محمد حاتم حسين عبد الجواد
محمد حاتم حسين الفنان الذى يرسم لوحاته بدون أنابيب الألوان
- الكلام عن الفنان (حاتم) كما يطلقون عليه فى المحافل الفنية العربية يمتد إلى طريق طويل أساسه حب البيئة العربية والتغنى بجمالها من خلال أشجارها ومنازلها ومظاهرها فهذا كله هو موضوع لوحات الفنان وهو رحيق حياته وحبه العميق النابض بالوطنية.
- كانت بداية الفنان، حين تخرج بالقاهرة فى كلية الفنون التطبيقية، واستزاد دراسته التربوية العالية بمعهد التربية الفنية، وكانت لوحاته حتى وهو ما زال طالباً تأخذ مكانها فى المعارض العامة بالقاهرة وتحظى بتقدير كبير .
- ومنذ تخرج جمع كل أنابيب الألوان الزيتية المائية والجواش من أمامه وألقى بها فى نهر النيل عسى تأكلها أسماك البلطى، وحتى يأخذ الإنتاج الفنى لديه طريقاً جديداً وأسلوباً مختلفاً تماماً عن كل الفنانين المعاصرين .. قرر أن يبتعد نهائياً عن استخدام الألوان التقليدية التى يتناولها كل الفنانين، ويقوم هو باستخدام مجموعة من الأكاسيد الطبيعية التى يجهزها بنفسه ولا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة. وقد زار محمد حاتم عدداً كبيراً من الدول الشقيقة منها ليبيا والجزائر والسعودية `حيث يعمل أخصائياً أول تخطيط التربية الفنية بوزارة المعارف بالرياض معاراً من كلية التربية الفنية بالزمالك بالقاهرة التى يقوم فيها بتدريس مادة التصوير وعضوية مجلس الكلية `وعرضت أعماله فى أكثر الدول الأوروبية وفى بكين ونيودلهى، وكتبت مجلة آرتس العالمية عن هذه الأعمال المتميزة، وقد اقتنيت أعماله بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، ومتحف الفنون الجميلة بالقاهرة، وسفارات مصر بالدول الأوروبية .
- لمع اسم الفنان محمد حاتم حسين تماماً منذ 23 عاماً حين نال الميدالية الذهبية فى التصوير، وجائزة أحسن فنان فى معرض صالون القاهرة سنة 1956. وقد بنى إنتاجه الفنى فى مجال التشكيل على ثقافته فى الفنون والتربية الفنية وقراءاته ودراساته الذاتية لأعمال الفنانين بمتاحف مصر ولندن وباريس وروما، وله آراء فنية وتربوية معروفة، كما أنه أحد القلائل الذين أنشأوا التربية الفنية الحديثة فى مصر ومنها انتشرت إلى سائر البلاد العربية الشقيقة عن طريق أساتذة التربية الفنية الذين تخرجوا على يديه.
- وفى النماذج لوحة `قاربان` التى تبين مدى الرشاقة والبساطة فى خطوطه والإحساس بالجو والهواء فى قيم فنية عالية، ولوحة `منظر من أسوان` التى يتغنى فيها الفنان بجمال النخيل وعلاقة التكوين بالضوء وتناغم الظلال الرقيقة وتزاوجها مع الضوء لتبعث الدفء والحنان من خلال عناقها الممتد عبر مئات السنين بأرض وادى النيل العظيم . وفى لوحته `منازل وأشجار` .. يميل الفنان إلى أسلوب التجريد- البعيد تماماً عن أى تفاصيل كلاسيكية أو واقعية- ويبدو حبه للضوء وتأكيد قيمته من خلال إيجاد بعض العلاقات فى أركان اللوحة تبدو فيها الظلال على جوانب اللوحة وكأنها تمد الأذرع مرحبة بالضوء ليأخذ مكان الصدارة . وقد استخدم الفنان فى هذه اللوحة بعض الأصابع الخشبية بدل فرشاة الألوان الزيتية ، كما استخدم أيضاً أصابع يديه فى تأكيد بعض اللمسات . وتأخذ هذه اللوحة الطابع العالمى فى تعبيرها وأسلوب تنفيذها.. وفيها يؤكد الفنان `حاتم` أستاذ مادة التصوير على أن الرسم بأبسط الخطوط وأرخص الخامات مع استخدام الفكر وتطويع التجربة الذاتية وتنويع مصادر الرؤية هو قمة الثراء الفنى وهو الطريق الأقصر وصولاً نحو العالمية فى الفن .
بقلم / محمود نبيه
(مقالة عن الفنان فى مجلة سعودية يوم الاثنين 25 محرم 1399 هـ)
الفنان ..محمد حاتم حسين فكر متجدد وإبداع حديث
- الفنان التشكيلى المبدع دائماً نجده يتصرف ويفكر ويعمل بروح الفنان هكذا كان الفنان محمد حاتم حسين .
- فى لوحاته وأعماله الفنية نلاحظ فكراً متجدداً وإبداعاً حديثاً فى كل تعابيره الفنية وعندما يمارس عمله التربوى حيث كان خبيراً للتربية الفنية بوزارة التربية والتعليم ثم بوزارة المعارف بالمملكة العربية السعودية نجد روح الفنان تسيطر على تفكيره وعلى رؤيته فى تطوير التربية الفنية وبنفس الدرجة من الابداع نجده كمؤلف فى الفن والتربية الفنية وطرق تدريسها وفى الخط العربى فى التراث الإسلامى .
- وفى الحقيقة كان فى كل ما قام به من عمل تكتشف لأول وهله روح الفنان الثائر دائماً على ما هو تقليدى والمتطلع دائماً للتجديد والأبتكار المرتكز دائماً على روح الأصاله .
- ومع تنوع اهتماماته ومسئولياته لم ينسى أبداً ممارسة الفن التشكيلى ذلك الفن الذى عاش فى محرابه طوال حياته حيث كان مرسمه بوكالة الغورى ملاذه الذى عاش فيه مع فنه وإبداعاته .
- الفنان المربى الأنسان محمد حاتم حسين مفكر ومبدع ومؤمن برسالة الفن فى تنشئة جيل مبدع نعده لتسلم الرايه لمزيد من التطوير لمصرنا الغالية .
- وختاماَ تحية إعزاز وتقدير لأسرة الفنان محمد حاتم حسين على وفائها لنشر إبداعاته وعرضها من خلال هذا المعرض .
الفنان / حسين شرف
مستشار التربية الفنية بالأزهر سابقاً والكاتب والمعد لبرامج التليفزيون
- عندما تذكر التربية الفنية لابد وأن تذكر معها علماً من أبنائها البارزين هو الفنان المربى محمد حاتم حسين، حيث تخرج بتفوق بمعهد التربية العالى للمعلمين قسم الرسم 1941 .
- كان المرحوم محمد حاتم حسين مثالاً للفنان الإنسان المربى متمثلاً فى نشاطه وحبه وإنتمائه لتحقيق أهداف التربية الفنية .
- وكان محباً للتجريب الفنى وموضوعاته من البيئة ومشاركته فى جميع رابطة الخرجين للتربية الفنية .
- رحم الله الفقيد لما أداه للتربية الفنية من مآثر وعطاء .
أ.د/ عبد الغنى النبوى الشال
العميد الأسبق لكلية التربية الفنية جامعة حلوان والأستاذ المتفرغ بها حالياً يناير 2005
|