`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
نهال على وهبى
10 دقائق مع نهال وهبى
- نهال وهبى الفنانة التشكيلية وإحدى مؤسسى شركة متخصصة للاستشارات الفنية، فى مصر والعالم العربى بالتعاون مع مجموعة من خبراء الفن التشكيلى تعد أولى الشركات من نوعها تتابع عن كتب نمو الاستثمار فى الفن، لكنها تؤكد أن السوق لا تزال ناشئة وتحتاج إلى ترشيد.
* ما دور المستشار الفنى ؟
- المستشار الفنى بشكل عام يلعب دوراً فى توجيه الحركة الفنية،فهو يدرس القيمة الفنية والسوقية للعمل حالياً وفى المستقبل بناء على خبرته بالحركة الفنية بشكل عام، وهذا دور مهم جداً فى تقوية الحركة الفنية لأنه يجعلها تعتمد على عرض مدروس وواع، وطلب مبنى على أساس القيمة الفنية فقط وهو ما نحتاج إليه خاصة مع ضعف حركة النقد التشكيلى فى مصر حالياً .
* وما طبيعة الاستشارات التى تقدمونها لمقتنى الأعمال الفنية ؟
المستشار الفنى يساعد المقتنى سواء كان فردا أو مؤسسة على عمل استراتيجية للاقتناء، بمعنى أن يكون هناك تجانس وتوافق بين الأعمال المختارة حتى لو كانت تنتمى إلى تيارات فنية مختلفة وفنانين مختلفين..فالإعجاب بالعمل ليس المعيار الوحيد رغم ضرورته وهو يقيم أيضا العمل فنياً وسوقياً دون الخضوع لعشوائية الأسعار الموجودة،فالمعيار هو موقع العمل والفنان من الحركة الفنية، ومستقبل العمل الفنى نقدم أيضا دورات قصيرة للتوعية بالحركة التشكيلية فى مصر والعالم، وكذلك بمهارات الاقتناء،واكتشاف التزوير ، كما نحاول إيجاد العلاقات مع المؤسسات الفنية العالمية لأن هدفنا، بالإضافة إلى نشر الفن فى مصر والعالم العربى، إيجاد موقع للفن المصرى على الساحة العالمية .
* ما هى مواصفات المستشار الفنى ؟
-الحياد بشكل أساسى، بمعنى أن تكون القيمة الفنية هى المعيار الوحيد لتقييم العمل وهذا ما يجعل هناك ثقة، فنحن نتعامل مع جميع المعارض وصالات المزادات على أساس واحد دون ميل تجاه طرف أو آخر، فضلا عن الخبرة والدراسة النظرية، فأنا على سبيل المثال فنانة تشكيلية أتيحت لى الفرصة للاطلاع على المتاحف والمعارض فى مصر والعالم، ودرست تاريخ الفن المصرى الحديث والمعاصر على يد كبار الفنانين المصريين وعلى رأسهم الأستاذ حسن سليمان، الذى أضاف أيضا إلى خبراتى دراسة الحركات الفنية العالمية، وزملائى فى المجموعة يتمتعون بخبرات مماثلة.
* هل اللجوء للمستشار الفنى أمر مكلف ؟
- بالعكس، فنحن نجتمع بالمقتنى لمعرفة ميوله ونحاول مساعدته على الاختيار لأنه ليس بالضرورة دارساً للفن، وعادة لا يستطيع ترجمة ما يريده ونحن نفهم ذلك من خلال الحوار معه.ثم نعمل على توفير أفضل الأسعار له من خلال التفاوض لأننا ملمون باتجاهات السوق ونعرف قيمة العمل الآن وفى المستقبل، بالإضافة إلى مستوى فنى مضمون لأننا نستعين بنقاد وفنانين وخبراء. ونأمل فى المستقبل أن نتمكن من تقديم شهادات معتمدة وموثقة للأعمال الفنية .
* ما تقديرك للاتجاه نحو الاستثمار فى الفن فى مصر؟
- هناك فعلاً ميل غير مسبوق للاقتناء وبيع وشراء الأعمال الفنية، لكن السوق ناشئة ويسودها التخبط حول القيمة الفنية والسوقية للأعمال الفنية، وتحتاج إلى ترشيد وتوعية بحيث يكون الاستثمار مبنيا على أسس فنية سليمة، وغير قابل للتقديرات الجزافية، وذلك يدعم الحركة التشكيلية فى مصر بمعنى أن يكون هناك عرض واع بناء على طلب واع .
*هل ينطبق ذلك على المؤسسات أيضا ؟
-هناك ضرورة لأن تكون المؤسسات مهتمة بالاقتناء لأن ازدهار الحركة الفنية فى أوروبا والعالم ارتبط فى كثير من الأحيان باهتمام المؤسسات الكبرى بالفن، لأنها توفر مساحات عرض أوسع وصولا لجمهور أوسع، وهذا كنا نأمل فى حدوثه فى مصر .
* وماذا عن اتجاهات السوق المصرية حالياً ؟
- اتجاهات السوق متنوعة جداً، ففى البداية كان هناك التفات أكبر للفن الحديث، لكن مع ازدهار حركة المتاحف ترسخت القيمة الفنية لرواد التشكيل فى مصر، أمثال محمود سعيد والأخوين وانلى، وأصبحت تلك الأعمال محدده القيمة، بعكس أعمال الفنانين الشبان، التى قد تثير روح المخاطرة لدى المقتنين، وهنا تأتى أيضاً أهمية المستشار الفنى فى تقييم مستقبل هذه الأعمال وبشكل عام السوق المصرية والعربية مياله لاقتناء الأعمال المصرية، وهذا لا يمنع وجود حركات فنية مهمة فى بعض الدول العربية، لكنها تعانى أيضاً من ضعف حركة النقد، وغياب الاستشارات الفنية .
* وموقع الفن المصرى من الساحة العالمية ؟
- للأسف لا وجود تقريباً للفن المصرى الحديث والمعاصر فى المتاحف وصالات العرض العالمية المهتمة بالفن الحديث، ونحن نحتاج لتوثيق الصلات بالحركة الفنية العالمية بمعنى أن يكون هناك تبادل حقيقى وجهود قوية فى تعريف المهتمين بالفن فى العالم بإنتاجنا الفنى الحديث والمعاصر، والعكس صحيح، لأن التنافس يقوى الحركة الفنية، ومن جهتنا نحاول دعم هذا الاتجاه من خلال تنظيم معارض مشتركة داخل وخارج مصر، وتنظيم فعاليات فنية لتقديم الفن المصرى للعالم.
* كيف ترين مستقبل المستشار الفنى ؟
- أعتقد أن المرحلة المقبلة ستشهد نموا فى هذا المجال وستظهر المزيد من المجموعات والشركات المتخصصة لأن هناك حاجة كبيرة لها مع نمو حركة الاقتناء، والاهتمام بالفن عموماً.
ناهد ناصر
2010/12 - مجلة البيت
نهال وهبى... تستكمل معرضها بأحلام جمهوره
- بمجرد دخولك قاعة الهناجر للفنون يشدك برج الحمام متصدرا عمق القاعة، فيحملك محلقا خارج جدران القاعة، فى الطبيعة الحية الخضراء، فتسمع هديل الحمام، وتشم رائحة الأرض الولاّدة، `برج الحمام` تيمة فنية، تأثر بها جميع الفنانين، حتى أبناء القاهرة منهم، رغم أنه أحد أهم أيقونات الريف، نراه فى لوحاتهم وأعمالهم الفنية وأغانيهم، وكذلك الفولكلور لم ينسه.
- لكن الفنانة نهال وهبى فى أول معارضها الفردية بعنوان: `أستطيع أن أمشي.... لكنى أملك أجنحة... خلقت لكى أطير...` اتخذت من `برج الحمام` وسيلة للتوريط الجميل للمشاهد فى مشاركتها العمل، فعلى كل زائر للمعرض أن يعبر عن حلمه، يدونه أو يرسمه أو يسجله بأية وسيلة تناسبه... وفى الوقت نفسه، تستخدم نهال `البروجيكتور` لتحيط `البرج` بعرض من بالنجوم ينقل هاجس الليل والأطياف، وكأنك فنى حلم حقيقي.
- سألنا نهال: ماذا ستفعل بهذه الأحلام الصغيرة لزوارها؟ فقالت أنها ستعمل عليها مرة أخرى بحسب ما ستأخذها إليه أحلام الجمهور التى يدونها،... خاصة أنها ستعيد المعرض بأحد الأماكن العامة لمزيد من جمع الأحلام.
- يحيط بالبرج مجموعتان من اللوحات المنفذة بخامة الأكليريك، ومجموعة وحيدة منفذة بأسلوب الوسائط المتعددة وهى مجموعة `الأثر`، التى تتكون من حوالى عشرة مسطحات متوسط الحجم، كل مسطح ألصقت عليه ريشة وكأنها تريد القول أنه كان هنا طائر لكنه يحلق الآن ويطير ويحقق نفسه وحلمه، وعن هذه المجموعة تقول نهال: هذه المجسمات عبارة عن عشر ريشات جمعتها من بلاد مختلفة، كل ريشة معلقة بخيط حر ما بين لوحتين شفافتين، مما يكشف عن لون حائط صالة العرض الداكن، ويظهر التباين القوى بين الريشات الناعمة الحرة والحائط الداكن، الحواف اللامعة غير المحددة تعكس ظلال خلفيات أخرى، وتحمل تصافا بصريا ومعنويا يتحدى الحقيقى والمتخيل، وإمكانات الخيالات ومحدوديتها، هذه الريشات تطير بلا حدود وتسافر فى المساحات، فى الأزمنة وخارجها، وتحلق بإمكانات غير محدودة، وهى لذلك أثر أو علامة للحرية ومحاولة للتحليق مع الفكر والحس الحر، وهذا ما أسعى إليه من خلال المعرض، وهو إيقاظ الأمل مرة أخرى بل والحفاظ عليه داخلنا، فقد كنت خائفة أن ينسى الناس الأمل بعد الثورة `.
-المجموعة الأولى على يسار البرج `الحرية` التى تصور طيور الحمام واليمام، تتناول مفهوم العزلة والاندماج، والثبات والحركة، والعلاقة بالمساحة والبيئة، وعلاقة كل ذلك ببعضه البعض للتعبير عن الرغبة فى تحقيق التحرر الفردي، فبعد ثورة `25 يناير` بدأ اهتمام نهال بإمكانية العمل الفنى فى المساحات العامة، وهى مساحة مكتسبة جديدة للفن فى مصر بعد الثورة حيث كان ميدان التحرير وميادين أخرى متحفا مفتوحا للفنون المستقلة المتنوعة، فالواقع والتحولات التى حدثت فتحت آفاقا جديدة للأفراد والمجتمعات والفن، التى انعكست بدورها على أعمالها.
- أما المجموعة الثانية على يمين البرج `المسار` فلقد ربطت فيها نهال المسار بالحلم، لأنه من المهم أن ندرك هدفنا وكيفية الوصول إليه، كذلك انطلاق معنى آخر للحرية ملتحم بالواقع الجديد بعد الثورة المليئة بالأمل حيث تظهر مجموعات من الناس تتفاعل فيها وتتواصل، ويتصايحون توحدا مع أنماط التغيير السائدة، ومع المسارات والتكوينات الجديدة جسدته من خلال تصوير الالتحام الحقيقى المعبر عن النضال من أجل البحث عن الذات، وتحقيق الطموح، والرغبات المكنونة.
تغريد الصبان
روزاليوسف - 19/ 11/ 2012
` لوحات `المسار` و`الحرية ` تفتتح معرض نهال وهبى بـ` الهناجر
- ( أستطيع السير.. لكننى أملك أجنحة `.. بهذا العنوان افتتحت الفنانة التشكيلية نهال وهبى معرضها الأول للتصوير والوسائل المختلفة والتشكيل المركب، بحضور د. ناجى شاكر، أمس، بقاعة الفنون بمركز الهناجر بالأوبرا، والذى تنتهى فعالياته الخميس 29 نوفمبر الجارى .
- يضم المعرض مجموعتين من اللوحات الفنية بالإضافة إلى تركيبات تشكيلية: المجموعة الأولى بعنوان `المسار`، أنتجتها عامى 2011 ، 2012، وفيها ينطلق معنى الحرية ملتحم بالواقع الجديد الملهم بالأمل بعد ثورة 25 يناير، حيث تظهر مجموعات من الناس وتجمعاتهم يتفاعلون فيها ويتواصلون، بل يتصايحون توحدا مع أنماط التغيير السائدة من المسارات والتكوينات الجديدة، جسدتها فى الالتحام الحقيقى والنضال من أجل البحث عن الذات، وتحقيق الطموح والرغبات المكنونة.
- وفى المجموعة الثانية بعنوان `الحرية` والتى أنتجتها عام 2010، تصور طيور الحمام واليمام، وتتناول مفهوم العزلة والاندمـاج والرغبة فى تحقيق التحرر الفردى وعلاقته بالمساحة والحركة تكمن اهتمامات الفنانة نهال وهبى فى اكتشاف أبعاد الإدراك الفردى والجماعى والهوية، والوصول إلى تحقيق الذات، حيث يبهرها الشعور بالحرية والعثور عليها وتقاسمها لكى تلهم الفرد والجماعة بسبل التحرر، وهى فى أعمالها تبحث عن العلاقة بين المتابعة الصامتة والتعاطى الفعال بين الواقع الحسى والافتراضى، وبين الفن والمشاهد، وتستخدم خامات وأساليب مختلفة لاكتشاف المساحات والزمن والحركة والمعنى، وأعمالها مفعمة بالحركة والحس الصادق، كما تحمل دلالات عميقة فى اختيارها للموضوعات المستوحاة من البيئة المحيطة، من خلال رحلاتها المتعددة، ما جعل أعمالها تتسم بمحاولة تأمل وتحدى القيود الفردية والجماعية. وتتباين أعمال الفنانة نهال وهبى بين الرسم والفيديو والمجسمات، والكتابة بالشعر المنظوم والمرسل، وهى تخوض فى استخدام وسائل تعبير جديدة، حسب الرؤية الفنية للعمل ذاته.
- وقد التحقت بالعديد من الدراسات المتخصصة فى كلية `سانت مارتن` بجامعة لندن للفنون، لكى تصقل إمكاناتها وتتصل بالحركة الفنية العالمية المعاصرة، وشغلت منصب مدير ومستشار فنى لمؤسسة فنية بها مجموعة من الأعمال الفنية المصرية المعاصرة الحديثة، كما قامت بدور استشارى للعديـد من المؤسسات الإقليميـة ونظمت معارض لفنانين مصريين فى أعوام 2005، 2006 ، 2008.
ريهام جوده
المصرى ا ليوم - 8/ 11/ 2012
نهال وهبى ` إشراقة ` البحث عن الحرية
نهال وهبى فنانة شابة خرجت من معطف الفنان الشهير حسن سليمان درست وتتلمذت على يديه مما أعطاها فهما وتمكنا كبيرا من التعبير التشكيلى إلا أنها تجاوزت لوحة الحامل أو اللوحة ذات البعدين إلى آفاق جديدة تنتمى للفن المفاهيمى والذى يعد لغة جديدة تحتشد بدنيا الوسائط المتعددة من الرسم والتصوير والفيديو والتركيبات التشكيلية أو التجهيز فى الفراغ وكان لإلتحاقها بالعديد من الدراسات المتخصصة فى كلية ` سانت مارتن ` بجامعة لندن للفنون ما جعلها على درجة كبيرة من الوعى بمعنى الفن بما يعكس الأفكار والمفاهيم ويمتد فى مشاريع تنتمى ` لمابعد الحداثة` هذا المصطلح الذى يمثل الممارسة الديمقراطية للتعبير فى الإبداع بلا حدود أو قيود والذى يجعل الفنان يستحضر كل الأساليب والخامات من الماضى والحاضر بما يجعله يقف بكل جذوره ومشاعره من أجل تأكيد علاقته بالناس والكائنات وانفتاحه الدائم على ما حوله وانخراطه وتمثله للأحداث التى تندلع فى كل بقاع العالم مع استشرافه للمستقبل كما أن ما بعد الحداثة يعنى ما بعد الصناعة أو المجتمع الصناعى والعناق مع ثورة الاتصالات التى جعلت العالم المعاصر وحدة واحدة بفعل الوسائط اللحظية الالكترونية من الأنظمة الرقمية الديجتال .
برج الحمام
فى أول معارضها الذى أقيم عام 2012 بقاعة الهناجر بعنوان ` استطيع أن أمشى... لكنى أملك أجنحة خلقت لكى أطير` كان ` برج الحمام ` وسيلة للعرض التفاعلى الذى يجعل المتلقى يشارك من خلاله فى العمل الفنى بأن يعبر عن حلمه ويجسد ما يهفو إليه بالرسم أو الكلمة .
وبرج الحمام هذا التشكيل المجسم هنا يعنى التحليق والطيران إلى الآفاق البعيدة والإنطلاق والخروج من أسر المكان وأسر الجاذبية الأرضية إلى رحابة الكون الفسيح وأرجاء العالم وهو حلم يعنى وحدة التناغم الإنسانى الذى لم يتحقق حتى الآن بفعل التطاحن والتصارع البشرى .
وقد أكدت ذلك أيضا من خلال مجموعة من اللوحات اسمتها ` الأثر` بوسائط عديدة عبارة عن عشر لوحات أو فضاءات تصويرية كل فضاءات ألصقت به ريشة كل ريشة جمعتها من مكان مختلف بعالمنا .
قطر من أقطار الكرة الأرضية فى رمزية تهفو إلى التوحد والامتزاج وأهمية الحوار والبحث عن الحرية والانطلاق فى الآفاق وكأن رمزية هذا الريش أشبه بسيرة ايزيس التى لملمت شمل أوزوريس من أجل الخير والحق والخصوبة والتجدد لكن مع فارق الزمان والمفهوم والتاريخ أنها ريشات للتوحد فى مواجهة الظلم والغشم والتسلط وفى نفس الوقت التحليق فى حلم جماعى يهفو إلى الحرية والتخلص من القيود .

إشراقة
فى معرضها الثانى ` إشراقة ` والذى أقيم بنفس القاعة تستكمل بأعمالها المفاهيمية رحلة البحث عن الحرية والخروج إلى الحلم أو رمزية البحث عن حياة أفضل وهى تشخص بتعبيرتها ما يعيشها العالم والشرق العربى على وجه الخصوص من إرهاب وتسلط .
وإشراقة نهال وهبى تمتد هنا فى ثلاثة مستويات تمتد من الفضاءات التصويرية إلى التجهيز فى الفراغ أو الشكل المجسم من تلك التجاعيد الشفافة إلى الأجنحة البلورية المعلقة على الحائط استكمالا لفكرة الطيران أو التعبير عن الحرية بالرمز .
ومن خلال 23 لوحة تصوير صرحية متسعة استطاعت الفنانة أن تقدم فى تعبيرات درامية ركام الحطام من الدمار ابنية متصدعة فى تكرارية تنقلنا خلالها إلى إيقاعات متنوعة ما بين برودة المجاميع اللونية التى يغلب عليها الأزرق مع الزيتى والأوكر وبين توهج الأحمر ودرجاته الدافئة مع تلك السحابة الرابضة المعلقة تشكل حيزا كبيرا فى الثلث العلوى من فضاء الأفق التصويرى والتى تتميز بثقل وكثافة وإذا كانت نهال وهبى تشير إليها بقولها ` يشرق الضوء وسط الحطام ويظهر الأمل من جديد ` إلا أنها تشير أيضا إلى هذا القدر الجاسم الذى بشهد على وطأة ما حدث من انهيار نجدها فى بعض اللوحات تتماس مع تلك الأبنية وفى البعض الآخر تنفصل عنها فى سيولة لونية تكاد تتساقط وفى النهاية تبدو فى إيقاع ينطلق بلغة التشكيل وما بين الهمس والصوت الجهير يقول وماذا بعد ؟ ماذا بعد هذا الدمار والصراع وهل من سبيل للتخلص من تلك الأيادى العابثة التى لا تعرف إلا ترويع البشر ؟ وقد تعنى السحابة معنى التفاؤل والإشراق بما تحمل من رمز يحمل التجدد وخصوبة حياة جديدة ورغم الانهيار والفوضى والتشتت وسط الظلام لابد من اشراقة يناسب فيها الأمل من جديد أمل التوحد من اجل إنقاذ العالم عالمنا المعاصر هذا العالم الملئ ببؤر الصراع وظلم الإنسان للإنسان وتفشى قوى التسلط والغشم وصور العنف وضرأوة الصراع وهى تدق ناقوس الخطر محتشدة بأدوات عديدة للتعبير .
وبمثابة قدس الأقداس تنقلنا نهال وهبى فى معرضها إلى جنة أرضية ` لوحة أشبه بمرفا واحة خضراء وكأن الإنسان قد اغتسل من واغش الضغوط والعنف وصور القتل والدمار وهو حلم نتمناه لشرقنا العربى والشرق والغرب من العالم عموما جسدت بالأبيض البرئ رجلا وامرأة فتى وفتاة بلا تفاصيل حيزا ماديا ومعنويا بالفضاء التصويرى وحولهما تلك الزهور والورود من الأشجار والشجيرات والنباتات التى تحف الشخصين وتمتد باللوحة من أقصاها إلى أقصاها بما يعكس لمعنى الإشراقة ومعنى الخروج إلى الحياة الحقيقية حياة لا تعرف إلا الحب والسلام والطمأنينة والوئام وهى رسالة الإنسان فى هذا الكون الفسيح ولعلنا نمتلئ بتلك اللوحة من مواجهة الخطر المحدق بنا حتى يعود السلام من جديد .
كما تقدم الفنانة مجموعة من المجسمات الحائطية الشفافة والملونة والتى تمتد فى انحناءات وتجاعيد تعد بمثابة أحاسيس بصرية خلجات النفس البشرية ومشاعر البشر من حالة إلى حالة وكيف يمكن الخروج من تلك الطيات أو الأبعاد واجتيازها إلى الحلم أو ما نهفو فى المستقبل بعد اجتياز الواقع بما يفرضه من ضغوط وعقبات وهنا تنقلنا من حالة لونية إلى أخرى فى سكنات ووقفات تعبيرية من الأزرق البحرى إلى التركواز والأحمر الروز الهادئ والبنفسجى إلى الرمادى والأخضر الزرعى والزيتونى .
هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأجنحة الشفافة والمثبتة على مسطح ضلع من اضلاع القاعة فى اشارة إلى التحليق والطيران استكمالا لفكرة البحث عن الحرية التى كان الريش رمزا لها بمعرضها الأول والذى تجسد فى تلك الأجنحة وقد تعمدت أن يكون قوامها مع شفافيتها بألوان طفيفة هامسة حتى تخف كثافتها تبدو متوحدة مع الكون أثناء الطيران تمتزج بالأثير توقظ فينا الأمل والحلم.

القاهرة 5- 5- 2015
هياكل مجعدة وسحب `نهال وهبى`
- ايماءات تتشكل فى الفراغ تتساقط من السقف .. التحليق بعيدا عن الجاذبية بأجنحة .. فراشات أو بأجنحة ساموتراس .. جداريات أيقونية لدموع إيزيس
- هذا العرض قدمته الفنانة `نهال وهبى` منذ شهور ..وهو عرض لا يُنسى وتجربة متفردة فى تقنيتها وإبداعها بأعمالها المركبة التى شغلت فراغ وجدران وأركان صالات جاليرى `كريم فرنسيس` بوسط البلد بمجسمات لهياكل ضخمة أقرب للزجاجية الشفافة.. وبدا جانب من العرض كأنه النقش النحتى مسطحاً يلتصق بالجدار وأخرى برؤى متحولة لإشغالات الكتلة داخل الفراغ ..
- التجربة تهتم بعدة مفاهيم ..ربما أهمها علاقة الشكل بالمكان ومحاولة الانفلات منه سواء كانت ملتصقة فوق جدار كما فى عملها `دموع إيزيس`.. أو متساقطة من السقف كما فى عملها `طيف الأمل`.. أو مغادرة الجدار كما فى عملها `فراشات وأجنحة طيور` ..
- العرض يضم مجموعات ثلاث من الأعمال المركبة تعمل بين الشفافية وأثر الضوء ومفهوم التحولات.. بدءا بصالة `فراشات وأجنحة طيور` تلتصق بجدرانها فراشات بأعداد كبيرة وأخرى لأجنحة طيور كجناحي تمثال `نصر ساموتراس` الشهير ..ثم صاله عُلقت فوق جدرانها جداريات شفافة تمثل فكرة استلهام الفنانة لـ`دموع إيزيس `برؤية مُعاصرة.. وصالتان أخريان ضمتا ما يعد كأعمال مركبة بعنوان `طيف الأمل` تحلق ساكنة داخل فضاء محصور بين أرض وجدران وسقف صالتي العرض فاقدة لجاذبيتها الأرضية .. من الخارج قد يبدو عدم وجود ارتباط بين `الفراشات وأجنحة الطيور` و`دموع ايزيس` و`طيف الأمل` .. وأرى أن الفراشات والأجنحة هى محاولة للانسلاخ من المكان المتمثل فى الجدار .. و`دموع إيزيس` تتشكل كمجارى رفيعة محصورة داخل مسطح زجاجى تنساب فى كل اتجاهاته رغبة مغادرة زمانها ومكانها المتمثل فى الجدار الزجاجى .. بينما هياكلها المُعلقة `طيف الأمل` الأقرب للسحب الزجاجية المدلاة عشوائياً من السقف أراها قد انسلخت عن المكان المتمثل فى حد السقف لتقع أسيرة فراغ صالتى العرض.
** تأثير جناح الفراشة

- تلتصق بجدران صالة العرض الأولى أعداد ضخمة زجاجية التأثير ملونة لفراشات دقيقة على وشك الطيران.. وأخرى لأجنحة طيور كبيرة بدت فى وضعية جناحى ساموتراس.. لتبدو الفراشات المنحوتة اللامعة الصغيرة مثل الجلد المشدود حول عظام الأسلاك ..وحين انتقلت إلى صالتى العرض الأخريين حيث محلقاتها فى الفراغ كهياكل ضخمة وجدت كيف تتنقل الفنانة بسهولة فى نطاق طاقتها من الدقيق المنتظم الى الضخم الفوضوى ..
- فى مجموعة `الفراشات وأجنحة الطيور` أرى الفنانة مفتنة بـ `الإيماءات` .. إيماءات تمثُل الحركة قبل لحظة انطلاقها التى تجمع بين الطاقة والهدوء.. وأيضاً الإيحاء بقدرة الفراشة على مغادرة جدار العرض كقدرتها من قبل على تدمير تابوتها الشرنقى ومغادرته كمكان ....وقد رأيت تلك المئات من الفراشات الصغيرة المكررة فى صالة العرض رائعة وقوية مهيئة للتحليق بعيداً عن أسر الجدار لينتج عن انطلاقها موجة هائلة من الحركة.. ليحدث تداعى إلى ذهنى وما كنت قرأته عن `تأثير جناح الفراشة` وهو أحد مصطلحات نظرية `الفوضى` الفيزيقية.. ومفسرو هذه النظرية عبروا مجازياً بما معناه أن `رفرفة جناح فراشة في الصين قد يتسبب عنه فيضانات وأعاصير هادرة فى امريكا مثلا` .. وهى نظرية وضعها عام 1963 `ادوارد لورينتر` في أثناء مراقبته تغيرات الجو.. بالطبع وجود فراشة ترفرف بجناحيها ليس له تأثير مباشر على التنبؤات الجوية فالأمر يحتاج وقتاً طويلاً جدا حتى ينمو هذا الاضطراب الصغير إلى حجم ضخم ملموس.. ولكن وبالتداعى البصرى أيضاً وجدت أن رفرفة أجنحة فراشات `نهال وهبى` فى الصالة الأولى أحدث فى صالتى العرض الأخيرتين ما تنبأت به نظرية الفوضى من أعاصير وما نتج عنه من هياكل ضخمه غير قابلة للتسمية معلقة فى فراغ صالتى العرض كأنها تراكم لبقايا حمم بركانية مجعدة بلا شكل محدد ..
** دموع إيزيس

- فى صالة `دموع إيزيس` تعرض` نهال` لأعمال جدارية مسطحه زجاجية مجعدة الملمس والشفافية اتكأت فوق جدران العرض كشواهد ساكنه إلا من مسار خطوط أنبوبية رفيعة داخل الألواح المصبوبة باللون كشق دهاليز تواجدها .. لتبدو جدارياتها أو مُعلقاتها لها سُمك كقشره فضية كاشفه عن تدفق لمسار خطى يبدو فى سيولته كانسياب دموع إيزيس فى عقد ملتوية ومنسحبة تمتد من بطن الجدارية الداخلى أطرافها.. وكأن الفنانة أنشأت منحوتات جدار تشف جدرانها عن مجارى مائية تتسق وسيولة الدمع ..
- وارتباطا بموضوع العرض `دموع إيزيس` تأتى الأعمال وقد سيطر عليها ما يوحى بما داخل المادة الزجاجية المصبوبة من الإحساس بالدمع وطبيعته المائيـة التـى تعكـس حالـة التحـول والانتقال من من منطقه لأخرى رغبه فى الخـروج زحفاً خارج جداران مادتها الزجاجية.. كما بدت جدارياتها بصرياً كنقش عفوي أو طوطمى يدمج تاريخ وزمنية المادة والشكل والمحتوى وتعليقهم معاً على الحائط.. لنرى أمامنا مباكى إيزيس ودموعها تجمدت وحملها الزمن الينا كأيقونة دموع.
** سحب كونية

- فى صالتى عرض `طيف الأمل` والذى أراه عنواناً أخف من أن يتناسب مع طاقة العمل وثقله الموحى بتراكمات لسحب مجعدة وهياكل أقرب للكونيـة البلا مُسمى تطل متساقطه من أعلى فضاء صالتى العرض مثلما أطلت وتسللت السحب فى سيريالية ولا منطقية داخل غرف لوحات البلجيكى رينيه ماجريت`..وقد نجحت الفنانة ومنسق العرض بتغطية بارعه لفضاء أعلى الصالتين بإنشاء هياكل زجاجيه مُصنعه من خامة ` الريزين` لتبدو صلبه وفى نفس الوقت هشة تتخطى ثقل المادة والجاذبية.. كما بدا `طيف أمل` نهال وهبى كعرض تجهيزى مسرحى..
- ربما قصدت الفنانة بتجريدياتها اللاشكلية المتساقطة هبوطاً من السقف أن تُجسد لفكرة الأكثر أنثوية للتدفق الحسي لتبدو هياكلها حيه تتلوى وتنزلق وتتجعد وتنتفخ وتطفو معززة وبشده الوعى بالجسدية ..ومحققة حضوراً بصرياً وحسياً قوىاً.. بينما بدت جدارياتها` دموع إيزيس` تتميز رغم حركتها الداخلية بتكاسل حسى لتُذكرنا بزمنية وجبن سلفاور دالى الذائبة واستوقفني تقنياً وفكرياً أدؤها لتمدد المادة وتكورها على نفسها فى لا شكليه.. كأنها تدور بخامتها اللينة حين تشكيلها حول `وهم الشكل` .. فهل فعلاً يشغلها وهم الشكل ..؟ وهم المتحول بالسيولة لترفعه خشناً صلباً فى الهواء.. ربما لذلك اعتمدت على إحداث تجاعيد للسطح كى تهب ذلك الهيكل الوهمى أو اللاشكلى إحساساً حياً نابضاً.. لذلك أعتقد أن تنسيق العرض صعباً للغاية بالتعامل مع رفع أعمال شبه شفافة لهياكل غير منتظمة داخل محيط مغلق من الجدران والأركان ..وما تم تعليقه متدلياً من السقف فإنه يدفع برؤوسنا لأعلى طوال التجوال داخل الصالتين ندركه كأجزاء مع سيطرة الإحساس بفكرة السقوط أو علينا أن نرى المشهد كاملاً من خارج الصالتين لندرك فكرة العمل ومفهومه.. ومن جانب آخر لا يبدو السقف سلبياً فى العرض.. فللسقف حضور استفزازي مع تراكيبها الهيكلية لنراه كقابض على اللاشكل وأيضاً منفك منه.. كما أن كل حركة لأجساد لمشاهدين كان كأنه إشراك للجسد ككتلة مناظرة من أسفل لركام السحب الهيكلية تعيد تشكيل خريطة السقف..
- وجمالياً نستشعر من رؤيتنا للهياكل المعلقة كالسحب من زواياها المختلفة بأنه وراء كل سحابة سحابة أخرى لسماء ملبدة بالغيوم والانتفاخات الهشة.. وأيضاً من مادتها الشفافة تبدو هياكلها ككائنات زجاجية تتطلع إلينا من السقف تعلو وتهبط تحت تأثير ضى لمبات الإضاءة ليلاً وتنزلق على وجوهنا المتسطحة أسفلها لتخلق تفاعلاً ناعماً ومُثيراً داخل أجواء الانتقال من الضوء النهارى ثم للإضاءة الصناعية ليلاً.. ليتغير إحساسنا بالأعمال والمكان تحت تأثير تغير الضوء..
عن تقنية إنجاز أعمالها تقول الفنانة نهال ` كل قطعه فنية فى العرض لها قالب مثل النحت حيث أشكل العمل ثم أصنع له قالباً وأصبه بخامة `الريزين` و`ألوان أكريليك` .. وجزء من عملية التشكيل متعمدة مقصودة والجزء الآخر ارتجالى اعتماداً على طبيعة المادة فى مراحلها المختلفة ما بين السائلة والصلبة بتشكيلات مختلفة.. وكل قطعة عمل متفرد لا يمكن إعادة صبه لطبيعة الخامة والقالب ويحتاج للتشكيل ما بين ساعة وساعة ونصف وأكثر من اثنى عشر ساعة لضمان صلابتها رغم أن الريزين مادة خفيفة مثل البوليستر.
بقلم : فاطمة على
جريدة القاهرة 11 - 10 -2021
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث