سهام أسعد عفيفى السيد حسنين
الطبيعة … النظام والتنوع
- يتعامل الفنان التشكيلى الصادق مع الطبيعة من خلال منظور إبداعى متميز .. فهو يتابعها راصدا أشكالها الظاهرية المتنوعة سعيا للخوض والكشف عن علاقاتها الجمالية الباطنة .. والطبيعة المحيطة بنا تتميز بالكثير من تلك الاشكال التى تخضع لقانون بنائى مجرد يجمع العديد منها على الرغم من الاختلاف الظاهرى للاشكال . - والفنانة د. سهام عفيفى تسعى فى هذا المعرض الى الكشف عن صياغات تشكيلية لمفردات من الطبيعة ـ بإختيار شكل الزهرة ـ والتى تندرج تحت نظام بنائى هندسى مجرد يتمثل فى الدائرة أو مشتقاتها سواء كانت محددة عن طريق الخط أو ناتجة عن أنصاف الدوائر أو عن طريق تبادل الوحدات المضافة على السطح وفى آحيان أخرى عن طريق الحفر . مما ينتج تنويعات تشكيلية لا نهائية من نظام بنائى واحد. - أن الأعمال المعروضة تقدم حلولا مبتكرة لموضوعى الحركة والسكون بتوظيف الايحاءات الحسية الناتجة عن الخط الحلزونى سواء كان على الاسطح اللامعة أو موصلا بين أجزاء الشكل الواحد من القاعدة الى القمة . وأحيانا أخرى عن طريق اللون والملمس الناتجان عن السطح المعدنى ( الاصفر والاحمر ) . واستطاعت الفنانة من هذا التوظيف المبتكر الى إحداث نوعا من التكامل البنائى بتنويعات بصرية متغيرة لإرتباطها بمقدار درجات الضوء الساقط عليها الذى يساهم بدوره فى حيوية الأشكال متنوعة الأسطح ، ولقد نجحت الفنانة د . سهام عفيفى فى توظيف التقنيات ووسائط التعبير لتحقيق الفكرة .
أ.د/ حمدى عبد الله
عميد الكلية 2000
- يسعدنى أن أقدم لكم اليوم ثمار تجربة فنية جديدة فى مجال التشكيل المعدنى تجربة لها قيمتها الفنية والتربوية على حد سواء . تلك التجربة والتى تقدمها لنا اليوم الفنانة د. سهام عفيفى لهى جديرة بالتقدير والثناء لما لها من أهمية فى مجال التربية الفنية على وجه الخصوص ومجال الفن التشكيلى على وجه العموم . - لقد تميزت الفنانة بجرأتها وطلاقتها فى التعبير عن إحساساتها الفنية من خلال إطار فكرى وفلسفى تؤكد من خلاله إمكانية الوصول الى حلول تشكيلية متعددة ومبتكرة من خلال المفردات الشكلية المألوفة سواء كانت هندسية أو عضوية . - وتعتبر الأعمال المعروضة أمامكم اليوم فى هذا المعرض خطوة جديدة فى المسيرة الفنية والفلسفية للفنانة حيث تعرضت من خلالها للعديد من المشكلات الفنية والتقنية والتى من أهمها كيفية الوصول الى حول تشكيلية معدنية مبتكرة من خلال تناول عنصر المثلث كأحد المفردات الشكلية الهندسية وفى نفس الوقت رمز من الرموز الشعبية شائعة الاستخدام هذا الى جانب تحقيق علاقات جمالية متباينة بين تلك المفردة والدائرة . - لقد استطاعت برؤية ثاقبة أن تبرز لنا الكثير من العلاقات الجمالية والتكوينات الفنية المتباينة معتمدة أساساً على التقسيمات الرأسية والافقية لمفردة المثلث النحاسى من خلال استخدامها لعمليات القطع وإعادة صياغة مساحات أجزائه فى إطار فكرى يقوم على الفهم والإدراك الواعى لأهمية الخصائص الفيزيائية للمعدن من حيث البريق واللون حيث اعتمدت فى تكويناتها على التنوع اللونى لمعدنى النحاس والزنك وطبيعة كل منهما من حيث البريق هنا الى جانب اعتمادها على تحقيق العلاقة الجمالية التبادلية بين الشكل والارضية وبين الهيئة الشكلية الداخلية والخارجية . - تمنياتى لها بالتوفيق والاستمرار فى مسيرتها الفنية .
أ.د/ حامد البذرة
وكيل كلية التربية الفنية لشئون التعليم والطلاب
النحت المعمارى ..
ولد الفنان محمد عبد الحميد فى 18/8/1942 وحصل على بكالوريوس كلية الفنون التطبيقية قسم النحت 1964، ودبلوم الدراسات العليا - كلية الفنون التطبيقية - جامعة حلوان- شعبة النحت وعمل مديراً عاماً لمتحف العلوم منذ 1993 وحتى 2001 ثم رئيساً للإدارة المركزية للثقافة العلمية - بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا 2001،2002 . وله مساهمات عديدة على مستوى العرض الشخصى والعام كما شارك فى المعارض الدولية الآتية ( بينالى الاسكندرية لدول البحر الأبيض المتوسط الرابع عشر 1982- معرض الفن المصرى المعاصر الكويت 1989-بينالى بودابست للنحت الصغير `الثامن` 1990-معرض الفن المصرى المعاصر -قبرص 1992-معرض الفن المصرى الحديث أنقرة - تركيا 2001 ، كما حصل على عدة جوائز نذكر منها ( ميدالية جمعية محبى الفنون الجميلة بالقاهرة 1971 فى مسابقة عن أعمال الرئيس جمال عبد الناصر، الجائزة الأولى للنحت من مسابقة الطلائع الثانية عشرة - جمعية محبى الفنون الجميلة بالقاهرة 1971، الجائزة الأولى للنحت `جائزة مختار` مسابقة النحت فى الهواء الطلق- جمعية محبى الفنون الجميلة 1973، الجائزة الثالثة نحت فى الهواء الطلق لحدائق الأطفال المجلس الأعلى للثقافة 1981، جائزة الاستحقاق لفن النحت - المعرض العام للفنون التشكيلية الدورة(13) المجلس الأعلى للثقافة 1983، جائزة تشجيعية - مسابقة النحت التذكارى 1987 .
والمثال محمد عبد الحميد منذ بداياته فى الستينيات ، اعتبر-الجسد- حجماً فى الفراغ ، وعندما نتأمل كتل أجسامه فى العمل النحتى ` فهد ينادى أسد ` العام 1969 .. نكتشف بناءً معمارياً قوامه الحركة الراسخة لأجسام رجال المقاومة المتكررة وأرجلهم كالأعمدة المتراصة فى إيقاع بديع تتحرك وتتشكل بقوة الإرادة ورسوخ البناء التشكيلى بينما تتماسك جذوع الأجسام بشكل محورى، تتمركز عليها حركات الأذرع، والرؤوس الملثمة تنبثق منها عيون حراس الوطن .. فالحركة فى هذه المنحوتة البارزة تتعاظم وفق إيقاع معمارى متوالٍ وشبه متوازٍ، والجاذبية عنصر أساسى لشعور الفنان وإحساسه بالكتلة ووزنها وقدرته على إستنطاق المعانى وعمقها التعبيرى ، أما البنائيات الرأسية والممتدة إلى أعلى والممشوقة والتى نحتها الفنان خلال الثمانينات فتعتبر مرحلة تحول من الالتزام بالقياسات التشريحية فى صياغة الجسم إلى الاختزال وهندسة الأجسام فى شكلها المعمارى المتراخى والمتماسك والمتحد فى كتلة واحدة ، إنها عائلة بشرية معمارية تتخللها فراغات هندسية وفى بعض الأحيان فراغات كعقود العمارة الإسلامية ، وفى نفس الوقت تتواتر عند الفنان بين المد والجزر، بين الشكل الأقرب للإنسان وبين جنوح الاختزال والكتل الهندسية .. نجده يشكل بخامة المعدن سيمفونية ومنظومة بالغة التوهج الحركى ويتحقق فيها تجانس العلاقات بين كل ما هو أفقي وما هو رأسى .. فالحركة دافعة لطاقة تعبيرية كامنة فى عمق هذه الكيانات المعمارية النابضة .
أ.د. احمد نوار
مجلة الفن - 2005
|