- عمر الفنان يحسب من بدء اشتراكه الفعلى فى الحركة الفنية .. ووسط أكداس من طاقات الورود احتفلت الفنانة ` إنعام الشاهد ` بعيد ميلادها الفنى الثانى فى قاعة إخناتون .
- وأعياد الميلاد دائما تغمرها الفرحة والتفاؤل والدعاء بطول العمر .. ولا شك أن زائر المعرض الثانى للفنانة ` إنعام الشاهد `سوف يفرح ، ويفرح جدا ..لأن الطفلة التى كانت تتلجلج وتثأثئ وتحبو على يديها ورجليها فى العام الماضى بدأ لسانها ينطلق. وساقاها تقويان . وصارت تعدو وتجرى وتتسابق ، تحاول اللحاق بأترابها اللاتى سبقناها فى مضمار الفن بعشرات السنين .. فهناك ملامح بدأت تتبلور ، وقوالب بدأت تتلمس الطريق السليم ، وهناك حس لونى مرهف . حس أنثوى غنى ، ناعم ، رقيق ، ورغبة عتيدة فى التحرر والانطلاق والتحدى عواطف جياشة تبحث لها عن مخرج تتلمسه تارة فى المرئيات وفى الموضوعات ، فتجد الطريق أمامها مسدودا . فتعود أدراجها إلى الفضاء الرحب ، إلى التعبير الطبيعى الذى ينزلق على كل لسان . وينطلق من كل حنجرة ، التعبير بالصوت العارى الأملس . الذى قد يصبح صراخا يصم الآذان ، أو صياحا يطرق أبواب القلوب .
- وصرخات ` إنعام الشاهد ` فيها عناد الطموح ، ومعاناة الأخرس الذى يقف مبهوراً أمام مهرجان الحياة فلا يسعه إلا أن يعبر بقوة وصدق عن انبهاره بيده وأطرافه وبكل جزء فى جسمه ، وبصوته الخالى من العبارات والكلمات الذى يوصل كل خاطرة من خواطره وكل خلجة من خلجات نفسه إلى القلوب والعقول ولو لم ينطلق بكلمة ..
- وبلغة التجريد الأخرس التى تفوق أحيانا لغة الكلام ، تنقل ` إنعام الشاهد ` أحاسيسها متحررة من كل قيد ، فترقى أحيانا إلى أفق من البلاغة التشكيلية التى يمكن أن تجعل منها منطلقا إلى ما هو أرفع وأبعد مدى .. وأحيانا أخرى يجذبها التراجع إلى العروج إلى المشخصات أو الأدبيات التى تتنافى مع استعدادها وطبيعتها فتضع العراقيل أمام ريشتها وتلجمها فى أحابيل الركاكة التى تنقص من قيمة العمل الجيد فى معرضها ، وهو غير قليل .
بقلم : حسين بيكار
من كتاب أفاق الفن التشكيلى