- ان للفرشاة فى يد المصور لغة خاصة بها وكذلك العجائن اللونية والزيوت والأحبار والخامات على اختلاف أنواعها لكل خامة اشعاع `معنوى` من نوع خاص ولكل منها صوت متميز مثل أصوات آلات الأوركسترا على أختلاف طبائعها إذا أجاد الفنان المبدع تسخيرها والسيطرة عليها استجابت النفس لأقاويلها وحدث الحوار والتجاوب السحرى بين المبدع والمتلقى وهذا هو ما قصده الفنان `مصطفى عبيد` ويعتبره بحثا فى لغة الخامات وقدراتها المختلفة بغير لجوء إلى الادبيات أو الشعارات الخطابية ليتستر وراءها كما يفعل بعض الفنانين لكى يخفوا `أميتهم` التشكيلية التى شاعت بين الكثيرين
- ولا ريب أن الفنان `مصطفى عبيد` يحرص أن يزامن عصره ويعايش مجتمعه ويتفاعل مع بيئته الحضرية بكل ضجيجها وزحامها وتلوث ولا محتوياتها فهو كواحدٍ من سكان مدن القرن العشرين يفرض عليه هذا الواقع إيقاعاً لا يمكن تجاهله ويضعه فى قالب زمنى لا يمكن الخلاص منه وكذلك تفتح معطيات التكنولوجيا الحديثة من خامات وأدوات لم تكن معروفة من قبل تفتح أمامه آفاق جديدة للتعبير .

حسين بيكار