نادية عبد المنعم التطاوى
الأوبرا هى محراب الحركة والايقاع والنغم
- روادها يدخلونها وكأنهم يدخلون معبداً مقدساً للاستماع إلى الموسيقى الرفيعة أو لمشاهدة أرقى التعبير الحركى ..
- هكذا استطاعت الفنانة الدكتورة نادية التطاوى أن تجسد بلوحاتها صوت النغم وتعبير الحركة فى ايقاع رائع من الألوان الناطقة والمتحركة وكأننا فى صالة الأوبرا ذاتها .
- تحية لهذه الفنانة القديرة وأرجو أن تستمتعوا - كما استمتعنا بعزف ولحن وتعبير أوبرالى رائع تنطق به لوحاتها .
د.عبد المنعم كامل - رئيس هيئة المركز الثقافى القومى يونيو 2007
من وحى التاريخ .. حضارات إنسانية يمتد صداها إلى الجنوب
- لاشك فى أن ثقافة الفنان تنعكس على اعماله وفكره وإبداعاته ودوره فى الحياة .. كما تنعكس على احساسه بالمسؤلية تجاه كل ما يمارسه ..
-احسست بذلك فى وضوح خلال المرات الثلاث التى التقيت خلالها بلوحات الفنانة نادية التطاوى .
- كانت المرة الأولى من سنوات قلائل فى معرضها بالمعادى حيث لفت نظرى وقتها مدى اهتمامها بإضفاء بصمتها الذاتية على أعمالها جميعاً سواء كانت وروداً وزهوراً . أو حين تصور ساحات ضخمة من تراث حضاراتنا عبر التاريخ .
- كما يلفت النظر فى ابداعاتها ذلك التناغم اللونى الذى يشبه العزف على مساحة اللوحة والذى يزداد وضوحاً كلما كبرت مساحتها وحيزها الذى يوجه المتلقى ويكاد يطاوله ويحتويه ويلتصق ببصيرته وهو يتأمل اعمالها ويعايشها .
- وعلى الجانب الفكرى الواضح فى موضوعات معارضها جميعاً يلتقى بمضامين كبيرة وعريضة ملتحمة بالتاريخ والحياة معاً .
- كما يشير إلى ذلك عنوان معرضها السابق فى مارس الماضى بقاعة المكتبة الموسيقية فى ساحة الأوبرا والذى تصدرته عبارة ( حضارات انسانية ) حيث بالوانها وفرشتها وسكين التلوين ، تضرب على السطح بقوة تعبيرية وعنف وتدفق وجدانى ، يشتد ويقوى كلما اتسعت مساحة اللوحة .. وكأنما تطاول التاريخ الممتد لتحتويه بوجدانها الحى المتدفق بإرهاف .
- أما فى معرضها الأخير - نوفمبر/ ديسمبر 2006 - بقاعة بورتريه للفن.. فقد لاحظت أن التيمه الرئيسية عريضة أيضاً ، فقد عايشت وقدمت من خلالها ( أصداء الجنوب ) هذا الجنوب من وطننا الممتد فى عمق التاريخ. وإلى العمق الأفريقى .. كما تتوقف عند الأقصر والكرنك، البرين الغربى والشرقى ، حيث الكرنك.. وتطل على النوبة وتاريخها السحيق وناسها الصامدين للزمن وقسوة الحياة.. وحيث السد العالى ، حامينا من الفيضان الهادر واخطاره التى طالما جرفتنا .
- هذه الاصداء التى عبرت عنها فى معرضها الأخير تعكس نفس الرؤية الشاملة.. فهى تندمج فى ادائها للعمل الابداعى وتترك لروح الفن بداخلها مجالاً للانطلاق بضربات فرشاة وسكين حية.. وكلما اتسعت مساحة اللوحة وامتدت وكبرت.. زادت حيوية الاداء حيث يمتزج الشكل واللون بالوجدان فى روحانية شفافة . وكأنما المساحة الضخمة تثير التحدى وتحرك قوة التعبير.. فاسلوبها فى مجمله تعبيرى بوجه عام، وعلى الجانب الانسانى والاجتماعى فإن لوحاتها يشيع فيها مدى الاحساس بالبسطاء الطيبين فى الجنوب المظلوم شبه المنسى عبر التاريخ ومنذ آلاف السنين .
- هذا الجنوب الذى يرمز للصبر .. صبر المؤمنين يقيم الحياة ذاتها ..والتقاليد والوجود فى شموله ..وكأنما هو عالم آخر بالنسبة لأهل العواصم الشمالية وضوضائها التى لا تهدأ ليل نهار .
- نرى ذلك فى لوحات - الاصداء - فى هذا المعرض .. حيث يتبلور فى اللوحة الكبيرة الراقصة التى اعتبرها ( عروس العرض ) والتى يبدو فيها الاندماج ، سواء من جانب الفنانة أو شخوصها - المتخيلة - فى حركة تعبيرية، تعادل مسيرة الزمن التى لا تتوقف وفوقها الشمس الغاربة ، لتعود من جديد !
الناقد/ كما الجويلى - رئيس الجمعية المصرية للنقاد التشكيليين
بورترية يناير 2007
فـن الحركــة
- بإستعراض أعمال الفنانة نادية التطاوى نجد أنها تنحو إلى إتجاه فن الحركة وهو فن يستعرض مهارة الفنان نحو سرعة إستخلاص الحركة.. وهذا ليس غريباً على الفنانة نادية فهى ذات طبيعة فطرية نزاعة إلى الحركة الدائبة فى حياتها، ثورية فى انطلاقاتها الفنية ..
- كل ذلك إنعكس على إبداعاتها من خلال فلسفة أن أكون أو لا أكون.
- هذا عدا إدراكها أن الحركة سر وجود الوجود، من هنا لايسعنا إلا أن نتأمل أعمال الفنانة نادية بعقل مفتوح وقلب مفتون .
الفنان/عبد الوهاب مرسى
(طبيعة) و(عازفون) و(عشوائيات) في لقاء خمس فنانات بـ (بيكاسو)
- عرضت الفنانه نادية التطاوي مجموعة من اللوحات عن الموسيقي , صورت خلالها العازفين بأسلوب بسيط مجرد من أي تفاصيل , فأحيانا نري العازف بمفردة , وأحيان أخري يكون وسط جماعه , أو مع عازف آخر يظهر في حميمية شديدة , وقد لوحظ في تلك اللوحات التنوع في الموضوعات , حيث تناولت الفنان موسيقي البلدان المختلفة التي نكاد نستمع نغماتها تخرج من اللوحة , كما عبرت في إحدي لوحاتها عن المايسترو الذي يميل بجسده وعصاه في شموخ وكأنه يقوم بإرشاد عازفي اللوحات الأخري , وفي بعض اللوحات قدمت الطبيعة برؤية تجربية مستخدمة الألوان الفاتحة والرومانسية الرقيقة في التعبير عنها و بأسلوب تأثيري رسمت الفنانة الأنفعالية التي تحدد ملامحة بلمسات رقيقة رغم العنف في الأداء .
الناقدة / رهام محمود
روز اليوسف 19 /7/ 2009
عازفو نادية التطاوى يتألقون فى ثياب جديدة
- في معرضها الأخير اتجهت الفنانة نادية التطاوي للتبسيط، فبعد بدايتها التأثيرية، انتقلت تدريجيا للتجريد، متمسكة أحيانا بالتأثير في بعض أجزاء من اللوحة، وأحيانا أخري متخلية عنه تماما، وهو ما ظهر واضحا في معرضها الأخير، الذي أقامته في قاعة الفنون التشكيلية بالأوبرا تحت عنوان ` أناشيد ` الذي يمثل تجربة جديدة في مشوارها الفني ؟
- اتخذت الدكتورة نادية التطاوي من `الموسيقى` موضوعا لمعرضها، فرسمت العازفين في أثواب مختلفة، تعبر عن جميع أنواع الموسيقي الغربية والشرقية والصوفية والنوبية ؟..... ويعتبر هذا المعرض امتدادا لمعارض سابقة للفنانة، التى رسمت بها العازفين علي استحياء .
- في مجموعة من لوحاتها عبرت عن عازفي قبائل الطوارق، المنتشر تواجدهم في شمال أفريقيا ، وهم صوفيون يتمتعون بموسيقي وإيقاع خاص بهم ، فهم يقرعون الدفوف في مجموعات، يرتدون ملابس بيضاء تبرز لون بشرتهم السمراء، وتنعكس علي ثيابهم ألوان الصحراء الساخنة .
- ومن الآلات الموسيقية التي تناولتها الفنانة الكمان ، والعود ، الدفوف ، التشلو، الطبول،الربابة .... وقد استخدمت الألوان بجرأة شديدة في أعمالها، التى يصل عددها في المعرض إلي خمسين لوحة، أعدتها الفنانة خلال أربع سنوات، وقد نال اللون الأحمر الساخن نصيبا كبيرا من أعمالها، كما غلب اللون الأزرق السماوي علي مجموعة أخري من اللوحات، كما تخللت أعمالها موسيقى خافتة يشعر بها المتلقى من خلال هارمونية اللون .
- وعن موضوع المعرض قالت `التطاوي`: عبرت عن الموسيقى لأنها لغة عالمية موحدة، يستطيع المتلقى فهمها أيا كانت جنسيته، كما أن تنوع الموسيقى وكذلك الآلات يحفز الفنان على تناولها في العديد من الأعمال والمعارض،هذا إلي جانب أننى أعشق الموسيقى، ولابد أن استمع للموسيقى حينما أرسم؛ ولذلك عبرت عنها .
- وتابعت: الإضافة فى هذا المعرض تكمن فى تطور الأسلوب والتناول، فأنا حاليا أميل إلي اتجاه تأثيري تجريدى، حيث إننى وجدت أنه كلما تناولت الأشياء ببساطة كلما يعني فهمها بشكل أكبر، مما يبرزها لتصبح سهلة التناول والتلقى، فالإضافة هنا أن أصبحت أنظر للموضوع بعمق أكثر،فإحساسي هو الذي يضيف للوحة بشكل أكبر، فأنا أهضم الموضوع جيدا وأستوعبه ثم أعود لأصوره بوجداني بشكل بسيط كى يكون واضحا، لكن الغموض لم يكن مفهوما في الأعمال الفنية وصعب تلقيه .
- كما أننى قدمت في هذا المعرض لوحة تختلف في موضوعها وتناولها عن باقي أعمال المعرض، وهي عن الفضاء، أعتبرها مقدمة لمرحلة جديدة، لكن يربطها بالمعرض أنني تخيلت عازفي الفضاء وآلاتهم ؛ ولذلك رسمتهم يرتدون الخوذات الفضائية وتحيط برءوسهم هالات، أما عن ألواني الجريئة فأنا لا أخشى اللون واستخدمه حسب احتياج اللوحة .
بقلم : رهام محمود
روزاليوسف - 2009
الاحتفاء بالنوبة والنغم فى أعمال نادية التطاوى
تجربة ممتدة منذ بدايتها الفنية .. تلخصت مفرداتها فى عشق الموسيقى والغوص فى عالم الجنوب وكذلك عالم الصوفية والدراويش ..ولا تكاد الفنانة نادية التطاوى تخرج فى معارضها الفردية عن تلك الموضوعات مع تنويعات مختلفة وإضافات إلى الشكل والتكوين والبنتونة اللونية ففى معرضها الأخير الذى استضافته القاعة المستديرة بنقابة التشكيليين تعود التطاوى لعالم الجنوب لتحتفى بالنوبة مجددا وهى التجربة التى امتدت معها منذ منتصف الثمانينات .
تقول التطاوى : عالم النوبة ساحر وثرى وهو أحد موضوعاتى المفضلة نتيجة رحلاتى المستمرة مع أسرتى إلى الأقصر وأسوان سنوياً .. أحببت المناظر الطبيعية هناك.. والفن النوبى ..والأناشيد والموسيقى ، وبهزنى الفن الشعبى .
ولأنها مهتمة بروح الإنسان فإنها ابتعدت كثيراً عن تسجيل الملامح ،حيث تقول : لا أحب أن أركز على تفاصيل الوجه حتى لا تأخذ المشاهد وتجتذبه بعيدا عن اللوحة وموضوعها.
36 عملا قدمتها الفنانة فى معرضها الأخير، وهو نتاج تجربة امتدت لما يقرب من 30 سنة ، فبعض تلك الأعمال يعود تاريخ إنتاجها إلى 1989 ومنها لوحة البيت النوبى، ولوحة العازف الشهير حمزة علاء الدين وهو موسيقى ومطرب نوبى عالمى وقد برع فى العزف على العود حتى أصبحت له شهرة عالمية ، إضافة إلى عدد كبير من الأعمال التى تنتمى لفترات زمنية متباينة، أخرها تم إنجازه فى 2015.
وتميل التطاوى إلى استخدام السكينة وهو واضح فى كثير من الأعمال ومنها عازفى الدفوف ، حيث تقول : أحب الألوان من الأنبوبة ، ولكل لوحة لها بانتونة لونية مختلفة، الألوان عندى غنية وأنا أحب كل الألوان.
والفنانة نادية مغرمة بالموسيقى منذ طفولتها حيث كانت قد تعلمت العزف على البيانو فى فترة مبكرة من حياتها، ويبدو أن ارتباطها بالموسيقى قد انعكس فى عالمها التشكيلى ، حيث قدمت قبل ذلك معرض ` آلة النغم ` بقاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا المصرية ، كما قدمت أيضا معرض ` أناشيد ` بنفس القاعة ، وتناولت من خلالهما موضوع الموسيقى .. ويبدو أيضا أن الموسيقى كانت إحدى التيمات الرئيسية التى فرضت وجودها على معرض النوبة حيث تناولت معظم اللوحات عازفى الدفوف والراقصين .
تقول التطاوى : الموسيقى لغة عالمية يفهمها الجميع ويتذوقونها ، وقد تعلمت البيانو أثناء الطفولة ، ورغم أنى اتجهت أكثر للرسم ،إلا أن الموسيقى تظل دائما فى الخلفية حيث أحب الرسم على أنغام الموسيقى ..
وعن استخدامها للدف بكثافة فى لوحاتها تقول التطاوى : الدف .. مرتبط بالتراث الشعبى جدا ومرتبط بفنون النوبة .. وهو من العناصر المحلية الشعبية التى يجب إبرازها ..
الغريب أن التطاوى لم تدرس الفن إنما درست الاقتصاد حيث تخرجت من الكلية الأمريكية للبنات بالقاهرة 1964، وحصلت على بكالوريوس كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة 1968 ، ثم ماجستير فى الاقتصاد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة قبل أن تحصل على درجة الدكتوراه فى نفس التخصص ، وقد عملت بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية لأكثر من 25 سنة ، قبل أن تتولى منصب وكيل أول وزارة التعاون الدولى.
ولكن الفن ظل هو الرفيق منذ البداية حيث تقول إن عشقها له بدأ منذ الطفولة وقد شجعها والداها على ذلك ، كما كان للمدرسة دور كبير فى تنمية مهاراتها الفنية ، حيث كانوا فى الكلية الأمريكية للبنات يعتنون جدا بالفنون ، وكانوا يقيمون معارض سنوية لأعمال الطالبات يحضرها الجمهور ..وقد تطورت الفنانة مهارتها بالتعليم الذاتى والقراءات والمشاهدات وغير ذلك ، وقد حصلت التطاوى على عضوية شرفية لنقابة مصممى الفنون التطبيقية 2003، وعضوية نقابة الفنانين التشكيليين عام 2006، وكذلك عضوية أتيلية القاهرة 2007.
منى عبد الكريم
أخبار الأدب 31-1-2016
سيمفونية لونية فى عالم نادية التطاوى
` أناشيد ` عنوان أحداث معارض الفنانة د.نادية التطاوى الذى أقامته مؤخرا فى قاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا المصرية ، وتناولت من خلاله موضوع الموسيقى.
لم تكن هذه هى المرة الأولى التى تعبر فيها الفنانة عن الموسيقى ، لكنها تعرضت لهذا الموضوع فى معرضها السابق فى نفس القاعة والذى كان تحت عنوان ` آلة التغم ` ، كما أنها انشغلت به فى منتصف الثمانينات عندما كانت ترسم أشخاص النوبة واحتفالاتهم والتى عرضتها باستفاضة فى معرضها ` أصداء الجنوب ` الذى أقامته منذ عدة سنوات فى قاعة ` بورترية ` ، حيث رسمت موسيقى الدفوف والناى والآلات المرتبطة بمجتمع أسوان وأماكن الجنوب ` صعيد مصر `.
جزء من اهتمام الفنانة بموضوع النوبة والجنوب يرجع لاهتمامها بالموسيقى التى يعزفونها ، والرقصات الشعبية المتوازنة التى تعبر عن حياتهم وعاداتهم فى الأداء اليومى .
ويرجع اهتمامها بالموسيقى منذ كانت فى سن صغيرة حيث كانت تقوم بالعزف على البيانو، وهنا حدث أول احتكاك مباشر لها مع الآلات الموسيقية ، كما أنها تنتمى لأسرة عريقة متذوقة للموسيقى وكانت والدتها تعزف بمهارة .
وفى معرضها الأخير والذى يعتبر امتدادا لمعارضها السابقة اتجهت د. التطاوى إلى التبسيط ، والتخلى تدريجيا عن أسلوبها التأثيرى الذى كانت تتناوله منذ بدايتها ،إلا أنها لم تتخل عنه بشكل كامل ، حيث تظهر دسامة الألوان وضربات فرشاتها وسكينة اللون القوية على مسطح قليل من لوحات المعرض .
تناولت الفنانة جميع أنواع الموسيقى : الغربية ، الشرقية، الصوفية، الدينية ، النوبية وغيرها، ففى مجموعة من اللوحات عبرت عن عازفى قبائل الطوارىء المنتشرة فى شمال أفريقيا، وهم صوفيون يقدمون موسيقى وإيقاع خاص بم ، فهم يقرعون الدفوف فى مجموعات ، ويرتدون ملابس بيضاء تبرز سمار بشرتهم ، كما تنعكس على ثيابهم ألوان الصحراء الساخنة .
رسمت الفنانة أيضا عازفى الكمانجة ، العود ، الدفوف ، التشلو، الطبول، الربابه مستخدمة ألوانها بصراحة وجرأة شديدة لجذب نظر المشاهد فور دخوله قاعة العرض ، فقد نال اللون الأحمر الساخن نصيبا كبيرا من أعمالها، كما غلب اللون الأزرق السماوى على مجموعة أخرى من اللوحات ، التى وصل عددها إلى خمسين لوحة، أعدتها الفنانة خلال أربعة سنوات .
ظهر فى المعرض لوحة وحيده تختلف عن باقى أعمال المعرض ، وهى عن الفضاء ، تعتبرها الفنانة مقدمة لمرحلة جديدة ، حيث تخيلت عازفى الفضاء وآلاتهم الموسيقية ولذلك رسمتهم يرتدون الخوذ الفضائية وتحيط رؤوسهم هالات.
تقول الفنانة التطاوى: اتجهت قليلا إلى التجريدية، لكى أعطى أعمالى بساطة وراحة نفسية فى تناول اللون والمساحات، فكل لوحة لها كيانها المستقل ، الذى أصل إليه أثناء تكوينى لها باختيارى الألوان التى تناسبها فى التكوين التشكيلى . وهذا الاختلاف هو الذى أعطى النقاد الإحساس بتطورى ، وأنا أدرك تماما كيف تحدث القيمة المضافة فى أسلوبى ، فهو نفس الأسلوب لكن بطريقة مجردة بشكل أكبر ، واستخدم أكثر من أسلوب فى أعمالى ، وحاليا هذا هو الفن الحديث وهو أن الفنان يستخدم كل ما يخدم اللوحة دون التقييد بمدرسة معينة .
يقول كمال الجويلى شيخ النقاد : نادية التطاوى فنانة تتميز ببصمة خاصة وترسم بوجدانها فلديها حساسية مرهفة بالألوان والخطوط تطلق خيالها وتندمج مع الشكل الذى أمامها فيما يشبه الحلم ، وتلك طبيعة الفنان الذى يمتلك الموهبة المتدفقة ..تتأمل المساحة البيضاء طويلا قبل أن تعزف بالفرشاة من خلال حس موسيقى رقيق ..وتعايش موضوع اللوحة وتترك لثقافتها المجال لا نتقاء الجوهر بمقدرة تعبيرية هامسة ، تتوازى مع معرفتها بالتاريخ وتداعياته عبر الأزمنة والحضارات التى مرت بها هبة النيل مصر.
أما الفنان عبد الوهاب مرسى فقال عن المعرض : الفنانة تعبر عما يجيش فى صدرها بأحاسيس صادقة تجاه ما تراه فى الحياة من حركة دائبة ومتغيرة لا يعنيها فى المقام الأول إلا أن تؤكد ذاتها وتفردها عن الآخرين .فهى فنانة تفهمت لغة الشكل ومدلولاته ..وهى فى حالة سعى دائم لإيجاد حلول مغايرة بشحنة دافقة تتحدى بها نفسها ، وسوف نرى منها الكثير والكثير فى الغد القريب.
رهام محمود
المحيط
نادية التطاوى وألوان حارة تعبر عن أجواء الجنوب
سافرت للكثير من بلاد العالم ` الأوروبية والإفريقية ` وتأثرت بها قليلا وساعدتها رؤيتها لحضارات البلاد المختلفة على ثقل موهبتها إلا أننا نجد الروح المصرية تتغلغل فى وجدانها وتنطبع على لوحاتها.
نادية التطاوى فنانة مصرية لم تتلقى الفن على أيدى كبار الفنانين ` كما تعودنا أن نرى ` بل سارت مشوارها بمفردها حيث مارست الفن منذ الطفولة وأنعكس على لوحاتها خبرة أربعين عاما تخرجت فى كلية الإقتصاد والعلوم السياسية لكنها أصرت أن تخوض مجال الإبداع الفنى لتلتقى بنا فى معرضها الأخير الذى أقامته بقاعة بورترية تحت عنوان ` أصداء الجنوب` ثمرة إبداع عشرين عاما فى خمسين لوحه ينبثق منها المذهب الإنطباعى الذى تأثرت به الفنانى منذ تلك السنوات.
ألوانها ساخنة وضربات ريشتها جريئة وقوية لتظهر تلك التأثيرات واللمسات التى تبرز أشخاصها وتعبر عن موضوعاتها النوبية والريفية كما يتزايد الإندماج بين الخلفية والأمامة فى المجموعة اللونية داخل اللوحة الواحدة مع السيطرة على الاحتفاظ بمعالم الشكل فى العمل الفنى .
عبرت فى أغلب لوحاتها عن الاحتفالات النوبية وطقوس الرقص والغناء ففى لوحة نرى الرجال يقرعون الطبول كما يظهر رجل الجنوب فى لوحة أخرى وهو يرقص بالعصا بينما يجلس أخرون يعزفون بآلاتهم الموسيقية المعروفة ` الربابة ، المزمار ` وارادت الفنانة استخدام الألوان الساخنة فى تلك اللوحات رمزا لطقس الجنوب الحار ، فنرى الألوان تندرج من البيج والأصفر منتقلة إلى البنى المحمر كما تحكمت فى استخدام اللون الأبيض وتحميله قدرا من النقاء رغم تسربه بين الألوان ولم تتقيد الفنانة بالألوان الساخنة فقد بل أتقنت استخدام الألوان الباردة كالأزرق والأخضر فى التعبير عن أجواء الجنوب.
أما فى لوحات الريف فقد احتل اللون الأصفر أغلب الأعمال واهتمت الفنانة بالتبسيط والتأثير التجريدى فى اللوحة حيث نرى العائلة الريفية وهى تعبر عن بعد فى رحلة طويلة فى طريقها للعودة إلى البيت.
ويختتم المشاهد جولته بين لوحات المعرض الخمسين فيستشعر وكأنه فى بانوراما تحيط به فى مشهد عريض يكاد يتجاوز كل أفاق الجنوب حتى يصل إلى الصحارى الممتدة من ورائها .
ومن هنا وقد نجحت الفنانة فى إثارة وتحريك مخيلة المتلقىبشحنات وجدانية اكسبتها تلك اللوحات فى مجموعها بينما يتسرب إلى أذن المتلقى صوت الطبول وتختلط النغمات اللونية بالموسيقى النوبية.
أقامت نادية التطاوى العديد من المعارض الفردية وشاركت فى معارض جماعية داخل مصر وخارجها ولها مقتنيات فى كثير من الدول ، كما أنها تعرض أعمالها بصفة مستمرة فى الجاليرى الخاص بها .
رهام محمود
المحيط 28-12-2006
نادية التطاوى تعزف بمعرض جديد بالأوبرا
الفنانة نادية التطاوى فنانة ذات حس خاص أشاد بأعمالها الكثير من النقاد والفنانين حتى قال عنها الفنان القدير عبد الوهاب مرسى إن نادية تستطيع أن ترسم الحركة وتلتقط اللحظة فكان لنا معها هذا الحوار.
توجد دائما تيمة مميزة لمعارضك وهى أشخاص الجنوب فلماذا تصرين على التعبير عنهم؟ .
أنا أسعى نحو المضمون وروح الإنسان ليس شكله فحسب لأن الأشكال متغيرة فالإنسانية هى الأساس عندى .فإذا كان يوجد توضيح فى الشكل فهو كتعبير عن المضمون الداخلى للشخص ليست الملامح فهى لا تهمنى فى شىء إلا إذا كان بورتيريه فأنا أظهر الملامح لكنى أيضا أحاول إظهار روح الشخصية فالدراويش تأثرت بهم كثيرا ضمن مشاهداتى فى الحياة وطقوس المولد الشعبى الذى يتراقصون فيه بحركاتهم السريعة .ولذلك أردت التعبير عنهم فى هذا المعرض بل وأطلقتهم اسما له .
اهتم بفلكور الجنوب والشمال وسيناء ومرسى مطروح والتاريخ والفراعنة .وعند زياراتى للعديد من الدول كنت أتلمس التراث والأشخاص .فأنا أحب التواصل الإنسانى وامتزاج الحضارات .وتلاقى الثقافات التى تغذى بعضها فالإنسان أغلى شىء فى الحياة.
رهام محمود
بورترية يونيو 2007
|