حمدى أحمد عبد الله
`حوار داخلى مع الذات`
- فى القاهرة هذا الاسبوع تتزاحم الرموز والمصطلحات الطوطمية فى رسوم الفنانين جميعاً معبرة عن مختلف المشاعر الوجدانية والأفكار الفلسفية التى تشغل الفنان المصرى الذى يعيش عصر الصراعات والانقلابات والاضطرابات الفكرية والسياسية والاقتصادية فتتشتت الرؤية وتتفتت وحدة الفكر .. وتتشعب الأهداف.. وتعود أسطورة أهل (بابل) الذين تبلدت ألسنتهم فلم يعد يفهم بعضهم البعض.. أما الفنان/ حمدى أحمد فله رموزه الخاصة ومفرداته الشكيلية التى يلتقطها من عالم الواقع يؤلف بها مشاهد سيريالية المذاق والنسق مغلفة بالغموض ومثيرة لشتى التساؤلات .. ويظل المعنى فى بطن الفنان .. وهو إذ يستخدم اللونين الأبيض والأسود فقط فذلك تأكيد لغلبة الظلمة التى يتشبع بها الرمز حتى يحتفظ بغموضه وسحره .. إن كل لوحة من لوحاته مقال يعالج قضية ذاتية ما أو موضوعاً إنسانيا يؤرقه وكأنها حوار داخلى مع الذات وإشارة باطنية تتشبع بالاستعارة والكناية والرمز .. قد تصل إلى القيد وقد لا تصل .. ولكنها تترك أثرا غائرا فى النفس من الصعب أن يمحى .
حسين بيكار
الأخبار 29 / 3 / 1990
حمدى عبد الله .. طاقة نجم
الحياة الفنية والثقافية فى المجتمع النامى -إذا جاز التعبير- تحتاج لتضافر الجهود والرؤى العلمية للكشف عن مواهب فنية تحمل رؤية فنية واتساع فى الأفق المعرفى والثقافى وقدرة على الإدارة الثقافية، وهذا ما نلحظه بوضوح فى شخصية الفنان حمدى عبد الله فقد شغل الفنان مناصب عديدة منها عميد كلية التربية الفنية من العام 1997 وحتى العام 2000 ومستشاراً للمركز الثقافى القومى لثقافة الطفل من العام 1997 حتى العام 1998 ، وأستاذاً زائراً بمدرسة الفنون الجميلة ( ليستر بوليتكنيك) بإنجلترا العام 91 ، 1992 ، وأقام 28 معرضاً خاصاً فى كل من مصر والكويت وقطر وفرنسا وإيطاليا وإنجلترا والأردن ، وشارك فى معارض كثيرة محلية ودولية بالإضافة إلى مشاركته فى عشرين مؤتمراً علمياً فى مصر والدول الأجنبية ، والآن يعمل مستشاراً ثقافياً ومديراً للمركز الثقافى المصرى بمدينة (صنعاء) باليمن الشقيق ، وقد حوَّل هذا المركز لأول مرة إلى مركز إشعاع حقيقى للفن والثقافة المصرية فأنشأ فيه مكتبة للكتب ، ومكتبة مرئية لشرائط الفيديو والاسطوانات المدمجة ومكتبة قراءة للأطفال وقاعة عرض متغيرة للمعارض والندوات كما أنشأ متحفاً صغيراً فى مساحته ولكنه كبير فى محتوياته من النماذج الأثرية وبعض المنتجات الشعبية، وحوَّل أروقة ومكاتب العاملين والمداخل إلى معرض دائم للصور التى تعبر عن حضارتنا المصرية القديمة والحديثة ، فالداخل إلى هذا المكان يخرج مليئاً بالمعلومات والمعرفة، ويرتاد هذا المركز الثقافى الكثير من أبناء صنعاء والمصريين المقييمن وأبناء الدول الأخرى ، عمل يتفانى فيه حمدى عبد الله إيماناً منه بدور الثقافة الممتد بدون حدود ، وهكذا يجب أن تكون مراكزنا الثقافية فى الخارج منارات إشعاع وتعريف للعالم بجزء من ثقافة وإبداع وحضارة مصر ، وعلى الجانب الآخر فهو فنان تميز برؤيته الأسطورية لعالم خيالى فالطيور والحيوانات والإنسان تتشكل وتتحول ممزوجة بعضها ببعض، فالإنسان يتحول إلى طائر والطائر يتحول إلى إنسان فى مشاهد متكررة البناء الأفقى والرأسى ليذكرنا بالبناء الجمالى والتشكيلى لفنوننا المصرية القديمة على أوراق البردى وعلى جدران المعابد المحفورة والبارزة فى سيمفونيات بليغة البناء والتناغم والتجانس ، الفنان حمدى عبد الله عاشق للرسم بالأسود على فراغ كونى أبيض لتتوازن خطوطه الدقيقة فى كيانات الكائنات ليجعل للأبيض حجماً كفراغ مكمل للعناصر المهشرة بالأسود وهذه معادلة محكمة الرؤية والأداء فى آنٍ واحد ، وحالة السكون المتوالى فى الكائنات التى تتواجه فى كيانات شبه هندسية فى عمق البناء التشكيلى وعضوية الصياغة كأنها مواجهات تجاه الحقيقة وكأنها أحلام تتحقق فى واقع مرئى عميق الفكرة وبليغ التعبير، وإذا كانت كلها تدور فى حركة فلكية إنسانية فالترابط والتجانس فى أعماله الفنية يتحقق ضمن سياق مرجعى لأصول محكمة فى صناعة الفن ، والفنان يعتمد على بناء نسيج متمد للكائنات واضعاً الضوء الخافت فى المركز والقلب دون مبالغة فى التباين محققاً التكامل بين الفراغ والشكل كما فى فن النحت ثلاثى الأبعاد ، ووجوه الكائنات كلها مضمومة الشفاه فى صمت دال على طاقة نجمنا الفنان المتميز حمدى عبد الله .
أ.د. / احمد نوار
مجلة الفن - 2004
فى رسومات الفنان حمدى عبد الله : أنين الميلاد من رحم ثورتين
- لاشك أن العماد الأساسى لعلم النفس الإجتماعى هو الشخصية الإنسانية الفردية ، لأنها هى اللبنة الأساسية فى تشييد أى بناء بشرى على أسس راسخة تساهم فى تشكيل الملمح الشعبى العام .. وفى هذا الإطار تمور كوامن الشخصية بتنازعات مختلفة على المستويين النفسى والعضوى ، بما يدفع الفرد لمقاومة الخلخلة الداخلية التى تهاجمه وتفقده أدوات المصالحة مع الذات ، وهو مايدفعه للمقاومة فى الإتجاه المعاكس لاستعادة توازنه ثانية مع سياقه البيئى المحيط بشكل متدرج أحياناً ومباغت أحياناً أخرى ، تبعاً لمستوى المثيرات الخارجية الباعثة على التوتر الذى يسعى المرء لخفضه بكل الوسائل .. وهنا يتجلى الصراع بين الحاجات والإنفعالات ، حيث تشتعل ثورة الرغبات الفسيولوجية والنفسية والإجتماعية ، ليصاحبها مظاهر التلبية التابعة بالضرورة لمستوى الإلحاح الواقع بين اللذة والألم ، حتى يصل الفرد إلى نقطة التوافق المنشودة .. وربما تكون تلك الآلية النفسية فى ألمع تجلياتها عند المبدعين ، وإذا دققنا فى مصادر الإثارة الخارجية سنجدها متنوعة ومتباينة ، حيث تتمايز معطيات البيئة جغرافياً وتاريخياً وبشرياً ، وهو مايخلق الفارق بين مختلف المؤثرات ، بداية من المعترك اليومى بتحدياته الوسطية ، مروراً بالنزاعات المتصاعدة نفسياً على مدار العام ، ونهاية بالثورات الشعبية التى لاتظهر إلا كل فترات زمنية طويلة ، لتلقى بظلالها على أبناء الأوطان بمختلف إتجاهاتهم ، وفى مقدمتهم أهل الإبداع الذين ينقسمون إلى ثلاثة أنواع ، الأول منها يتوقف عن رد الفعل تماماً ويمسى فى حالة من الذهول ، بينما الثانى يفضل الترقب والتأمل حتى تهدأ أمواج الثورة ليبدأ لاحقاً فى التعبير عما تم استيعابه من أحداث عبر ملكاته العقلية والوجدانية والروحية .. أما النوع الثالث فهو الذى ينخرط سريعاً فى آتون الثورة من خلال قدرته الذاتية على خلق التوازن النفسى الذى أشرنا إليه .. وفى هذا السياق تتنوع ردود الأفعال بين التسجيل المباشر والميول التعبيرية والنزعات الرمزية والجموحات السوريالية فى ثورة إبداعية موازية للثورة الجماهيرية المحيطة ، لتلتقى الثورتان النفسية والشعبية على منحنى التفاعل داخل المبدع عند نقاط معينة تختلف باختلاف قدراته على تحمل الموقف الثورى ، وهو ما قد نجده فى أعمال الفنان الكبير حمدى عبد الله التى قدمها من خلال تجربته الأخيرة تحت عنوان ` أساطير معاصرة ` ، حيث أنجز بالقلم الرابيدو على الورق حوالى خمسة وتسعين عملاً بالحجم الصغير ، متناولاً فيها إحساسه بثورة 25 يناير 2011م بالتوازى مع ثورته الذاتية ، بما أدى بالضرورة إلى ارتحاله نحو منطقة يعلو فيها أنين الميلاد لأشكاله من رحم ثورتين إندلعتا داخل الحيزين الفردى والجمعى على ارتفاعين متكافئين من مهارتى الإستقبال والبث معاً .
- يعتمد حمدى عبد الله فى بنائه للمشهد على خلق مساحة مظلمة فى خلفية الصورة عبر تخيله النسبى المسبق ، حيث يبدأ بولادة أشكاله المادية والعضوية على فراش الفراغ الورقى الأبيض ، ثم يبدأ فى تدثيرها بعبائته السوداء وكأنه يخلص مفرداته من رحم المشهد المعتم .. وفى هذا الإطار يجنح عبد الله إلى إعادة صياغة عناصر الواقع بشكل مغاير للمرئى المحسوس عند منطقة برزخية بين اليقظة الكاملة والغيبوبة العميقة ، فيما أسميه ب ` سوريالية اليقظة ` التى تتم فيها عملية الخلق الإبداعى فى حضن الغفوة النصفية ، حيث اقتسام القدرة على الخلق بين الوعى واللاوعى عند منتصف المسافة بين الإثنين ، وهى تختلف فكرياً وإبداعياً عن سوريالية الغرب التى دشنها الشاعر الفرنسى أندريه بريتون هو ورفاقه فى باريس عام 1924م ، والمرتكنة إلى القطيعة الكاملة مع الماضى ورصيده التراثى ، بينما السوريالية الشرقية التى بدأها المصرى القديم تعتمد على الأداء الإبداعى عند نقطة التقاطع بين التراثى والواقعى والخيالى مثلما نتلمس هذا على سبيل المثال لا الحصر فى أبى الهول وأنوبيس ، لذا فربما يميل حمدى تاريخياً هنا إلى المعمار الفكرى لجماعة الفن المعاصر التى أسسها الرائد حسين يوسف أمين عام 1946 م بمجموعة من الطلبة تحولوا إلى نجوم فى الحركة التشكيلية المصرية لاحقاً ، مثل عبد الهادى الجزار وحامد ندا وسمير رافع وإبراهيم مسعودة وغيرهم ممن انصهروا مع واقعهم الشعبى بين السفلى والفوقى .. بين المرئى وماوراءه .
- ومن منطلق هذا المفهوم نجد أن الطاقة الناعمة لدى حمدى عبد الله تتوهج فى سبيل تشييد عالمه الثورى النفسى المستقى من النطاق الثورى الشعبى فى قلب الشارع النابض ، لذا نجده يقتنص حريته فى التعبير السوريالى الذى يقفز به إلى حيز ماوراء الحاضر البصرى ، متسلحاً بمفردات رمزية تنطلق من منصة الواقع ولكنها لاتغادره كلية .. فنراه يلملم حزمة إنفعالاته ضد العهد البائد بين السحق والسحل والذل والتهميش والإقصاء والاستعباد والسلب والنهب والعجرفة على كل طبقات الشعب المقهور ، ثم يصهر كل هذه المشاعر فى بوتقة العقل الباطن المحفوفة باليقظة النسبية ليصيغ منها مشاهده البصرية الجديدة بالقلم الرابيدو عبر مسطحه الورقى .. وهنا نلحظ ذلك التدفق البنائى السهل لتوصيل الرسالة التعبيرية من أقصر طريق تقنى وبسلاسة أدائية تكمن فى ملازمة حمدى عبد الله لأوراقه وقلمه فى كل مكان يتواجد فيه ، وقد لاحظت هذا فى عدة ندوات ومؤتمرات رافقته فيها ووجدته قادراً على استيعاب المسموع ونسج المرسوم فى آن واحد ، بما يشى بتوافقية عالية بين فصى المخ الأيمن والأيسر المسئولين عن الصورة والكلمة ، لذا فإنه لايجد عناءاً كبيراً فى غزل مشهده على الورق عبر مزيج من العضوى اللين مثل البشر والمومياوات الحشرات والزواحف والطيور والدواب ، مع المادى الصلب مثل السلالم والصناديق والحراب والبراويز والحبال والفراجين والكراسى والتوابيت ، حيث يندفع بحمأة منضبطة فى خلق مجموعة من التباديل والتوافيق الشكلية المكثفة والمحكمة فى آن ، عبر قدراته اللافتة على تنويع نوافذ الإستقبال لدى المتلقى عند النقطة النصفية بين اليقظة والغيبوبة .
- وإذا دققنا ملياً فى أعمال الفنان سنجدها ترتكز على أطراف النقائض بين الحرية والقهر .. بين الكرامة والذل .. بين الشموخ والإنبطاح ، إرتكاناً إلى نظرية التضاد التى تكشف عن ماهية الأشياء والرسائل البصرية .. فتجده يعتمد على رموز متفق عليها جمعياً لدى مفسرى الأحلام ، مثل الثعبان كرمز للشر والعدوان ، والسلم كرمز للصعود نحو الهدف ، والطيور كرمز للحرية والخلاص ، والحراب كرمز للقتل ، والمومياوات والتوابيت كرمز للموت الجسدى والمعنوى فى آن .. وفى هذا الصدد نرى الفنان وهو يمزج تقنياً بين الفطرية والرصانة فى الأداء بالتزامن مع سهولة البناء الشكلى النابع من طراوة الشعور بالتحرر العقلى والروحى عند نقطة منتصف اليقظة . . فإذا التحمنا مع أعمال حمدى عبد الله عبر الممر الذى تتعانق فيه الثورتان الشعبية والنفسية داخل ذاته ، سنلمح الإنسان كركيزة تعبيرية أساسية عنده فى كل المشاهد بشكل مباشر وغير مباشر ، فنراه تارة ملفوفاً فى شرائط نسيجية تحوله إلى مومياء قبل خط الرحيل ، لتتحرك فى أرجاء العمل من خلال محاولة بعثية جديدة ، وتارة أخرى يتحول رأسه إلى هيئة الطيور تحت صفوف من الحراب ، فى رغبة حالمة لاقتناص الحرية من جبابرة الطغيان ، وهو المشهد الذى يجسد أنين الميلاد من رحم ثورتين .
- ويستمر حمدى فى التفاعل الإبداعى الثورى مع حلمه اليقظ بوضع طيوره الآدمية خلف قضبان من الحراب تارة ، وتارة ثانية تظل على قيد الحياه رغم طعنها بالحراب وتكبيلها بالجنازير ، ثم يطلقها لتحرير المومياوات من أكفانها ، والتى تراكمت على شكل هرمى بعد طول سحق وتنكيل ، رغم أنها ظلت تحلم بالإنعتاق من خلال الطيور التى تعلو رؤوسها أحياناً ، وتداعبها أحياناً أخرى حتى تتحول إلى طيور تشبهها فقط ولاتماثلها .. وفى مواضع بصرية وروحية مغايرة نجد الطيور هى التى تستنهض الثورة فى المومياوات الكامنة داخل البيض والأرحام ، فى إشارة لاستشراء الطاقة الثورية بين الأطراف الشعبية المتقابلة والمتوافقة فى وقت واحد ، إلى أن يخرج الثوار زمراً من المومياوات التى كان يعتقد أنها تأوى أمواتاً .. وتستمر الطيور فى ركوضها وراء طوق الخلاص عبر هجومها على كرسى الطاغوت الحاكم الذى يعتقل المومياوات .
- وإذا توقفنا قليلاً أمام ميزان المشهد ، سنجد أن السلم والثعبان هما المعادل الرمزى الذى يحافظ على دوران الرحى التعبيرى من خلال المفردات المنتقاه من الفنان بتدبر عقلى وسيلان روحى لزيادة صوت أنين الميلاد من رحم الثورتين .. وهنا نرى الثعابين كرمز جمعى للشر تهاجم الطيور كرمز للحرية التى تبدو على المحك قبل مشارف التحقق ، فى حين تبقى السلالم وسيلة إيهامية يستخدمها عبد الله بين الفينة والأخرى لحقن الصورة بفعل حركى حيوى صعوداً وهبوطاً من أجل الحفاظ على دراما الصورة من قبضة الحسم النهائى لنتيجة النزال الثورى بين طرفى الصراع ، حيث نرى الثعابين فى بعض المشاهد وهى تصعد السلم ، ثم وهى تحيط كرسى الحاكم متربصة بمعارضيه ، حتى نجدها تواجه الطيور على ضفتى التابوت ، علاوة على محاولتها الإلتفاف على أبدان المومياوات تارة ، وحول رقاب وأفواه وأجنحة الطيور تارة أخرى ، لتبقى كقوة ثورية مضادة فى قلب المشهد عبر معركتها الشرسة من أجل البقاء ، حتى أنها تخرج من التوابيت وتدخل للأدمغة البشرية البيضاء وتخرج من مثيلتها السوداء ، فى رغبة للتفريق الرمزى المستتر بين الوسطية والتنطع الدينى .. وعند البقعة الحدية على المنحنى التعبيرى نجد الثعابين وقد أحاطت تماماً بإحدى الرؤوس الآدمية ، فى محاولة مستميتة لقتل الثورة ، إلى أن يدفع عبد الله فى أحد أعماله بذلك الثعبان الصاعد بحركة حلزونية بين مومياوتين نحو قمة مأذنة مسجد مقلوبة هابطة من السماء ، فى ترميز للمساندة الإلهية الروحية عند النقطة الزمنية الحرجة للثورة ، والتى يتصاعد معها أنين الميلاد لوطن جديد عند أعلى درجاته الصادرة من عمق رحم الثورتين النفسية والشعبية لدى الفنان .
- وبقليل من التأمل للجانب التقنى عند حمدى عبد الله سنجده مواكباً لمقاصده التعبيرية ، حيث يعتمد على التضاد بين اللونين الأبيض والأسود فى توصيل رسالته الرمزية ، إذ يسيطر اللون الأبيض على الطيور والبشر التواقين إلى ضياء الحرية من خلال ترك خام الورق دون مساس به من الحبر الأسود الذى يوظفه الفنان على جانب آخر بظلاله وتهشيراته فى تجسيد الإنحسار النفسى والقهر الجسدى على المومياوات المحاصرة بالحراب والتوابيت ، علاوة على الثعابين التى يكسوها باللون الأبيض أحياناً كرمز للشر الناعم المتسلل من جراب السواد .. كما نلاحظ كذلك أن الفنان يغطى كراسى السلطة باللون الأسود كرمز للإستبداد المستمر ، وهو مايميط اللثام عن إنحيازه الكامل لثورة 25 يناير .. وأعتقد أن هذه التقنية الشكلية التقابلية بين السالب والموجب هى ماتجعل الصورة فى حالة فوران تعبيرى دائم ، بمايحرض المتلقى على التفاعل مع معطيات المشهد بشراكة إيجابية ، بعيداً عن آلية الإستقبال السلبى المعتمد على الفكرة سابقة التفسير . . لذا فإن الفنان الكبير حمدى عبد الله يبقى حريصاً على ترك منجزه الإبداعى مفتوحاً على نوافذ تأويلية عدة داخل دائرة اليقظة النصفية لديه هو والمتلقى معاً ، من أجل الحفاظ على حيوية لحظات الإنتقال بالوطن إلى مرحلة مغايرة فى الملامح والفكر والسلوك بعد انتهاء أنين الميلاد من رحم ثورتين .
محمد كمال
جريدة نهضة مصر 6 سبتمبر 2012
-إختار الفنان د. حمدي عبدالله لأعماله أن تتسم بمشاهد مركبة جعلت سطوع لوحاته عالم من الثراء الفكرى والإبداع الجمالى الخطى الجاذب لعين ومشاعر وعقل المتلقى ، إلا أنه وفى نفس الوقت وببراعة ومهارة وموهبة إستطاع أن يبتعد بعيداً بمضامين موضوعاته عن التعقيد أو إجهاد ذهن المتلقى ، فنجدها سلسة بسيطة قريبة من وجدان المشاهد بأداء راق ومتمكن أفرزته قدرات إبداعية فائقة ورؤية متفرده تنتمى لعالمه الخاص .. وقد صارت مواعيد معارضه توقيتات مهمه للمتخصصين ليطلعوا على تجارب فنية ملهمة ومبدعة ، ويترقبها جمهوره ليبحر بين خطوطه، مستأنساً بمفرداته الرقيقة آلفا رمزيتها، فمعها لا يبتعد عن واقعه بل يراه ويلامسه ولكن مستمتعاً بما أصبغة عليه الفنان من صبغة أسطورية..
على سطوح لوحاته يتلاقى المتباين والمتجانس والمتماثل ، تتناغم الرمزية والتعبيرية، تتآلف الحقيقة والخيال وتتكامل الرؤى الدراميه فى حبكة فنية رفيعة المستوى، أضفى عليها أسلوبة الغامض المتنقل بين الحسى والمادى أجواء من التشويق والإثارة للوقوف على مغزى ما يبغى محاورة جمهوره به أو ما يريد إيصالة اليه وقد يتركه ليجد عنواناً لما يعتمل بداخله، فهو يترك العنان لموضوعاته الغزيرة ومشاعرة الفياضة بمعانيها وأشكالها وعوالمها المتباينة بلا تقيد ، لنجدها فى النهاية منتج فنى عالى القيمة شكلاً وموضوعاً ، نجده يدفعنا للتساؤل حول أعماله وقد تتعدد الرؤى حول مغزاها لتطرح العديد من القضايا والموضوعات والرسائل التى تحمل كثيرا من القيم الإنسانية والروحية معاً..أشعر أنه يتعمد ذلك وأن تتحول قاعة معرضه ملتقى لحوار فنى راق.. وها نحن على موعد لملتقى جديد نتمنى له النجاج والتوفيق.
الفنان أ.د/ صلاح المليجى
-الرمز فى أعمال الفنان القدير حمدي عبدالله تخلص من العلاقات الإشاريه وأصبح له دلالات وإشارات محُمله بالفكر والثقافة التى تجمع بين أصالة الفن وحداثة العصر.لقد لخصت فأجزت وحققت القيم الثقافية والفنية فى العمل التشكيلى الإبداعى. تحياتى وتقديرى،،
د/ أحمد مرسى
الرمز فى أعمال الفنان القدير حمدي عبد الله
تخلص من العلاقات الإشاريه وأصبح له دلالات وإشارات محمله بالفكر والثقافه التى تجمه بين أصالة الفن وحداثة العصر . لقد لخصت فأجزت وحققت القيم الثقافية والفنية فى العمل التشكيلى الابداعى . تحياتى وتقديرى ،،
د/أحمد مرسى
الفنان العظيم أستاذى حمدي عبدالله
براعة الخط.. وإمكانية الغوص فى أعماق الذات تتناول بدقة متناهية القدرة .. وسبحان القادر الذى ألهمك إلى هذا الفن.. الذى اعتبره الفريد على المستوى فنانى مصر ورساميها.. أن قدرة التناول من خلال هذه الوسيلة تنتج إبداعات تراث ثقافى وتاريخى تعبر عن مكنون عالى المستوى لدى فنانينا المصريين .ألف مبروك.. وشكراً،،
الفنان / فاروق مصطفى
الفنان الكبير أ.د حمدى عبد الله
أشعر أمام معرضك هذا أن البشر أصلهم ينحدر من جينات متداخله، بالرغم من اختلاف وبعُد المسافات بينهم.. ولا ألحد أبونا آدم عليه السلام ولكننى أشعر بخلط فى الأنساب.. وتدخل مورثات.. وتشكل صفات بشرية.
الفنان/د.أيمن السمرى
الخط عند المقدرة
يقنع بحالة الغوص القادرة
وينقلنا إلى عالم الخيال السحرى
ويبعدنا بعيداً عن واقع مليء بأحداث متشائمة، وعلى الرغم من مسوخ الكائنات فى تراكيب بيولوجية عجيبة، إلا إنها فى النهايه كائنات تحمل فى ذاتها وفى علاقتها مع بعضها سمات الحياة.
لقد وظفت مفردات تكويناتك فى كل عمل بحيث تستثير فينا الانتباه والتأمل والتفكير وعندما نفكر نجد أنفسنا تائهين فى العديد من الاستنتاجات ولكنها لا تؤدى إلى يقين ولا نتيجة منطقية. وفى النهاية كائنات لا تؤدى الى يقين ولا نتيجة منطقية. وفى النهاية نجد أننا قد عشنا لحظة أو زمن ما‘ وتأثرنا تأثراً..ما؟.وتظل التساؤلات تثير البحث عن إجابة.
وربما يكون هذا هو الهدف.
وعلى العموم فالفن هكذا !.
الفان /د. محفوظ صليب
عزيزي د. حمدي
أخذتنى مسحوراً فى رحلة الخلق التى شغلتك وتشغلنا جميعاً فى هذا الكون الذى نراه فى كثير من الأحيان غامضاً.. ومن غموضك تخلق الدهشة فى عيوننا بتراكيبك البسيطة.. أن أسبح معك فى رحلتك منذ أن رأيت معرضك الأول ولا أزال تُلبسنى الدهشة من تكويناتك التى يبدو أنها متجددة باستمرار.
رسام الكاريكاتير/ جمعة فرحات
الفنان د. حمدي عبدالله
كائنات غريبة بين الثابتة والمتحركة
بين الغامض والمبهم والواضح
فى قوة خط دافعة تتحرك فى حالات مُتعددة بين المُنحنى والمُستقيم وبين غرابة وجودها على تلك الأسطح البيضاءالمسجونة فى إطار من الخرافة وفى رحاب اللون الأسود القوى، المؤثر فى دراما حسية مبعثها الخرافة والحقيقة فى آن واحد.
ألف مبروك،،
الفنان/ د. السيد القماش
الصديق الفنان حمدي عبد الله
أتابع خط إنتاجك الرائع منذ سنوات ولم أجدك تغيرت تقنياً وتعبيرياً، فعوالمك تولد وتتكاثر وتنتشر على مساحة السطح الأبيض كتكاثر البشر فوق سطح الكرة الأرضية حتى كادت لا تتسع لهم ولحياتهم .
إن كائناتك العضوية الدقيقة وطيورك وزواحفك وأطيافك البشرية.. لم تزل تتحرك فى أزمنة وأمكنة بالغة الصفاء والنقاء ‘ بحيث تتلاقى وتتهامس ، وتتزاوج، وتتكاثر لتولد الحياة وتتجدد وتستمر.... إذن كيف يتسنى لنا رؤية- سفى التكوين- هذا لتلك الكائنات المجهرية (أصل نشأة الحياة) من خلال تلك الخطوط المرتجلة فى رقة وبساطة لتشغل الحيز الفراغى المحدد لها بإتزان وإحكام إن لم نتج لأنفسنا فرصة التأمل العميق والتمتع بكل ما أنجزت لك تقديرى،،
الفنان/د. رضا عبد السلام
الفنان الرائع الرقة والعذوبة واالحيوية أستاذنا الدكتور حمدي عبدالله
أمتعتنى خطوطك النابضة بالسحر سحر الأسطورة سحر الشرق النابض بالحيوية فى عالمك الحالم الجميل دائماً تفاجئنا وتمتعنا بإبداعاتك الخلاقة فنياً.
مع أطيب الأمنيات بدوام التوفيق والنجاح فى المعارض القادمة،،
الفنان /د. هانى رزق
الأخ العزيز حمدي عبد الله
استمتعنا برحلة متميزة بين الرموز والدلالات التى ارتبطت بشخصكم، التى تُعبر عنها خطوط متمكنه يملك صاحبها أدوات التعبير التى لا تخطئ مرادها فقد استمتعنا حقاً بهذا الأداء المُتمكن. فكل الدعوات بالتوفيق والأداء الصادق دائماً. ألف مبروك،،
أ.د.محمد دسوقى - الفنانة/د. أمنية عبيد
- الأخ العزيز حمدي عبدالله
تابعت واستمتعت بلوحاتك وخطوطك الفنانه المُعبره التى توحى أن كل خط له معنى وفن فى التعبير. مع وافر تحياتى ودوام التوفيق والنجاح،،
م/ رفعت رضوان
- الأخ العزيز حمدي عبدالله
زرت معرضك وإستمتعت بأعمالك الراقية بها مضمون واضح وتعبير راقى . أهنئك على إصرارك على أن يكون عملك يحتوى رسالة ومضمون جيد ينفعل بها المُشاهد . أهنئك ،،
أ.د/ محمد إلهامى على
أتحمل على لوحاتك من كل زوجين إثنين..!؟ مُدهش أنت ! أخذتنى من نفسى إلى الواقعية لانتقل إلى عالم كأنه يبدأ من جديد ..عالم الأجنه.
وبعد الخروج من دهاليز التاريخ المُظلمة المتربة .. والأوت لاين السميك فى أعمالك السابقة والتى عندى منها الكثير أراك وقد مضيت قدماً!..، إلى عالم الأجنة مخلقة..، وغير مخلقة وترنو إلى ميلاد عالم جديد يكون أكثر صدقاً..وحميمية .فكيف خرجت من ممرات التاريخ على سطح مصر إذا كنت تبحث عن ماهية الفكر الفرعونى..الإنساني.. القديم ولم يعلق الغبار بسطح لوحاتك فى معرضك الحالى بالمركز القافى للتعاون الدولى!؟.
أتصور أنك ترسم بالأبيض الأبيض..إذ يلعب الخط الأسود الرفيع والرقيق..رقة الكمان..!. يلعب دور الحاجز بين المرئى فى الذاكرة وبين اللامرئى فى وجدان الفنان..`وبالخلفية` السوداء خلف الورق الأبيض كأنك تقول أنك تستمد أمل الخلائق فى إعاده الميلاد فى الأسود هو الغيب عندك..، وهذه اللوحات لا يبدعها إلا `مصرى` كريم العنصرين!
الناقد/ عمر شعبان
- الصديق الفنان الأستاذ الدكتور حمدى عبد الله
تحياتى وحبى وتهنئتى بلوحاتك الرائعة..
وإذا كان الشعراء يبدعون لوحاتهم بالكلمات والصور اللفظية ، فالنانون يرسمون قصائدهم الرائعة بالخطوط والظلال.. تحية من أحد مصورى الكلمة إلى شاعر الخطوط والظلال وألف ألف مبروك، وعقبال المعرض الألف..
الشاعر الراحل/ عبدالمنعم عواد يوسف
- الفنان الجميل حمدي عبد الله
أسعدنى كثيراً تأمل أعمالك فى هذا المعرض التى تمثل شرائح لإنتاجك الغزير فى بدايات القرن الجديد.
ثراء وعمق يعكس اتساع ثقافتك وحيوية سجيتك وتأملاتك فى الرعب القادم من جراء الألعاب الوراثية والتحرشات البيئية الغير محسوبه وما قد يترتب عليها من إنقلابات جينية غرائبية .
ومن ثم فإن أعمالك تجمع بين الحس ،الاسطورة،الذاتية لك كفان ناتجة من أحلام اليقظة والكوابيس المسالمة، وبين ترجمة الموقف من العلم الحديث وتجلياته الرشيدة والطائشة. وهى إنذار بما قد يأتى من كوارث بيئية تتواضع معها قنبلتين هيروشيما وناجازاكى، حين قد تغضب الطبيعة وتنبطش بطشها العبقرى المرعب.
وهى غزيرة بقدر غزارة مشارب تغذيتك الثقافية، وهو فوق كل ذلك (أنت)الفنان بشحمه ولحمه وذهنيته وألمعيته.
محبتى الخالصة وتمنياتى الطيبة،،
الفنان/د.مصطفى الرزاز
الفنان المبدع حمدي عبدالله
أعمالك التشكيلية تحمل الصدق فى التعبير وبرؤية تتسم بالبساطة والجراءة والموضوعية.
رأيت قدرة حسية تعايشت معها من خلال لوحاتك المبهرة وخطوطك المتناغمه فى صعود وهبوط فى سيموفنية عشقك للفن المصرى القديم أفرز تلك اللوحات التى أطلت علينا فكانت مزيجاً من الوعى واللاوعى وحلم اليقظة فى جو أسطورى ليس بجديد على فنان أعطى الكثير لفنه فى مصر وخارجها.
مع تحياتى ،،
الناقدة / زينب منهى
أستاذى العزيز الدكتور الفنان حمدي عبدالله
سعدت كثيراً برؤية معرضكم العامر بلوحات متنوعة تربطهم تجربة فنية تتميز بوضوح الخط فيما بين المستقيم والمنحنى وتكويناتها الأسطورية التى تأخذنا بين الواقع والحلم على السطح الأبيض ليبرز رموزه المصرية القديمة فى تلقائية محسوبة فى شغل فراغ لوحاتك ومن المُلاحظ أن إنتاج هذا المعرض هو حصيلة سنوات من الإنتاج الفنى المتجدد وهذا يجعلنى أهنىء سيادتكم بهذا العمل المتميز .
مع خالص تحياتى،،
أ.عيشة وداعة الله/مدير المعارض القومية
الأستاذ الفنان د. حمدي عبدالله
مع أخلص تحياتى وتمنياتى لكم بدوام التوفيق . أسعدنى تجوالى فى عالمكم الخاص جداًوقضيت فى عالمكم وقتا جميلا نتبادل المشاعر فى ظل الفراغ والإفكار والمشاعر القوية. فشكراً لكم على هذه المتعة التى صارت نادرة فى هذه الإيام .
د/ مصطفى الشرقاوى
الأستاذ الدكتور والفنان الكبير حمدي عبدالله
سعدت برؤية أعمالك بما فيها من عمق ورمز وانعكاس للواقع المُعاش بالمرور بالتاريخ والتحليلات العلمية العميقة ورشاقة الخطوط والإحساس بالحركة.
تمنياتى لك بكل الصدق،بكل التوفيق والسعادة،،
الفنان / مصطفى مشعل
الفنان الجميل الدكتور حمدي عبدالله
أعجبنى كثيراً وحدة الموضوع.. وأتخيل أن أرى كل هذه اللوحات فى كتاب .. وقد رأيته بالكتالوج الخاص بمعرضكم ففرحت كثيراً أن أخذه معى كى يشاهده الأخرون.. كمن أخذ معرضاً متنقلاُ فى حقيقته.. استمتعت كثيراً وسعدت...
أحمد زحام .كاتب أطفال ومديرية ثقافة القاهره
الفنان الكبير حمدى عبد الله
العازف بالأبيض والأسود.. أعمالك برغم ما فيها من بساطة .. برغم ما فيها من بلاغة وقوة فى التعبير..يدفعنى إلى أن أحلق فى التراث الشعبى الحضارى العربى عبر رشاقة الخط الجيل المتهادى على سطح اللوحة . ومزيد من الأعمال دائماً،،
سعاد عبدالله.فنانه تشكيليه.مدير الشئون الفنية-فرع ثقافة القاهره
العزيز الدكتور حمدي عبدالله
صاحبتنى الدهشة الممتعة طوال تجوالى بين لوحات هذا المعرض المتميز برشاقة خطوطه وإنسيابية الخيال الملحق الذى يتميز بجاذبية خاصة..
مرة أخرى يكون البطل فى اللوحة هو الخط المنساب بثقة مع امتلائة بطاقة تعبيرية متجددة فى كل عمل.
تهنئتى،،
الناقد/د.صبحى الشارونى
أخى وصديقى وزميلى وأستاذى الفنان الدكتور حمدي عبدالله
لقد تشرفت بزيارة معرضكم والذى شعرت فيه بأننى داخل أكاديمية الإحساس الفنى العالى بالخط الذى ينسابويتألق داخل أكاديمية الإحساس الفنى العالى بالخط الذى ينساب ويتألق داخل الفراغات محدثاً مساحات مختلفة الأشكال والأحجام مُعبره عن أفكار ومعان تاريخية وحاضرة وخيالية..إحساس صادق وفكر مُبدع.
تمنياتى دائماَ بالتوفيق،،
الفنان/ محمود أحمد الببلاوى
الصديق العزيز الفنان حمدي عبدالله
صباح الفن والرسم الجميل،رائع كما تعودنا،،
الفنان/د.أحمد نوار
عزيزى دكتور حمدي عبدالله
أسعدنى الحظ لرؤية معرضك الأخير وهو قيمة فنية عالية ترجعنا إلى عالم الأساطيروالخرافات ورسوم الكهوف .
دائما بالتوفيق والتجديد،،
الفنان/ محمد يوسف
مازلت احتفظ بالرسم الخاص بى الذى سبق أن أهديتمونى إياه أنتظر `الجديد`
عبد التواب يوسف .كاتب قصص أطفال
الفنان (حمدى عبد الله) يعتبر من طراز الرسامين المبدعين الذين يتخذون من قلم الحبر الاسود وسيلة للتفكير على الورق مباشرة، فهو أينما يكون، وحده أو وسط جماعة من الأصدقاء وواتته فكرة ما جديرة بالتسجيل، لا يتوانى لحظة فى التقاط قلم وورقة ويبدأ على الفور فى التعبير عنها دون توقف إلا وقد انتهى منها في حينها، وبذلك تكون الورقة الناصعة البياض قد تحولت بفعل الخطوط واتجاهات الترقيقات الضوئية والتهشيرات الظليلة إلى صورة متجردة من الظل والنور فقط مساحات متعادلة من الأبيض والأسود. هذا الأسلوب الفنى الذى يتبعه (حمدي) في كثير من الأحيان يعطينا فكرة عن كيفية معالجة موضوعاته الرمزية ذات الطابع (الميتاقيزيقى) التي يستحضرها في التو واللحظة من بنات أفكاره وخبراته الإنسانية السابقة من اجل البحث عن الحقيقة، والكشف عن العلاقات الباطنة وراء مادة الشيء. مستخدما مفردات تشكيل غير مألوفة بصرية وذات دلالات رمزية فالشخوص والطيور المحنطة والأهرامات والصناديق المغلقة والأسماك والأسهم والدمى وغيرها التي تشكل عناصر التشكيل الأساسية في موضوعات لوحاته.. وأيضا إلى مفردات أشكاله الرمزية التي تتكرر وتتشابه وتتنوع فى الكثير من رسومه وخاصة الطائر (أبيس أو أبو منجل) سوف نجدها تفصح عن معان ودلالات متباينة بعضها واضح والآخر غامض. وقد يكون مرجع ذلك إلى تداعى الصور الرمزية الكثيرة والتصورات الذهنية المتشابكة التي تحتوى على الكثير من المضامين الأدبية بحيث يصعب معها تفسيرها تفسيرا موضوعيا وانما يمكن تأويلها حسب سياقها التشكيلى والأدبى .. إنها بمعنى آخر صور شعرية مقروءة ولذلك قد يكون من المفيد أحيانا قراءة عناوين اللوحات أو عنوان المعرض فهى تساعد الى حد ما غير المتخصصين على فهم وتذوق الأعمال وعناوين مثل:( الرمز والأسطورة ومخاطبة العقل - أول قصاصات مرئية من ذكريات الذاكرة البصرية) و(طقوس الإشارات والتحولات).. هى بمثابة (كود) يساعد على فك الألغاز المحيرة من ناحية، ويعطينا فكرة عن فكر الفنان وشخصيته الإبداعية من ناحية آخرى. وهذا يعنى أن اللوحة بالنسبة للفنان وسيط مادى يسقط عليه انفعالاته وتأملاته الفلسفية فى الحياة الراهنة ولكى نكون على مقربة من هذه الانفعالات والتأملات وإدراكا لمعانيها لابد من تأمل مماثل لعلاقات الاشكال والرموز فى سياقها الجمالى والتعبيرى فى هذه الحالة سوف نستدل على معنى للطائر المتكرر (أبو منجل) الذى يستعيده من التراث المصري القديم (البطل الأسطوري) فى كثير من رسومه ومعنى للجثث المحنطة داخل الأكفان من الشخوص الآدمية والطيور.. ومعنى للتعابين السامة التى تزحف على جسد الطائر والشواخص المجردة..ومعنى للظلمة التى يتشح بها الرمز بغموضه وسحره، ومعنى للشكل الآدمى المحرف على هيئة (سيلويت أبيض) هذه الاشكال التى لاشبيه لها فى الواقع بكل ما تحمله من كتابات واستعارات وتشبيهات تفسح مجالا لمخاطبة العقل وإيقاظه لاكتشاف ما فى الحياة والموت من عبثية واحساس بالعجز واستلاب الارادة وأنه لا سبيل الى مواجهة هذه الحقيقة المرة إلا بابداء علامات الدهشة والتعجب..
د. رضا عبد السلام
من الرسم المصرى المعاصر
حمدى عبدلله ومومياوات السهم والمنقار
- يثير الفنان المصرى حمدى عبدلله، بمعرضة الأخير الذى أقيم بقاعة أخناتون بمجمع الفنون بالزمالك، تأملات خصبة، وملاحظات مهمة، تفتح الباب واسعا للنقاش والتفسير والتأويل، ولأننى أرى النقد دائما أقواسا مفتوحة للسؤال بأكثر مما هو دوائر مغلقة بالإجابات، فلعل القيمة الكبرى لهذا المعرض الممتاز هو فيما يثيره من الأسئلة ويقترحه من التأويلات.
- دلالة الشكل:
- فــأولا.. لفت نظرى هذا الاقتصار ، أو الاكتفاء الزاهد بالأبيض والأسود فى كل لوحات المعرض ` التى بلغت ستين لوحة عددا`. وهذا الزهد اللونى ينبع فى هذه الأعمال، من روح متصوفة تجهد الوصول إلى الجوهر وملامسة العمق الدفين، وكأن الفنان لا يريد أن تقف بينه ` وبيننا` وبين هذا العمق وذلك الجوهر بهرجة لونية، أو انخطاف للعين بمتعة الألوان وحضورها المشع فى ذاتها. هو ابتداء يقف بنا موقفا متقشفا، يهيئ الروح للدخول فى مناخات متجردة، متصوفة، تخلع عن نفسها بهرج الحياة وزينتها، ومن ثم كان من الطبيعى أن يلعب ` الخط ` دوره البطولى فى هذا الاختيار، ليس باعتباره فقط محددا للشكل ومؤطرا للحالة، وإنما باعتباره البنائى والمعمارى للقوى والكيانات والشخوص التى تخلق هذه الحالة الزاهدة وتبلورها فى نسق تشكيلى. والخط هنا. وهذه قيمة هذا الفنان. لا يلعب دورا أحاديا. وإنما تتعدد أدواره. وتتباين فعالياته، من مجرد التحديد الخارجى للشكل مرة، إلى خلق الشكل نفسه من الداخل، إلى الإمساك الكلى بعناصر العمل، باعتباره. الخط المساهم الأساسى فى ` تكوين` الصورة. والفنان يستجلب ببراعة هذا ` الخط ` فى مختلف تجلياته، وشتى تنويعاته. فهو يتمايل حينا وينحنى ويتداخل فى منطق عضوى، ويستقيم أحيانا ويتعامد ويتقاطع فى منطق هندسى واضح، خالقا تلك العلاقة الديالكتيكية بين الهندسى والعضوى.
- الخط فى هذه الأعمال هو سيد الموقف، وربما لآن الفنان يدرك أنه يمنح الخط فى أعماله تلك البطولة المطلقة. فقد أثر ألا يشوش على حضوره وعلى حيازته الدور الرئيسى بالألوان، حتى لا تشاركه البطولة مقومات أخرى، ولا تزاحمه عناصر مباينة فى سيطرته على العمل واستبداده به. ومع أن هذا الاختيار عادة ما يكون مغامرة لا يقبلها إلا فنان متمكن وقدير ` وتبقى مغامرة برغم التمكن والقدرة` إلا أن الفنان كان أهلا لها، وعمله كان جديرا باختياره.
- وعلاقة الشكل بالخط فى هذه الأعمال، ليست علاقة تابعة كما قد يتبادر للوهلة الأولى، وكما قد يوحى كلامنا الأنف. وإنما هى علاقة متكافئة، فالخط ليس مجرد مؤطرً للشكل أو محدد له، والشكل بالمثل ليس مجرد كيان أوجدته حركة الخط من العدم. وإنما هناك هذه الرؤية الكلية المتضامة التي جعلت من الخط والشكل لاعبين ماهرين يتوقف تسجيلهما للهدف فى المرمى على تعاونهما وبراعتهما معا فى خلق هذه الحالة الكلية الواحدة المتوحدة على مسطح اللوحة.
- النور والظلمة:
- والأبيض والأسود هنا، لابد أن يحيلنا. بغض النظر عن الموضوع .إلى تاريخ هذه الثنائية. وإلى تراثها المتطاول، لدى العديد من الشعوب والحضارات القديمة، وإلى هذا الصراع المحتدم الذى مازالت اثاره مائلة حتى اليوم فى الشعر والأدب والفن. هذا الصراع القديم بين آلهة النور وآلهة الظلمة، بين الخير والشر، بين العدل والظلم، وباختصار بين الليل والنهار. ربما منذ إنسان الكهف الحجرى الأول حتى الآن. يتبدى هذا الصراع مائلا وقائما طيلة الوقت. تتباين تجلياته، وتتنوع أشكاله ولكنه يبقى جوهريا، هو صراع النور والظلمة، الأبيض والأسود، ومن هنا دلالة هذا الاختيار بالذات من الفنان . فالصراع لم ينته بعد مهما كانت الأشكال البراقة التى يرتديها، والأثواب العصرية التى يختفى وراءها، والأقنعة الملونة التى تجمله. إلا أن تنحية كل هذه المظاهر عنه، وتعريته من كل هذه المبهرجات يكشف عن أن هذا الوجود مازال محكوما بهذا القانون الأزلى نفسة. بل أن له نفسه سمات وملامح هذا الصراع القديم نفسه، الحجرى، الطوطمى، البدائى، تحكمه التابوهات نفسها وتحركه النوازع الوحشية نفسها.
- وكأنى بالفنان يرتدى نظارة خاصة ذات قدرات اختراقية معينة ` وكأنها من أشعة إكس ` يضعها لا على عينه فقط وإنما على أعيننا نحن أيضا، فنعرى الأشياء من ألوانها، ومن مظاهرها السطحية الأولية، ونعرى الواقع من بهرجاته واصطناعته، ونعرى زماننا من أشكاله المنمقة المحذلقة المعاصرة لنخترق كل ذلك واصلين إلى العمق.. إلى الجوهر، لنكشف أن الإنسان المعاصر مازال هو الإنسان البدائى، وأن معتقداته وأفكاره شديدة العصرية ليست إلا قناعا يخفى أكثر الأفكار تخلفا وأشدها بدائية، وأن صراعتنا المهذبة إذا أزيح عنها الستار، لا تختلف عن صراع رجل الغابة القديم، أو جدنا البدائى، وأن معتقداتنا مازالت. رغم العلم والتكنولوجيا. تنتمى فى جزء كبير منها إلى عقائد وممارسات وقناعات وأعراف وعادات متخلفة جدا وربما شديدة الجهل ولكنها تتحكم فى سلوكنا وتوجهنا رغم ذلك .
- نعم . هذه رؤية.. لا يمكن إلا أن تكون بالأبيض والأسود. ولابد لها أن تصل إلى النخــاع شكلا ومضـمـونا إلى الداخل الجوانى العمـيق . وهى فقط لا تخترق أكفـان المومياوات حتى نرى المومياء المكفنة فى الداخل رغم أكفانها وكأنها وسيلة إيضاح، وإنما نرى حتى التلافيف الداخلية للجسد المشوه والتعاريج الباطنة للمخ، وهذا الحضور الدائم والمتمازج لهذا الطائر الخرافى، الغريب، الحكيم، المتأمل، الذى يتبدى فى المشهد باستمرار، كالشهادة أو كاللعنة أو كالحكم، هذا الطائر الذى لا يبدو. نهائيا. مغتربا عن هذا السياق الغرائبى والتغريبى فى وقت معا.
- ` وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه` أو ` كان على رءوسهم الطير` كأنه تلك الروح التى غادرت الجسد، ووقفت على مبعدة تتأمله وترثى له. هو فى حالة علاقة ما باستمرار وفى مختلف لوحات المعرض مع الشكل، ليس الإنسانى وإنما ` المومياوى`. ويلعب منقار هذا الطائر الغريب دور السهم فى لوحات أخرى، فالسهم هندسيا هو المنقار عضويا. وهما معا الإشارة الدائمة والإدانة القائمة والعلاقة الواضحة الغائمة وراء إبراز أبعاد هذا العالم الذى بقدر غرابته وسحره وإشاراته البعيدة ` القريبة ` يكون إمتاعه وجماله.
بقلم : ماجد يوسف
مجلة: إبداع (العدد 9 ) سبتمبر 1995
عذوبة السرد ورقة الوصف فى الحكى الشعبى
- فى معرض الفنان حمدى عبد الله بمركز الجزيرة
- يظل الواقع اليومى المعاش هو محور الارتكاز الذى يدور حوله الماضى والمستقبل عبر تحولات حسية وتجليات روحية، بما يضمن ديمومة الحياة وحراكها المستمر.وقد يكون هذا منهلاً لاستلهامات كثير من المبدعين فى إطار مشاريعهم الممتدة.
- ويعد الفنان الكبير د. حمدى عبد الله أحد أهم هؤلاء عبر تاريخه الإبداعى الطويل منذ تخرجه في كلية التربية الفنية بالقاهرة عام 1969م وحتى معرضه الحالى ` متواليات قدرية ` المفتتح مؤخراً فى مركز الجزيرة للفنون بالزمالك الذى يديره بكفاءة الفنان أمير الليثى، حيث اعتمد عبد الله فى رسوماته تقنياً على مهاراته فى فن الرسم بالقلم الحبر على الورق والأسطح الخشبية المجهزة، عبر ليونة الخط ونغماته التى اقترب بها من سمت الألحان البصرية، حيث تمايز حجوم الكتل وأوضاعها فى التكوين، علاوة على إجادته لتداخلات عناصر الصورة المزدحمة دون الإخلال بالاتزان البصرى، ارتكاناً إلى قدرة لافتة فى الأداء الخطى الانسيابى الناعم الذى يعتمد فيه على قوة وانضباط جهازه العصبى، حتى إن خطوطه تخلو من أى اهتزاز على جسمها نفسه، أى أن اللمسة الأولى عند حمدى عبد الله هى حجر أساس الصورة.
- وربما كان هذا الانسجام البنائى هو مادفع الفنان لمغامرة الإلقاء بالشكل الخطى الغليظ الأسود بين ثنايا التكوينات بجرأة نابعة من سهولة الأداء الذى ترجمه فى تلك الأشكال الثعبانية التى يخترق بها نسيج المشهد فى صحبة عينى المتلقى داخل كل أركان المشهد.. وبالضرورة هنا تبرز ملكات عبد الله فى صناعة تراكيب بيولوجية متنوعة من أجساد البشر والثعابين ورؤوس الطيور والحشرات، من خلال تباديل وتوافيق مقترنة بحرية لافتة فى إعادة ترتيب الزمن وإخراجه من سياق الترتيب الفيزيقى المتواتر، بما يكشف عن المتواليات القدرية المنسوجة بشغف من الفنان نحو تجاوز التتابع الزمنى المألوف.. وهنا تتجلى سوريالية حمدى الخاصة التى يميل فيها إلى الحكى الشعبى المبنى على عذوبة السرد ورقة الوصف، وهو مايبدو فى ازدحام التكوينات ونظاميتها فى آن واحد، تأثراً ببيئة المولد والمنشأ فى حى بولاق القاهرى ذى السمات الشعبية.. وربما أدى هذا إلى تعاظم قدرات حمدى عبد الله على إحداث التكاثر الشكلى للكائنات على مسطح الرسم وكأنه أحياناً ما يعلن النفير متمثلاً فى أسراب الطيور وشبكات الثعابين وسرايا الثعالب، ورغم هذا لاتجد الوضع الحركى لأى عنصر مشابه للآخر، فى ملكة بارزة يتحكم من خلالها فى إيقاعات المشهد.. وقد يكرر الفنان الطائر منفرداً فى عمل واحد أو عدة أعمال متجاورة بأوضاع مختلفة، وعلى جانب مغاير يدعم فكرة التوالد والتكاثر نرى حمدى عبد الله يؤسس بناءه أحياناً على فكرة العلاقة بين البويضة والحيوان المنوى، تجسيداً لحالة الإخصاب والميلاد المتجددة لديه داخل زمن خاص يتحكم فيه بكل حرية حتى يخلق فى كل لوحة لقطة زمنية متفردة، بما يحقق فكرة المتواليات القدرية التى تلح على مشاعره وعقله.. ومن هذا المنطلق ربما تبرز فكرة الإنبات داخل الصورة عبر تلك الشعيرات المتناثرة على أجساد بعض المخلوقات، علاوة على وجودها منفردة عبر تكوينات ثعبانية متشابكة فى تعاشقات متماسكة الأجزاء ومتينة البناء، وفى كل الحالات نجد حمدى يجيد استحضار الدراما البصرية والروحية من خلال نظرات عيون الكائنات المتمايزة بين الهدوء والغضب.. بين الوداعة والشراسة.. بين الحلم والثورة، فى تناغم وجدانى وروحى خارج حدود الزمن المحسوس.. وفى هذا الإطار نجده يزاوج فى مواضع كثيرة بين العضوى اللين والهندسى الصارم، ما يؤدى إلى حالة من الثراء البصرى تستدرج عينى المتلقى إلى التجوال بسهولة بين الوحدات البنائية للصورة.. والمدهش هنا أن غزل المشهد عند عبد الله يأتى من عدة زوايا منظورية مختلفة تبدأ من بعض أركان الصورة الأربعة وحتى ثنايا التكوين، قبل معاودة الخروج ثانية فى الاتجاه المعاكس، حتى يصل الفنان فى العمل إلى حالة حركية دوامية مستمرة يلعب الفراغ فيها بالضرورة دوراً كبيراً فى فتح أخاديد لحركة عينى المتلقى، إضافة لدورانه الروحى طوال الوقت فى زمن لامعلوم يؤدى لديناميكية سرمدية عبر عناصر تتسم بالنبض الحياتى الخالد داخل متواليات قدرية على ألحان بصرية.
- ورغم كل هذا الزخم المزيج بين المرئى واللامرئى، إلا أن حمدى عبد الله يميل دائماً إلى المسطحات الصغيرة التى لايتعدى مقاسها أحياناً 30سم، وهو ما يرسّخ لقدراته فى فن الرسم ووعيه البارز بالصلة بين الكتلتين الشفافة والمعتمة من ناحية والفراغ الأبيض من ناحية أخرى.. وانطلاقاً من هذه المرونة نجد حمدى يشيد مشهده البصرى على توافقات متغيرة بين عدة أعمال على حائط واحد، حيث تقبل التبديل الدائم فى توليفتها، بما يستدرج المشاهد لمحاولات إعادة الصياغة البصرية فى التركيبة العامة وداخل كل عمل على حدة.
بقلم : محمد كمال
مجلة : روز اليوسف ( الإثنين 18 أكتوبر 2021 )
|