مجدى عبد العزيز إمام البيلى
يعد الفنان من جيل يتحمل مسئولية إبداعيه هامة.. جيل يناضل من أجل مد جسور التواصل الفكرى فى مجال الإبداع الفنى الذى أفتقدته الحركة الفنية التشكيلية المصرية فى فترة ما بعد السبعينيات ..بسبب عدم الإفراز الكمى من الفنانين الذى يتناسب مع حجم حركة الإبداع فى العصر الحديث بالوطن ، وهذا يرجع إلى أسباب عدة منها عدم الأقدام على منهج علمى لاحتضان أصحاب المواهب الحقيقية فى المجتمع وعدم إعطائهم الفرصة لدراسة الفنون المختلفة بالكليات المتخصصة.. !
- وإبداعات الفنان تغوص فى دروب البيئة والتراث الاسلامى القديم دارسا.. باحثاً .. منقباً .. بين زوايا وانحنائيات الزخرفة والحرفية الإسلامية مفرزا خلاصة تجربة جمالية ومتفردة لمزجها بتقنيات فنون الطباعة اليدوية مما أعطى لها بعدا عضويا جماليا، يضيف لهذا الاتجاه قيمة فنية تتأكد من خلال بنائيات وتوليفات، وأفكار متجانسة على مساحة متمركزة على بعد هندسى حركى يربط بين العمق التاريخى للمصدر وبين الرؤية المعاصرة للحركة البنائية ..
- وللفنان قدرات فكرية .. وسيطرة تقنية فى مجال الطباعة الغائرة والرسم أدت إلى قيمة فنية متفردة .. معطاءة ..
- وللفنان حوار مستمر مع مجريات التطوير الابداعى فى أوروبا ليقف بالند مع خلاصة التقدم فى مجال الفنون التشكيلية الذى يؤكد دوره .. القومى فى مجال تعليم الفنون ..
أ.د . / أحمد نوار
إنسان العصر
- جاء فوز الفنان مجدى عبد العزيز سنة 1949 بجائزة بينالى سابورو الدولى لفن الحفر باليابان مواكبا لفوز الفنان فتحى أحمد أيضاً بجائزة أخرى فى اليابان أيضا وبذلك أضاف كلاهما ثقلا دوليا فى فن الحفر لمصر، ولقد جاء هذا الفوز إضافة إلى الخطوات المهمة التى خطاها الفنان أحمد نوار من قبل فى ابراز مصر على المستوى الدولى فى هذا الفن العظيم ولا يمكن لأى متخصص فى الكتابة عن الفن فى مصر أن يتجاهل فى هذا المقام بينالى الحفر الدولى والمجهود الخارق وراء نجاح هذا العرض الهائل لفن الحفر فى العالم أجمع والذى يرجع الفضل فيه إلى الفنان أحمد نوار ، فقد شاهدنا فى هذا البينالى الإنتاج البارز لمختلف مدارس الحفر فى معظم الدول الأجنبية ومصر وقد كان فرصة مهمة للاحتكاك الدولى بهذا الفن الرفيع ، وللأمانة فقد كان للفنان مجدى عبد العزيز دوره فى الإعداد لهذا البينالى الذى لا ينكر ، والفنان مجدى عبد العزيز من طراز المبدعين الصامتين المتواضعين فهو يعمل بصمت ويبدع فى تأمل منتقلا من بحث إلى أخر ففى مرحلة سابقة تناول الشكل الحديث للحفر بتوزيع المساحات الهندسية أو العفوية بنظام التسطيح مع دمج الزخارف والحروف متجها نحو الكاليجراف ولكنه تخطى دلالة الحروف فاستخدامها كمجرد ايهامات خطية اكثر منها نصوصا . ولكنه لم ينس قدرته على الرسم والتجسيم فإذا به يتجه نحو الفورم من جديد باحثا فى إحداث تداخل بين التحليل المساحى والتسطيحى وبين التكعيب البلورى للفورم، وقد أراد فى لوحاته الأخيرة التى سيعرضها بعد أيام فى قاعة أكسترا الجميلة بالزمالك ، أن يعيد تشكيل الانسان من مجرد أشياء ومثلثات وقطع من القماش والأوراق ، وهو يريد ابراز معنى أهم بكثير من مجرد التناول فهو يرى أن الإنسان المعاصر مجرد مجموعة من أشياء أما الإنسان ذاته فهو مجرد خواء أجوف وهى وجهه نظر يريد بها أن ينبه المتلقى إلى أن البشرية قد فرغت من محتواها الآدمى لتصبح مجرد قطع من القماش والورق تستر لا شئ . - ويأتى التناول المنغم الجميل فى صناعة هذه الرسوم كما فى اللوحة المرفقة بالتدرج الواضح والتظليل المتمكن لتعميق رؤيته للموضوع .- وهكذا جاءت عودته للموضوع الانسانى من خلال ريشة عصرية كعمل متفرد وكرحلة جديدة فى عالم الإبداع .
مكرم حنين
جريدة الاهرام
التراث .. هو أمى وأبى وحكمة الأجداد !
- يتخذ فن الحفر شكلا خاصا، عندما يكون مبدعه مؤمناً بفلسفات الكون، ومتذوقاً لجمالياتها مهما تعددت وتفرعت .. ويظل لرؤيته بعداً `ذكى ` عندما يطرح لوحته ، سواء كانت لكائن حى أو جماد، بروح طفل وعقل مفكر .. فالفن .. كل الفن .. شفافية وحكمة .. - هكذا خرجت أعمال الفنان د. مجدى عبد العزيز .. أحد مبدعى فن الحفر وتصميم الجرافيك .. الذى استطاع أن تكون له بصمته المتميزة وسط التشكيليين المصريين . لانه دائما يبحث فى `الجذور `.. يبعثرها ويلملمها ويشكلها ويصيغها من جديد.. وهى فى كل مرة لا تفرط أبدا فى كيانها ، وتلتصق روحها دائما بالاصل . - وهو يقول : التراث عندى هو `الأم `الحنون التى تشبعنى من الطبيعة، وتلهمنى قوة الايمان . وهو `الأب ` الطيب الذى يسقينى من حكمة الاجداد . كما انه هو الطفل الذى يشب وينمو فى جسدى، فيحرك وجدانى دائما نحو الجمال . - مجدى عبد العزيز ما زال يواصل مشواره الذى يعبر عن مدى تأثره بالتراث الاسلامى والقاهرة الفاطمية ، وهو الطابع الذى يغلب على معظم أعماله منذ السبعينات وحتى الآن .. ويقول : أردت من خلال لوحاتى أن أقول أن الفن الاسلامى ليس مجرد زخارف ، لكنه فن قديم، وأعتبره فن التجريد الاول ، فأول من جرد هو الفنان المسلم ، وقد قدم هذا ببلاغة شديدة .. وهذا يعود إلى العقيدة الاسلامية وما فيها من جوانب روحية وأنا دائما أبحث فى الشوارع والازقة والمساجد والعمارة القديمة ، لأجد مادة خصبة للوحاتى ، التى أتمنى أن أؤكد فيها العلاقة بين الاصالة والمعاصرة .. ولن أنسى أبدا شارع المعز ، ذلك الشارع الذى أحمل معه زكرياتى منذ أيام الطفولة .. ووجدت فيه جماليات البيئة المصرية الأصيلة بما تحمله من تراث عظيم سواء فى الفن الاسلامى أو القبطى .. وهو يمثل كل افكارى فى المرحلة الاخيرة ومعظم اللوحات تحمل توقيعا منى ` على جداريات شارع المعز ` . - وبخلاف هذه المرحلة .. مرت لوحات مجدى عبد العزيز باتجاهات أخرى تجسد مدى تعلق الفنان بهويته، فمنذ تخرجه فى كلية الفنون التطبيقية عام 1973، وهو يبحث عن مصريته ، وكيف يكون مصرى المزاج والطعم واللون .. يقول : - لقد حرصت فى معرضى الاخير الذى أقيم بألمانيا بمناسبة الاسبوع المصرى الالمانى على أن أقدم لوحات تمثل كافة مراحلى الفنية ، لأوكد على التيار الذى أسير باتجاهه، وقد سيطر على بداياتى البناء المعمارى الذى تخلله بعض الحروف من الكتابات العربية التى تشكل اطارا فى بعض المسطحات.. وكان أساس التكوين فيها المثلث والدائرة والمربع . - ثم كان هناك تأكيد أكثر على العناصر والموتيفات الاسلامية والفرعونية فى بناء حروف وتكوينات تلغرافية حرة ، أكثر بساطة لكنها بعمق التراث.. واللون مأخوذ من الألوان العربية والمصرية مثل الاصفر والأزرق التركواز واحمر زنجوفرى والبنيات. وطوال رحلته سواء مع الحفر أو الباستيل .. يجوب مجدى عبد العزيز فى أعماق الانسان المصرى باحثاً معه عن صيغة مناسبة لحياة آمنة يكسوها الجمال وتسكنها الطمأنينة . - ويقول : حياتى هى رحلة بحث وتدقيق فى البيئة التى عشت فيها ، سواء كانت فى بداية طفولتى وأنا أسكن فى حى عابدين، حيث كانت هناك زيارات مستمرة لشارع المعز لدين الله وحى الغورية .. وبعدها ، أنتقلت للسكن فى الدرب الأحمر ، فكنت قريبا من القاهرة الاسلامية والتى تركت تأثيرا كبيرا على ، وأؤكد فى كل أعمالى مدى ارتباطى بهذه الاماكن الساحرة .. وأنا لم أضف إليها ، بل استلهمت منها مثل الطبيعة، وتراثها فقط هو الذى كان يحركنى .. فهناك فنان تستهويه شجرة ، وأخر يستهويه انسان .. ولكننى دائما يستهوينى التراث الحضارى .. وقد كنت آراه وأنا صغير شيئا، ضخما ، لكن فى الوقت نفسه شعرت تجاهه بحنين وارتباط كبير ، فلازمته كظله ، ولكن لم ينسنى التعامل مع التراث إنسان هذا العصر .. بل ان الرجوع إلى الأصول يجعلنى استشراق الحاضر والمستقبل فعندما تسكن على أرض صلبة ، لن تكون أبداً سماؤك خاوية .. وأعتقد انه لن يكون لنا تواجد حقيقى فى ظل نظام ` العولمة الجديد ` .. إلا إذا عدنا مرة ثانية إلى أصولنا والتنقيب فيها .. وكان لهذا المنظومة فضل كبير فى فوزى بالجائزة الأخيرة التى حصلت عليها فى اليابان من بينالى الحفر الدولى، وكانت عن إحدى لوحاتى فى الحفر وكان لها صدى كبير .. لأن هذا البينالى هو أكبر تجمع عالمى فى الحفر . وأكدت من خلال هذه اللوحة مدى تمسكى بجذورى ومصريتى وعروبتى . وانسانيتى، وقدرتى على الحب والحياة وأشياء أخرى كثيرة .. تسكن تلك اللوحة! وكان يشغلنى دائما أن أعمل حفر مصريا يلقى نجاحاً فى كل مكان.. وهناك صورة جميلة لن تسقط أبداً من ذاكراتى . تحمسنى وتحفزنى .. وهى صورة الجندى المصرى المنتصر عام 1973. فهى أجمل ما رأيت.. وقد جعلتنى هذه الصورة أتحول إلى مرحلة جديدة أؤكد فيها على درامية العمل.. ` النحت الدرامى ` وأن تكون كل قطعة كائناً حياً يتنفس ينفعل ويتأثر .. وكنت فى كل أعمالى انساناً ..
خالد محمود
معرض الفنان مجدى عبد العزيز حوار بين الأصول والحداثة
- يؤكد الفنان مجدى عبد العزيز ، فى معرضه المقام الآن فى القاهرة، أنه واحد من أهم فنانى الجرافيك المصريين المعاصرين، برؤيته العربية الممتدة الجذور فى فنون الكتابة والزخرفة الإسلامية، وتقنياته الحديثة الآخذة بتكنولوجيا الحفر والطباعة المستحدثة .
- وهو يزواج بينهما - الرؤية والتقنية - فى وحدة حميمة، تجعل نتاجه متفردا ،غنياً ذا قيمة ودور معاً. فالقيمة تتأتى من ذلك الوعى بين الأصول التراثية، كحروف الكتابة والزخارف الأرابسكية، بعد أن تتحول بالمرور على ما يشبه `المعمل الداخلى` إلى مفردات، لها المذاق نفسه، ولكنها تتجاوز الشكل الأكاديمى الأول ، متحولة إلى مفردات وعناصر جديدة مجردة من المباشرة من ناحية ، والبناءات والتراكيب وصيغ الشكل الجديدة، غير المرهونة ببناءاته الأصولية، وفى الوقت نفسه غير المتطرفة من دون داع ، من ناحية أخرى .
- أى إن مزاوجة الأخذ من التراث، مع وعى الإمكانيات والمستحدثات المعاصرة ، تتجسد عنده شديدة الدقة والتوافق . لا نتبين فى نتاجه من أين بدأ الأخذ من التراث، ولا أين بدأ التحويل والتحوير ليتوافق مع الحداثة، وإنما النتاج هو ميلاد جديد لشكل خاص متفرد ممتد فى السابق ، متواصل باللاحق وغائر فيه .
- ذلك التواصل بين التراث والمعاصرة، لا يتأتى إلا بوعى عال بلغة الشكل ، وبراعة عالية فى الأداء والتقنية، وهو ما يتميز به الفنان .فتكويناته وتراكيبه هندسية بسيطة، تكاد تنحصر هياكلها الأساسية فى الحوار بين المربع والدائرة، فتاره ينصف الدائرة وسكينها فوق المربع ، وتاره يؤرجحها داخله، وتاره ثالثة يقسم المربع إلى مثلثين يغزوان الدائرة، وهكذا يتحقق شكل من أشكال التباديل والتوافيق الرياضية الصارمة، وذلك من شأنه أن يقود نحو برودة الهندسة المضبوطة ويسكن الأشكال، ولكن السيطرة على الأدوات ووعى موحيات الحركة والسكون ، وذكاء التحوير ثم فهم إمكانيات الرقم والنقش الأرابسكية الحيوية ، تجعله يتجاوز الوقوف عند حدود البناء الأولى لعلاقة المربع بالدائرة ، نحو خلق عالم ، ملئ بالتفاصيل ، بالعناصر التى تشبه الكائنات ، التى تنبض بالحيوية، بحركتها الدائمة، وتداخلاتها وتشابكاتها وامتلائها بطاقة تعبيرية عالية ، نتيجة عدم الاستقرار والحركة الدائبة .
دقة الامتزاج
- كما أن اللون ، فى دقة امتزاجه بين الساخن الأحمر والأصفر والبارد الأزرق ومشتقاته، وتداخلهما وفق ما تقتضيه حركة انتقال العين من مساحة إلى أخرى ، حقق ضبطاً لإيقاع الحركة ، وأكد سخونة هدوئه.
- الأمر لديه ،إذاً ، على ما فيه من قدرة على اللعب ، والاستمتاع اللذيذ بحركة الخط على السطح ، وتشابكاته، ونمو الزخرفة من نقطة منتشرة نحو بقية السطح ، خضع لقانون بنائى صارم ، يحكم علاقات العناصر ويضبط إيقاعاتها ، من دون التقليل من حيويتها وإيحاءاتها بالنمو المستمر .
- والواقع أن الفنان مجدى عبد العزيز ، استطاع تحقيق رؤية متميزة ، تجاوزت ` قصد ` إضفاء الأصالة العربية ، واعتمدت أساساً على لغة الشكل وحركته، وهوته التى تتأتى من داخل الفنان ببساطة شديدة، بعد أن أثرى ذلك الداخل بامتلاك الأدوات والوعى بلغة الشكل .
- وربما جعل ذلك ، استلهاماته لأشكال حروف الكتابة العربية ، تتجاوز كونها حروفاً ورموزاً وعلامات، لتصبح لديه كائنات حيوية الملامح، موحية بحركتها وانثناءاتها أو امتداداتها، بتعبير شكلى خالص غنى الإيقاع، لا يهم فيه إمكانية قراءة نصوص ودلالات تحملها الحروف، وإنما المهم هو ما تعكسه من غنى فى التشكيل، وارتباط روحى بالتراث دون قيود .
- ويبقى أنه ، فى معرضه الأخير فى المركز الألمانى فى القاهرة ، احترام طبيعة فن الحفر أو الجرافيك، تلك التى تتيح للعمل أن يتكرر كما هو تماماً، مهما تعددت الألوان والملامس والتداخلات فى السطح ، وذلك أمر صعب إلى حد كبير ، إذا كان العمل ملوناً بعديد من الألوان المتباينة المتداخلة ، ولكنه استطاع السيطرة على ذلك بمهارة عالية ..
د. فاروق بسيونى
الموقف العربى ديسمبر 1991
الفنان مجدى عبد العزيز ( 1949 ) التراث قاعدة للحداثة
- موهبة متميزة فى التصميم الجرافيكى، فإلى جانب ثراء السطح فى لوحاته الموحية بتأثيرات الزمن بما يجعلها تشبه النسجيات الأثرية أو الجدران القديمة المتآكلة، فإننا نجد أن التصميم يلعب دور البطولة فيها، أما عناصره فهى مستمدة من مفردات زخرفية شعبية أو من مخروطات خشبية أرابيسكية أو من حروف عربية أو من أشكال هندسية مجردة، حيث يتلاعب بها الفنان فى توافقات وتقاطعات نغمية مرهفة، مؤلفا منها نسيجا عصريا يرتكز على التراث المصرى الشعبى والإسلامى.
- ولايقوم التصميم على تجاور هذه العناصر بشكل مسطح، بل يعمل على تداخلها وامتزاجها فى طبقات يشف بعضها عن البعض الآخر، مما يوحى بنوع من البعد الثالث ` العمق ` أو من التركيب البليفونى فى الموسيقى، وكثيرا مايلجأ إلى العمارة الإسلامية لتكون وعاء تشكيليا يستوعب هذه العناصر بعيدا عن المحاكاة المباشرة لأصلها الواقعى .
- ينتمى مجدى عبد العزيز إلى الجيل الرابع من الجرافيكيين المصريين - جيل السبعينيات - الذى استوعب التقنيات التقليدية للطبعة الفنية على الزنك أو الشاشة الحريرية أو الحجر، وأضاف إليها إمكانات التكنولوجيا الحديثة على الكمبيوتر فى التصميم وفى تأثيرات الذبذبة الملمسية، وهكذا جعل من مرجعيته التراثية والبيئية قاعدة إنطلاق لمواكبة لغة الحداثة فى الغرب ، مما أسس لديه لغة تشكيلية فتحت أمامه الطريق إلى الجحافل الدولية .
بقلم : عز الدين نجيب
من كتاب ( الفن المصرى وسؤال الهوية بين الحداثة والتبعية )
|