الخامات البيئية .. ورؤية الفنان المبدع
- اثرت البيئة بخاماتها الطبيعية منذ الازل وما زالت تثير على الدوام خيال الفنان التشكيلى مما يحفزه دائما على التعايش والتواصل معها ، كاشفا عن امكاناتها الشكلية والبنائية باستيعاب تقنية تكوينها سعيا لتوظيفها على الوجه الامثل فى اعماله الفنية واضعا فى المقام الاول احترام طبيعتها لاحداث التوافق والمعايشة بين انسجتها ككل متكامل مع عضوية بناء العمل الفنى .
- ان تاريخ الابداع التشكيلى يؤكد دائما على وجود تلك العلاقة الحميمة التى تربط بين الفنان وخامات بيئته والتى من خلالها استطاع الفنان المتميز وذو البصيرة النافذة الغوص والكشف عن الشكل والمضمون ومدى ملائمته لطبيعة العمل الفنى ، بل ان قدرة الفنان تقاس بمدى توظيف امكانات الخامة لكى يكون لها الدور الهام والحيوى فى بناء عمله الفنى .
- والفنان الدكتور / سليم محمد من المهتمين بالخامات البيئية وكيفية توظيفها فى انتاج أعمال فنية ، وله العديد من التجارب والدراسات فى هذا المجال والتى استطاع من خلالها الكشف عن المبتكر .
- والاعمال المعروضة تعد مثالا متميزا ومنفردا للمعايشة الصادقة والتى مر بها الفنان متبعا منهجا علميا وفنيا للكشف عن امكانات العديد من الخامات وكيفية توظيفها مع بعضها بتوافق عضوى بالغ المهارة .
- فمعالجات الاعمال الفنية المعروضة تؤكد على انه يملك بصيرة نافذة للصفات التكوينية والفسيولوجية للخامات ، ويدرك مدى تطويعها بتقنية عالية تتوافق مع الموضوع المراد التعبير عنه مما يساهم فى جودة تشكيل الاعمال الفنية التى تنوعت بين المجسم والمسطح .
أ.د/ حمدى عبد الله
عميد كلية التربية الفنية