أزميرالدا ألفريد ميشيل صيقلى حداد
- كانت ازميرالد حداد فنانة كثيرة الترحال مما أثر فى توسيع افقها الفنى ، وقد تميزت بالأداء التبسيطى ، والتلقائية فى اختيار الألوان ، والجرأة فى طرق التنفيذ وفى خلق الاجواء الخاصة بعالمها الفنى ، وقد وصف طريقتها الناقد حسين بيكار بأنها تتميز بطاقة وحشية متمردة وبتلقائية وبقلب مفتوح اما أحمد هريدى فقد وصف أعمالها الفنية بانها شاعرية وتتميز بالرقة والبساطة .
د. محسن عطية
- الفنانة ازميرالد عاشت غالبا مع الترحال كالفراشة فى ارض الله الواسعة كان انطلاقها فى عالم الفن على لوحاتها يميل الى الافق المفتوح المطلق فى الوانها وادائها بساطة البراءة تقودها الفطرة والوانها جرئية مثل لمساتها فالفن عندها اجواء وليست التفاصيل هى التى تعينها يكاد فنها ان يصبح شعراً .
كمال الملاخ
الاهرام 1981
- أزميرالدا .. فنانة خرجت من احدى لوحات بوتتشللى كانها ولدت من زبد البحر .. فتعود لتغرق فى احضانه وترسمه هادىء الافق .. أو ثائر الامواج تلقى إليه بمراكبها الخشبية .. ترسمها أو تلصقها .. ولكنها تركبها فى رحلة المجهول الى أرض مجهولة يسكنها الخيال ..
- أزميرالدا فنانة من عصر قادم ، تملك القدرة على الادهاش .. إدهاش الآخرين .. ونفسها ! ولا تتردد فى اقتحام وسائل تعبيرية غير مألوفة .. تدخل بها الى قلب اللوحة ، لتصبح جزءاً منها .. وتتحدث معها بلغة فريدة ، تبدو للوهلة الاولى ضيفة على اللوحة ، ولكن فى النظرة الثانية ، هى والنسيج الاصلى كيان واحد !
- فى هذا المعرض أرادت أن تسكت الوانها السابقة وتتحدث بحروف المزاييك الملون ! ليست جملاً قصيرة ، ولكن قصة لونية متكاملة فى عشق البحر والاهرامات ، ومصر المتجددة فى عشق الشمس ! أزميرالدا أعمالاً .. وفى كل عمل أمضت أشهراً وجانبا من المصاحبة .. وقطعا من قلبها مع الموزاييك !
- أنها ابنة الحياة .. أرادت أن تقدمها إلينا وتقف معنا لتشاهدها بنفس الانبهار والحب !
يوسف فرنسيس
مارس 2001
عاشقة اللونين ` الأحمر والأزرق ` : ` أزميرالدا` رأت مراكب الشمس فطارت إلى القمر!
- ` أزميرالدا حدَّاد `.. فنانة مثل الزمردة.. ذلك الحجر الكريم اللازوردى وهو اللون الأزرق المائل للاخضرار كلون البحر.. الذى تعشقه وتسبح فيه داخل أعمالها!!
- تصب على شاطئ لوحاتها فكراً.. ولوناً.. وخطاً وأسلوباً!!
- التقيتها فى منزلها الأنيق المطل على نادى هليوبوليس بمصر الجديدة، محتوياته تنطق بالرقة والجمال والفن، وكأننى أخطأت الطريق لأدخل قاعة من قاعات الفن!
- أعمالها الفنية تتناثر على الجدران تجاورها الوجوه الأفريقية العديدة، تنتظم بعفوية وفن قطع الأثاث المنتقاة والمختارة بعناية ودقة من خلال اللونين: الأزرق والأحمر، عشقها فى عالم الألوان.
- قطع فنية تزخر بالتراث والثقافات المختلفة، ساعة حائط عبارة عن `باليتة` أرقامها عجائن لونية!
- سألتها فأجابت:
- كنت باليرينا من السنة السابعة وحتى الخامسة عشرة من عمرى - فى الستينات - وكنت أعمل 6 ساعات يوميا، أديت الكثير من الأدوار فى دار الأوبرا أهمها باليه بحيرة البجع، كدت أحترف وأسافر إلى موسكو للالتحاق بفرقة البولشوى لكننى رفضت حتى أكمل دراستى وتركت الباليه نهائيا، وتمنيت الطب، لكننى تزوجت وعمرى 16 عاما! فالتحقت بكلية الفنون الجميلة بباريس عام 1973 - وعمرى 24 عاما - لأتخرج فيها عام 1978.
- حكاية مراكب الشمس
- عرفت الفنانة أزميرالدا حداد من أعمالها التى جمعت فيها بين النحت والتصوير فى مرحلة مراكب الشمس عام 1980 والتى زارتها مع كمال الملاخ - مكتشفها وعاشقها - فعرفت حكايتها، أثرت فيها وفجرت داخلها شحنة انفعالية عالية لتنقلها إلى مرحلة من أهم مراحلها الفنية وتزاوج بين التصوير والنحت وتضع المركب - بطل الأعمال فيما بعد - مجسماً بخامة الخشب وثرائه وقِدمه الذى أوحى لها بضرورة دخول هذه المادة إلى مسطح اللوحة، فوضعت المركب بتداخل وانسجام مع بقية العناصر: الصلصال والرمل بالإضافة إلى اللون ليصير حواراً بينهما، يشد المتلقى ذلك الحوار ليبقى السؤال: ما هو الحقيقى وما هو المرسوم ؟!
- حكاية مراكب الشمس جعلت أزميرالدا - كفنانة معاصرة - تضع فلسفتها الخاصة تجاه ذلك فقد وجدت الأهمية فى القارب وليست فى الهرم! حيث اعتبرت الهرم مجرد مثلث عبارة عن خيمة تحفظ الفرعون الميت حيث إنهم يعتبرونه مسافراً فى لحظات نوم عميق يقوم بعدها للرحلة الأبدية التى سجلتها الفنانة فى أربعة أعمال من الشاطئ إلى الماء ثم من الماء إلى السماء فالفضاء فالشمس!
- `بداية رحلة` لقارب يترك رمال الشاطئ نزولا إلى ماء البحر، مساره غير واضح، وسحرُ يسيره! لينقل الفرعون من النيل إلى البحر المتوسط!
- وتستمر الرحلة لتكمل إبداعها فى `الصعود` من الماء إلى السماء: عناصرها متداخلة، خاماتها مزيج من الألوان الزيتية والاكريليك، الأحمر والأزرق عشقها اللونى، فالأحمر هو الدفء والشعور والأرض والغليان والرفض، أما الأزرق فيعنى الماء والنيل والاستقرار.
- يبدأ ` التحليق` فتتحول المركب إلى سفينة فضاء فى منظر للأرض والماء.
وتنتهى الرحلة `بالدخول إلى الشمس`: كواكب ونجوم وفضاء ودنو القارب من الشمس التى تدفئ ألوانه!
- البدايات
- نعود إلى بدايات الفنانة منذ التحاقها بكلية الفنون الجميلة بباريس وتأثرها بالاتجاهات الفنية الحديثة فحملت أعمالها البساطة وكذلك التلقائية والصدق الفنى المشبع ببراءة طفولية.
- تقول الفنانة: لقد تأثرت بأعمال الفنان التأثيرى مونيه وكذلك الفنان جوجان لدفء ألوانه وقربه من المصريات، وقد كان التأثير داخليا وأدخلت الواقعية مع التأثيرية ثم التجريد فى عمل واحد، وأعتقد أن الاتجاهات والتيارات الفنية فى القرنين 19، 20 حتى اليوم أفرزت لنا العديد من المدارس الفنية، ويدل ذلك على مساحة الحرية المعطاة للفنان فى التعبير واختيار ما يناسبه من أسلوب حسب متطلبات العمل الفنى دونما قيد فى إطار معين!
- قطعت أزميرالدا حداد رحلة طويلة مع الألوان والخامات لتصل إلى الهدوء والصفاء مع `غروب الشمس`، لوحة شاعرية تحمل كما من الرومانسية والهدوء اللونى!
- وصلت أزميرالدا بعد مراكب الشمس إلى ` شط القمر` تلك اللوحة التى رسمتها عام 1981 وحصلت بعدها على جائزة من `موناكو` وقد وصف الناقد الفرنسى `فرانك أوليفيه` أعمالها بأن فيها ما قبل التاريخ كما تحمل النظرة المستقبلية وهو يقصد بذلك عمر الانسان!!
- شدها الحنين إلى قاع المجتمع، إلى الشعبيات - متمثلة فى عربات الفول والترمس والبطاطا، لشعورها باندثارها لتحل محلها سيارات الوقود الصغيرة فاتجهت إلى البيئة وسجلت التراث المتبقى والمحمل بعبق التاريخ من خلال أسلوبها فى استخدام العناصر بخاماتها الطبيعية متداخلة مع ألوانها على مسطح اللوحة، فكانت `عربة الفول المدمس` الشعبية ذات الرقة الارستقراطية فى أحد أعمالها، فطرقت النحاس لتصل إلى شكل ` القدرة ` ، و ` المغرفة ` الحقيقى.. وكذلك الفول والخشب المخروط كلها حقيقية.
- وتواصل البحث والتنقيب فى البيئة الشعبية لتصل إلى ` الكنافة ` و` فوانيس رمضان` وكذلك `عربة الترمس`.
- الخيش.. والبحر.. معرض أقامته الفنانة، ويعد مرحلة جديدة فى حياتها الفنية، جاءت زهدا فى الحياة بعد وفاة والدها، وكان زهدا فى استخدام الخامات والألوان، ولم تتعرف على اللون الأسود فى باليتة ألوانها أو تلتقى به إلا فى هذه المرحلة! فانعكست الأحداث - وهذا طبيعيا - على مسطح اللوحة خامة ولوناً وفلسفة وأسلوب أداء! فكانت هذه المرحلة التى خلت من الألوان إلا من لون الخيش والخشب الطبيعى إلى جوار الأبيض والأسود، حتى الموضوعات كانت انعكاساً..
- `صراع البقاء` أحد أعمال هذه المرحلة: ثور يصارع الإنسان، والإنسان يصارعه من أجل البقاء وذلك منذ الأزل قاصدة بذلك أن صفات هذا الحيوان لازالت فى بنى الانسان زادت مكراً ودهاء!
- بدأ اللون يزحف حثيثاً على أعمال هذه المرحلة لتصل إلى ` لغة العيون` ومنها إلى `هجرة الطيور` و`هجرة الأسماك` تعبر فيها عن مشكلة العصر وهجرة الشباب كما عبرت عن هجرة الجسد والروح والفكر، وتواصلا مع داخلياتها كان ` اللقاء `: أسراب الطيور والأسماك على موجة الحياة فى المحبة على سطح الأرض!
- وينتقل الحلم من `شط القمر` على اللوحة إلى شط القمر فى الطبيعة لتنفذ الفنانة العمل الفنى مجسما على أرض سيناء بنفس الاسم، فقد زارت جنوب سيناء عام 1986 لتجد المكان الذى رسمته على اللوحة، فقررت تنفيذه مجسما بالنحت على مساحة 20 فدانا على الشاطئ من خلال خامة الحجر والخشب! شغلها بناء هذا العمل الضخم لتحقق حلمها على أرض الواقع وتختفى مؤقتا من ساحة العرض التشكيلى، مؤكدة أن الفن مرتبط بمسطح الحياة كارتباطه بمسطح اللوحة.
- عادت الفنانة إلى اللوحة لتقدم ` العش` حقيقيا على المسطح معبرة عن ` الاستمرارية ` دالة على المحبة والسلام والاستقرار فى البيت تقول الفنانة أزميرالدا:
- ` أعمل ما بداخلى وما يطلبه منى العمل، أتفاعل معه، وهى اللحظة الوحيدة التى أشعر فيها بحرية، لا روابط أو حدود، أحاور داخلياتى فى تلاحم مع أدوات التشكيل`.
بقلم : محمد الناصر
مجلة نصف الدنيا : 3-9-1995
الفنانة التشكيلية أزميرالدا: المرأة ترسم أكثر دفئاً وحناناً!
- فارعة الطول، قوية البنيان واضحة قسمات الوجه شعرت بعد دقيقة من حديثى معها أننى أمام فنانة عالمية الثقافة متصوفة.. أزميرالدا.. مصرية متزوجة من لبنانى، وهى أول فنانة مصرية استخدمت أسلوب النحت المصور فى رسوماتها..
- وهذا الأسلوب يجمع بين النحت والتصوير فى آن واحد، فتجد اللوحة أكثر صدقا، وكان هذا منذ عام 1980، ففى إحدى لوحاتها استخدمت صفائح نحاسية رقيقة على شكل قدرة فول ولصقت قدرة الفول هذه على اللوحة ثم أكملت رسم اللوحة بالزيت فجاءت صادقة معبرة عن أحد الأحياء الشعبية فى القاهرة.
- قد يضطرها عملها أن تذهب إلى ورشة لطرق النحاس، أو ورشة أخشاب، وتنتقى بنفسها الخامة التى تصنع منها أحد مكونات لوحتها وتطلب من العامل فى الورشة أن يشكلها بالطريقة التى تريدها.
- تقول أزميرالدا عن إحدى لوحاتها لوحتى ` الرحلة الأيبرية ` استوحيتها من مراكب الشمس ومن شجرة الأرز، فمراكب الشمس عمرها من آلاف السنين، وخشب الأرز قائم فى لبنان منذ القدم وضعت قاربا خشبيا قديما أبنوس ورمالا حقيقية من الصحراء على اللوحة ثم رسمت البحر بألوانه وأعماقه فجاءت اللوحة كما لو أننى فصلت جزءا من منظر طبيعى عن البحر ووضعته على اللوحة.. إن اللوحة ممتلئة بالهواء تتنفس بحرية وكأنها الطبيعة ذاتها. وهذا أسلوب معاصر فى التعبير. إننى أتحدت عن لوحة ` الرحلة الأيبرية ` لأن لها دورا فى تغيير مسارى. فأنا أرسم لوحات عادية من ناحية الأسلوب إلا أننى لم أكن أكاديمية ابدا، طوال عمرى معاصرة هناك صراع بين القديم والمعاصر. وهناك تضارب. هل يمكن أن أعيش فى عصرى هذا وأفكر بأسلوب قديم. إننى أعيش عصرى ومن الطبيعى أن أعبر عنه، ولو أننى عبرت عن عصر غير عصرى لن تكون هناك مصداقية.. المهم أن يكون الفن صادقا تلقائيا بسيطا.
- سألت أزميرالدا كيف يقرأ الشخص العادى الزائر للمعارض اللوحة الفنية؟
- قالت أزميرالدا: إن سيدة زائرة لمعرضها قالت عنه، أزميرالدا عبرت عن الأشياء الموجودة فى البيئة لا أكثر.. إنها تعطى الأشياء الموجودة فى البيئة حياة وتفاؤلا يضفيان الحنان والدفء والبهجة والأمل على عناصر نشاهدها كلنا فى الطبيعة ومعتادين عليها، إلا أن عين الفنان المبدع تجعل منها شيئا غير معتاد.
- تعود أزميرالدا وتضيف هناك شئ مميز فى لوحاتى رغم إختلاف الموضوع هو أننى استخدم اللونين الأزرق والأحمر بكثرة.. فالأزرق يعبر عن الصفاء والاستقرار والأحمر يعبر عن الدفء والغليان. إن وجود هاذين اللونين فى اللوحة يعطيها الإتزان.
- وعن أهمية دور الفن فى حياة الإنسان والمجتمعات تقول إن على الأهل والمسئولين إدخال الفن فى حياة الطفل وذلك بإقامة ورش فنية يشترك فيها الأطفال فيبتكرون أشياء من خيالهم، وهذا يوسع ادراكه ويوسع الخيال فيصبح الطفل قادرا على الابتكار والحق ليس ضروريا أن يصبح الطفل رساما، ولكن من المهم أن يكون عنده خيال يستطيع به أن يبتكر فيستطيع أن يواجه المشاكل فى المجال العلمى ويكون قاعدة قوية صلبة لمجتمع متطور ليستطيع أن يلحق بالحضارة السريعة التطوير.
- وتضيف أزميرالدا، على الفنان أن يذهب بمعارضه إلى المدارس والنوادى، ومواقع التجمعات ولا ينتظر أن يأتى الأطفال أو الشباب إليه، بل يذهب إليهم فى أماكن تجمعاتهم. من هذا تتعود عين الطفل على مشاهدة الجمال.
- سألت: هل هناك فن نسائى وفن رجالى؟ قالت أنا ضد التسمية - هناك فن أو لا فن، فن جيد أو فن هابط حسين بيكار كتب عنى، قال، فنها ` فن فروسية ورجولة ووحشية` فأنا ضد فكرة التعميم، إلا أن المرأة يغلب على موضوعاتها البيئية، مثل موضوع العش، فالطيور هى التى تعلم صغارها كيف تمشى، وتنطلق، وتخرج إلى الحياة، موضوعات مفعمة بالحنان.. ربما يرسم الرجل موضوع العش إلا أن المرأة ترسمه بحنان ودفء. فمثلا ` الجيرنيكا` لا يمكن أن ترسمها امرأة فموضوعات القتال والصراع للبقاء يرسمها الرجل أكثر من المرأة مثل موضوع ` الجيرنيكا ` كما قلت. أما موضوعات الطبيعة والزهور والبورتريهات والموضوعات الهندسية هنا يتساوى الرجل بالمرأة.
بقلم: منى مجاهد
مجلة حواء : 10-5-1996
أزميرالدا عاشقة البحر فى مركب التفاؤل صورت الموانئ على موجات المحبة!
- أزميرالدا حداد فنانة مسكونة بالبحر.. استجابت لندائه وأنصتت لصوت وشوشات المحار فجاءت رحلتها فى الإبداع التشكيلى لأكثر من عشرين عاما وحتى الآن سيمفونية لا تنتهى نسيجها من عالم الأمواج والرمال.. والجزر والمد، صورت خلالها البحر فى قوته وهدوئه.. فى جموحه وتقلباته وأيضا فى شفافيته ورقته وعذوبته.. لذا تطالعنا لوحاتها وكأنها مغسولة بالزبد.. تنقلنا من الحلم إلى اليقظة ومن الحزن إلى الصفاء ومن الشاعرية إلى التفاؤل والإشراق.. وما أشبه رحلتها بإيزيس تجوب الماء.. تسجل الخلجات والسكنات و` الموجة تجرى وراء الموجة` واتسعت آفاق رؤيتها من التوال أو سطوح القماش إلى التصوير المجسم أو النحت التصويرى فمزجت أعمالها التصويرية بخامات عديدة من الأخشاب والأصداف والمحار وشباك الصيد والخيش والجريد والنحاس المطروق وامتدت تجلياتها الأخيرة إلى السيراميك والذى شكلت منه مع الأحجار مرافئها الحالمة فى مساحات صرحية ضخمة جمعت الماء والسماء.. البحر والأفق
- ألتقينا بأزميرالدا وبحار أعمالها التى تتسع بلا حدود وانساب حديث الألوان والأنغام..
- الطبيعة تغنى
- فى البداية قلت: لماذا كل أعمالك فى فن المنظر بعيداً عن فن البورتريه ` الصورة الشخصية ` أو الطبيعة الصامتة؟
- الحوائط الأسمنتية والعمارة الحديثة والوضع السكنى عندنا خاصة فى القاهرة جعل من الصعب على الإنسان أن يطل على منظر طبيعى سواء كان منظرا من الريف أو البحر أو الشاطئ رغم أن لدينا فى مصر أجمل مناظر العالم التى تتنوع فيها الخضرة بدرجات الزيتونى والزرعى والأخضر الداكن المشوب بالزرقة إلى مناظر النيل والبحر ومن هنا اتجهت إلى المنظر الطبيعى فربما أصل باللوحة لتكون واجهة أو نافذة على الحياة.. خاصة والطبيعة تغنى دائما وهى بالنسبة لى ينبوع إيحاءات استلهم منها معظم أفكار أعمالى.
- وقد صور البحر العديد من فنانينا مثل الرائد محمود سعيد فى لوحته المتسعة الضخمة.. المدينة والتى تألقت ببنات بحرى الكحيلات والأمواج والأشرعة وأيضا سيف وانلى ومن أعماله البحرية لوحته `وصول مراكب السردين` قلت لأزميرالدا ما سر الهيام بالبحر فى كل أعمالك من بداية رحلتك مع الفن التشكيلى وحتى الآن؟
- تضيف بالفعل البحر هو الونيس والأنيس ولا أدرى ما سر هذا الارتباط حتى أننى أثناء دراستى للفنون الجميلة بباريس سئلت من لجنة التحكيم 9 مرات هذا السؤال: أنت والبحر.. لماذا ولأى الأسباب؟ وفى الحقيقة اندهشت وقتها من تكرار السؤال ولكن كان الرد حصولى على مرتبة الشرف بعد أن أشادت اللجنة بأعمالى وجاءت تقرير التخرج ` لقد أشرقت الفنانة علينا بشمس بلدها وتألقت لوحاتها بنور مصر الذى لا ينطفئ أبدا `.
- وتكمل: وعموما عندما يحب الإنسان فإنه يحب من `غير ليه` على حد تعبير أغنية عبد الوهاب الشهيرة.. لقد أحببت البحر لأنه عالم فيه غموض وجموح وسكون وكل التقلبات الجميلة والخطيرة من قمة التناقضات.. وهو أيضا عالم اللحظات المنعشة على صفحته تتبدد لحظات القلق والحيرة وتبدأ لحظات التأمل والاستغراق فى معنى الحياة.. واللجوء إلى البحر بمثابة وسادة شفافة نرتاح عليها.
- فى معرضها الأول واسمته شاطئ أزميرالدا وأقيم بقاعة محمد محمود خليل بالزمالك كتبت لجمهورها تلك الكلمات:
- `وجعلنا من الماء كل شئء حى`
- اسمى أزميرالدا وصلت إلى شاطئ الحياة فى صيف 1949 لأبدأ رحلتى المؤقتة فى مركب التفاؤل على موجة المحبة لأخى الإنسان مقبلة على بحر الحياة أسجل خلجاته وسكناته إلى أن تنتهى رحلتى المؤقتة وأرسو على شاطئ الجانب الآخر من الحياة لأترك قاربى وأركب القارب الأبدى فى رحلتى الأبدية.
- `ومن الماء وإلى الماء يعودون` وأدعوكم إلى شاطئ لتتأملوا عن قرب بحرى الواسع فى جميع حالاته وتشاهدوا وتكتشفوا سر ذلك القارب التائه فى عرض البحر الذى شدنى من خطواتى الأولى فى هذه الحياة.
- التصوير المجسم
- سألتها وماذا عن التصوير المجسم أو النحت المصور فى أعمالك؟
- تقول: التصوير المجسم هو محاولة لتجسيد الطبيعة وذلك بإدخال خامات حقيقية تعطى أبعادا واقعية للوحة.. مثل قارب من الخشب أو تشكيل الشاطئ برمال طبيعية وادخال خيوط شباك الصيد والمحار والأصداف على سطح اللوحة وأيضا التشكيل بالخيش مما يعطى ملمسا أشبه بالتربة المصرية والجسد الإنسانى كما استعملت النحاس المطروق لأعبر عن الواقع الشعبى المتمثل فى عربات الفول واستخدمت جريد النخيل بمثابة نوافذ وأهرامات مجسمة.. كل هذا من أجل مزج الواقع بالخيال داخل اللوحة.
- وعلى سبيل المثال: فى الفكر الفرعونى وتصويره للرحلة الأبدية جاءت الأهمية فى القارب المجاور للهرم، حيث ينام الفرعون وحين يحدث التقمص وتبدأ رحلة اللانهاية الأبدية له يمتطى القارب الذى يعد بمثابة مركب الشمس وينزل من الرملة للنيل للبحر للمحيط للفضاء الخارجى حيث يلتحم بالشمس والتى تعد قدس الأقداس لقد صورت هذه الرحلة من بدايتها حتى الصعود من البحر إلى السماء وشكلت الأشخاص من البرونز البارز داخل كوكب الشمس مما يعطى نوع من القداسة التى تضفى على المنظر الإحساس بالمطلق.
- وفى لوحة ` بوابة الجنة ` استخدمت أحجار حقيقية فى تشكيل اللوحة.. مع القوارب ورزقة المياه وحراس البوابة من البرونز ولقد تصدرت هذه اللوحة غلاف كتاب نشرته دار `ستوك` الفرنسية بعنوان `وداعا يا إسكندرية ` حول رحيل الفرنسيين الذين جاءوا إلى مصر وخرجوا منها.
- وربما تتعدد الاتجاهات وطرق الأداء فى اللوحة الواحدة مثل لوحة `مظاهرة فى الماء` والتى بدأت تشخصيه وفى وسطها انتقلت إلى التأثيرية وفى أعلى اللوحة انتهت بالتجريد.
- هى وتحية حليم
- وأزميرالدا التى تقول: `واحببت فن الباليه وكتابة الشعر.. لكن الرسم هو الذى ضمنى إليه ولم يتركنى أغادره`.
- قال عنها الفنان والناقد الفرنسى ` توباز` : ` أزميرالدا.. ريح ساخنة.. هبت علينا من صحراء مصر ونيلها.. لفحنا فنها التلقائى الصادق بدفء مقيم`.
- وأشادت بفنها صحيفة الكويتدان الفرنسية بقولها: `هى فنانة نهلت أفكارها من ينابيع الإيحاء الأصلية من الفلسفة المصرية الفرعونية والوحدات والعناصر العربية التقليدية `.
- قلت: إذا كانت الطبيعة هى الأساس فى كل أعمالك بعد إعادة تشكيلها بإحساسك الخاص فماذا عن فترات الإبداع الأخرى.
- لقد استفدت كثيراً من اتجاه المدرسة التأثيرية فى الفن بمحاولة تصوير ضوء الشمس وتأثيره على المنظر الطبيعى وتحويل اللون إلى تعبير ضوئى، بلمسات قصيرة.. خاصة أعمال كلودمونية مثل لوحة ` تأثير شروق الشمس` والتى تمثل سفن صيد فى الفجر مع بداية الشروق ولوحاته التى صور فيها الحشائش وأيضا تصويره لزنابق الماء وهى تطفو على سطح نبع لضاحية قريبة من باريس فبدت كأنها تسبح فى بحر من الضياء والألوان.
- ومازالت تدهشنى أعمال جوجان الذى ترك الحضارة والمدنية بمتاعها وهاجر إلى تاهيتى تلك الجزيرة البدائية.. وصور نسائها وأجوائها العذراء بأسلوبه البديع والذى تميز بمساحاته المبسطة واستخدامه اللون بطريقة تعبيرية فكان يرسم رمال الشاطئ باللون الكريز البمبى والكلاب باللون الأحمر والجياد باللون الأزرق.
- وأيضا هناك أعمال الفنان الإنجليزى `دافيد هوكنى` والذى هاجر إلى أمريكا وصور حمامات السباحة.
- أما أعمال الأستاذة والرائدة تحية حليم فأنا أشعر أننى ممتلئة بها وذلك لأنها تنهل من المصرية والتاريخ المصرى.. وهى أعمال فيها قوة وصلابة ورقة دافئة وجميلة فى نفس الوقت.
- .. ولوحات الموازييك
- فى معرض الفنانة أزميرالدا الأخيرة والذى أقيم بقاعة المركز المصرى للتعاون الثقافى تحولت لوحاته إلى موسيقى من قطع الموزاييك غنت عليها الأمواج ورقص البحر.. فى هذا المعرض وكما قال الفنان الراحل يوسف فرنسيس: ` أرادت أن تسكت ألوانها السابقة وتتحدث بحروف الموزاييك الملون! ليست جملا قصيرة ولكن قصة لونية متكاملة فى عشق البحر والأهرامات ومصر المتجددة وفى كل عمل أمضت أشهرا وجانبا من المصاحبة.. وقطعا من قلبها مع هذا الفن`
- قلت ولماذا الموازييك؟
- هى محاولة للتآلف مع خامة جديدة والتعبير بها ومن خلال الموازييك شكلت لمسات تأثيرية جديدة وكأنى أرسم لوحة.. وأضفت الحجر` الدبش` فى بعض الأعمال والتى وصل اتساعها لأربعة أمتار طولا ومترين ونصف عرضا فى أعمال رمزية تمثل عناق البحر والسماء من أسراب الطيور وجموع الأسماك بالإضافة إلى أجزاء من السمك ترمز لمصر كقمة وتاريخ من القمم.
- قلت لها: من المعروف أن جمهور الفن التشكيلى محدود فكيف يمكن أسقاط الحاجز بين الجمهور واللوحة بمعنى آخر كيف تتسع مساحة المشاهد للإبداع التشكيلى؟
- تكمل: لابد من تقديم الفن للمجتمع فى كل مكان فى النادى والمدرسة ومركز الشباب مع قاعات العرض وبالنسبة لى ومن هذا المفهوم بدءاً من عام 1978 وحتى الآن أقدم معرضا لفنانى مصر كل عام بنادى هليوبوليس حتى يراه أعضاء النادى ويشارك فيه 50 فنانا فى مجال الرسم والتصوير والنحت والفسيفساء والحفر والفوتوغرافيا والحلى.. ومن بين من شارك من فنانينا فى المعرض الأخير حسين بيكار وصلاح طاهر وفرغلى عبد الحفيظ ومحمود شكرى، وفايزة عبد المنعم وهدى مراد، وفى فن الحلى عزة فهمى كما تم تكريم الفنان الراحل منير كنعان.
- وفى نهاية اللقاء ليس هناك أكثر تعبيرا مما قاله الفنان حسين بيكار حول الفنانة أزميرالدا وعالمها:
- ` مثل فينوس التى ولدت من زبد البحر فعشقته هكذا هى دائما.. موهبة فطرية وثقافة مصقولة وطاقة وحشية تنطلق دون رسميات بذكاء شديد وقلب مفتوح يعبر عن مشاعره دون تحفظ.
بقلم : صلاح بيصار
مجلة حواء : 12-5-2001
البعد الثالث `على قطع الموزاييك رسمت لنا أزميرالدا عالمها وتركتنا أمامه نكتشفه ونكتشفها `
- كل شئ هو خامة محتملة للتعبير الفنى بالنسبة لها، الرمل والفسيفساء وكسر الرخام، الزجاج وفروع الشجر ولحاء النخيل. أزميرالدا صيقلى حداد ولدت فى القاهرة فى مطلع الستينيات وبدأت رحلتها مع الفن قبل أن تدرك أنه قدرها. فى طفولتها كانت ترقص الباليه وتكتب الشعر. تزوجت وانقطعت فترة عن الفن، كانت تسافر كثيرا مع زوجها الذى يعمل فى حقل الطيران حتى واتتها الفرصة، أو حتى لم تواتها. ` كنت أرغب فى دراسة الطب، ولكننى لم أكن أستقر فى بلد واحد لفترة كافية، فقررت دراسة الفن. كنت قد بلغت الرابعة والعشرين عندما التحقت بمدرسة الفنون الجميلة فى باريس. كنت وأنا تلميذة فى القاهرة أصغر زملائى وفى باريس وجدتنى أكبرهم`.
- هذا التقلب فى حياتها وجد طريقه إلى أعمالها. هناك طفولة تائهة فى خطوطها الواضحة، وهناك بحث عن المجهول أيضا، ورغبة فى التجريب، فى الحصول على شئ جديد، شئ يخصها هى، شئ تستطيع أن تطالب به وإن لم تمتلكه. البحر والأفق غير المحدود يظهران بكثرة فى أعمالها. ولكن هناك دائما شيئا آخر، شيئا ملموسا: قوقعة، حبات فول، قراطيس ترمس، مركب تلصقه على البحر، كنكة قهوة تقطعها فى المنتصف وتلصقها على حافة شباك فى أدنى اللوحة. هذا الشئ سيقفز من الإطار ليقف بين عالم اللوحة وعالمنا، فى بعد ثالث مشترك، وكأنه طوق نجاة ألقته إلى الكون ليفهمنا، أو إلينا لنفهمه.
- تجلس أزميرالدا فى مشغلها، مكتب صغير فى خلفية شقتها المطلة على نادى هليوبوليس بمصر الجديدة، وتقضم أطراف قطع الفسيفساء بقصافة خاصة. القطع الصغيرة ترصها بعناية على سطح اللوحة الأفقية ثم ` تسقيها` بصمغ خاص بعد أن تتم تشكيلها. اللوحة الحالية عن الدراويش ورقصتهم. الدفوف، قطعتها البارزة فى تلك اللوحة، مصنوعة من الورق والبلاستيك. قبل سنوات أشرفت أزميرالدا على ديكورات قرية `مون بيتش` فى رأس سدر. هناك استخدمت الفسيفساء فى تزيين القاعة الرئيسية المثمنة الأضلاع، وأيضا فى تزيين الكراسى وقطع أثاث أخرى. على أحد الجدران الخارجية المكسوة بالحجر الجيرى، وضعت تشكيلا حجريا على شكل عروسة بحر تختبئ بين الأحجار الأخرى. لمستها الخاصة، توقيعها الخاص، طوق النجاة إلى عالمها أو عالمنا أو عوالم لم نألفها بعد.
بقلم : نبيل شوكت
مجلة البيت: أغسطس 2004
أزميرالدا.. عروس البحر.. والفن
- فى معرض شامل بقاعة الأوبرا: فى عرض استرجاعى لمراحل إبداعها المتتابعة والمتواصلة تقيم الفنانة أزميرالدا معرضا يضم مختارات من أعمالها المتنوعة والتى بلغت 75 عملا ما بين الرسم والتصوير والموزاييك حيث اتجهت إليه الفنانة منذ سنوات بعدما خاضت العديد من التجارب التى اقتحمت فيها عالم الخامات واستطاعت أن تؤلف بينها بوعى وتمكن، لتجد فى قطع الفسيفساء مذاقا خاصا وعشقا ليس له حدود.
- أزميرالدا حداد عروس البحر.. الثائر أحيانا والهادئ أحيانا أخرى.. هكذا لوحاتها التى كان البحر إطارها الممتد فى أفق بلا حدود، تغوص إلى قراره بعشق.. وتقتحم عالمه بجرأة.. وتغرق فى أحضاته بحنان.. وتبحر فيه لتولد لوحة تحكى قصة عاشقة تترجم فيها ما يوحيه إليها ببساطة العارف فهى تؤمن بأن كل ما فى الوجود إذا جرد من تفاصيله يصبح جميلا..
- وعلى مدار رحلتها الفنية تعاملت أزميرالدا مع العديد من الخامات المتنوعة والمتنافرة واستطاعت أن تضفى عليها القيمة الفنية العالية من خلال التعامل مع ألوانها وملامسها وكذلك أحجامها لتضعها فى مواقعها بحرص وتطوعها بوعى تؤكد بها فلسفتها معبرة عن مشاعرها فى نسق تشكيلى لا يخلو من الجرأة التى هى سمة الفنان وتحطم فيها القيود التقليدية فى شطحات لا يستطيع المشاهد أن يفلت من أسرها!
- فلسفة عميقة مدهشة تقتحم عالم أزميرالدا على مسطحات أعمالها لتنثر لمساتها المتدفقة وتنطلق بإبداعها نحو السهل الممتنع بصدق وعفوية يقول عنها الناقد الفرنسى توباز: أزميرالدا ريح ساخنة هبت علينا من صحراء مصر ونيلها لفحنا فنها التلقائى الصادق بدفء مقيم.
- أعمالها قصائد حب فى عشق مصر.. البحر والأهرامات والتنورة والليلة الكبيرة والنيل وتوشكى تعبر عن ` قافلة الحضارة ` لتؤكد أن `مصر مسرح الحضارة ` فى تنويعات موسيقية شاعرية صادقة بعيدة عن الافتعال والتسجيل الحرفى.
- أزميرالدا رحالة فى عالم الفن والألوان والخامات والتجريب.. وهى رحالة أيضا فى عالم الطبيعة ترسم شواطئ أفريقيا وقواربها الملونة فى `صيف ساخن` و اللبنانية فى ` قهوة لبنانية`
- البهجة والجرأة والصراحة سمة ألوانها تتوهج بلهيب الشمس الشرقية وتذوب فى دفء البحر البارد.. ليتعانق الضدان، كما تعانقت خاماتها المتنافرة، إنها الموهبة والوعى والذكاء المتقد تعبر ببساطة بلا رسميات، تتجاوز `شط القمر` لتشاهد ` لقاء السماء والبحر` من خلال ` قوارب الصيد` إنها ` الرحلة الأبدية ` التى تقوم بها `عروس البحر`
- تقدم أزميرالدا فى هذا المعرض مجموعة من الرسوم المتنوعة بخامات الفحم والباستيل وأقلام الفلوماستر لا تخلو من العفوية والتلقائية وبساطة لوحاتها تدهش حين تلتقى بها لأول مرة لكنك حين تدقق أو تعاود اللقاء تشعر وكأنها الرسوم الأولية لأعمالها الكبيرة والتى تبدو فيها خصوبة ملكتها التصويرية وثراء خيالها وغزارة ألوانها ولمساتها البالغة الحيوية والدفء كما قال عنها بيكار أن شطحات أزميرالدا الجريئة هى التى تكسب أعمالها تلك ` الحرفنة ` التى تلسع الوجدان بطرافتها ومذاقها الفريد ففى أسلوبها نرى خطوطها تنساب فى تأنق عقلانى، فاستطاعت أن تكسب خامة الخيش قيمة تصويرية عالية إذ عرفت كيف تستخدم لونه وملمسه فى تكويناتها الرحيبة وأفكارها الفلسفية العميقة التى اكتسبت النسق الأرابيسكى فتنازلت عن كثير من الإسهاب والإيقاع السريع لتدعو المتلقى إلى مزيد من التأمل الصوفى والاستمتاع الزاهد بعيدا عن بهرج الألوان.
- ولدت أزميرالدا بالقاهرة وتخرجت فى أكاديمية الفنون الجميلة بباريس وامتدت معارضها من القاهرة والإسكندرية والعريش والمنيا إلى باريس وبوردو وليون وكان سورمير وموناكو ثم فيينا وسالزبورج وهولندا ورومانيا وألمانيا وكندا والمكسيك وساحل العاج والمملكة العربية السعودية ولبنان ولها العديد من المقتنيات فى مصر ومتاحف بعض دول العالم.
بقلم : محمد الناصر
مجلة نصف الدنيا: 20-2-2005
أزميرالدا حداد: عندى وسائل غير مألوفة تدخل القلب
- عرضت بالمملكة وافتتحت معرضها بالمركز الثقافى بالقاهرة
- استطاعت الفنانة أزميرالدا حداد أن تغير النظرة الضيقة حول ألوان بعينها من خلال معرضها الأخير، حيث استخدمت اللون الأسود على غير المألوف من أنه لون قاتم ومأساوى بدرجة كبيرة.
- وأشار أغلب من زاروا المعرض إلى تنوع وثراء لوحاتها التى فاقت السبعين لوحة.
- وافتتح المعرض عبد المنعم كامل رئيس الهيئة العامة بالمركز الثقافى القومى بالقاهرة وعبد اللطيف مملوك سفير لبنان فى مصر. وكان بعنوان `مختارات من أعمال` بقاعة الفنون التشكيلية بدار الاوبرا المصرية.
- ويضم المعرض 75 لوحة منها 15 موزاييك و20 لوحة تصوير و 40 وتمتاز إحدى لوحاتها وهى بعنوان `صيف ساخن` بألوانها الساخنة حيث يسود اللون الأحمر بتكوين متزن يعبر عن شواطئ افريقيا وقواربها الملونة. وعن ذلك تقول الفنانة إنها بذلت جهداً كبيراً من أجل الاتساق وتحويل هذا اللون الغامق السوداوى عند البعض إلى لون يضج بالحياة.
- وبحسب تعبير الفنان والناقد الفرنسى توباز: فإن الفنانة أزميرالدا ريح ساخنة هبت علينا من صحراء مصر ونيلها.. وألفحنا فنها الصادق التلقائى الصادق بدفء مقيم.
- وهذا ما يمكن أن يلمسه المتابع من خلال المعرض إذ تتبدى لوحاتها مليئة بالحميمية والنزعة الصادقة والتى تدفع بالمتلقى إلى الدخول فى عمق العمل الفنى الإنسانى بالدرجة الأولى `رحلة الابدية` هى لوحة تعتز بها الفنانة يحث تقول عنها تبحر اللوحة فى قاربها الخشبى برحلة طويلة غامضة ولقد جمعت فيها بين النحت والتصوير.
- وعن أهم الأعمال تقول هى لوحة ` الراعى والخراف` فثراء توزيع الالوان وتدرجها يثير المتلقى ويذكرنا فن التنقيط والتأثيرية مع اضافة خامات مثل الزجاج والحديد والحجر ولأننى عشت عمرى كله فى الترحال فكانت انطلاقتى فى عالم الفن المفتوح المطلق بلوحة ` البداية ` بألوانها الأحمر والأزرق الجرى وعندى وسائل تعبيرة غير مألوفة تدخل القلب من خلال لوحة ` قهوة لبنانية` فترى فى اللوحة الكنكة من المعدن وفناجين قهوة من الصينى ممتلئة بالقهوة فى شرفة تطل على منظر رائع للجبل والطبيعة الجبلية اللبنانية، وكانت عبارة عن قصة لونية متكاملة فى عشق البحر والاهرامات. وعن حبى لمصر وعشقى للقمر كانت لوحات مصر، رقصة التنورة، الاحصنة، الليلة الكبيرة، النيل بالليل، وسيناء السلام، ولقد رسمت بمنتهى العفوية المطلقة والجرأة والبساطة الشديدة. واستخدمت عدة ألوان منها أقلام الفحم والفلوماستر والباستيل.
- أقامت الفنانة عدة معارض امتدت من القاهرة حتى باريس ومن الدول العربية المملكة ولبنان كما سجلت أعمالها فى فيلم `عروس البحر` ونشرت دار ستوك الفرنسية للنشر غلاف لكتاب `وداعاً الاسكندرية` للكاتب اندرية اكمان.
بقلم : شادية أحمد
جريدة اليوم: 14-3-2005
أزميرالدا حداد.. فينوس الفن الجميل ولدت بالقاهرة.. وتخرجت فى باريس..
- المثل الشعبى يقول: ` إن دبلت الوردة.. ريحتها فيها..` !! والمعنى المقصود ينطبق على العديد من الفنانين الذين أثبتوا وجودهم فى فترات وأعمال كثيرة بأدوار خالدة فى أذهان الجماهير.. لم ولن ينسوها أبدا.. لكن.. مع مرور الأيام.. خفت بريق هؤلاء الفنانين.. وتضاءل عطاؤهم.. وبعد أن كانوا ملء السمع والبصر.. تاهوا فى دنيا النسيان.. صحيح أن بعضهم لايزال يقدم أدوارا.. هنا وهناك.. لكن ليست بنفس المستوى والبريق الذى كان..! على هذه المساحة.. سوف نلتقى مع ` الوردة` ونتحاور حول الأسباب التى أدت إلى هذا الابتعاد.. ماذا يفعلون الآن.. وماذا يشغلهم.. وبماذا يفكرون.. وما هى خلاصة الخبرة والتجربة التى يقدمونها للأجيال الجديدة التى أصبحت تحتل أماكنهم تحت أضواء الشهرة المبهرة!!
- ` وردة ` هذا العدد هى صاحبة الفرشاة التى مثل الفراشة المتنقلة فى أرض الله الواسعة.. هى الفنانة المصرية العالمية ` أزميرالدا حداد` والتى توجد أعمالها الفنية فى مصر ومعظم البلاد العربية والأجنبية.
- ولدت ` أزميرالدا حداد` بالقاهرة عام 1949م وتلقت تعليمها بداخل مصر ثم سافرت إلى فرنسا لتدرس الفن التشكيلى وتحصل على دبلوم مدرسة الفنون الجميلة (البوزار) من باريس وتلقت تعليمها على يد مشاهير الفنانين وأساتذة الرسم العالمى ثم أبدعت فنها المصرى الخاص بفطرية شديدة ممزوجة بالبراءة والجاذبية.
- ترحال
- تزوجت ` أزميرالدا حداد` عاشقة البحر والماء عموماً من أحد رجال الأعمال فعاشت عمرها كله مع الترحال المستمر متنقلة من عاصمة إلى أخرى مثلها مثل الفراشة لتعرض أعمالها فى مصر والإسكندرية والعريش والمنيا من شرق مصر لغربها ومن جنوبها لشمالها ثم أقيمت لها معارض فى الدول العربية والأفريقية منها `ساحل العاج` والسعودية ثم لبنان لتبدأ بعد ذلك رحلتها إلى العالمية وتقام لأعمالها المعارض فى فرنسا وبوردو وليون والنسما وصولاً إلى كندا والمكسيك لقد طافت أعمالها ولوحاتها كل أنحاء وأرجاء الأرض.
- امتازت لوحات ` أزميرالدا حداد` بالمزج المدروس بين ما هو فطرى وما هو مبنى على أسس علمية فنية فكانت لوحاتها كالريح الساخنة متمرسة مع فلسفة المدرسة الحديثة للنهضة فكانت صدق مشاعرها الفنية وبساطتها وفطرتها وظل الماء مصدر إلهامها وحياتها بل وحياة لوحاتها على السواء ولم تخرج ` أزميرالدا حداد` من جو الماء والبحر حتى أنها قد وضعت على لوحاتها نماذج من القوارب الخشبية لتضفى عليها ما يقارب الحقيقة وقد حدث خروجها من هذه المرحلة بعد أن رسمت صخوراً وجبالاً عندما رسمت شواطئ سيناء حتى أنها قد أستخدمت رقائق الفلين التى تستخدم فى صناعة أطواق الإنقاذ فى السفن البحرية لتضفى على لوحاتها المزيد من والمزيد من الروعة والجمال وبذلك كانت ` أزميرالدا حداد` فى لوحاتها لا تترك المشاهد إلا ويُعجب بسعة خيالها وجرأتها كذلك.
- فلسفة وحكمة
- كانت لوحات ` أزميرالدا حداد` فى حقيقتها مزيجاً خالصاً ما بين الفلسفة والحكمة فلقد وضعت خلاصة تجربتها فى حياتها الشخصية على لوحاتها فكان القارب الذى تتقاذفه الأمواج فى بحر متلاطم فى رحلته الأبدية هى رحلتها الحياتية وترحالها الدائم بين البلدان والدول فى كافة أرجاء الأرض.
- أخذت ` أزميرالدا حداد` شهرتها فى مصر والوطن العربى وعالمياً أيضاً ولقد أقامت ` أزميرالدا حداد` معرضاً لها بمناسبة مرور 25 سنة على أول معرض أقامته فى عام 1996 م لتعرض لجمهورها من خلاله تطور الفنية والتجارب التى مرت بها.
- كانت لوحاتها فيها من شحنة الانفعالات الجياشة ما جعل من يشاهدها يندهش من روعتها.. لقد كانت فى رسوماتها ` كفينوس` التى ولدت من زبد البحر بكل ما يحمل ذلك من موهبة فطرية.
بقلم : زكى مصطفى
مجلة حريتى 20-3-2005
- أزميرالدا ترسم فى لوحة المتلقى بمسميات المتمردة بوداعة .. والصاخبة بهدوء .. والدافقة بنعومة .. لاتهمها خيوط الأكاديمية لأنها تمسك بحبال الانطلاق .. أنها تعانق البحر إبداعاً .. تغوص فيه بحثاً عن صناديق كنوز الأساطير .. وتعوم فوقه إنطلاقاً من هموم المدن المتعبة .. وتجلس على ساحله متأملة .. فتعطينا إنسانيتها جمالاً مرسوماً ..
بقلم : إبراهيم عبد الملاك 1996
من مطوية المعرض الاستيعادى بقاعة الباب - سليم 2020
أزميرالد ` غواصة ` فى بحر التشكيل
- بانوراما مراحل تدفق التعبير الوجدانى فى أعمالها .. فى صعود مستمر .. البحر هو إطار بلا حدود .. الخامات بين يديها طيعة كالعجين .. إنها حققت ` السهل الممتنع ` .
بقلم : كمال الجويلى 1996
من مطوية المعرض الاستيعادى بقاعة الباب - سليم 2020
- مظاهرة لونية يقودها الأحمر والأصفر والأزرق .. لوحات الحفر عند أزميرالدا هى غنائيات عذبة تفوح بعطر البحر والشاطىء لتفصح عم روحها الشاعرة وحركتها الحرة الجريئة .. إن أزميرالدا لا تكتفى بالنجاح الذى حققته فى استخدامها الجيد للألوان الصريحة الواضحة - فهى تأخذ من أغصان وأوراق الشجر وفراشات الضوء وأصداف البحر على خامة الخيش لتخرج علينا باللوحة الزاهدة فنستمع إلى النغمة القرار تسرى فى أرجاء النحت المصور .
بقلم : أحمد هريدى
من مطوية المعرض الاستيعادى بقاعة الباب - سليم 2020
عروس البحر ... أزميرالدا
- رمال ... وزبد
- شجرة الأرز .. التى حملت جذورها .. وركبت قارب ازميرالدا .. التصقت بقلوع المراكب .. تبحر فى رياح الحياة .. تلقى بالشباك تلتقط المحار .. وتفتح أسرارها المطوية على اللألىء والمرجان ، فى رحلة إلى الشمس الأبدية ، تسبح فى بحار الفيروز ضد التيار المألوف وتسكن شاطىء القمر حيث تمطر السماء نحوها من ذهل . وتغسل الرمال بأمطار الفضة فتتألق الطبيعة بنظارة .. شاردة من العالم ومقيمة فى نفسها .. تفتح عينيها .. باتساع دهشة طفلة موهوبة ولدت تتعلم المشى مع الألوان .. وتطل من شباك الصياادين ..تعلمت أن الكلمة خط .. والإحساس لون واللون محبة !.. تستطيع الأضداد أن تحيا جنباً إلى جنب فيسبح القارب الخشب على الموجة المرسومة .. وبين المد.. والجذر .. تقف أزميرالدا .. علامة شاطىء ..فرشاة رسم مغموسة بلون السماء وماء البحر . أعوام عديدة من التحدى .. حافظت بها أزميرالدا على أجمل مواهب الفنان .. أن يولد من جديد فى كل مرة يرسم ..
بقلم : يوسف فرنسيس 1996
من مطوية (المعرض الاستيعادى بقاعة الباب - سليم ) 2020
أزميرالد حداد
- تخرجت من الفنون الجميلة ` البوزار ` بباريس 1978
- وعادت إلى مصر عام 1978 لتشارك بأعمالها الحديثة الجادة وقد اهتمت بربط الإرث الفرعونى بالحداثة وقد أدخلت عناصر من أشهر رموز هذه الحضارة مثل مركب الشمس وغيرها فى تراكيب سابقة لألوانها باستخدام المجسمات وتثبيتها على سطوح لوحاتها بالإضافة إلى استخدام الرمال والعجائن ذات الملامس المختلفة فبالنسبة لزملائها من الفنانين والفنانات تعتبر من رواد ` المالتى ميديا ` وعلى الرغم من استخدامها المبكر للوسائط المتعددة فإنها كانت تهتم بالعمق التصويرى ` البعد الثالث ` فأنت تشعر أمام أعمالها أن الفراغ موحياً بهذا العمق وفى مراحل لاحقة تحولت إلى فن الموزاييك حيث جددت فى تناول هذا الفن وصولاً إلى أعماق مجردة بالإضافة إلى الكثير من التصرفات العفوية بوضع القطع وفق عفوى وذلك لتحريك الخامة وإخراجها عن النظام فى ترصيص القطع وفق الصرامة المعروفة عن هذا الفن وبعد ذلك تأثر بها العديد من الفنانين العاملين فى هذا المجال بتشكيل لوحات تجريدية وتحتسب لها هذه الريادة .
بقلم : مكرم حنين
من مطوية ( المعرض الاستيعادى بقاعة الباب - سليم ) 2020
أفتتاح معرض “استيعادى” للفنانة ازميرالدا حداد
- افتتح الثلاثاء الماضي بقاعة الباب سليم بدار الأوبرا المصرية معرض استيعادى للفنانة ازميرالدا حداد.
يضم المعرض خمسة وعشرين عملا فنيا حيث اهتمت أعمالها بربط الحضارة المصرية القديمة بالأحداث، وقد ادخلت عناصر من أشهر رموز هذه الخضارة مثل مراكب الشمس وغيرها فى تراكيب سابقة بألوانها بإستخدام المجسمات وتثبيتها على سطوح لوحاتها، بالإضافة إلى استخدام العجائن والرمال ذات الملامس المختلفة ،وبالرغم من استخدامها للمالتى ميديا فإنها تهتم بالعمق التصويرى .
وتتحدث الفنانة ازميرالدا عن تجربتها وتقول أحببت فن الباليه وكتابة الشعر لكن الرسم هو الذى ضمنى إليه ولم أتركه اغادره.
وتضيف أن دراستى الأساسية هى الحياة المتنوعة والثرية ،وتقدم الفنانة مظاهرة لونية من الالوان الأحمر والأصفر والأزرق، وتأخذ من أغصان وأوراق الشجر وفراشات الضوء واصداف الخير على خامة الخيش.
ومن أهم أعمالها البحر والشاطىء، المراكب الشمس حيث قدمت العمل الفنى الذى يجمع بين النحت والتصوير ليصبح حوارا يجعل المشاهد لا يسعه إلا الإعجاب.
وأيضا اهتمت الفنانة ازميرالدا والتصوير الجدارى مثل الأحجار الصغيرة والزجاج المعشق والفسيفساء، حاولت الفنانة التفكير بعمق وإعادة اكتشافها لتظهر فى لوحاتها كمزيج ونسيج متلاحم ومتكامل ومن أهم الأعمال الراعى والأغنام .
ان أعمال الفنانة ازميرالدا تشع حرارة ينضج بها العقل والقلب، موضوعاتها مستمدة من البيئة المصرية ،واستولت أعمالها من الطبيعة وقدمتها بأسلوب تعبيرى ومهانة بالتفاصيل والخطوط لتؤكد على واقعية المكان مع التراكيب والأفكار .
والفنانة ازميرالدا حداد خريجة كلية الفنون الجميلة-شعبة تصوير -باريس -فرنسا 1978،عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة الطفل من 2003-2007.
رئيس لجنة المعارض الفنية بنادى هليوبوليس الرياضى منذ عام 1978، عضو لجنة التحكيم فى البينالى العربى والافريقى والعالمى لرسوم الأطفال، قوميسيير معرض الفن المصرى المعاصر بالأمم المتحدة ،الاسكوا ببيروت-لبنان 2004، عضو مجلس إدارة نادي هليوبوليس 2010-2014.
عام 1995 نشرت دار ستوك الانثروبولوجيا ازميرالدا بوابة الجنة على غلاف كتاب وداعا الإسكندرية للكاتب أندريه وكمان باريس -فرنسا.
سجل معرضها الشامل بدار الأوبرا المصرية فيلم فيديو للمكتبة المرئية والوثائقية بدار الأوبرا المصرية 1997.
سجلت أعمالها الفنية فى الفيلم التسجيلى عروس البحر ازميرالدا إنتاج قطاع التليفزيون المصرى. ،1999 حصلت على الجائزة التشجيعية الإبداع المتميز فى مجال التصوير الزينى فن الفن التشكيلي.
حصلت على درع الفنانات الرائدات من المجلس الأعلى للثقافة.
ويستمر المعرض حتى 29فبراير.
سيلفيا هرمينا
وطنى : 20-2-2020
|