نجوى أحمد العشرى
- الوان دافئة.. فى حركة.. فى انفعال.. فى ترقب.. تتعانق وتتجاذب مع خطوط سوداء.. كانت لا شك حروفا.. أو موسيقى.. ثم قررت فى اللحظة الاخيرة أن تصبح لغة تخاطب تشكيلية .
- نجوى العشرى.. ليست فنانة تجريدية.. فأنت تلمح فى لوحاتها .. نوافذ نوبية تطل عليك.. مفتوحة العيون على طبيعة هى مزيج من واقع وخيال.. وكأن الفنانة قد سافرت الى اطراف بلدنا الرحبة على فرشاة، غمست الوانها فى السماء والخضرة والبحر والارض والجبل .
- إنها تقدم لنا رحلة على أرض بكر .. لم تمر منها أقدام من قبل.. لنكون نحن رواد هذه الرحلة الاولى.. حتى لو كانت قد سبقتنا فى الوجود.
- مرحلة من الاحساس والاجتهاد الفنى والعطاء فى مجموعة من اسرة ممتدة الافراد.. فى عائلة من اللون الممتد الى الأعماق حيث لا توجد وجوه.. ولكن نقيم عائلة !
يوسف فرنسيس
- تستلهم الفنانة الطبيعة بحس تجريدى ورؤية تخرج فيها بين الواقع والحس الجمالى العام بالعلاقات اللونية وبخاصة الألوان الساخنة والبقعة القرمزية .
الناقد / كمال الجويلى
-هناك نهجان أساسيان فى إدارك الوجود.. يتصارعحولهما الإنسان منذ قيامه - فى التأمل والتفكير العقلى والفلسى كماهو موجود فى الفنون التشكيلية..نهج واقعى يتمثل فى الجهد المبذول لتصوير الحياة.. كما هو ماثل بشكل مادى حولنا..ونهج أخر مثالى.. ماثل فىحواسنا وعواطفنا وعندما ظهرت آلة التصوير الضوئى تأكد النهج المثالى القريب من مصادر الإحساس وانطلاق العنان للعواطف فى المظاهر الفنية.. وتعددت مدارسه.
- فإذا شاهدنا أعمال الفنانه نجوى العشرى.. نجدها قد احازت.. للفن الذى يتطلب تركيبا أكثر بساطه.. أو بعبارة أخرى.. يتطلب شيئا يستهوى العين قليلاً .ويستهوى الروح كثيرا ..ألا وهو الفن الا موضعى..أو الا شكلى..كما يطلق علية البعض.
- فهى الا ترتكز على الطبيعة والواقع .. ولكنها تصب اهتمامها على التعبير عن خلجات روحها ..ونفسها..معمتدة اعتماداً كليا على اللون.. ليس من حيث هو للزينة.. أو كوسيلة لتكوين الأشكال المرسومة.. ولكن من حيث هو قوام ذو كثافة.. موضوعية لاحساساتها.. ونبضاتها.. وإالهاماتها..
- هذه المعادلةالصعبة.. التى قد يراها البعض فيرفضها.. أو يتقبلها الآخر ويستمع بها.. وهنا تقف حرية الرأى.. وجهة النظر ميزانا عادلا..يعتمد على ذوق وثقافة الملتقى.
محمد حمزة
- يمكن أن نطلق على أسلوب الفنانة الرومانسية `نجوى العشرى` التجريد الجمالى.. باعتبار أن العنصر الرئيسى الذى يفرض نفسه على ممارستها الإبداعيه فى كل لوحاتها منذ بداياتها الأولى وحتى تطورها الأخير الملموس فى أحدث معارضها هو البحث الدائب عن جماليات الشكل من خلال ما يترسب فى المخيلة من إيحاءات الرقيقة وأجواء الحلم المعطر بتنغيمات متتالية فى تصعيد لا ينتهى بغير تكرار ،يكاد يوازى جماليات الزهور والورد فى أعياد الربيع.. وكأنما هى باحثة دؤوبة فى مجالات تجميل الحياه والكشف عن وجهها المشرق تستخلصه من بين تفاصيل عديدة وتراكمت فاتحة وزحام بلا حدود ..`.
- هى تصفى كل هذا الواقع بكل جفافه وتستخلص منه بلورات مضيئة هى لوحاتها حتى يستشعر الملتقى ذلك الوجه الآخر للطبيعه الذى كاد يختفى تحت الركام .
- من بين سمات أسلوبها انسياب التشكيل فى ليونه ومرونة وطلاقة ..بغير قيد لحركة التعبير الحرة ، سواء مع الألوان أو الأشكال ، تصل بالمشاهد الملتقى الزائر لمعرضها الجديد الاخير إلى الاحساس بأنه فى رحلة `ربيعية` تنسية خلالها كل شئ إلا أنه فى حلم يقظة جميل .. أعمال `نجوى` تيسر فى تصعيد موسما بعد موسم وعاما بعد عام ،تقدم من خلالها مهرجانا لونياً تشكيلياً ، تنساب فيه موسيقى الخيال.
- لوحاتها دعوة للتأمل.. إجازة قصيرة خاطفة من ضجيج الواقع وتكدس ضغوط الحياة.
كمال الجويلى
- كأنما أنت تطل من شباك من إبداع الفنان لترى دنيا من صنعها..دنيا لونية متداخلة برقة.. ومتآخية بوعى..مع خلفية تراثية .. بها إيقاع الدفوف .. وكأنك ترتدى جلبابا جنوبيا أبيض القلب جوار بيوت بيضاء على صدرها ألوان الشمس والنهر .. والقمروخطوط الأشجار والنخيل .. ونقش الحنه ووشم الكفوف وزخارف البيوت ودندشة العباءات وغنمة الشيلان ودلع الحلى والخلاخيل والأساور والعقود .. وحتى ورود المناديل بأوية .. هى دنيا فنانة تحتفى بالبهجة التراثية وتبتهج بثراء الموجود .. فمن هذه الحديقة التى تطل عليها من شباك الفانة فيها جمال نفتقده فهى تزيح ستائر الضيق وتفتح حتى من تلك الشبابيك أبوباً!.. فما البصر يكفى .. لا احتجنا بالفعل إلى إيجابية الحركه وصحة المشاركة .. وفيما وراء الصورة القاتمة الموجودة مازال قابعاً ذلك الجمال البسيط القادم من فطرة الأصول وجذور ماض عريض .. مازال ساكنا فينا .. ومعنا.. وحولنا .. وبنا .. بنا فقط يجب أن يظهر .. وهى هى `نجوى العشرى` تلوذ بنا وبنفسها إلى الجنوب، حيث امتداد بهجة الاجداد كما قلت فى تفاصيل مزغردة .. مبتسمه فتأتى لوحاتها سهراية سمر .. ومغربية ود وسط صحن بيوت الدفا أو على شط النيل ، حيث مراكب الروح تسبح لتصطاد رزق اللحظة المبتسمة .. هذا ليس معرضا ولوحات ومشوارالفنان يمسك تلابيبنا لإدخالنا عالمه المطلسم المتأنى والمبتعد عن ناسه .. متحدثا بلغة صناعية متكلفة أبجديتها لا يعرفها حتى كاتبها .. هذه مناجاة وهمس وغنائية لذات ملتحمة بالموجود وبالوجود .. إننى أعرف معاناة `نجوى العشرى ` ونضالها الأسبوعى كى تكتب لنا عن الحركه الفنية .. تقود كبارها وتشجع شبابها وتتابع كل جديد فى فنوننا .. لهذا أحيى فيها تلك القدرة الإسعادية .. والتى تظهر فى لوحاتها التى طبعاً لا تخلو من الانفعال .. وهل الفنان والناقد إلا كتله اتقاد تشعل للغير مصابيح دربه وهديه .. تحية معرض نجوى العشرى بمركز الاسكندرية للابداع .
إبراهيم عبد الملاك
|