محمد تيسير حامد
- يستشف الفنان تيسير حامد عالماً ذى أعماق أصيلة بمجموعة من لوحات ذات التكنيك المتأثر بالفن الشعبى.. برع خلالها فى إخراج تكوينات تشكيلية تتضافر بها الكثير من الرموز والرسوم ذات الدلالات المتناغمة والمتكاملة كمعزوفة لونية شديدة الخصوصية وليحمل كل مسطح مقطوعة عذبة من جماليات الشكل وعمق المضمون، عالم أثير بمفرداته وعناصره ورموزه وشخوصه يجذب المتلقى إلى عوالم وموضوعات متشابكة تستثير فى مخيلته الكثير من الذكريات المرتبطة بموروثه الثقافى - جاذباً المشاهد لحوار ثرى بصرياً وغنياً فى رحاب عالم أصيل متسع بصور عديدة قوية التعبير ، أسلوب متميز يحلق بنا إلى فضاءات زاهية لونياً وذات انطباعات روحانية متصوفة خيالية ساحرة تدعو الروح إلى التحرر من الواقعية إلى مساحات أرقى وأرحب
أ.د/ خالد سرور - رئيس قطاع الفنون التشكيلية
افتتاح معرض الفنان تيسير حامد بـ قاعة الباب سليم
- افتتح، مساء الثلاثاء، معرض الفنان تيسير حامد، بقاعة الباب سليم، بساحة الأوبرا، وبحضور أحمد عبدالفتاح، رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض وعدد من الفنانين والجمهور، وذلك برعاية الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية.
وقدم الفنان تيسير حامد مجموعة جديدة من لوحاته، التي جاءت غنية بتيماتها التراثية والحضارية فضلاً عن الأبعاد الفنية والفلسفية، التي نقلت للمتلقي حالة شديدة الخصوصية ثرية في قيمها الجمالية وبنائها التشكيلي جعل من كل عمل وكأنه انعكاس لصور جمعية لذاكرة مصرية أصيلة ومتجذرة في نسيج التكوين الثقافي الشعبي والهوية.
يذكر أن الفنان تيسير حامد من مواليد 1955، حاصل على بكالوريوس فنون تطبيقية، عضو بنقابة المهندسين وعضو نقابة المصممين، قدم وشارك في العديد من المعارض الفنية التشكيلية الفردية والجماعية في مصر والخارج .. ويستمر المعرض حتى 23 يوليو الجاري.
الهام زيدان
الوطن : 14-7-2016
توطين الجسد
- يتوطن تيسير حامد فى زمنه وبيئته ، وحيث ينظر إلى قاهرته المشاغبة والمشحونة تقع لوحته التى نستكشف فيها صيغة للمنظر وهو يحمل قدراً من المبالغات الحسية ، وقدراً من الفكر. عند الأخير يستلهم الفنان مواصفات اللوحة الخاصة ، فثمة إشارات ورموز يمكن قراءتها واستيعاب شروطها وجمالياتها ، ما يجعل المرئى منها نوافذ وبنايات تزدحم بالاضطراب وبكيفية التعبير عنه ، إنها البنائية التى تحدد مساراتها رؤية الفنان العميقة لمجتمع الألفية الثالثة بعامة ، وللقاهرة بخاصة.
- فيما ندر يمكن أن نتبين فروقاً فى النوع . عنيت بين الرجل والمرأة ، ففى لوحة تيسير حامد ثمة مكان مقتطع من سياق مشهد أكبر، بيد إنه المكان الذى يصلح لإعادة اكتشاف الأيقونة الخاصة به إنها النوافذ المشرعة على الخلاء والجدران التى تشف ما ورائها مثلما يخلف لنا لهو طفل برىء فنبصر مادة مشغولة بالأجساد حد التخمة . إنه العنصر الأثير عند هذا الفنان الذى أدرك عالمه من قريب . وكأنما صارت انشغالاته تعبر لقاء حميم بينه وبين المكان ، وبين تاريخ عريق يقتنص منه ما يريد.
- من يقترب من لوحة تيسير حامد يحاط بجملة من أسئلة ، ولا يفتأ يغرق فى تأمل تفاصيلها. تخرج الأخيرة من قلب اللون حيث يعمد الفنان إلى كشطه بسكين يترجم انفعالاته ، وحدسه باللحظة المحملة بمزايا رمزية ، ومن ثم يبقى الحيز الضئيل متاحاً لأجل الحصول على إجابات غير مكتملة عن مدينة القاهرة ببيوتها التى يراها تيسير بعين الطائر ومن مسافة بعيدة .فى تلك اللوحة تسجل عفوية الأداء قيمة جمالية يحرص عليها الفنان ، رغم تلك الهندسية الواضحة والتى لا تخل ببنائية العمل الفنى عنده ، بل إنها لا تلبث تقرب به من متواليات ومصفوفات الجدارية الفرعونية . يبقى أن لوحته لا تزال أيضاً صالحة لأن تكون سجادة تفرض زخرفتها عنوانا جديداً لموسم يدور فى الزمن.
- فى تجربة تيسير حامد صار الجسد أقرب إلى حزمة كبيرة من القلق والتوتر ، ومكاناً لاستجلاب كل غامض ومبهم .فالنماذج الفنية ونتائجها لا تتعدد فقط بتعدد الأسلوب الفنى ،إنما هى مرتبطة بشخصية الفنان وبكيفية طرحه لرؤيته. وأظنه يبحث عن لغة خاصة به وقد وجدها .
بقلم : د.مصطفى عيسى
من كتالوج معرض الفنان 2018
نوافذ تيسير
- لعله ليس غريباً أن تحظى المرأة باهتمام الفنانين ، فنبصرها فى غير صورة وحالة وأسلوب فنى.
- إنها أصل الحياة ورمز خصوبتها الذى ينضب . ثمة سر يتعلق بمسيرة الحضارات وفنونها ، فلا نغفل عنه من حيث يدوم الاتصال مع معنى الجسد وتوهج الروح الإنسانية فى تجربة تيسير حامد استدراج حميم لمعنى التوهج الذى بدوره ينتج مجالاً يستحضر فيه الفنان تخييلاته ، إذ تمر به المرأة على نحو تلقائى ، ليبيح لنفسه أن يغازل الجسد فى حالات إنسانيته.
- ليس غريباً أن يتسق مع تجارب سبقته ، أو زامنته ، ليبقى لنا السؤال حول كيفية تدوير رؤاه الفنية فى محيط هذه الأنثى بجسدها ، والذى يعكف تيسير على تحليل زواياه دون تنميط ، رغم متواليات ومصفوفات هى أقرب إلى هندسية تنبع لغة التوازى والتقابل والانحراف بالواقع دون الوقوع فى تجريد هندسى بحت . يعبر تحليل الفورم عند تيسير حامد من نافذة الحرف والكتابة العربية ، أى لغة الكاليوجراف ، بيد أنها خدعة غير مقصودة ولا يعتنى بتأكيدها ، فثمة تعيين يجرى بنا إلى تحديد لبنية جمالية تتبع ما يشبه العمارة وقد استغلت كافة الخطوط والمساحات بمهارة وحساسية لأجل حصار هذا الجسد داخل فضاء خاص بالفنان .
- يعتنى تيسير إذن بإيصال جملة بصرية تفيض برؤيته لتلك البنية القادرة على شغل الحياة وتكسير منطقها الساكن .
- بالأحرى يهبنا تيسير بعضاً من جرأته وهو لا يفتأ يحرر أجساد نسائه من تخييلات ليست نزقة فى كل حين، فهى منفلتة رغم ما يعتريها من وقار ، يضع عربها موضع تساؤل ، وجادة حين يغدو فى ابتهالاتها إدراك وجه آخر للحياة.
بقلم : مصطفى عيسى
من مطوية معرض ( نوافذ ) بقاعة ( سماح آرت جاليرى ) بالزمالك نوفمبر 2019.
|