وجه مصرى مشرف فى روما .. إختيار عماد عبد الوهاب فى ترميم الفاتيكان

- عماد عبد الوهاب فنان شاب التقيت بأعماله المتميزة الواعدة فى المسابقات الفنية فى مصر، فى صالون الشباب والقطع الصغيرة وغيرهما حصد خلالهما العديد من الجوائز وكنت راصد لأعماله من خلال عضويتى فى لجان التحكيم وتنبأت له بمكانة متميزة فى الحركة التشكيلية فهو فنان مجرب لا يقف طموحه عند حد نشيط يشارك فى الحركة التشكيلية وما زال طالباً بكلية الفنون السكندرية التى تخرج فيها عام 1998، وقد رشح عضواً فى جائزة الدولة للإبداع الفنى بالأكاديمية المصرية للفنون بروما ، واختير ضمن فريق العمل المكلف بترميم الفاتيكان. التحق عماد عبد الوهاب بالمعهد الدولى للترميم لدراسة وترميم أعمال التصوير على القماش والخشب والورق ، وبدأ بأعمال التصوير على القماش وبدأ بداية جادة بترميم لوحة ( بورتريه لرجل دين ) يرجع تاريخها إلى عام 1765 نابولى ألوان زيتية على توالى مساحتها 65 × 95 سم يقول الفنان : ( لقد قمت بعملية الترميم على أحدث طرق الترميم بإيطاليا ) اتجاه مدرسة روما للترميم تحت إشراف د. باولا ماسيمو، وبدأت العمل فى منتصف نوفمبر، وأنهيته فى 25 يناير الماضى، وقبل انتهائى من ترميم اللوحة تم اختيارى من قبل إدارة المعهد بعد ترشيحى من د. باولا المشرفة على أثناء الترميم ضمن فريق العمل المكلف بترميم أعمال الفرسك المرسومة على اسقف متحف الفاتيكان (Galleria Carte Geografiche) عصر النهضة. الفرسك هو طريقة الرسم على الجدران بأسلوب الألوان المتغلغلة فى أرضية لم تجف بعد من الجسو الذى يغطى طبقة المحارة الخشنة الملمس( Frescha) وهذه الطريقة تناسب البلدان ذات المناخ البارد الرطب. وتعتبر إيطاليا رائدة فى هذا المجال وقد مثل الفرسك معظم أعمال فنان عصر النهضة الذهبى : دافنشى وميكلانجلو وتيتسيانو والتى يزخر بها متحف الفاتيكان.

محمد الناصر

الأهرام 2003

لماذا فاز عماد عبد الوهاب بجائزة الدولة التشجيعية

* بين الذات والآخر ..
- الفنان عماد عبد الوهاب فتمثل أعماله مساحة متميزة فى التصوير المصرى المعاصر.. مساحة شديدة الخصوصية بين أبناء جيله من الشباب.. وهو من مواليد الإسكندرية 1976 ومن أبناء جيله من الشباب.. ومن فرط ولعه بالتصوير التحق يكلية الفنون الجميلة وتخرج فيها عام 1998 وحصل على منحة التفرغ للإبداع الفنى من وزارة الثقافة بالأكاديمية المصرية للفنون بروما .
- ويعد عماد أول فنان مصرى فى أعمال الترميم الخاص بالتصوير التاريخى لعام 1765 `نابولى` كما انضم إلى فريق العمل الإيطالى المكلف بأعمال الفريسك ` الرسم على الجدران بألوان على أرضية لم تجف ومن فنانيه ` دافنشى ومايكل أنجلو وتيتسيانو ` على سقف متحف الفاتيكان .
-وعالم عماد التصويرى يمتد من الذات إلى الآخر.. من خلال التفاعل بين الفنان والأخر الذى ينتمى إلية سواء التقى أو اختلف معه قام برفضة أو قبوله.
- يقول : الآخر هنا من خلال التعبير بالجسد الأنثوى ..فمن خلال المرأة يمكن التعرف على المجتمع المحيط والذى تصبح هى مرآته.. تعكس أوجهه بشكل حمامة.. وهى رمز لما يخن فيه.. كائن ضعيف تعامل منها المجتمع من أول استبدلت فكرة الأنوثة والرقة والنعومة بنقيض ذلك فى دنيا جديدة تجعلها أكثر قدرة على مواجهة ما يعترضها !
- وأعمال عماد عبد الوهاب أعمال تعبيرية يختزل فيها العناصر.. وينتقل بها من الواقعية التشخيصية إلى التشخيصية التجريدية.. ورغم أنها تتنوع من إيقاع إلى آخر.. إلا أن البطل الأساسى فيها هو المرأة.. هى تبدو فى كائنات شديدة الرشاقة.. مبالغ فى استطالتها ونحافتها.. عارية ومقنعة فى نفس الوقت..فهى ترتدى فى أحيان كثيرة اقنعة على الجسد من الساق حتى الرقبة.. لكن أقنعة شفافة تجسد التفاصيل.. وعالمه عموماً يمتد من النساء والواقفات المحاصرات داخل دوائر منحرفة .. والرؤوس التى تطاير على جانبى اللوحة.. وهو هنا يقدم صورة لمعاناة المرأة.. من بداية التاريخ .
- وربما كانت لوحته `أربع نساء` الأقدر على هذا حيث تطل المرأة داخل مستطيل ومحاصرة ومكبلة من اليدين والساقين.. يجاوره مستطيل آخر يضم بشكل أفقى ثلاث نساء عاريات من العصر البدائى..
- وألوان الفنان تمتد فى مجاميع عصرية من الزيتونى والبرتقالى والبنفسجى والأحمر الداكن والكحلى والوردى.. وهو يعكس فى أعماله ثنائية يتحاور فيها الهندسي مع العضوى.. الهندسى المثمثل فى المستطيلات والدوائر المنحرفة مع العضوى الذى ينساب بمشاعر وأحاسيس حواء..هذا بالإضافة إلى تلك الحواريات الأفقية والرأسية التى تميز أعماله من حيث النسق التصويرى والإيقاع العام .
- تعبيرية الصورة الشخصية..
- وفن `البرورترية` أو الصورة الشخصية يعد شكلا من أشكال التعبير عن الإنسان عموما.. يمتد بالروح والصورة والشكل والمعنى.. وهو ليس مجرد إطار للشخصية ولكن انعكاسا لتلك الانفعالات الداخلية التى تسكن بداخل صاحب الصورة وقد تفاوتت الصورة الشخصية بين الفنية والدينية والإجتماعية فكانت هناك صورة الفراعنة على الجداريات.. وأيضا وجوه الفيوم التة تمثل ضرورة دينية ..كما تألفت الصورة الشخصية من دافنشى إلى ربرانت.. وإلى موديليانى وبيكاسو وحتى وارول .
- والفنان عماد عبد الوهاب.. تظل أعماله فى الصورة الشخصية أو البورتريه فى نسق وإطار جديد يخرج على الأشكال المعادة والمكررة والمحفوظة .. ينتقل بها إلى آفاق تعبيرية تمتزج بلمسة بدائية.. مع الاختزال الشديد .. والتلخيص والتبسيط وهى مفعمة بروح وجوه الفيوم بتلك العيون الشاخصة هذا مع الأداء العصرى الذى يلتقى مع فن البوب من خلال الدندشات والنقوش على الشعر والقناع على العين.. واختزال عين وبقاء الأخرى.. مع تلك الألوان التى تتألق فى لمسات من الرمادى والوردى والأخضر.. من هنا جاءت وجوه عماد.. إضافة جديدة .. استحق عليها جائزة الدولة التشجيعية.. وأعماله عموما تعد بالكثير .. تؤكد بأنه سوف يرتاد آفاقاً جديدة وبعيدة .

صلاح بيصار

جريدة القاهرة 15 /7/ 2008