مصطفى حسين
مصطفى حسين ..عندما يصبح الكاريكاتير فاتحا لشهية قارئ آخر ساعة
- الفنان الكبير مصطفى حسين لم يكن مجرد رسام موهوب. فموهبتة فاقت الحدود الفنية والجغرافية .. فعلى مدار أكثر من 55 عاما أعطى مصطفى حسين الآلاف من أعماله الكاريكارتورية .. حيث قدم على صفحات آخر ساعة العديد من الأعمال التى تعبر عن معاناة الناس ورصد لكل الظواهر السلبية السياسية والاجتماعية فكانت رسوماته بمثابة فاتح الشهية لدى القارئ `آخر ساعة ` ولم يقتصر عطاء مصطفى حسين على الأعمال التى يتابعها القراء، بل امتدت إلى الأطفال، حيث قام برسم أول فيلم كارتون مصرى ، إضافة إلى العديد من كتب الأطفال .
- بدأ مصطفى حسين العمل فى أخبار اليوم منذ عام 1963 وكان يرى ان الفن والصحافة وجهان لعملة واحدة، وكل منهما ينتمى إلى الأخر ، ويعبر عن فكرة ولغة وتجربة صاحبه.. ويعرف عن مصطفى حسين أن رسوماته كانت دائما ما تقفز إلى الصفحة الأولى من مجلة آخر ساعة `الغلاف ` كما كانت توجد صفحة كل أسبوع كاملة تخصص للوحة كاريكاتيرية يقوم برسمها مصطفى حسين.
- كانت البداية التى دفعت الفنان مصطفى حسين إلى فن الكاريكاتير .. كما عرف تأمله فى أحوال الدنيا السياسية والعسكرية .. وكانت القوة فى ذلك الوقت تقاسمها أمريكا والاتحاد السوفيتى .. وقد وصفها الفنان مصطفى حسين بانهما يلعبان بالكرة الأرضية .. كما يحلو لهما وقام برسم الكرة الأرضية ووضعها بين وجهى الرئيس الأمريكى والرئيس السوفيتى وكتب تحت الرسم اسم مجلة عنوانها الاثنين والدنيا .. وكانت هذه المجلة يمتلكها الاستاذان إميل وشكرى زيدان وكانت تصدر عن دار الهلال .. وعندما شاهد رئيس التحرير غلاف المجلة وظهر اسم الاثنين والدنيا انفجر ضاحكا وكانت هذه هى بداية التحاق مصطفى حسين بعالم الكاريكاتير .
- ويحكى مصطفى حسين قصته مع أخبار اليوم ومجلة آخر ساعة قائلا : كان وجودى فى أخبار اليوم من الأحداث الطريفة فقد كنت فى ذلك الوقت أعمل فى جريدة المساء إحدى إصدارات دار التحرير وكان يترأس تحريرها خالد محيى الدين .. فجاءتنى مكالمة هاتفية من أستاذى الفنان العظيم حسين بيكار يطلب منى العمل فى مجلة `هى ` التى كانت إحدى إصدارات أخبار اليوم وقابلت الكاتب الكبير مصطفى أمين واتفق معى أن أعمل فى أخبار اليوم ومجلة آخر ساعة .. وكانت البداية بالقطعة .
- المعروف ان الفنان مصطفى حسين ارتبط فى فن الكاريكاتير باسم الكاتب الصحفى الكبير أحمد رجب ارتباطا وثيقا.. فأحمد رجب صاحب الكلمة ومصطفى حسين صاحب الخط وبين الاثنين يخرج المقال السريع الخاطف اللاذع فقد كون الاثنان معا أشهر دويتو فى الصحافة المصرية .
- وعلى مدار تاريخه فى دار أخبار اليوم قدم الفنان مصطفى حسين العديد من الأعمال لـ ` آخر ساعة ` كما كان دائما ما يقوم برسم أغلفة المجلة .. ومن بين أعمال مصطفى حسين فى آخر ساعة نتذكر ` سيدة الفندق ` والتى كتبها رشدى صالح وقام برسمها مصطفى حسين .. كما قام بكتابة مقال فى آخر ساعة بعنوان 12 ساعة وراء الشمس .. بلاد بعيدة بعيون مصرية، حيث يحكى فى المقال قصة ركوبه الطائرة مع الكاتب الكبير وزميله وصديق عمره أحمد رجب وكانا يطاردان الشمس أمامهما نحو المغيب ولا يتركانها تغيب وهذا الكلام حسب تعبير الفنان مصطفى حسين .
- ويتذكر الفنان مصطفى حسين قصته مع الكاتب أحمد رشدى صالح عندما نشرت له رواية فى آخر ساعة وكان فيها شخصية لفنان غاوى الجنس اللطيف والسهرات وأطلق عليه حسن بسطة.. فما كان من رشدى صالح إلا أن الصق هذا الاسم به ووجد زملاءه أيضا يلصقون به هذا الاسم .
- ومصطفى حسين يؤمن بأن مهمة الكاريكاتير ليست فى إضحاك الناس على الناس ، ولكن مهمته وضع النقاط على الحروف الكبيرة من أجل المصلحة العامة .. وقد تكون الحقيقة مؤلمة .. لكن الناس تحب أن تصل إليها من أقرب الطرق وأسرعها وهذه هى مهمة الكاريكاتير .
- والمعروف إن الفنان مصطفى حسين شغل العديد من المواقع منها رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير، ورئيس تحرير مجلة كاريكاتير ، إضافة إلى اختياره نقيبا للفنانين التشكيليين .. وقد قام مصطفى حسين بنشر أعماله بالعديد من دول العالم منها فرنسا وروسيا حيث وصفه فنانو الكاريكاتير بأنه من أهم وأفضل رسامى الكاريكاتير فى العالم ..وقد حصل على العديد من الجوائز والأوسمة .. كان من بينها نوط الامتياز من الدرجة الأولى ، وجائزة الدولة التقديرية. كما تم تكريمه من العديد من جامعات العالم .
- ونقول إن فن مصطفى حسين كرسام كاريكاتير يضعه ليس فقط فى مقدمة من مارسوا هذا الفن لكن يضعه فى مرتبة مميزة على مستوى رسامى الكاريكاتير فى العالم .
بقلم : محمد نور
آخر ساعة - 2009
أحمد رجب فى يوم الصلح .. مصطفى أحسن رسام كاريكاتير فى العالم
شكلا معا علاقة صحفية فريدة ، فلا نسمع سيرة فنان الكاريكاتير مصطفى حسين إلا مقترنة باسم الكاتب الساخر أحمد رجب ، رغم حدوث قطيعة بينهما استمرت لسبع سنوات، وكان مرض مصطفى حسين سببا فى رجوع العلاقة أقوى ، بواسطة بعض المقربين بينهما مثل،أنيس منصور وكمال الطويل وفاروق جويدة وإبراهيم المعلم تصدر خبر اللقاء بينهما صفحات الجرائد، ففى عام 2009 التقى أحمد رجب، ومصطفى حسين،بدعوة من المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق .
اللقاء لم يكن من أجل المصالحة فعلاقة الصديقين الكبيرين لم تصل إلى حدود الخصام، بل كان لقاء لإسترجاع الذكريات الطويلة لمشوار بدأ عام 1974. الطريف أن الكاتب أحمد رجب هو الذى أقنع مصطفى حسين بالتحول إلى رسم الكاريكاتير، كما أقنع الصحفى القدير على أمين بموهبة مصطفى حسين، وكانت رؤيته ثاقبة وصادقة. ووقتها قال القنان الراحل مصطفى حسين` سعيد برجوع المياه إلى مجاريها بعد أن استمرت الفجوة مع أحمد رجب حوالى 6 سنوات على إثر خلاف بسيط تضخم مع مرور الوقت. وكنا قد قطعنا معا رحلة طويلة، كنا ننشر فيها يوميا فى جريدة الأخبار وأسبوعيا فى جريدة ` أخبار اليوم` . وأضاف: ` فوجئت بعد مرضى بلندن أن أحمد رجب أفضل منى بكثير فقد وقف بجانبى أثناء محنتى ولم يلتفت لأى خلاف متذكرا السنوات الـ29 التى حدث بيننا خلالها اندماج فكرى كامل وقدمنا إنجازات تركت أثرها على القارئ فأحمد رجب يتميز عن أى كاتب ساخر آخر بأنه يعى جيدا أسرار فن الكاريكاتير أى أن تفكيره فى العمل تفكير رسام، فهناك أفكار ساخرة كثيرة لكنها لا يمكن أن ترسم دائما ما أردد مازحا معه أنه لا ينقصه سوى أن يرسم لكنى لن أتيحها له وكرر أحمد رجب خلال اللقاء أكثر من مرة عبارة مصطفى هو احسن رسام فى العالم ` .وكان أحمد رجب قد اعتكف فى منزله فور علمه بمرض مصطفى حسين مؤخرا، وقال : لن أعود إلى مكتبى فى أخبار اليوم إلا بعد أن أطمئن على مصطفى، حسب تأكيد المهندس إبراهيم المعلم الذى توسط أكثر من مرة للصلح بينهما. وبعد ذلك تعاون الثنائى معا على صفحات جريدة الشروق فى باب أسبوعى يكتب فيه أحمد رجب` حوارا مختلقا ` مع شخصية حقيقية أو اعتبارية تحت عنوان ` حديث لم يحدث` ، تزينه رسوم مصطفى حسين ، وهنا بعض النماذج من آخر أعمال المبدعين معا .
سامح سامى
الشروق- 2014
ارتاحت ريشة ` فلاح كفر الهنادوة ` مصطفى حسين
رسام الكاريكاتير المصرى رحل عن 79 سنة
بعد صراع مع المرض، توفى رسام الكاريكاتور المصرى مصطفى حسين صباح أمس عن عمر يناهز 79 سنة .
كان حسين قد خضع لجراحة دقيقة لإزالة ورم سرطانى فى الولايات المتحدة الأميريكية قبل عودته إلى القاهرة أخيراً، وكان يخضع لعلاج الكيماوى من وقت إلى آخر هناك ونعى موقع ` أخبار اليوم` الإلكترونية الرسام الراحل الذى عمل بين جدران مؤسسة ` أخبار اليوم ` عقوداً طويلة .
قدم حسين الكثير من الشخصيات الكاريكاتورية منها :` كمبورة ` و ` عبده مشتاق` و` فلاح كفر الهنادوة ` و` الكحيت` و` عزيز بك الأليت` و` عبد الروتين ` و ` مطرب الأخبار` و` عباس العرسة` و` على الكومندا ` .
وخلال لسنوات الثلاث الأخيرة، أثار برسومه الساخرة الكثير من الجدل والانتقادات، إذ اعتبر بعضهم أنه يتبنى وجهة نظر الحكومات والأنظمة التى مرت على حكم مصر خلال هذه الفترة .
ولد حسين فى 7 آذار ( مارس ) 1935 وتخرج فى كلية الفنون الجميلة- قسم التصوير فى العام 1959. بدأ حياته الصحافية فى ` دار الهلال ` عام 1952 وعمل فى إصدرات صحافية كثيرة قبل انتقاله إلى صحيفة` أخبار اليوم ومجلة آخر ساعة` .
ومنذ العام 1974 بدأ حسين العمل فى صحيفة ` الأخبار` ، كما رسم الكثير من كتب الأطفال فى مصر والعالم العربى، وصمم أفيش الدورة السادسة والعشرين للمهرجان السينمائى الدولى عن مدينة الإسكندرية كعاصمة للسياحة العربية العام الحالى .
شكل الفنان الراحل مع الكاتب المصرى الساخر أحمد رجب أشهر ثنائى للكاريكاتور فى انتقاد القضايا السياسية والإجتماعية فى البلاد، بل إن بعض الشخصيات التى ابتركها الرجلان انتقلت من الصحافة إلى مسلسلات تلفزيونية، ومنها` قط وفار` و` ناس وناس` .
وتولى حسين رئاسة الجمعية المصرية للكاريكاتير ورئاسة تحرير مجلة` كاريكاتير ` التى صدرت فى العام 1989.وانتخب فى العام 2002 نقيبا للفنانين التشكيليين ونال جائزة الدولة التشجيعية عام 1985، وجائزة الدولة التقديرية فى مصر أيضا العام 2003 . وانضم أخيرا إلى جريدة` المصرى اليوم` ليرسم كاريكاتوراًر أسبوعياً، من دون أن يترك عمله فى` الأخبار ` اليومية التى يحتل فيها موقعا بارزاً فى الصفحة الأخيرة .
وكان حسين ترأس ` الجمعية المصرية للكاريكاتور` عام 1993، وعمل أستاذاً غير متفرغ فى كلية الفنون عام 1999، فضلا عن تحكيمه فى مسابقة دولية لفن الرسم فى دبى عام 2000 والإشراف على الإدارة الفنية فى وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ ) عام 2010، كما انضم إلى عدد من الهيئات منها المجلس الأعلى للرسم ، والمجالس القومية للكاريكاتور، وهيئة التدريس فى كلية الفنون الجميلة ، وأصبح نقيبا للفنانين التطبيقين .
شارك حسين فى تأسيس مجلة للرسم عام 1964، واختير أحسن رسام صحفى العام 1980 فى استفتاء مجلة ` صباح الخير ` .وصمم وسام` نجمة سيناء` التى تقلدها الرئيس السادات العام 1990 ونظم له معرض فى متحف الفن الحديث للكاريكاتور ويملك الراحل الكثير من المقتنيات الفنية فى فن الرسم فى متحف الفن الحديث ،ومركز الإبداع فى الإسكندرية ، والهيئة العامة للكتاب، والمحكمة الدستورية العليا والمعهد العالى للموسيقى .
نيرمين سامى
الحياة - 2014
نجم ` البوب ` و ` سوبر مان ` الكاريكاتير المصرى
رحل مصطفى حسين فنان الشعب فى الكاريكاتير والفنان الشامل فى الفن الصحفى .. رسام الاليستريشن ` الرسوم التعبيرية وفن البورتريه ` الصورة الشخصية ` .. وصاحب البصمة الكبيرة فى رسوم وكتب الاطفال وفن أغلفة الكتب .. رحل ` الاسطى مصطفى حسين ` بما تحمل تلك الكلمة من معانى الذوق والدقة والبراعة والاتقان .. ولا شك أنه سيترك فراغا كبيرا فى صفحة الكاريكاتير فى الصحافة المصرية والعربية .
ومصطفى حسين نجم من نجوم ` البوب ` .. لم يحظ رسام كاريكاتير بمثل شهرته من قبل .. وقد جعل قارئ صحيفة الاخبار يبدا قراءتها من الصفحة الاخيرة .. متأملا فصاحة الفكرة وقوتها لتوامة وصديق عمره الساحر الساخر أحمد رجب وبراعة الرسم بريشته .. بما يجعلنا لا ننسى شخوصة التى نطالعها فى حياتنا اليومية والتى اصبحت حديث الناس .. كل الناس على مختلف طبقاتهم من : فلاح كفر الهنادوة وكمبورة وقاسم السماوى وعلى الكومندا .. إلى عزيز بك الاليت وعبده بالنفر ومطرب الاخبار وعبده العايق وعبد الروتين والكحيتى .. وتحولت الى مسلسلات تلفزيونية مثل مسلسل ` قط وفار ` و` ناس وناس ` .
وقد تصديا معا رجب وحسين لمحاربة الفساد والعديد من امراضنا الاجتماعية بدءا من الجهل والبيروقراطية والجشع والانتهازية .. كما دافعا عن المراة ونهوضها وواجها الكسل والنوم فى العمل .. وقضايا الطلاق والاحوال الشخصية وعمالة الاطفال وأطفال الشوارع مع القضايا السياسية .. وكانا معا كطرفى المقص او ككفتى الميزان .. لا ترجح كفة على الاخرى مع تلك الصداقة وهذا الرباط الانسانى الوثيق الذى ربط بينهما حتى ان احمد رجب .. و` قلبى عليه ` كتب عن مصطفى حسين منذ عامين مع بداية مرضة وكان فى غرفة الانعاش كتب فى نافذته ` نصف كلمة ` يقول : ` انا بموت !! ياه كل هذا الحزن !! .. كما كتب اثناء مرضه الاخير بتاريخ 22 يونيه 2014 : ` احمد رجب ومصطفى حسين يعتذران عن كتابه نص كلمة وكاريكاتير كفر الهنادوة اليوم . ومصطفى حسين صاحب حضور انسانى كبير مع حضورة فى الابداع مما حظى بثقة زملائة فكان رئيسا لجمعية خريجى الفنون الجميلة عام 1964 ونقيبا للتشكيليين اكثر من دورة .
وهو رسام عبقرى بما تحمل الكلمة من معنى .. فكان لديه قدرة عجيبة على استحضار اعضاء مجلس الوزراء كاملا من مخيلته بالكاريكاتير .. فى عهود الحكومات المستديمة والتى كانت ترزح على قلب الشعب المصرى لفترات طويلة .
وهو عبقرى ايضا كما يرى استاذه حسين بكار رغم أنه رسب مرتين بالفنون الجميله لكثرة تغيبه وانقطاعة منشغلا بالصحافة ` هوسة الخاص ` والتى عمل بها منذ عام 1952 وهو طالب .
يقول بيكار : كان مصطفى حسين يتميز عن بقية زملائة بان يجعل من لوحة الكاريكاتير عملا فنيا متكاملا خاصة اذا عالجها بالالوان والظلال وكل ما يتطلبه التصوير من اصول وقواعد .. بقى اعتراف خطير يجب ان ابوح به حتى لا احاسب عليه : كان مصطفى حسين وهو طالب متفوقا على جميع زملائة .. وكان الطلبة فى مثل سنه يزوغون من الكلية .. ليلتقوا بالطالبات فى السينما او الحدائق العامة .. لكن كان صاحبنا واقعا فى غرام آخر .. كانت مراهقته كلها متجهة ناحية الصحافة وكان كل يوم على موعد مع رسم كاريكاتيرى فى هذه المجلة او تلك .. كان اغراء الصحافة لا يقاوم وكثر تزويغه من الكلية وتضخمت نسبة غيابه ولم يحصل على النسبة المقررة للنجاح ولم استطع رغم تحذيره المستمر ان اثنيه عن الجرى وراء معشوقته ` الصحافة ` وكان لابد من تطبيق اللائحة وحرم احسن الطلبه من دخول الامتحان وكان عليه ان يعيد السنة .. ولو كان الامر بيدى لكنت منحت مصطفى حسين البكالوريوس بل الدكتوراة واعفيه من دراسة ليس فى حاجة اليها فكم من حملة الشهادات لا يستحقون ان يغسلوا الفراجين التى يرسم بها مصطفى حسين .. اعتذر للفنان عن تعسف اللوائح والان اشعر اننى اغتسلت من عقدة الذنب التى ظلت تقلقنى طويلا وليغفر الله لى وللوائح !!`
بيت القاضى
فى 7 مارس من عام 1935 .. ولد فناننا مصطفى حسين ونشأ فى منزل بميدان بيت القاضى بجوار مسجد قلاوون وقصر الشوق وبين القصرين .. فى قلب قاهرة المعز الفاطمية .. نفس المنطقة التى نشأ فيها وامتلا بها نجيب محفوظ .. وقد عرف الرسم قبل دخولة المدرسة ومثل كل الاولاد كان يتبارى فى طفولته فى الرسم بالطباشير على الحيطان وكانت رسومة فى تلك الفترة تجسد شخصية الملك فؤاد والملك فاروق وانور وجدى وليلى مراد .. واعجب ما كان يطربه فى ذلك الوقت شارب الملك فؤاد وظل يرسم الى ان وصل الى المرحلة الثانوية .. هناك كان على موعد مع استاذه فريد يعقوب استاذ التربية الفنية بمدرسة فؤاد الاول الثانوية بالعباسية .. ومنذ اللقاء الأول اصبحت حجرة الرسم مكانه المفضل فحين راى يعقوب رسومه توقف امام خطوطة بجدية شديدة وبدا يخصه باهتمام كبير ..
اهتمام استاذ يرغب كل الرغبة فى احتضانه حتى يصل الى بر الامان وفى عام 1952 .. التحق بكلية الفنون الجميلة وانتظم فى الدراسة الاكاديمية بحب وشغف وقد امتدت من دراسة الموديل والطبيعة الصامته الى فن المنظر .. وفى نفس العام بعد انتصافه تقريبا عمل بالصحافة .. كان اصغر صحفى فى ذلك الوقت.. ويرجع الفضل فى التحاقة بصاحبة الجلالة الى استاذه بالفنون الجميلة اسعد مظهر الذى كان يعمل فى ذلك الوقت مستشارا فنيا لدار الهلال .
وكانت البداية فى مجلة الاثنين والدنيا التى كانت تصدرها دار الهلال وبدا يرسم الاليستريشن المصاحب لقصة او موضوع صحفى .. والرسم فى هذه الحالة يمثل عاملا تزيينيا وفى نفس الوقت يضئ على الفكرة ويجذب القارئ الى قراءة المادة المكتوبة اما مولد مصطفى حسين فنان الكاريكاتير فكان مع صدور العدد الاول من جريدة المساء فى 16 اكتوبر من عام 1956 والتى كان يرأس تحريرها خالد محى الدين .. وكانت تصدر كل احد عددا اسبوعيا يتضمن صفحات كاريكاتيرية كاملة يرسمها معة الفنانون حسن حاكم وبهجت عثمان وفؤاد تاج الدين .. وقد اثر ذلك على انتظامة فى الكلية حتى كاد أو اوشك على ان يتخلى عن الدراسة .. وعندما وصل الى البكالوريوس جاء مشروع التخرج اشبه بنكته طريفة فقد ذهب الى الكلية فوجد زملاءه قد انتهوا من مشاريعهم ولم يبق سوى ثلاثة ايام وعلية ان يقدم خمس لوحات كبيرة فى مشروع متكامل فى هذا الوقت الضيق .. وجاء تفكيره فى عمل المشروع حول دنيا السيرك .. وهنا جمع مصطفى حشدا من زملاءه الذين فرغوا من اعمالهم وبعض الموديلات والعمال واوقفهم فى طابور عرض وقام برسمهم مقابل جنية فى الساعة .. وانتهى من المشروع فى وقت قياسى لم يحدث من قبل من بداية تاريخ الكلية .. وجاء يوم التسليم والتحكيم .. وبعد مناقشات ساخنة من الاساتذة .. جاء رأى الاستاذ الفنان يوسف كامل الذى قال ان المشروع الذى تقدم به الطالب يستحق الامتياز مع مرتبه الشرف واستجابت لجنه التحكيم وحصل على البكالوريوس اخيرا وعلق الشهادة على الحائط !! .
هو والاخبار
تعد اخبار اليوم قلعة الفن الصحفى .. يتألق فيها الكاريكاتير بمشاركة الكاتب والرسام .. وفيها بدا مصطفى حسين رحلة جديدة مع على ومصطفى أمين .. ومن بين افكارهما التى كانت تضيف الجديد كل يوم الى الصحيفة تفكيرهما فى عمل كاريكاتير يومى لجريدة الاخبار .. واقترحا ان يحدث لقاء كل يوم بينه وبين احمد رجب وقد بدا الاقتراح كفكرة عام 1973 وتم التنفيذ فى يناير من عام 1974 .
يقول مصطفى حسين فى اجتماع الكاريكاتير لم نكن نسمح بفتح الباب او الرد على التليفون سوى لمصطفى امين فقط لاننا نعلمك ان لدية افكار كاريكاتيرية جديدة دائما فهو انسان وكاتب وفيلسوف .. اما أحمد رجب فبطبيعته كاتب ساخر يصنع الكاريكاتير بفكره وعمق احساسة .. انه يعيش الفكرة ليل نهار واخيرا يصنع ضحكة .
ميليودرامية فى صورة ساخرة وهو بركان من الغضب يتعجب لحالنا .. واول شخصية تناولناها معا كانت ` عبد الروتين ` باعتبار ان له جذور فى المجتمع المصرى .. فهو موجود فى مصالحنا الحكومية .. اما فلاح ` كفر الهنادوة فهو رجل يمثل الشعب المصرى يقول كلاما كثيرا ويناقش على مستوى رئيس الوزراء ومن ضمن كلماته : هى بلدنا دى بلد الاكابر ؟
وفى رسومى استقى الشخصيات من وحى حى الحسين فقد قضيت فترة فى هذا الحى العريق سمحت لى بالتعرف على نماذج وشرائح عديدة من البشر .
ورسوم الاطفال
وتمتد ابداعات مصطفى حسين من فن الكاريكاتير الى رسوم الاطفال فقدم عشرات الكتب التى تألقت بسحر ريشته الذكية اللماحة التى تخاطب الاطفال بدهشة وبساطة وعمق واشراق .. وما اجمل ` الف ليلة وليلة ` التى رسمها واستحضر فيها الزمن العربى بريشة عصرية فى قطع جديد متسع المساحة ` 29 × 42 سم ` اما ` حى بن يقظان ` للشاعر صلاح عبد الصبور فقد رسمها مصطفى حسين فى ايقاع جديد ورشيق .
وبالنسبة لفن البورترية .. قدم فناننا مساحة شديدة التميز فى هذا المجال رسم اكثر من 200 صورة شخصية تألق فيها اسلوبه الفنى .. وكانت اول صورة شخصية رسمها فى حياته للرئيس محمد نجيب وقد جاء فى زيارة الى حى الحسين فكلفة ابناء الحى العريق برسم صورة ضخمة له تتصدر الاحتفال به .. وبعد ذلك رسم عشرات الصور بتكليف من هيئات مختلفة كنوع من التسجيل والتخليد مثل رواد المحكمة الدستورية العليا من اول نشأتها واعضائها من مستشارين ورؤساء للمحكمة وايضا نجوم الفن والغناء فى اكثر من عشرين بورترية بتكليف من معهد الموسيقى العربية مثل عبد الوهاب وام كلثوم ومنيرة المهدية وسيد درويش والقصبجى وفريد الاطرش وعبد الحليم والسنباطى وغيرهم .. بالاضافة الى صور رموز التنوير مثل العقاد وطة حسين ومى زيادة وملك حفنى ناصف ونبوية موسى وامينة السعيد .
يقول عنه ابن جيله الفنان أحمد حجازى : ` مصطفى حسين ` فارس من فرسان الكاركاتير المصرى .. وهو واحد من علامات الجيل التالى لرخا وعبد السميع .. اما فى فن البورترية والرسوم لتعبيرية فهو فى مقدمة ابناء جيله والاجيال التالية له .. يتجاوزهم بمسافة متسعة .. فقد شكل مساحة شديدة التميز تمثل اضاقة كبيرة فى فن الصحفى ` سلام على مصطفى حسين الفنان الشامل .. وتحية الى روحة بعمق عالمه ودنيا شخوصة التى ستعيش على مر الزمان .
صلاح بيصار
القاهرة - 2014
مصطفى حسين رسام البورترية الذى لا يعرفه الكثيرون
رحل فنان مصر الكبير وفنان مؤسسة أخبار اليوم العملاق مصطفى حسين وقد قارب على الثمانين عاماً قضى حوالى الستين منها يرسم دون توقف .. بدأها كفنان تشكيلى ثم رسام كاريكاتير .. أنهى دراسته الفنية بكلية فنون جميلة القاهرة عام 1959 ليصبح فى سنوات قليلة أحد أهم رسامى الكاريكاتير فى منطقتنا العربية والأكثر شهرة حتى نسى الكثيرون أنه فنان تشكيلى متميز ورسام بورترية ( الصورة الشخصية ) لكنه لم ينسى نفسه كتشكيلى ولا ألوانه وفرشاته الذى أخذه منهم طويلاًُ القلم ذو السن الرفيع الحاد الذى به يشرح المجتمع ساخراً ويغمس سنه الحاد فى قضايا الوطن وهمومه فى كاريكاتيره اليومى بجريدة الأخبار .
وعاش حياته بين شخصيات من كبار رجال الفكر والفن والصحافة والثقافة والسياسة يرسم بفرشاة ألوانه بورتريهاتهم الواقعية وفى نفس الوقت يرسم بسن قلمه شخصيات كاريكاتيرية من اختراعه وكاتبنا الكبير أحمد رجب .. فكان كالسابح بين عالمين يجمعه فى كليهما عشق الفن الذى وهبه حياته كامله حتى أسلمها لبارئها فجر السبت 16 أغسطس الماشى بعد معاناه مع المرض وعودته من رحلة علاج بأمريكا ...
ولا يعرف الكثيرون أن فنان مؤسسة أخبار اليوم الكبير مصطفى حسين ـ رحمة الله علية ـ رسم كبار الشخصيات منهم : مصطفى أمين .. على أمين .. جمال عبد الناصر .. أنور السادات .. صلاح عبد الصبور .. زكريا الحجاوى .. أدهم وانلى .. بيرم التونسى .. أحمد رامى .. محمد القصبجى .. يوسف فرنسيس .. صاروخان ..طه حسين .. رياض السنباطى .. حسين بيكار.. الفريد فرج .. محمود سعيد .. توفيق الحكيم.. وأم كلثوم.. فى لوحات البورترية الشخصى نراه بعيداً تماماً عن إبراز الروح المرحة داخله ولمن يرسمهم وهو الفنان الساخر الذى يشع حيوية حوله ويضفى البهجة والسخرية اللاذعة كل صباح على قرائة .. فنرى فى معالجته لشخوصة وقد غلفهم بحالة من الشجن كأن الواقع الذى ينقله من خلالهم واقع حاد ذو هموم لا بهجة فيه .. ونلاحظ اعتماده فى رسم شخوصه ألا يركز على البورترية الوجه فقط بل يرسمهم بشكل نصفى مع اهتمامة برسم الذراع والكفين والتى تأتى دائماً كما نرى فى اللوحات أمامنا فى اوضاع استسلامية أو غير حماسية خاصة واليدين والكفين هما طاقة الفعل والانجاز إلا فى لوحة رسام الكاريكاتير صاروخان الذى بدا منهمكاً فى الرسم فربما لأنه رسام كاريكاتير مثله يدرك أن قلم الرسم لا يجب أن يغادر يد الرسام .. كما أنه فى معظم معالجته لشخوصة يبعد عين الشخصية عن المواجهة الصريحة والمشاهد فهى تنظر الى بعيد وقد كسا الوجه بحالة من الشجن الداخلى مستخدماً ألوان هادئة فى غالبها اللون الأزرق البارد .. رحم الله الفنان النابغة الذى حمل عشقين داخل صدره لرسام الكاريكاتير الساخر ولرسام البورترية الشجى .
فاطمة على
جريدة أخر ساعة 20 /8 /2014
قصة 30 عاما بجوار الفنان
مصطفى حسين : رسمت مبارك بالشورت فصادروا المجلة
مصطفى حسين فنان من طراز فريد.. يصعب حصر إمكاناته فى كلمات الكتابة عنه تحتاج إلى بحر من الصفحات لا يمكن لاحد الوصول بسهولة لنقطة بداية تكون مركزا للإنطلاق فى الحديث عن صانع البسمة وإمبراطور الرسومات .
لا أعرف من أين أبدأ الحديث عن فنان الشعب ، مصطفى حسين ، هل أبدأ بعلاقتى به وأنا قارئ عادى بالإسكندرية أمسك الجريدة لأنبهر بالخطوط الرشيقة على الصفحة الأخيرة للأخبار خطوط جديدة ليست مألوفة تمزج الأمور السياسية بالحارة المصرية فى براعة وبساطة وبتعبير السهل الممتنع أم من إنبهارى بما يرسمه فى صفحة ` حاول تبتسم التى كان يرسمها كل خميس وإلى جواره يكتب الكاتب الساخر محمد عفيفى للكبار فقط ثم بعدها ثلث الصفحة أسفل الرسم والمقال الذى تم تخصيصه لأفكار ورسوم القراء ليكون كاتب هذه السطور ممن سمحت لهم الظروف بنشر رسوماتهم فيها أواخر السبعينيات .
عندما وطئت قدمى القاهرة لم أكن أعرف أحدا كان هو الوحيد الذى أعرفه باعتباره أول من اكتشفنى فنيا لذا كانت جلستى معه فى مكتبى على مدى سنوات عديدة كلها إنصات وتركيز وتأمل فى حضرة الأستاذ .
نيكسون وعدوية
ذات مرة حدثته فأنصت إلى باهتمام قلت : سمعت عن تناول الصحف لنشر كاريكاتيراتك بالصحف الأوربية والأمريكية أثناء مفاوضات السلام مع إسرائيل ؟
رد قائلا : هذا صحيح أيامها رسمت كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى، يرقص أمام الرئيس نيكسون ويغنى أغنية لعدوية ` السح الدح أمبو ، نيكسون وقع فى الكو ` وكانت وكالات الأنباء العالمية تنقل كاريكاتيرات مصر وعجزت الصحف الغربية عن ترجمة كلام المصريين فى الكاريكاتير إلى الإنجليزية فكتبت ` أوه أوه أوه ..نيكسون وقع فى مشكلة ` .
قصرية القذافى
وفى أخرى سألته عن ظروف نشأة فكرة ` قصرية القذافى ` فى السبعينات التى كان مجرد رسمها يثير ضحك الملايين فقال إنه أثناء اتباع القذافى لسياسة عدائية ضد مصر والرئيس السادات وكان يناصبها العداء عقب مباحثات السلام مع إسرائيل كان السادات يقول عنه الواد المجنون بتاع ليبيا فأعجبنى أنا وأحمد رجب التعبير وتفتق ذهننا عن ` القصرية` التى يستخدمها الأطفال وتفوح منها الروائح الكريهة فاخترتها لتجاور السواد الأعظم من الرسومات التى تهاجم الزعيم الليبى حتى أن وجودها وحدها فى اللوحة كان دالا فاغتاظ العقيد القذافى لدرجة أنه رصد مكافأة كبرى لاغتيالى مما جعلنى مستهدفاً، وكان بيتى مستهدفاً وطول الوقت فى حراسة مشددة .
وسألته مرة ، كيف تسافر خارج البلاد وأنت مطلوب آنذاك من القذافى ؟ فيضحك قائلاً: ` كنت أحمل جواز سفر باسم عباس المصرى ` .
طفل كبير
كان صوته عندما يضحك يملأ غرفة المكتب ويزلزل أركانها ،وكنت أتأمل جيداً هذا الطفل الكبير الذى عرفت فيما بعد كيف أنه لم يرى والده ولا مرة لأنه غادر الدنيا قبل ولادته، لذا أسموه مصطفى على اسم والده ليصبح اسمه مصطفى مصطفى حسين ، وأمده الله بموهبة فذة، وقامة وبسطة جسم، وخصلات شعر ناعمة كأنها مرسومة بعناية فائقة، وهيبة ممزوجة ببساطة شديدة علاقاته النافذة بالوزراء والمسؤلين فى الدولة تؤكد أنه أستاذ علاقات من الطراز الأول .
فى إحدى المرات جاء مكتبه نقيب الأطباء البيطريين، ليناقشه فى رسم كاريكاتيرى رأى فيه تجنيا مبالغا على المهنة وظللت أنا أراقب الأستاذ أخذ يهدئ من غضب الرجل ويفتح معه مواضيع أخرى تحول إلى بلسم ، وقام نحوه مصافحاً بشده وعانقه. وما إن غادر الرجل إلا وانفتح الأستاذ فى نوبة من القهقهة العالية
سألته ما الذى يضحكك ؟
أجاب قائلاً : طوال الوقت كنت أحس الرجل الزائر يحمل بين أوراقه سكيناً سيغرسها فى بطنى انتقاماً ويفر هارباً . هكذا، كانت مخاطر الإرهاب تحدق به مع كل كاريكاتير كان يرسمه .
جمعنا مع شلة من الرسامين والكتاب الساخرين لقاء ، وكان الأستاذ على رأسنا قال: ` تمكنت من الحصول على صفحة إيجار مفروش ` سأطلق عليها اسم ` المرايا` بجريدة مايو لسان حال الحزب الوطنى وبمجرد ان عمل بها ظل يهاجم ويقطع فى ممارسات الحكومة وبعد ذلك كانت المفاجأة حينما وجدناه أول الشهر يمسك التليفون ليطلب إدارة الجريدة مطالباً بصرف ( مكافآت بدل تقطيع ) لزملائه الصغار .
مع غزو العراق للكويت وتحت اسم( كاريكاتير) أطلق الفنان مصطفى حسين مع الفنان طوغان، أول مجلة ساخرة فى الوطن العربى جمعتنا به، وبشلة من الكتاب الساخرين أمثال أحمد بهجت، ومحمد الحيوان ،ومحمد العزبى، وفايز حلاوة ، ويوسف عوف، وعلى سالم ومجموعة رسامين من العيار الثقيل، أمثال الفنان حاكم الكبير وعبد الغنى أبو العينين وتاج وآخرين من النجوم غفل القلم عن ذكرهم كانوا جميعا يعملون حبا فى مجاورة الفنان الذى يملك كاريزما تجعلك تحبه رغما عنك ولأنهم كانوا يعلمون أنه دائماً يملك البوصلة السياسية التى تؤدى إلى نتائج مثمرة فى وقتها .
العدد الممنوع
سألته ما حكاية مصادرة العدد الجديد من مجلة الكاريكاتير ؟
رد قائلا : لا شئ ، رسمت صفحتى منتصف مجلة كاريكاتير على هيئة ملعب كرة قدم، وكل الرموز السياسية على هيئة فريقين، حكومة ومعارضة، وجعلت من الرئيس حسنى مبارك، حكماً معه صفارة ، فالرقابة صادرت العدد، ومنعته من التداول، لأن ترخيص المجلة من لندن فحدثت مشكلة فرفعت الأمر إلى رئاسة الجمهورية أشكو الرقابة وتعنتها، وعندما ضحك الرئيس مبارك من فكرة الكاريكاتير أطلق سراح العدد الحبيس لينفد فور نزوله من الأسواق .
اللحظة التى اتفق فيها مع فكرة الكاتب الكبير أحمد رجب وهما على فراش المرض على رسم لوحة رائعة، لرأس الرئيس السيسى وجسد ملامحه وجوه البسطاء كانت لحظة لونية مشحونة بحالة وطنية مبهرة لا يقدر عليها سواهما تؤكد للشعوب دائما أن الأجساد تمرض وتموت لكن الأرواح المبدعة لا تموت .
هذه بعض ملامح من حوار على مدى أكثر من ثلاثين عاما قضيتها مع مصطفى حسين أستاذى الفنان المناضل .
محمد عمر
جريدة أخر ساعة 20 /8 /2014
|