يعتبر فن الخزف واحداً من أقدم الفنون التى عرفها الإنسان، كما أن حضارة مصر القديمة تعد أقدم الحضارات الإنسانية ارتباطاً واكتشافا وابداعاً لفن الخزف منذ ما قبل التاريخ وعلى مر العصور ابتداء من العصر المصرى حيث توصلت عبقرية الخزاف المصرى القديم إلى إبداع أنماط فريدة ومتميزة فى صناعة الخزف منذ آلاف السنين فمروراً بالمرحلة القبطية الزاخرة بالفخار المطلى والمزخرف بزخارف هندسية أو نباتية أو حيوانية أو آدمية وصولاً إلى العصر الإسلامى الذى شهد تألقاً وبراعة وتفرداً فى تعامل الفنان المسلم مع هذه الخامة التى طوعها وجعلها تبوح له بالكثير من أسرارها .
ويعتبر العصر الفاطمى بمثابة العصر الذهبى لهذا الفن وهذه الصناعة حيث تم لأول مرة استخدام طريقة الطلاء والزخرفة المعروفة بـ ( البريق المعدنى ) وبعد عصور من الجمود والتوقف عن التطوير والإضافة استطاع الخزاف المصرى الرائد سعيد الصدر1909 – 1986 أن يعيد إلى فن الخزف المصرى مجده وريادته من خلال بحثه الدءوب وتجاربه المستمرة ، وفى محاولة لإقامة جسور بين فنانى مصر من الخزافين وغيرهم من فنانى العالم تم إنشاء مسابقة دولية لفن الخزف وتستضيفها مصر كل عامين ( بينالى القاهرة الدولى للخزف ) بهدف إتاحة الفرصة لمزيد من الاحتكاك بين الخزافين المصريين وأقرانهم من مختلف دول العالم وإلقاء الضوء على آخر المستجدات والأساليب الحديثة والرؤى والأفكار فى هذا الحقل الفنى بنواتجه المختلفة من أوان ومجسمات وتشكيلات خزفية وبحيث يصبح هذا الملتقى مناسبة وفرصة لتبادل الخبرات والآراء .وكانت الدورة الأولى لهذا البينالى قد أقيمت عام 1992 بمشاركة 25 دولة ثم تضاعف عدد الدول المشاركة فى الدورات التالية ، ثم نشأت فكرة إنشاء متحف الخزفيات والتشكيلات المجسمة والذى يحتوى على عرض متحفى لما يزيد على 5000 عمل فنى لفنانين من حوالى 47 دولة من قارات العالم الست وهذه الأعمال تعكس أحدث الاتجاهات والصيحات والتقنيات فى هذا المجال.