أماكن معتمة ومضيئة واستدعاء مضن للذاكرة
- الفنان مجدى حنا مصور متميز مارس الفن من خلال الكاميرا وأصبحت هى فرشاته التى يعبر بها عن رؤيته ، فمن خلال معرضه الخامس والثلاثين فى غاليرى التذوق فى الاسكندرية .. والذى افتتحه د. مصطفى الرزاز رئيس هيئة قصور الثقافة المصرية يقدم تجربة واعية امتزجت فيها روح الفنان واحاسيسه بآله التصوير ليقدم لنا رؤية ناضجة عن مشاهد ومعالم الاسكندرية .. يبدو وكأنه كان يرسم والمشهد أمامه فجاءت صورة أكثر كثافة وممتلئة بالاحساس والنعومة والعاطفة , ولقد ساعد على ابراز ذلك بوجه خاص تأمله للمشهد بهدف التمكن من التقاط لمحات فنية متميزة حتى ولو كلفه الأمر تصوير المشهد ذاته مئات المرات فقد تتغير القواعد وتتعددد ويصبح المشهد المصور بدوره بحثا حول الاضاءة والتكوين الفنى المناسب للعمل .. فاستراتيجية تقدم أماكن وأشياء معتمة أو مضاءة عملية استدعاء للذاكرة ومجهود مضن للبحث عن قيمة فنية رفيعة لاعادة بناء أشكال منظمة فى تكوين معمارى فنى .
وصور مجدى حنا المنتشرة على جدران القاعة تترجم على أنها تساعد على استيعاب رؤى انسانية .. افتراض مشهد وكانه أضفى عليه الصبغة الانسانية .. فتصوير مكان ما مثل قلعة قايتباى الشهيرة تطلب من المصور استخراج بيئة محيطة لانهاية لها ، واقتياد المساحة المرئية الى أدق التفاصيل أو الغاء بعض هذه التفاصيل .. وكذلك الأمر عندما يتعلق بوصف صورة بانورامية أو وصف بناء معمارى كمسجد القائد إبراهيم أو قصر المجوهرات أو نصب الجندى المجهول أو بامعان النظر الى موجه للبحرآتيه فتتناثر عقب ارتطامها بصخرة فان الصورة تتبع نظما شعرية معينة .. وكذلك فى صورة الصخور المتناثرة على أحد الشواطئ خاصة بالنظرة ذاتها فهى تعكس العناصر الوظيفية للرؤية وايضا تؤثر على حالة الابداع وعلى فترة الانتظار للحظة المناسبة وعلى حتمية التحقق من التغيرات الطارئة على حركة الموج عندما يرتطم بالصخور ، فاجراءات وأمد التنفيذ مختلفة الإ انها تستجيب كلها لحتمية `صنع اللقطة ` لابداع صور تخضع للمرجع أو العامل الخارجى ولكنها قادرة على الاطلاع على الحقيقة من خلال المصفاة النقية لعين المصور المدربة ، فالمشاهد عنده تعنى خلق تأملات جديدة داخل المشاهد نفسها أى ابداع صيغ جديدة من المشهد نفسه ..
وفى خلال تجواله داخل المعرض تقول عنه الشاعره ايمان شوقى وهى من المهتمات بفن التصوير الضوئى .. اسعدتنى جدا هذه اللقطات المعبرة فالمصور فنان ولقطاته مميزة وله أسلوب وتقنية خاصة فى اتخاذ الزاوية .
واختيار الوقت المناسب وكذلك فتحة العدسة.
أما هند أبو العز الحريرى رائدة المعارض والفن التشكيلى فتقول ، هناك من يكون رد فعله عاطفيا بالنسبة للمشهد وهناك من يقوم بتحليل علاقات المشهد الصوريه .. ومن يحيى ذكرى الطبيعة ، وهناك من يركز على تاريخ المشهد ، وهناك من يحب هنا ` كوكتيل ` من كل هؤلاء فلذلك صورة لها مذاق خاص وعبق خاص وفى هذا المعرض استطاع ان يعود بالحنين الى الماضى الجميل للاسكندرية ، ويعرض مشاهدة الرائعة على جمهور محب للفن والجمال .
والفنان مجدى متخصص فى تصوير العمارة والآثار والمناظر الطبيعية نال شهادات تقدير من المركز الاعلامى الكويتى فى القاهرة فى اكتوبر 1997 ومن الجمعية المصرية للتصوير فى موضوع ` اسلاميات ` 1996 ومن مكتبة مبارك فى الجيزة 1996 ، ومن الحكومة التونسية 1995، ومن وزير الثقافة فاروق حسنى والمركز الأميركى 1994 .. وقد دعته الحكومة الكويتية لتصوير تراثها ونهضتها الحديثة فى مايو 1997 كما نال عددا وافرا من الجوائز التقديرية المحلية والعالمية .. ولقد أقام معرضه ` الجمال فى الكويت ` بقصر التذوق فى الاسكندرية فى سبتمبر 1997 .. ومعرض ` جولة فى الكويت ` بقصر الثقافة فى المنصورة ، الذى افتتحه سفير الكويت فى مايو 1997 .. كما قال بعمل 11 معرضا فرديا فى الولايات المتحدة الاميركية .. وألقى 467 محاضرة بها تحت عنوان `مصر الماضى والحاضر ` بمصاحبة مئة شريحة ملونة ..
ويأتى معرضه الأخيرالذى يحمل رقم (65) ضمن سلسلة معارضه التى حازت على التقدير والاعجاب !! وفى وقفه على هامش معرضه قال .
عندما دعتنى حكومة الكويت عام 1997 لتصوير تراثها وحضارتها الحديثة ادركت أننى فنان متميز لأن دعوة بهذا الحجم تعتبر تقديرا للفنان .. كما أن السفير الكويتى حضر معرضى عن الكويت فى المنصورة ونلت منه تقديرا فائقا ــ عدا معرضى `الجمال فى الكويت ` و`جولة فى الكويت ` اللذين حازا على التقدير الفائق ..
السياسة : 8-9-1998