نشأت والضوء المدمج
الفنان نشأت حسين من مواليد العام 1971 - يشارك فى الحركة الفنية التشكيلية منذ العام 1990 وحتى الآن، منها صالون الشباب بالقاهرة والإسكندرية وبينالى بورسعيد القومى، وعدد من المعارض الجماعية أهمها معرض الأعمال الصغيرة وآخر بالهناجر ومعرض بمركز الإبداع بالإسكندرية كما يشارك بالمعارض الخارجية، وأهمها معرض بمركز ويفريدولام - هافانا عاصمة كوبا ، وشارك فى العديد من ورش العمل الفنية بالإسكندرية ومن أهمها معهد جوته والأتيليه بالإسكندرية ، الأكاديمية الملكية بالسويد بالاشتراك مع كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، وللفنان اهتمامات بالكتابات النقدية فى مجال الفن التشكيلى ، كما حصل على منحة للتفرغ ، وجدير بالإشارة حصول الفنان نشأت على الجوائز الآتية :- جائزة الأيكا التابعة للاتحاد العالمى لنقاد الفن التشكيلى فى مجال العمل الفنى المركب لعام 2003 ، وترشيحه لمعرض بينالى كتاب الفنان الأول أيضاً بمكتبة الإسكندرية .
ونشأت يفكر فى الفن بشكل مختلف عن أقرانه من الفنانين محملاً بطاقة غنية وثرية حيال المجتمع المعاصر وآلياته المبرمجة أو الميكانيكية أو الكهروميكانيكية .. وكلها تتراكم فى عمق ذاكرته البصرية لتتفاعل مع إنسان العصر الذى تمكنت منه هذه الآلة الكبيرة التى صنعها الإنسان بنفسه وابتكرها حتى تيسر للناس متطلباتها الثقافية والمعلوماتية والمادية فى الحياة، وتوفر على البشرية مجهودات خارقة ، فى الوقت نفسه اعتمد الفنان نشأت على البناء الهيكلى المغلق .. فراغى كونى مجهول للمشاهد وفق تصميمه والذى استدعى خيال المشاهد وحرضه على التخيل ومن هنا تكمن إحدى ميزات الغموض فى أعمال نشأت وخاصة العمل الفنى الذى عرض بصالون الشباب السادس عشر العام 2004 ، فاستخدام الضوء من الداخل أو الحاسبات ذات البرامج المدمجة وفق رؤية الفنان داخل هذا الصندوق حاد الزاوية والمغلق، الأمر الذى يدعونا للتأمل ليس فقط فى البناء المرئى المطلق بل فى البناء الجمالى الشعورى الذى تتفاعل معه المشاعر والتهيؤ الذاتى عبر وصول الأشعة الضوئية وتقلباتها المستمرة من خلال مساحات مستطيلة فى أحد الجوانب والدوائر من جانب آخر، فهى بمثابة نوافذ ضوئية تحررت من خلالها الطاقة الكهرومغناطيسية الكامنة فى الفكرة بينما حركة المشاهد وانجذابه إلى التفاعل البصرى والحسى إنما يؤكد على المعادل التعبيرى المؤثر فى المتلقى الواعى المثقف، ويمتلك الفنان حساً معاصراً وفكراً تهندسه آليات المجتمع الذى نعيشه .. والتقدم العلمى وتكنولوجيا الميكنه وعلوم الاتصال .. هى عالمه الإنسانى المبدع والمتلقى .. وهذا المكنون فى عالم الفنان نشأت قادر على إنجاز إبداعات غير مسبوقه .
أ.د. احمد نوار
جريدة الحياة - 2005