الدسوقى فهمى عبد الرحمن
- دراسة الفنان للتاريخ المصرى القديم ( الحضارة الفرعونية ) ومعرفته بلغتها ورسومها ، انعكست ولو بشكل غير مباشر على ابداعاته فى لوحاته الملونه .
- كما اتسعت رؤيته الفنية من خلال قراءاته وترجماته فى الادب الفنى العالمى ، اسهمت فى بلورة رؤية خاصة وأسلوب متميز فى لوحاته لا تخطئه العين ، فهو يرسم بتجسيد نحتى متأثر برسوخ النحت الفرعونى فى قوته البنائية .
كمال الجويلى
الدسوقى فهمى يرسم (إيروسيات) الجمال الكامن للجسد البشرى
-هو `كيوبيد`، إله الحب لدى الإغريق باللغة اللاتينية، أو إيروس باللغة اليونانية وهو أيضا فى الأساطير القديمة ابن فينوس إلهة الحب والجمال، هو الحياة فى بهجتها الحسية، هكذا اختار الفنان الدسوقى فهمى اسم معرضه الأخير `إيروس` Eros المقام حاليا بقاعة مصر بالزمالك معتمدا على وحى الاسم المحفز على الانطلاق فى استغراق، لاجئ إلى سحره المخلص من كل أشكال الكآبة والهموم، مبتعدا عن المعنى السطحى.
- ربما كان لنشأة فهمى القروية فى ريف محافظة المنوفية أثر كبير فى ميلاد وتطور أسلوبه الفنى الذى عرف به متناولا فى أعماله معالم الحياة فى كل ما تقع عليه عيناه بأسلوب يميل إلى `الخشونة` فى رسم الخطوط وحدتها وكأنه ينقل بحسه الفنى صعوبة الحياة الريفية وخشونتها البعيدة عن ترف الحياة المتمدنة، فهو تارة يختار رسم حيوانات الريف المصرى فى غدوها ورواحها بقلمه وخطوطه الواضحة الصريحة، وتارة يرسم الجسد البشرى الأثير إلى نفسه بأسلوب واقعى معتمدا على الخطوط القوية والجريئة، فالقلم فى يديه يعرف طريقه، من أين يبدأوالى أين يسير وأيضا أين ينتهي.
-رسومات فهمى تأخذنا إلى منطقة عصر النهضة الأوروبية فى الفن من حيث قوة الخطوط وتناول للمعالم لكن بأسلوب مصرى خالص،فرسومه تحمل بين طياتها شموخا ورثه من تاريخ أجداده المصريين، فنرى أعماله كأنها أعمال منحوتة بالقلم، مستخدما فن الرسوم السريعة `الاسكتش` فى تلخيص ما يراه هنا وهناك، ليكون الجسد البشرى هو البطل فى معرضه الأخير، مختزلا بخطوطه تلك الأوضاع والحركات، الإيماءات والإشارات لأجساد بشرية، نموذجا للجمال الكامن لإبداع الخالق فيما صنعه من خليقة جمع فيها جمال النسب والتكوين.
-على أن الدسوقى فهمى عندما يتناول فى أعماله الفنية الجسد البشرى بخامات مختلفة تنوعت بين الأقلام الرصاص والأحبار وحتى عندما يستخدم فرشته وألوانه فإنه يعزف معتمدا على الخطوط البنائية القوية، يحلل ويرصد منابع الحركة والسكون فيما يرسمه، فنرى أشكاله تارة بأسلوب شديد الواقعية ملتزما بقواعد المنظور والتشريح، وتارة أخرى يرسم بعض أجزاء الجسد بأسلوب هو أقرب إلى التكعيبية، خاصة فى تناوله لبعض الأطراف فى انثنائها وحركتها منظوريا، معتمدا على أن تحتل أجساده تلك مقدمة اللوحة، تسيطر عليها، تاركا السكون والعدم خلفية لأعماله إعمالا لمبدأ `ما قل ودل`.
- ضم المعرض عددا من الأعمال الفنية والتى تنوعت فى تاريخ إبداعها بدأ من ستينيات القرن الماضى والتى تميزت فيها خطوطه بالبساطة مرورا بنهاية القرن الماضى ونهاية بالأعوام القليلة الماضية والتى بدأت تزداد فيها جرأة خطوطه ووضوحها،على أن المعرض ضم عددا من أعماله التى نفذها بالألوان الزيتية وتناول فيها مشاهداته للطبيعة تارة فى ريف القرية المصرية وتارة على شاطئ البحر ويبدو فى أعماله تلك تأثره باللونين الأبيض والأسود فتظهر الألوان على استحياء دون مبالغة فى التجسيم.
أحمد سميح
روزاليوسف 11/ 3/ 2013
معارض.. معارض
- في معرض من اهم معارض الموسم التشكيلى الحالي يصحبنا الفنان الدسوقى فهمى إلى عالمة والذى افترش قاعة بيكاسو بالزمالك في عشرات اللوحات.. امتدت بسحر المرأة ونضارة الزهور .. ومن البداية ربما يكمن التساؤل حول العلاقة بين حواء وبين دنيا الزهور المتمثلة فى عباد الشمس والورد البلدى وعصفور الجنة ..؟! والإجابة شكلتها فرشاه الفنان الناطقة المثقفة والتى عكست هذا التوحد العجيب بين طلة وهلة الأنوثة وبين طلعة الزهور ..فالمرأة كما الزهرة تحمل كل منهما الكثير من صفات الأخرى.. من النضارة والحيوية والاشراق إلى الذبول والانطفاء .. وكأنه يريد أن يقول` شوف الزهور زى الستات لكل لون معنى ومعنى` .
- ولقد اجاد الفنان الدسوقى التعبير بلغة الخطوط والألوان والمساحات فى ان ينقل الينا هذا العبير الذى ينساب من كلتيهما بأسلوب الحوشى الجسور والذى تألق بالأحبار وألوان الجواش.. والذى يأخذنا من أعماق الأعماق الى افاق الافاق.. فلا نكاد نطل على عالمة حتي نفاجأ بهذا الحس الكونى والذى ينقلنا الى ما وراء الاشياء وهو سحر مسكون بالغموض وشفافية الحزن.. يجمع بين الصمت والبوح وبين تلجيات الروح واشراقات النفس.. بدءا من وجوه الاطفال إلى رشاقة حواء فى بداية الشباب وأوج النضوج والتى نقلها الفنان في لوحاته.. بهمومها واحزانها فى ايقاعات عديدة.. فصورها : جالسة.. واقفة .. نائمة.. مسترخية: عاكفة على ذاتها منسحبة الى الداخل .. أو فى حوار صامت مع اخريات كما فى لوحتين احداهما تضم ثلاثة نساء جالسات والثانية تضم ثلاثة واقفات.
- وهو يريد أن يقول لنا ان المراة هى نهر الحزن الدافق من الاف السنين وحتى الان.. وهي الصورة التى تحمل معنى الفناء والخلود فى نفس الوقت.. فهو يجسد فيها تلك المعانى فى ملامس خشنة تارة وناعمة تارة أخرى.. غارقة فى الزمن بالأبيض والاسود ومسكونة باللون وملامس الحرير.
- اما في لوحات الزهور فهو يسبغ عليها ملامح انسانية حيث تطل الاصص داخل لوحاته بزهور تمتد بهذا السحر الخفى.. سحر ينقلنا الى ازمنة سرمدية وافاق عميقة وبعيدة.
- في اعمال الفنان الدسوقى فهمى.. نطل علي واقعية تعبيرية جديدة.. يتأرجح فيها الزمن كبندول الساعة.. بين الماضى والحاضر.. بين العودة المستحيلة الى الوراء واللحظة التى تتسرب من بين ايدينا.. فهو لا يرسم النساء والزهور بقدر ما يجسد الزمن فى اصداء من النغم.
- والدسوقى فهمى تخرج من الفنون الجميلة عام 1963 وقد حصل على دبلوم دراسات عليا ` أثار مصرية` جامعة القاهرة وقد اقام معرضا بعنوان ` الطفولة في مصر القديمة` بمتحف المنيل صور فيه اساطير الطفولة فى مصر الفرعونية.. وله العديد من الترجمات منها ترجمة لرواية امريكا` لفرانس كافكا وقد نشرت قصصه القصيرة بمجلات: الهلال وصباح الخير والكاتب.
صلاح بيصار
حواء 6-3-2004
الدسوقي فهمى: أتعامل مع الألوان بعين الفنان وخبرة عالم الآثار
- معرضة الأخير حمل عنوان ` هكذا تكلم أبو الهول `
هو فنان من طراز خاص، لأنه لم يدرس الفنون فقط ، بل حصل ايضاً على دبلوم دارسات عليا فى الاثار المصرية القديمة منذ أكثر من 30 سنة، وجمع بين حس الفنان وعلم الاثري الخبير بعلوم الاثار، وتأثرت اعماله الفنية بالفترة التي قضاها من حياتة وسط الحفائر والمومياوات خلال عمله بهيئة الاثار المصرية.
كما برع فى استخدام تقنية خاصة في التعامل معه الالوان بخبرة الأثري وعين الفنان وميل اكبر نحو استخدام الفحم وتطويعه سبب اللوحة وحسب انفعاله الوقتي باللحظة التي يرسم فيها، أنه الفنان الدسوقي فهمي.
فى احدث معارضه فى القاهرة يقدم لنا تشكيلة متنوعة من اعماله التي تجمع بين الطبيعة والمناظرة الانسانية فى اطار عنوان واحد هو ( هكذا تكلم ابو الهول)، وقد علمنا خلال لقائنا به انه متعدد المواهب في مجال القصة والادب والترجمة ورسومات الاطفال والرسومات الصحفية.
في بداية حوارنا معه قال:
الرسم عشقى الاول، وهو مجال دراستى أمارسه بشكل حر من خلال لوحات خاصة بي، بالإضافة إلى ممارستي له من خلال رسومات الاطفال فى اعمالهم القصصية، بالإضافة إلى ان رسوماتي صاحبت عددا كبيرا من القصائد والقصص وابداعات كتاب جيل الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، والفن هو رفيقى وعملى الاول على مدار حياتي.
تجربة جديدة
وماذا عن هذا المعرض؟
هكذا تكلم ابول الهول هو احدث معارضي، يمثل مرحلة فنية جديدة في حياتي اقدم من خلالها تجربة جديدة في التقنيات اللونية والملامح وخطوط مسطح العمل, لأنى تناولتها على طريقة الانفعال السريع ، وفي هذا المعرض اتناول مختلف المفردات سواء الطبيعية الصامتة كالورود والزهور بالإضافة للبشر.
ولكن نلاحظ اهتمامك الاكبر بالموديلات النسائية؟
ربما لان المرأة وجسمها له قدرة اكبر على التعبير والتأثير على المتلقي، كما اننى يعجبنى ايضا تصوير الجلسات النسائية وما يدور في حوارهن الهامس، واحب التقاط هذه المواقف وتسجيلها في اسكتشات سريعة ، ثم اعود واطلب من الموديلات أن يجلسن وبنفس الوضع الذي سجلته فى استكتشاتي، وهكذا حتى تخرج اللوحة.
عين خبير الاثار
ولكن من الملاحظ ان ملامح الوجوه وتقاسيم الاجسام النسائية بعيدة عن التشريح الدقيق الذي تعودته العين فى البورتريهات النسائية، فهل لهذا علاقة بدراسة الاثار؟
هى فعلا ملحوظة سمعتها من الكثيرين، وهى حقيقة، فانا عاشق للآثار وولعالم الفراعنة واساطيرهم وعشت، وقتاً طويلاً كمراقب عام للرسم الاثري بهيئة الاثار المصرية قبل ان اعتزال الوظيفة من اجل الرسم والكتابة، وقد قدمت عدة معارض فى اطار اهتمامي بالأثار ، وعشت كثيراً بين الحفائر والمومياوات وربما تأثرت بهذه الملامح لا ارادياً وانا ارسم، واصبحت عينى ترى كل شيء بعين خبير الآثار حتى لو كان جسد امرأة جميلة، كما تأثرت بالأحجار وملمسها وتقسيماتها على الجدران، فجاءت الاعمال ذات طابع قريب من الطابع الحجرى النحتى، ولعشقي للأثار اطلقت علي هذا المعرض هكذا تكلم ابو الهول.
بين الاثار والرسم والآداب والترجمة اين تجد نفسك؟
كل هواية وتخصص من الثلاثة يشغل حيزا من حياتى واهتماماتى، وقد ظللت اعمل بمجال الاثار حتى بداية التسعينيات حيث اعتزلت ، لان حبى الاكبر يظل للتصوير والكتابة ومن اجلهما تفرغت من عملى بالأثار، لانه فى السابق لم يكن هناك وقت كاف لممارسة هذه المجالات الثلاثة معاً ، ولذلك كانت معارضى قليلة .ومحدودة ، اما الان اركز فى الرسم وتقديم ما لدى من افكار كامنة داخلى .
السياسة 3-3-2004
وداعا الدسوقى فهمى.. الفنان والأثرى والأديب
- مولع بكافكا.. وسر الرقم 24 !
- عن عمر يناهز 86 عاما ودع الحياة الفنان الدسوقى فهمى.. عميد المربع الذهبى لأسرة فهمى الفنية: زوجته الفنانة الراحلة عطيات سيد والأبن الفنان إبراهيم وزوجته الفنانة هند عدنان.. وهو صاحب رحلة طويلة فى الإبداع بين سحر الصورة والكلمة.. بديوانه فى لوحات المرأة التى إمتدت بجمال وأناقة تعبيرية من ثلاثيات وثنائيات مع الصور الشخصية.. ونضارة زهورة ومن أجملها عصفور الجنة وعباد الشمس والورد البلدى.. وقد جمع بينهما.. مثلما جمع بين الحيوية والإشراق والذبول والإنطفاء.
- ويظل الجانب الأثرى والأدبى.. فى حياة الفنان فى تنافس مع عالمه التشكيلى.. شارك فى إكتشاف العديد من التماثيل والحفائر.. وكان مولعاً شديد الولع بكافكا صاحب العالم الكابوسى المقبض.. مثلما كان برنارد شو مولعاً بالموسيقى فاجنر فى كتاب بقلمه.. كشف الدسوقى عن عالمه الذى إمتد بين الرواية والقصة القصيرة.. وكانا معا فى النهاية فى لقاء مع الرقم 24.. بينما رحل كافكا فى عمر الزهور عام 1924.. رحل فناننا فى عامنا الحالى.. وبين الرحيل والرحيل مائة عام.
- لغة التشكيل
- أجاد الفنان الدسوقى التعبير.. بلغة الخطوط والألوان والمساحات فى أن ينقل إلينا هذا العبير الذى ينساب بأسلوبه الحوشى الجسور.. تألق بالأحبار وألوان الزيت والجواش.. يأخذنا من أعماق الأعماق إلى أفاق الأفاق.. فلا نكاد نطل على عالمة حتي نفاجأ بهذا الحس الكونى.. وما وراء الأشياء.. وهو سحر مسكون بالغموض وشفافية الحزن.. يجمع بين الصمت والبوح وبين تلجيات الروح واشراقات النفس.. مع وجوه الاطفال ورشاقة حواء فى بداية الشباب وأوج النضوج نقلها فى لوحاته.. بهمومها وأحزانها فى إيقاعات عديدة.. فصورها: جالسة.. واقفة.. نائمة.. مسترخية: عاكفة على ذاتها منسحبة إلى الداخل.. أو فى حوار صامت مع أخريات .
يقول فهمى مفسرا: `الموديلات كائنات على ظهر الأرض وتلك التى تنطلق أثناء طيرانها فى الفضاء أقرب إلى الأحلام.. ولا تقتصر الموديلات على طبقة.. فقد كانت الأميرات والملكات والملوك وباقى الوان البشر العاديين.. مادة لا تنضب ولا تنفذ للرسم بين اللوحات والدراسات والاسكتشات`.
- الأثرى ولغة الفراعنة
- قال لنا إبنه البار إبراهيم حافظ تراثه:
- `كانت إقامة الدسوقى بالأقصر فى الموسم الشتوى.. للحفائر منتصف الستينيات.. حتى منتصف السبعينيات ليعود للقاهرة فى الصيف.. وقد شارك فى إكتشاف العديد من التماثيل والحفائر..أبرزها تمثال `امنحوتب الثالث` مع الأله `سوبيك` فى عزبة `دهمش` شمال أرمنت عام 1967.. وهو معروض حاليا فى مدخل متحف الأقصر.. إلتحق والدى بعد تخرجه من الفنون الجميلة عام 1963.. بكلية الأثار ليدرس المصرى القديم ولغاته.. حتى حصل على دبلوم أثار عام 1973.. وقدم بين قدراته فى الرسم ومعرفته بالمصريات معرضا.. عن الطفولة فى مصر القديمة.. أقيم بقصر محمد على عام 1982`.
- فى بعض أعماله إبدع هذا المزيج.. بين السحر الفرعونى والمصرى الحديث.. كما فى لوحته ` للقارئة` جسد فيها فتاة صغيرة.. جالسة مستعيراً نفس الجلسة والإيقاع لتمثال الكاتب المصرى الشهير.. وله أيضا أعمال لنساء عصريات مع رموز.. من المصرى القديم كما فى لوحته للأمومة.
- مولع بكافكا
- لا ندرى بالتحديد مالسر وراء ولع الدسوقى فهمى بعالم كافكا ` المولود فى تشكوسلوفاكيا وكان يكتب بالألمانية`.. هذا العالم المأساوى الميتافيزيقى السيريالى.. بعد روايته الأولى ` المسخ` التى غيرت خريطة العالم.. نشرت عام 1915.. ما دفع ماركيز بعد قراءتها إلى الكتابة.. ترجم كاتبنا الراحل.. هذا المسخ.. حين يصحو `جريجور`.. وقد وجد نفسه تحول إلى حشرة ضخمة.. وكان معتاداً أن ينام على جانبه الأيمن ولم يكن فى وسعه أن يستدير فى حالته الراهنة.. وقد حاول مائة مرة ولكن كان ينقلب على ظهرة.. تطرقت رواية المسخ إلى الغربة والأغتراب.. والأحساس بعدم الأمان.. بمثابة إنعكاس لقسوة الحياة المادية.. فى ظل نظام رأسمالى يتجرد من الإنسانية.. وتوالت ترجمات فهمى لكافكا وظل طول حياته متأملاً لعالمه .. كما فى ` إستعدادات لعقد قران فى الريف` و`رسائل إلى ميلينا` و` القضية` وغيرها.. حتى روايته الأخيرة ` أمريكا` القارة التى لم يزرها.. وهى مسرح لشخصيات من أوروبا الشرقية والغربية.. ومع كافكا نوع الدسوقى.. فى ترجماته كما فى دراسات لجوستاف يونج ..عن بيكاسو ورواية عوليس لجيمس جويس.. وكانت له أيضا قصصه القصيرة التى من بينها `خط الاستواء البارد` ما قاله فيها بما تنساب من عذوبة: `.. ورحت فى سكون حجرتى المغلقة أتخيل النهر وبذور عباد الشمس وماكينة الدراس.. وبيتنا الذى فى البلد وشجر الصفصاف والكافور.. والأعين الريفية العميقة والمبتسمة والقلق الذى فى المدينة.. والزجاج والوجوه الشاحبة`.. وبين النشر فى صحيفة المساء والنشر فى كتاب كانت رسومه دائما مصاحبة لكل كتاباته .
- عمل فناننا لفترة طويلة فى إذاعة البرنامج الثانى `برنامج قصيدة وفنان` ما مكنه من ترجمة ألاف القصائد.. التى تتناول لوحات التصوير والأعمال الفنية.
وإذا كان العالم حاليا يحتفل بمائة عام على رحيل فرانز كافكا.. فنحن أيضا نحتفل معه.. وبعالم الدسوقى فهمى.. نتأمل عالمه التشكيلى ونقراً دنيا كافكا كما نقلها إلينا بعين الفكر.. سلام عليه وتحية إلى روحه.. بعمق ما قدم من تنوع وثراء فى الإبداع.
بقلم : صلاح بيصار
جريدة : القاهرة 17-9-2024
|