وجدان المكان فى معرض ناشد
خطوط وتهشيرات، ونقط لاحدود لها.. قصص لبيوت تتشكل بالنور والظلال.. إيقاعات وتناغمات وتموجات موزعة على جسد اللوحة.. النيل ومراكب الصيد الفقيرة، والنخيل والبيوت الطينية وأبراج الحمام، مشاهد تصور المكان، يتجلى الرسام فى تجسيدها بأسلوبه الدافئ فى احتضان العمل والتفاعل معه.
تقيد الفنان بقواعد التقاليد الكلاسيكية المتبعة فى البناء وترجمة ما يراه مع بعض من خيال يتجلى فى إيقاعات الظل والنور واللعب بدرجاتهما ليضفى على المشاهد البصرية حالة من التناغم والهدوء فيشعر المشاهد بالنعومة وكأنها مساحات مسحوبة بنعومة على أرضية ملساء.
لقد اعتمد أسامة ناشد على الأبيض والأسود بأقلام `الربيدو` فى صياغة أشكاله، واعتمد على الغامق والفاتح وتنوع الملامس وسطوح الأشكال فى بناء لوحاته المليئة بالألوان الطبيعية للنخيل ومياه الأنهار والمراكب، فقد حاول تعريف الملمس واللون من خلال الخطوط المتقطعة والمتقاطعة، والنقط بتكثيفها فى مناطق والتقليل منها فى مناطق ليتأكد الظل والنور أيضا.
التزم الفنان بالدقة وشغل ذهنه بدرجة عالية فى التوزيعات الضوئية وكأنه يتعامل مع قوانين رياضية، الأمرالذى أضعف من حيوية بعض المشاهد، أيضا تعامل مع الضوء الطبيعى ومصدره الشمس، وفى نفس العمل ترى مصدرا صناعيا يأتى من مكان معاكس للضوء الطبيعى فيربك العلاقة البصرية بين المشاهد والعمل الفنى فى بعض الأعمال، يبدو هذا واضحا فى اللوحة التى يكسوها النخيل من أعلى البيوت، ويوجد شخصان يمشيان فى طريق يتجه إلى عمق اللوحة. وقد ظهر الضوء فى مواجهة البيوت. وتغير مساره للعكس دون مبرر حين سقط على الشخصين. الملاحظ أن الفنان حرص على تأكيد الكتلة وتجسيدها، وإظهار قدراته فى التقنية، وهذا هو الذى شغله عن بعض النظم فى التشكيل.
أقيم معرض أسامة ناشد بقاعة الباب التابعة لمتحف الفن الحديث تحت عنوان `وجدان المكان` وقد افتتحه أحمد عبدالغنى رئيس قطاع الفنون التشكيلية. والفنان خريج الفنون الجميلة، وقد حصل على عدد من الجوائز منها الجائزة الأولى لتصميم البوستر العام لترينالى مصر الثالث لفن الجرافيك 1997 ، وله مقتنيات بمتحف الفن الحديث، وهيئة قصور الثقافة.
د. سامى البلشى
مجلة الإذاعة والتليفزيون 28- 2 -2015