدي ثمانيه عشر عاما من التحدي الجسور كي يستنطق قطع الزجاج المتناهيه الصغر التي يصل عرض الكثير منها إلي أقل من المليمتر وأكبر قطعه منها يصل عرضها الي ثلاثه أو اربع مليمترات مقدما لنا ملايين من الدراجات اللونيه .
- أطلق الفنان علي إبداعه هذا `الميكرو موزاييك` وأستطيع القول بأنني لم أشاهد هذا النوع من الإنتاج الموزاييكي إلا في المانيا و في بعض المتاحف النادره وقد إنتهى هذا النوع من الإنتاج لصعوبته والجهد و الزمن الطويل الذى يحتاجه مع الصبر.
- ولكن الجديد حقا ان الفنان ( سعد ميخائيل) قد ذهب إلى أبعد من ما وصل إليه الأوربيون و الأمريكيون لأسباب متعدده منها أن الفنان هنا يقوم بتحليل المساحات الملونه وتفكيكها بحيث يعيد خلق جزئياتها اللونيه مثل فناني ( البوينتزم - ) كما انه يقوم بتصنيف القطع وفق إتجاهات غير متوفره في الأصول وإعادة تحليلها بما يتوافق مع الرؤيه عن بعد و هذا هو الابداع بعينه .
- في هذا المعرض المدهش لفن المزاييك وقبل أن ياخذك الإعجاب بالإعجاز في التناول والدقه وصولا الي اأدق أنواع فن الموزاييك في العالم حيث ياخذنا الفنان في رحله مستحيله مع أعمال عباقره من التصوير مثل ( روبنز) و ( فان جوخ) وغيرهم من الستشرقين , قبل كل هذ السطور الصغيره يجب أن نعرف أننا أمام قامه فنان مصري فرعوني يعتبر ما يقدمه من فن هو اضافه عالميه لفن المزاييك علي مستوي الكون بإعتراف الجمعيات العالميه لفن المزاييك فى المانيا مهد الموزاييك المتناهي في الصغر وفي انجلترا وفي امريكا , ولذلك فلا عجب ان تجد مجموعه من خبراء الاتحادات العالميه للموزاييك أو الجمعيات يتابعون بترقب لرؤته هذا المعرض الخاص جدا و ذلك بعد ان حاول بعض مقتنى الأعمال الفنية النادرة شراء قطع من ابداع هذا الفنان القدير بمبالغ تقارب المليون والنصف مليون جنية مصري .
- في هذا المعرض نحن أمام فن فوق العاده وفنان أمضي ثمانيه عشر عاما في صياغه هذه الأعمال التي تفوق بها علي أعظم قطع من هذا النوع في اوروبا وامريكا باعترافهم , وقد عمل الفنان (سعد) في تصميم المجوهرات لفتره طويله في السعوديه وعندما بدأ في أعماله الفنيه بالقطع المتناهيه الصغر لاحقته رؤيه المجورات فتعامل معها كمن يصفف مجوهرات ملونه ينتج منها لوحات مرصفه بالزجاج الأوبيك الملون والفترال الشفاف أما عن حجم قطع الموزاييك فيجب ان تعرف ان الفنان قد بدا مسيرته بخطة منظمه فقد امضي أكثر من عامين في تجهيز باليته الألوان قبل ان يضع قطع المزاييك علي السطح و يلصقها بنوعية معينة من الايبوكسي الذي إختاره من بين أربعين نوعا من الإبوكسي و تتم هذه العمليه التي هي أقرب الى الترصيع - ترصيع الماس و الفيروز والزمرد والياقوت والاماتست وغيرها من الاحجار الكريمه المعتمه والشفافيه وتحت المكبر الضخم التي يمتد ذراعه الي ما يقرب المتر تبدأ عمليه غايه في التعقيد بإختيار اللون والقطعه والمساحه التي يحددها الفنان في البدايه في منتهي الدقه وبواسطه الملاقط تاخذ كل قطعه مكانها وسط التدرج اللانهائى لمجموعات اللون التي سبق وان أعد لها مجموعه من العلب وفي كل علبه آلاف القطع المختلفه الدرجات اللونيه وهي بالالاف نعم الاف الدرجات وهناك بعض القطع التي تقارب في حجمها مع سن الابره ، ولا تري بسهوله بالعين المجرده ونظرا للاندماج علي مدي ثمانيه عشر عاما فقد تاثر بعد هذا الفنان بالتحديق في القطع المتناهيه الصغر ولكن ذلك لم يقف في طريق حبه الكبير بل و أن ذلك دفعه الي الإصرار والتحدي والاستمرار.
- بعد هذا التمكن و تلك القدره كشف لنا الفنان (سعد روماني ميخائيل) عن إمكاناته الابداعيه كفنان فابدع في تواضع مجموعه من القطع المتوسطه الحجم فاذا بنا أمام فنان مصري مبتكر و متعمق في معطيات اللون و حركه العين تناسب مع حوارات وإتجاهات الترصيع واللون .
- بطل مجرد يتحرك بمشاعرنا ويأخذنا في أمواجه اللانهائيه إلي عالم الجمال , والي عالم الممكنات .
- هذا المعرض مدرسه لفن الموزاييك . مدرسه عالميه ومحليه فهل تستفيد مصر من روائعها ..؟ اتمنى .
مكرم حنين
جريدة الأهرام