- فى عام 1936 شهدت القاهرة المعرض الخاص الأول للمثال الشاب عبد القادر رزق، وكان هو المعرض الوحيد الذى أقيم أثناء حياته بقاعة جماعة الاسايست بممر بهلر .
- وقد جاء هذا المعرض تأكيداً لموهبة مثال جديد ومصادقاً لأمل تعلقنا به حين عرض لأول مرة مجموعة من تماثيل الأشخاص فى صالون القاهرة عام 1934، ونال ميدالية فن النحت من جمعية محبى الفنون الجميلة.
غير أن بعثة المثال إلى روما وباريس ، وما اعقبها من تحولات، باعدت بينه وبين المعارض فقلت مشاركته، وشغلته مسؤليات المناصب الرسمية عن مواصلة ابداعه.
- إن معظم انتاج `رزق` يرجع إلى السنوات الست الأولى من حياته الفنية بين عامى 1933، 1939 - وهو يزيد عن ما بدعه الفنان فى الثلاثين عاماً التالية من حياته .

بدر الدين أبو غازى

- يذكر للفنان عبد القادر رزق دوره الوطنى حيث شارك فى حركة الفريق عزيز المصرى المناهضة للأستعمار الإنجليزى خلال الحرب العالمية الثانية، حتى يقال أنه كان يخفى الفريق عزيز المصرى فى بيته بعض الأوقات عندما كان هارباً من سلطات الاحتلال الانجليزى، وبالطبع انعكس هذا الموقف السياسى فى اعماله وفى نشاطه حيث اصطبغت تماثيله بصبغه قومية ومحلية .. وفى عمله الادارى اتاح الفرص لأجيال من الفنانين على مختلف اتجاهاتهم ليقدموا صوراً من نشاط مصر الفنى فى الخارج .
- وقد ساهم فى إنشاء قسم الدراسات الحرة بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وقد نجح من موقعه كمدير لأكاديمية الفنون الجميلة المصرية بروما فى إقامة جناح خاص لمصر فى بينالى فينيسيا الدولى عام 1950، ومن ذلك التاريخ تشترك مصر فى هذا المعرض الكبير بانتظام بحكم ملكيتها لهذا الجناح .. وقد أعاد الحياة إلى الاتفاقية بين مصر وإيطاليا بشأن تخصيص أرض فى حدائق بورجيزى بروما بإقامة مبنى خاص بالأكاديمية المصرية للفنون الجميلة، وذلك بعد أن كانت قد الغيت هذة الإتفاقية عام 1937 .
- وكان للفنان تأثير واضح ونشاط ملحوظ فى حركة فن النحت المصرى طوال الفترة الممتدة من منتصف الثلاثينيات إلى منتصف الخمسينيات، ويمكن اعتباره على رأس الجيل الثانى من المثالين المصريين الذين يشكلون بانتاجهم المرحلة الاكاديمية فى فن النحت المصرى.
- هذا وقد تميزت اعماله باستلهامها للروح المصرية مع الرصانه والمهارة فى الأداء ، وقد كان استاذاً لعديد من المثالين .. ويوجد تمثال نصفى لطلعت حرب باشا معروض فى صالة بنك مصر بالقاهرة.. لقد تفوق الفنان فى نحت التماثيل الشخصية (البورتريه ) .

د./ صبحى الشارونى