إبراهيم محمد إبراهيم المطيلى
الحداثة والإبهار فى إبداعات المطيلى
- فى صياغات بصرية حداثية الطابع حظيت تجربة الفنان إبراهيم المطيلى بعبقرية صياغة تلك المساحات اللونية المتداخلة التى جاءت محملة بالمزيد من القيم الجمالية المثيرة للدهشة والإبهار وبالتالى ساهمت بالفعل فى تشكيل عوالم بصرية جديدة غراءبية المشهد تملك العديد من المعانى والدلالات البصرية الموحية والبعيدة عن السائد والمألوف على الساحة التشكيلية ، فلا عجب إذن أن لا يهتم الفنان بتفاصيل الشكل ويحرص على الإبقاء على جوهر الأشياء فى أجواء من التجريدية اللونية التى اكسبت اللون مزيداً من الثراء والتألق والحضور الطاغى على سطح اللوحة بالإضافة لتلك الديناميكية المتدفقة والمليئة بالحيوية والمعاصرة ، وجميعها عناصر إيجابية منحت تلك التجربة عوامل تميزها وتفردها والذى تحقق فى الأساس بفضل الخبرة الفنية والمهارات التقنية التراكمية للفنان الذى يمتلك ثقافة بصرية ومعلوماتية ثرية وراقية بالإضافة لمكتسبات مرحلة دراسته الأكاديمية للفن والديكور فى إيطاليا وقيامه بتنفيذ العديد من المشاريع الفنية ( مسرحيات وبرامج تليفزيونية داخل وخارج مصر) وبالتالى تأكدت البصمة الذاتية للفنان بنجاح كبير.
بقلم الناقد والفنان: على فوزى
من مطوية الفنان إبراهيم المطيلى 2018
- البحث عن الطاقة الروحانية فيما وراء الشكل ... حالة من اللامحدودية فى الطلاقة التشكيلية والتعبيرية للخيال بعيداً عن أية صورة ذهنية للواقع عملية من البحث عن الطاقة عالم خصب متجدد ومتغير ليس على سطح اللوحة وحسب وإنما فى خيال الفنان والمتلقى لا تقترب ولا تبعد عن الواقع لأنها حالة من البناء التشكيليى لتفاعل المساحات والأكوان .. البناء الدرامى من تجاوز الألوان فى حركتها واندفاعها وسكونها وبين دفىء حرارتها وبرودتها وإنسجامها وإندماجها على سطح اللوحة لتصنع علاقات قد تتلقى مع مشاهدات واقعية غير مكتملة ومحددة المعالم وقد تكون أجزاء غير محددة فتصنع بناءات تتكامل وتتفاعل مع الخيال الرحب للإنسان ..فتتناثر الألوان وتصنع لها خبرة الفنان حدود على سطح اللوحة لتفتح أفق غير محدودة للخيال .. حالة من البحث عن كيان لكل لوحة من الإندماج والتفاعل المتفرد لكل لوحة بلاغة تعبيرية وتشكيلية مترجمة لقوانين ونظم غير متوقعة وغير مرئية فى الواقع البصرى المباشر للطبيعة إنها التعبير عن باطنها وعن طاقتها المتجددة والمتفاعلة والتى تنعكس بدورها خبرة الفنان فى أدائه التشكيلى على سطح اللوحة واندماج الأداء الحركى لضربات الفرشاة وحركة سكب الألوان مع الروح والخيال حالة من التوحد بين الجسد والروح والوجدان للفنان تتفاعل مع وجدان المتلقى فى تفاعلها الوجدانى أكثر من تفاعلها البصرى، حيث أن الوسيط الناقل هو الرؤية لهذه الصباغات التشكيلية والمستقبل هو النفس والخيال .. يمر عبرها هذه الصياغات إلى مراكز غير محدودة من المقارنات البصرية بين ما هو كائن وبين الواقع فهى حالة متغيرة من متلقى إلى آخر أنها طلاقة الطاقة التشكيلية والتعبيرية للغة البناء الدرامى الانفعالى عن سطح اللوحة عند الفنان إبراهيم المطيلى .. حالة من التميز والتفرد وسط أقرانه وقناعاته بما يقدمه حالة من الصدق والإصرار فى أعماله تشكل له اليقين للاستمرارية فى تقديم أعماله واكتمال مسيرة تجربته الفنية الغنية والثرية والمتميزة..
بقلم : محمد إسحق
25-11-2018
- التجريد هو المدرسة السائدة فى الآونة الأخيرة وهو التطور الطبيعى للمذاهب الكلاسيكية القديمة .. والدارس للفن الأكاديمى لابد وأن يمر بمراحل الفن المتعاقبة حتى إذا انتقل إلى التجريدية فتكون تجربته ناجحة إلى حد كبير لأنه يزن المساحات والخطوط والألوان بالحس التدريبى الذى مر به فى حياته .. لذا فالتجربة التى يقدمها لنا اليوم الفنان إبراهيم المطيلى هى نتاج طبيعى للفنان الممارس والفنان المطيلى أضاف على تجربة التجريد الجرأة والتمكن .. الأمر الذى أوصل تجربته المدروسة فى التجريب إلى نتيجة رائعة تلك التوهجات التى قدمها الفنان فى معرضه اليوم هى نتاج لكل هذه الدراسات والتجارب .....
بقلم : عادل ثابت
إبراهيم المطيلى .. ولغة التجريد
- من بين اتجاهات الفن الحديث يعد الفن التجريدى مساحة متسعة من الإبداع أحدثت ثورة فى الشكل والتعبير .. ما بين التجريدية التعبيرية التى تمثلت فى ` كاندسكى ` صاحب الكتاب الشهير ` الروحية فى الفن` وصاحب أول لوحة تنتمى لهذا الاتجاه ` اللاشكلى` من بداية العقد الثانى للقرن العشرين وقد شبه الفن بالموسيقى وجعل الصورة البصرية من الألوان والمساحات والخطوط فى مقابل النغم المسموع .. وإلى التجريد الهندسى متمثلاً فى ` موندريان ` و ` ماليفيتش` مع التجريد الانفعالى عند جاكسون بولوك ` وتجريدية ` دى كوننج التعبيرية .. وإلى أسماء عديدة من رواد التجريد من فنانينا فى مقدمتهم صلاح طاهر ورمسيس يونان وفؤاد كامل وأبو خليل لطفى والأجيال التالية .
- والفنان إبراهيم المطيلى تنتمى أعماله إلى ` التجريدية التعبيرية ` أو الفن اللاشكلى أو اللاموضوعى .. ويبدو أن أعماله تمثل الوجه الآخر فيما قدم من أعمال تشخيصية متعلقة بدراما المسرح والتليفزيون .. فبعد تخرجه من الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1978.. درس السينوغرافيا ` الديكور المسرحى ` بأكاديمية بريرا ` ميلانو` .. وقدم بعد ذلك الديكور والأزياء للعديد من المسرحيات على مسرح الدولة من بينها : منين أجيب ناس - الدخان - بداية ونهاية - شرم برم .. كما قام بتصميم مساحة كبيرة من الأعمال الدرامية والاستعراضية للتليفزيون العربى وعمل كمصمم ديكور بالقناة الخامسة بميلانو.
- ومن هنا أراد أن تكون لغة التجريد فى فضاء التصوير معتمدة على خياله ` بعيداً عن أى صيغ تشخيصية ` معبراً فقط بلغة الألوان والخطوط والأشكال الخالصة التى تشع بموسيقى بصرية .. فى توليفات ترتكز على الإيقاع والبناء والتكوين وما تحمل عناصره من قيم ومنظومات لونية تبتعد عن الواقع بقدر اقترابها من إحساسه الذاتى وما يحمل من شحنات انفعالية .. وقد ترك خياله طليقاً بلا حدود .. ومثلما اشتملت أعماله الدرامية التى قدم لها الديكور أو` السينوغرافيا` على عنصر الصراع فقد جاءت أعمال إبراهيم المطيلى فى فن التصوير تحمل التوتر الدرامى والصراع بما تكشف عنه من علاقات بين المساحات والمسافات .. وبين التضاد اللونى والتناغم اللونى أيضاً.
- يقول : ` الفنان عضو فى المجتمع يعانى ويقاسى ويتألم ويفرح ..مثل أعضاء هذا المجتمع وإذا كان العالم حالياً يقاسى الحروب والعنف والكراهية ... فنحن نعيش أحزانه والأمة لذا فلسلسة أعمالى منذ السبعينات تربطها جميعاً مأساة الحلم بكل مصادفات الطبيعة والحياة بشكل تجريدى حسى يعكس حالتى الإبداعية التى لا أشعر بها إلا بعد الانتهاء منها..
- ولذلك هناك صراع وإنفجار إبداعى .. قد أحس بمسئولتى التاريخية تجاة البشرية .. بحثاً عن قيم العدل والحرية والجمال .. وتلك هى لوحاتى.
- وبتأملنا لأعمال الفنان تتأكد دراما التعبير من البداية كما فى لوحتيه ` ذاكرة 1و 2` من تلك الأشكال الديناصورية الضخمة .. والتى يهيمن فيها اللون الأسود مع الفضاء الرمادى وتبدو بقعة صغيرة حمراء فى بؤرة اللوحة وسط تلك العناصر التى تتصاعد وتتشابك فى كثافة تعبيرية بين الرأسى والأفقى .. وتتكرر تلك الأشكال والكائنات الغامضة من إيقاع إلى آخر لكن يدخل اللون فى حلبة الصراع .. من الأحمر النارى المسيطر فى معظم الأعمال مع الأسود والأصفر والأزرق السماوى وتتداخل الانفجارات اللونية مع الخطوط الرفيعة المشعة والمساحات .. ورغم اختفاء العناصر التشخيصية إلا أن بعض الأعمال قد تحمل إيحاءات لأطياف من التشخيص ..قد نرى فيها ما يوحى بصروح لبنايات وأشكال فضائية وربما كائنات على وشك الانطلاق .. إلا أن الغلبة دائماً لهذا العالم الدرامى الغامض الذى يوحى بالانفجار انعكاساً لما نعيشه ويعيشه عالمنا المعاصر .. من بؤر الصراع التى تجتاح الإنسان وتدمر البيئة والطبيعة وتعصف بحلم الإنسان فى حياة يسودها السلام .. وهذا هو دور الفنان حتى وإن كانت أعماله لا تبوح .. ولكن تهتف وتصرخ فى فضاء الصورة .. فضاء يهفو إلى تأكيد إنسانية أبناء الألفية الثالثة على الأرض.
- تحية إلى إبراهيم المطيلى بعمق عالمه واتساع مساحات التشكيل والتعبير فى لوحة التصوير.
بقلم : صلاح بيصار
- الفنان المتوهج إبراهيم المطيلى ملىء بالطاقة .... لوحاته تشكل لحظات من الطاقة الحيوية كائنات تتجمع .. تتحد .. تتجانس تارة وتتنافر تارة أخرى .. فى حركة دينامية لا تهدأ ولا تعرف الركود .. تخالها أحياناً كائنات فضائية أو كائنات تسبح فى أعماق البحار والمحيطات أو مشهد أراه مكبراً مئات المرات تحت عدسة المايكروسكوب أى لكائنات بالغة الصغر .. استفاد كثيراً من حالة المسرح التى عشقها بين رحى السينوغرافيا والدراما المسرحية حيث أبدع فى تصميم وتنفيذ العديد من المسرحيات الشهيرة بعد دراسته لسينوغرافيا المسرح بإيطاليا وحصوله على عدة جوائزوتكريمات ، كما أضاف الكثير فى عمله كمصمم للديكور بالتليفزيون المصرى.. لو سردنا سيرته الذاية قسنكتب صفحات وصفحات وهنا يطيب لى التركيز على إبداع الفنان ذاته .. أما من أراد متابعة السيرة الفنية لأى فنان فمن السهل جداً البحث من خلال جوجل أو الدخول لموقع قطاع الفنون التشكيلية .. دعونا نعيش لحظات مع إبراهيم المطيلى عاشق الدراما المسرحية .. عاشق حالة الانصهار حباً وجدا للتجريد وسخونة الألوان وانصهارها وذوبانها وانشطاراتها بجرأة وعنف وقسوة .. ثم فجأة تهدأ العاصفة وتستكين الأبخرة الناجمة عن كل تلك التفاعلات ليهدأ المشهد ولو لحظياً .. هكذا نعيش مع أعماله ونؤلف بخيالاتنا مسرحية ودراما وأجواء سحرية بعيدة عن عالم الواقع ومشاكل الحياة اليومية والاعتياد الرتيب .. لننطلق فى عالم الخيال السحيق ...
بقلم : أيمن حامد
|