نهى والضوء المسكوب
- الفنانة نهى دياب خريجة الجامعة الأمريكية تخصص فنون تصويرية ، وتخصص فرعى `هندسة عمارة وديكور المعارض` ، وقد شاركت فى معارض جماعية عديدة منها .. معرض جماعى بالجامعة الأمريكية بفصول الربيع 2002 والخريف 2002 وربيع 2003 وخريف 2003 ومعرض آخر بنفس الجامعة فى مجال ` التجهيز فى الفراغ تحت عنوان Exchange Minis ربيع 2004 ، ومعرض آخر تحت عنوان d Isis - Osiris ربيع 2004 كان يشمل التصوير الضوئى ، وفن الحركة الحية ، وجاءت مشاركتها فى مجال التصوير كفنانة مستقلة وليس ضمن فنانين محترفين وفى العمل الفنى الذى شاركت به نهى فى صالون الشباب السادس عشر العام 2004 والمتمثل فى لوحة طولية ممشوقة إلى أعلى بنسب غير تقليدية تبدو امرأة متربعة داخل هذه الحيز الفراغى الضيق ولكن لم تكتفِ الفنانة بذلك بل إنها بشجاعة وجسارة وضعت جسد المرأة غير متكامل فالرأس فى الثلث الأعلى وعلى اليمين ويظهر أحد ثدييها وذراعها فى استرخاء، والجذع ممتد إلى أسفل فى جلسة تأمل ، ولم يظهر من أسفل سوى التصاق الفخذين من أعلى مع امتداد أسفل البطن مكونين هرماً مقلوباً تلتوى فى قمته المقلوبة حركة الفخذين الممتلئين فى تعبير عن ليونة ودفء الجسد بينما الوجه اختفت ملامحه كأن علامات البناء الجمالى لجسد المرأة دال على شخصيتها وهويتها وأكثر من ذلك أنه كاشفُُ عن مكنوناتها المكبوتة .. البناء التشكيلى للعمل الفنى جرىء القطع محكم المعالجة الفنية فى الجزء الأسفل أكثر منه فى الجزء الأعلى الذى جودَّت فيه الفنانة نهى التفاصيل التشريحية وخاصة فى الثدى والكتف والجزء الأعلى من الذراع مما أضعف هذه الشريحة الجسدية ، أما الجزء الأسفل فيتميز بالبساطة وتلقائية الأداء دون تفاصيل بل إن اتساع مساحات درجات اللون أعطى انسيابية وإحساساً رائعاً بأنوثة المرأة وزاد من هذه الإحساس المبالغة فى نسبة الجزء الأسفل عنه فى أعلى الجسد ، والمثير فى هذا العمل هو الطاقة الضوئية الآتية من الجسد نتيجة العجائن اللونية ودرجاتها ، كأنها امتزجت بمصادر نورانية وأصبح للون موجات ضوئية منبعثة منه وليست ناتجة عن الطاقة الضوئية الآتية إليه لتكشف عن هويته ونبضه التعبيرى الكامن فى الجسد .. ومن هنا نكتشف الفرق بين الضوء الحاد والضوء الصامت والضوء المتحرك والضوء فى الفكرة والضوء فى الأشياء والضوء فى الإنسان ، أما ضوء نهى فهو ضوء مسكوب فى جينات اللون الحى.
أ.د. احمد نوار
جريدة الحياة - 2005