حول رؤية الفنان - السيرة الذاتية - قطاع الفنون التشكيلية

- بزغ إبداع الفنان على عزام فى العامين الأخيرين بقوة لافتة ، بعد أن غاب عن الساحة الفنية سنوات طويلة خلال عمله خارج البلاد، ويبدو أنها كانت فترة كمون واختزال لخبرات تقنية نضجت على مهل ، حتى جاء معرضه الأخير بمجمع الفنون بمارس 2003 إضافة ساطعة إلى رصيده الفنى تنقله من مستوى الهواية إلى مستوى الإحتراف والتميز .
- إن عزام إبن مخلص لتراث الواقعية المصرية ، التى تتخذ من الطبيعة والإنسان ومفردات الحياة اليومية فى محيطها البيئى والأنثروبولوجى مصدرها المباشر، بدءا من تجارب جيل الرواد الأوائل فى مطلع القرن الماضى حتى تجربة الفنان حسن سليمان التى تركت بصمات واضحة على خبرة على عزام .
- ويقوم الضوء فى لوحاته الزيتية بدور البطولة ، وهو ضوء شمس يبلغ درجة الوهج ويوحى بطبيعة مصر التى تُختزل فيها الألوان إلى أقل حد مؤكداً تباينا شديد القوة بين الضوء والظل، مايصنع حوارية ثنائية الأطراف صاخبة الإيقاع مدوية الصدى ، لامجال فيها للذبذبات النغمية والهمهمات اللونية الزائدة عن الحاجة ، حتى تصل إلى مستوى البلاغة للكتلة النحتية ، لكن كلا من مساحات الضوء ومساحات الظل تكتنز طبقات كامنة من الدرجات البينية التى تعكس ألوان الأرض والطمى والنيل والنخيل والمحاصيل المشعة كالذهب والقلوع الفضية على سطح الماء والخيول الجامحة فى اندفاع السباق .
- هكذا تتماهى قيم الشكل والمضمون فى نسيج عضوى لا ينفصم ، وتتوحد الطاقة التعبيرية والحركة التشريحية للإنسان والحيوان ، والوسائل المستخدمة فى حياة الناس كالمراكب وعربات الباعة الجائلين وأزياء الفلاحين والنسوة فى الأحياء الشعبية ، ومشاهد العمل فى الحصاد والإنتظار على الشاطىء، محققه إيقاعا بصريا سريعا ومتدفقاً، وإن غلبت عليه فى كثير من الأحيان طبيعة اللقطة الفوتوغرافية الموقوتة فى موقف خاطف يُجتزأ من السياق الكلى للحياة، ما يقلل من شمولية التعبير عن طبيعة الجمال الفنى التى تختلف عن طبيعة الجمال الواقعى بما يحمله من تسجيل مباشر لما تراه العين .
- لكن المعرض لم يخل من أعمال تجاوزت هذه النظرة الجزئية التسجيلية ، خاصة لوحات الخيول المندفعة والحصاد والإنتظار فى الشرفة، وهو مايبشر بانطلاق الفنان نحو آفاق تعبيرية وبناء جمالى مركب .