حول رؤية الفنان - السيرة الذاتية - قطاع الفنون التشكيلية

- قدمت الفنانة زينب نور معرضها فى قاعة كلية الفنون الجميلة بالزمالك ككشف جديد لخامة البوليستر وكبحث علمى عن الخامة .. تستخدم كوسيط للرسم بدلا من كون هذه المادة المركبة معمليا تصنع بها التماثيل والاعمال ثلاثية الابعاد عادة .. ويظهر استقطاب حاد فى اللغة البصرية التعبيرية التى اختارتها الفنانة .. مابين لغة تجريدية تعبيرية صوفية هاربة من الواقع وحالمة وبين لغة بصرية تجريدية هندسية صارمة تحاكم الواقع ومحددة .. لكن هناك شيئا بعيدا فى العمق سنجلوه لاحقا .
- المجموعة الاولى من الأعمال تتكون من عشر لوحات زجاجية مضاءة من الخلف بحيث ينطلق النور من داخل اللوحة ورسمت زينب نور على كلا وجهى السطح الزجاجى .. خمس لوحات تحت عنوان `وهج ` بأسلوب تجريدى تعبيرى بحث فيه شخوص لونية متكتله يغلب عليها اللون الأحمر ويحيطها أصباغ زرقاء .. وتظهر هنا قدرات تلوين البوليستر بألوان الزجاج أو الاكريليك مع الاضاءة القوية .. خمس أعمال أخرى تحت عنوان ` شجرة الحياة ` خطوط منحنية ترمز إلى أرض وشجرة ذات فروع وثبتت فوق فروعها قطع موزاييك حمراء مشكلة عفويا ورسم عليها أيضا علامات العنخ الفرعونية ، مفتاح الحياة ، وتحتل الشجرة مركز أو منتصف التكوين مما أكد الحب الشديد لطاقة الحياة التى تمنحها الشجرة أو رمزها .
- المجموعة الثانية هى اربع لوحات كبيرة الحجم بالمقارنة بلوحات المجموعة الاولى.. وتستخدم فيها خامة البوليسترمع الكولاج الورقى والموازييك وخامات اخرى متنوعة .
- اللوحة الاولى ` انفجار ` تكوين مركزى لدائرة محاطة بعدة طبقات من دوائر أخرى جميعها كاملة ومقفلة .. الدائرة الداخلية يلامس سطحها بعض الخطوط الرأسية تشبة محاولات الحيوان المنوى لاختراق البويضة فى رحم الانثى والتى تصور مجهريا .. وهناك انفجار صغير فى اعلى هذه الدائرة غير مؤثر بصريا لصغره .. كأنه مؤذن باتفجار سوف يحدث .
- اللوحة الثانية ` صلب القاهرة ` يمنح هذا العنوان للوحة بعدا مفاهيميا .. لأنه بدونه تقل التأويلات الممكنة للعمل وقد تنحصر فى التأويل البصرى فقط .. أما مصفوفة مربعات الموزاييك السوداء والتى يقبع خلفها دائرة حمراء وصليب أحمر فانها تصف مدينة قاسية وباردة .. بالرغم مما يوحى به العنوان من أن صفوف المربعات الحجرية تمثل كخريطة لمدينة الا أن النسق العمرانى لمدينة القاهرة ليس على شكل هذة الشبكة العمودية بل هو نسق أوروبى به زوايا حادة ومنفرجة .. فقد استعارت زينب نور من النسق العمرانى الامريكى كى تصف أو تحاكم مدينة القاهرة التى تعيش فيها وتكرهها كما ذكرت لى فى حوارى معها .
- اللوحة الثالثة `إيزيس ` صورة لامرأة أو هو رمز لامرأة من مجموعة دوائر ومربعات وهى جالسة على هرم كبير أو أمامة .. وتمتد قدماها الى الامام وتتحركان كحركة الاعضاء البشرية فى لوحات التكعيبية التحليلية .. وتوجد مثلثات زرقاء تردد المثلثات المعروفة فى العمارة اليونانية وهى الحضارة التى اسست ميناء ومدينة الاسكندرية موطن الفنانة الذى نشأت فية .
- اللوحة الرابعة ` هروب الحروف ` مجموعة من السيديهات المدمجة ملصقة على الخشب وتحيط بها خطوط منحنية ويؤطر الفراغ مجموعة من الخطوط المستقيمة .. وصلبان وعلامات عنخ وحروف هيروغلفية فرعونية ولاتينية وعربية مرسومة جميعا هنا وهناك .. ايضا يشير هنا العنوان إلى فكرة معينة توجه المشاهد بعيد عن فضاء تأويلات واسع الى الهامش الحر للوحة والذى ترك بلا حدود فالحروف تهرب الى مكان آمن والى أفكار جديدة وهناك حالة سلم داخلى متحقق بالسيديهات السليمة الكاملة وغير المكسورة مثلا .. وكذلك الحروف مرسومة جيدا دون قطع .
- إذا لدينا أحاسيس تتحرك بين قطبين متنافرين لكنهما يعبران عن نفس الحالة حالة الرؤية داخل الذات .. ولم تعين هذة الرؤية فى العالم الا لشبح شجرة والصورة المجهرية والنسيق العمرانى ووجه المرأة والسيديهات والكتابات الفرعونية والحروف .. فالعيان الجوهرى هو الفن نفسة .. حياة تحيا الالم بالفن وللفن .