حواديت مصرية.. وعمق الجذور التاريخية لهوية الوطن
- والفنانة الصاعدة شيرين عبد الجواد من مواليد محافظة المنيا 1980 وخريجة الفنون الجميلة قسم الجرافيك المنيا عام 2002 وحصلت على درجة الماجستير عام 2007 وقد سبق لها الحصول على الجائزة الأولى فى فن الجرافيك فى صالون الشباب لعام 2008 وجائزة صالون 2011 لهذا العام هى جائزة الاقتناء من أحد البنوك الشهيرة ورغم أن تخصص شيرين فى فن الجرافيك خاصة فن الحفر على الخشب فهى تقدم لنا معرض تصوير يحمل نفس الشخصية فأعمالها تنطوى على لغة تشكيلية كاريكاتيرية ذات حس شعبى تتجه نحو التعبير من خلال الرمز تملك طابعا إنسانيا يميل للنظر داخل الذات لذلك فأعمالها تكشف عن النوع والهوية حيث تبدو المرأة أو الأنثى هى محور العمل والأنثى فى أعمال شيرين تعيش فى حالة صراع دائم مع الموروث لذلك فهى تبرزه فى لوحاتها فالفنان فى داخلها يرفض القيود والأغلال ففى إحدى اللوحات تجسد علاقة المرأة بالديك المصارع الذى يقف على أرجلها وهى فى وضعيه القرفصاء وشعر الفتاة طليق يتميز بالتجاعيد التى تشير للهوية المصرية الأفريقية والمرأة فى بعض لوحاتها تطير بشعرها المرتب رغم طلاقته فهى تبدو أحياناً فى هيئة حمامة وديعة أو جذع شجرة على ضفاف النيل الأزرق فيحمل الماء سمات الفن الفرعونى المتمثل فى الزوايا الحادة أعلى وأسفل .
أما القمر فى لوحات شيرين فهو بدر مكتمل والسمكة تحمل عين الإنسان وتظهر المرأة فى المقدمة ليبدو جزءاً من الرجل خلفها ليسيطر اللاوعى على المفهوم الواقعى لوظائف النوع فتبدو كل الأشياء عكس الحقيقة لتنفى عن الحقيقة هذه الأشياء ولأن هذه أول تجربة فى التصوير فقد طغى حضور الخط على اللون الذى استخدمته الفنانة بحذر شديد فنرى بقعاً للون تشف فى بعض مناطق السطح مستخدمة خطوط القلم الرقيقة فى مناطق الظل فتبدو ضعيفة غير مؤثرة فى موضعها والأشكال تبدو فوق سطح اللوحة ذات بعد واحد وحجم الشخصيات هو المحدد لهذا البعد بجوار اللون .
د.أحلام فكرى
القاهرة - 7 / 2 /2012