ذالحركة الغنائية فى أعمال رانيا الحكيم
- بعد سنوات طويلة من التجريب والممارسة الصامتة التى لا مطمح لها سوى ذاتها ، وبعيداً عن الروح الأكاديمية التى كثيراً ما تؤذى الموهبة أكثر مما تفيد ، تفاجئنا رانيا الحكيم بارتفاع السقف التصويرى الذى بلغه عملها .التحكم الآدائى ،مضروباً فى الحس المغامر الذى تتخلق لوحتها من خلاله ،عبر معادلة تتأرجح بين عنف الآداء وغنائية النتيجة ، يجعل من عملها التجريدى نسيجاً متفرداً فى المنظر الفنى المصرى المعاصر، عناصر لوحتها ، من لون وشكل وحركة ، وهى نتاج انفعالية ذهنية أكثر منها عاطفية سينتمينتالية ، تسبح فى فضاء طاقتها الذاتية الشبيهة بالانفلات الفيزيائى فى عالم الأجرام أو الأشياء الدقيقة اللامرئية . عالم يحكمه اهتزاز كهربائى يسرى فى عناصر أشكالها ، لامساً ما يمكن أن يسمى الروح . روح العمل الفنى وحركيته مهما كانت مغرقة فى التجريد هى روح وحركية الواقع المعيش ، وانعكاس الطاقة الذاتية للفنان على سطح لوحته هو أيضا انعكاس ، ولو نسبى ، للطاقة الكبرى التى تسرى فى المحيط الذى يحتوينا . عمل رانيا الحكيم يحاول أن يلمس الطاقة اللامرئية السارية فى المكان كما يلمس البعد الزمنى لهذه الطاقة من خلال حركيته الآدائية .أما غنائيته التلوينية المتمايلة بين الحدة والرقة ، إنما تفتح فضاءً شفافاً تسيح فيه الأعين مع الأشكال السابحة كأرواح فى الأثير.
بقلم : يوسف ليمود