حول رؤية الفنان - السيرة الذاتية - قطاع الفنون التشكيلية

فى ظل المتناقضات المتزايدة بين الفقر والغنى ، الفرح والحزن ، الكبت والحرية ، الحياة والموت ، تناول الفنان سامى صلاح هذه العلاقات المتنافرة التى أورثنا إياها النظام السابق وما زالت قائمة حتى الآن .. إنه يتعرض لكل التباينات ويكشفها بصورها الحية متعرضا فى اللوحة الواحدة للشئ ونقيضه بصورة فنية وجمالية فى إطارها الفلسفى .
المتناقضات فى معرض سامى صلاح
استخدم الفنان سامى صلاح فكرة التراكيب فى فن الكولاش . ولكن من خلال الميديا المرتبطة بتقنيات برامج الإنترنت ، ليقيم فكرته بين المتناقضات من خلال صور تكشف حالتين متناقضتين يعيشهما مجتمعنا فى عمل فنى واحد . إنها رسالة تحمل مضامين فلسفية مرتبطة بوضح الصور وتداخلها وبناء العمل ككل .
استخدم الفنان صورا التقطتها عدسة الكاميرا بألوانها الطبيعية ، وقام هو بتحديد الألوان فى بعضها وتحويلها إلى صور أبيض وأسود فى البعض الآخر ، وترك أخرى كما هى ليساعده هذا التدخل فى التأكيد على فكرته من جانب ، وحرصه على الرؤية الفنية والجمالية من جانب آخر ، والتى تؤكد على البعد الرابع فى الصور لكونها مكونة من أربعة كادرات تمنحك الشعور بأنك تشاهد منحوتات مجسمة .
وقام الفنان بتوزيع المفردات لتحقيق علاقات برؤية فلسفية خاصة تتعرض لقضايا المجتمع من خلال التداخل الرمزى لهذه المفردات ، متجاوزا التحديات المادية والجغرافية بإنشاء علاقات افتراضية تحقق الفكرة التى يسعى إلى تصديرها للمشاهد فى حالة إبداعية تكشف عن المعاناة فى واقعنا ، وهى حالة إنسانية بما تحمله من انتقادات لهذا الواقع والتمرد عليه من خلال هذا التفاعل بين حالتين أشدهما القوة والضعف ، ورغم أن القوة تسيطر على الضعف فى الواقع فإن الفنان أوجد نوعا من التوازن والتناغم بين الحالتين فى عالمه ، وأحيانا انتصر الضعف على القوة من خلال فضحها والانتصار عليها ، وإن كان هذا الانتصار جاء بتعاطف المشاهد معه .
إن هذا التداخل فى العلاقات المتناقضة ضمن تكوينات بلغة ترتبط بالمهارة فى المعالجة للمساحات والمفردات ، بإستخدام بعض التقنيات المرتبطة باتجاهات وتيارات ومدارس فنية مثل التعبيرية والمناظير المتناقضة ، وتجاوز الحدود لإعلاء الفكرة فلسفيا وفنيا على حد سواء ، يؤكد صدق وتمكن الفنان .
حصل سامى صلاح على بكالوريوس التربية الفنية قسم التصوير عام 1989 ، وحصل على الدكتوراه عام 2001 وأقام العديد من المعارض الخاصة ، منها معرض بأتيلية القاهرة عامى 1998 ، و1999 ، ومعرض طواف بالمحافظات ` الإسماعيلية ` ــ بورسعيد ــ طنطا ` عام 2002 ، وشارك فى معارض جماعية منها معرض أعضاء هيئة التدريس بكليته ، وعدد من المشتركات بصالون الشباب بدورات متعددة ، وصالون الأعمال الصغيرة . وحصل على عدد من الجوائز من صالون الشباب ، فحصل على الجائزة الثانية عامى 1990، 1996، والجائزة الأولى عام 1997 ، وجائزة لجنة التحكيم من جمعية محبى الفنون . وله مقتنيات بالمتحف المصرى الحديث ، وجامعة حلوان ، ووزارة الثقافة .