- يواجه الفنان مسئولية متراكمة عندما يتخذ قراراته الجمالية .
- ومن بين تلك الرموز الخالدة فى ضمير كل البشر فى كل مكان .. أهرام الجيزة بثالوثها المبهر ووقارها الرصين وإعجازها الأبدى.. اختارتها الفنانة زينب خليل موضوعاً لحوارها الملون مع الأشكال ومع الرموز .
- فبعد أن دأبت على التعبير الرومانسى عن الزهور فى أصصها وعن الصور الشخصية برهة تنبهت الى ضرورة اتخاذ خطوة شجاعة، خطوة تحول باشرت فيه حواراً جديدا مع هياكل الفراعين الموحية وكيانها الخارق فى صحراء هضبة الاهرام المنبسطة .
- وفى تلك المختارات المعروضة من بين عشرات الأعمال التى حجبت عن العرض، نلمس توفيق الفنانة فى بحثها الدائب حول النسيج التشكيلى المندمج لعناصر كل عمل على حدة، وتوافق المجموعات اللونية مع ثرائها النوعى فتلك الأعمال تنم عن سيطرة رائعة على الخلطات اللونية لكل عمل على حدة وعن شخصية مشتركة من الوجهة اللونية على المعرض ككل .
- بيد أن أهم ما يميز تلك الأعمال هو التنوع الشديد ضمن وحدة كاملة تضم المجموعة برمتها ففى كل لوحة بحث خاص عن تكوين العناصر بذاتها ومعاملتها لونياً وبنائيا فى اندماج مع عناصر ثانوية معمارية أو بيئية مكملة فمن المبانى الحجرية لمعابد سقارة استقت عناصرها المعمارية ، ومن هضبة الاهرام وأطياف السحب الحالمة استمدت عناصرها البيئية .
- إن القبول الذى تواجه به تلك الأعمال والاقناع والإعجاب لا يجب أن ينحى أنظارنا عن تفرس العلاقات التشكيلية الرصينة التى صاغت بها الفنانة زينب خليل ( موضوع حوار مع الهرم ) بما يحويه الحوار من نزعة تأملية متفلسفة ، ومن صياغة ميسرة تخبىء من ورائها محاورات تشكيلية عويصة ومن تفهم لزوايا الاتجاه ولتوازن وديناميكية العمل الفنى .
- وتتراوح الأعمال عند تصنيفها بين المناظر الطبيعية المكثفة بشفافية لونية خاصة ، وبين المحاولات الأكثر جرأة تجانساً خاصة تلك الأعمال التى تعرض فيها أشكال الأهرام جامات افقية من السحب ممتدة ومتقطعة عبر الحيز الكلى للوحة، أو مارقة فى أقواس بيضاء شديدة على أرضيات زرقاء بنفسجية ، توحى بالبعد الزمانى المتباين مع البعد المكانى الثابت للأهرامات القابعة على هضبتها والرامزة لزمان عتيق .
- وبعد تلك هى الخطوة الاولى للفنانة زينب خليل تفتح امامها مجالا أرحب للمزيد من الابداع والتقدم .

د/ مصطفى الرزاز

حوار مع الأهرام

- تعود الينا الفنانة زينب بمجموعة جديدة من أعمالها التصويرية ، التى وإن كانت تتصل وترتبط بموضوعات ومنطلقات معرضها السابق، إلا أنها فى نظرنا قد أضافت الكثير الى طريقة التعامل مع هذا النوع من الموضوعات التى تستلزم قدراً كبيرا من الشفافية .
- لقد تمكنت الفنانة فى عذا المعرض من الاقتراب تقنيا وروحيا من كوامن هذه الموضوعات التراثية والمثيولوجية ، وجاء هذا الاقتراب من خلال امتلاك دفعات اكثر حرية. لقد تنازلت عن التقاليد المضمونه ودخلت فى منطقة التعامل مع مسارات ومشكلات الكشف والاكتشاف، الامر الذى أسهم فى حضور الفنانة فى اطار جديد اكثر حرية واكثر رهافه واكثر اقترابا من كنوز الروحانية .
- تحية لانسياب وتدفق هذا القدر من المشاعر الصادقة .

د/ فرغلى عبد الحفيظ