تصوير سيريالى بأتيليه القاهرة

أقيم مؤخراً بأتيليه القاهرة معرض الفنان `إيهاب مناع`، والذي جاء تحت عنوان `نقوش على جدار الصمت`، بقاعة `محمد ناجي`.
صراع درامى
أهم ملمح من ملامح لوحات الفنان `إيهاب مناع` هو الصراع، أو البنية الدرامية للوحة، والتي تشكل إيقاع العمل الفني، سواء من خلال توزيع عناصر اللوحة … أماكن الشخصيات وأحجامها، الخلفية التي تعكس خبايا هذا الصراع في نفوس الشخصيات، ومقدمة اللوحة التي يتصدرها العنصر البشري، وإن كانت الوحوش والحيوانات التي تتصارع مع وجوده قد تشاركه مكانه في صدارة العمل الفني.
فهناك حالة دائمة من المقارنة والاختلاف بين النفس الإنسانية والحيوانية، إضافة إلى التباين ما بين شكل الحياة البدائية التي توحي به اللوحات، وبين الملابس الحديثة للإنسان، وهو زمن التحضر المفقود. كما أن الحركة المُقيدة دوماً للإنسان تقابلها حركة حرة وثقة كبيرة لدى الحيوانات التي تظهر باللوحات … حيوانات مفترسة كالنمر ووحيد القرن، بينما الإنسان ــ سواء رجل أو امرأة ــ يبدو في حالة خوف وقلق من هواجسه، فهو إما يعطي ظهره، أو يومئ في استكانة وذنب.
زمن الحلم أو الكوابيس هو المُسيطر على اللوحات، هناك خطيئة خفيّة، لا يواجهها أحد، ويريد الهروب منها، دون أن يستطيع. وعن طريق اللون الرمادي وتدرجاته .. يحاول الفنان أن تصبح لوحاته أشبه بالأحلام، فلا توجد أحلام ملونة ألواناً مُلفتة، بغض النظر عن كونها مُبهجة أو حزينة. حالة الرماديات هي حالة ثبات واستقرار، أكثر منها حالة تغيير/فعل، وبالتالي … ستظل هذه الهواجس وهذا الصراع قائماً في النفس الإنسانية، دون أن تستطيع النجاة، فالعالم المُربك الذي تحياه الشخصية الآن يجعل المسافة بين ما كان وما يجب أن يكون تكاد تنعدم.

محمد عبد الرحيم

جريدة القدس العربى - القاهرة 24 - 8 - 2014

إيهاب مناع .. نقوش على جدران الصمت بأتيلية القاهرة - قاعة محمد ناجى

رحلة الإرتقاء بين الأمل و الألم .. الإرتقاء و السمو و الصعود إلى أعلى .. و أحيانا تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن .. فتكون لحظات .. هزيمة .. إنتصار .. توار ..إنكفاء على الذات .. و إنسحاب من الحياة بكل مفاتنها و أهوائها .. كما أن رحلة الحياة هى صراع أزلى لم و لن ينتهى بين الرجل و المرأة .. بين الذكورة و الأنوثة كل منهما يحاول السيطرة على الآخرو إثبات أنه الأصل ... فأنا الأهم و بدونى لن تستمر أو تستقيم الحياة .. الذكورة تقول أنا القوة أنا العضلات المفتولة .. أنا المنوطة بإطعام و كساء و إيواء الأسرة ... بينما المرأة تقول أنا الحب و السحر و الجمال و أسرار و خبايا العطاء .. بدونى تكون حياة الرجل جافة خشنة مكفهرة .. أنا من يرعى الوليد و يربيه
من بين كل المحاور التى طرحتها سلفا يأتى سيل من المعانى و الأفكر فى معرض الفنان / إيهاب مناع و الذى أسماه ( نقوش على جدار الصمت ) إنها رحلة داخل فكر و قلب و عقل الإنسان .. كيف يعيش و يتعايش مع نفسه أولا ثم كيف يتعامل مع من حوله .. رحلة طويلة نفذت تشكيليا بالأبيض و الأسود و بالقلم الجاف الأسود و ربما بالحبر الشينى أحيانا .. إيهاب إستخدم الأسلوب التعبيرى و يقترب كثيرا من عالم السريالية و أحيانا يغوص فيه بعمق و بعذوبة و شاعرية و ربما ضاعفت من شاعرية الفنان كونه أهتم بدراسة الموسيقى .. و حصل على دبلوم الدراسات الحرة فى الموسيقى العربية من معهد الموسيقى للدراسات الحرة و هو ابن الموسيقار / المرحوم أحمد مناع .. الأستاذ بنفس المعهد .
لعل اقوى ما قدمه الفنان هو الصراع الذكورى / الأنثوى فى رحلة الحياة .. التناعم بينهما أحيانا ثم التضاد أحيانا أخرى .. رحلة الحب و التناغم و رحلة الصدام والتنافر .. كل يكمل الآخر و للأسف لا يدرى الطرفان أنهما متساويان و بدون أحدهما تتوقف الحياة .. تلك فلسفة بديعة جسدتها ببراعة ريشة الفنان / إيهاب مناع

مجلة الخيال

الفنان إيهاب مناع ....هو فنان هادئ يعشق القلم وينسج الخط ليصنع بنائيات لمساحات تتباين في درجاتها وتتجاور وتتشكل في ظل وكأنها ألوان تقدم وتؤخر تصنع العمق والمنظور في بنائية تجمع بين الخيال والأسطوره ... رموز وأشكال تبدو و كأنها مستمده من جذور الواقع منبثقه من أرض الحضاره محمله بفكر ومفاهيم الفنان الذى يحمل الموهبة وأصقلها فكره ورؤيته والدراسة والثقافه والممارسه ... أعمال تنم عن الإصرار والصدق ...أعمال تحمل تقنية عالية في الأداء تمثل الإبهار أعمال نسجها مع الزمن ..وقد استغرق كثيرا في بنائها ......تنتقل من عمل إلى آخر عبر حاله شعوريه رومانسيه حالمه خالصه لكل لوحه تجمعها روح الفنان المبدع .... إنها أحلام على السطح الأبيض أطياف تتكون وتتصارع حتى تصبح رؤية واقعيه ....تحية لهذا الابداع ولهذا الفنان .

الدكتور / محمد اسحق عميد كلية التربية الفنية