أحمد كمال أحمد حجاب
- تطل علينا اعمال الفنان حجاب بشخوصها ، التى عاش الفنان فكرته عنها طويلا ، حتى ظهرت وكأنها أحجام عملاقة ، يحملها الألوان السوداوية والرمادية الداكنة وكأنها مخلوقات خارجة من مناجم مظلمة أو هم أشبه بعمال الطرق بكل خشونتهم وصلابة عودهم . - والفنان يعبر فى التكنيك ، ويحدد فيه ليخلق وحدته الفريدة من المعانى المتدفقة التى يعيشها المواطن فى هذه الحقيقة من الصراع التاريخى .
د. محمود البسيونى
- الفن تحقيق للذات .. قول شهير لسيزان ، ضمنه معظم كتاباته، التى يندر فيها ذكر الفن على أنه تعبير عن الذات . - هذا القول جذب اليه فى السنوات الاخيرة ـ على الرغم من اعتقاد جمهرة الفنانين فى وظيفة الفن التعبيرية عن الذات ـ اهتمامات طائفة من مبدعى الفن التشكيلى المتطور فى العصر الحديث . - إن التحرر الذى شهده الفنان منذ القرن التاسع عشر حتى اليوم، بوجه عام ، وفى المائة سنة الاخيرة، بوجه خاص ، قد اتاح للفنان فرص انطلاق لا محدودة نحو شتى مجالات التجربة الفنية . - كانت وسيلة التعبير (الخامة) التقليدى منها والمستحدث وكذلك طرائق معالجتها ، احد الموضوعات التى خصمها الفنان باهتمام كبير للكشف عن امكانات اوسع مدى وأبلغ تأثير . - السعى لتحقيق الذات المتفاعلة مع المجتمع ، والاهتمام بخصائص الوسيلة وامكاناتها، بعدين من ابعاد التجربة الفنية التى تطالعنا من خلال الاعمال التى يقدمها الفنان / أحمد كمال حجاب فى معرضه الثانى .
مصطفى الارنؤوطى
- السمات الفنية لهذه المرحلة تبدأ باستقرار الشكل أو ما يسمى بالرسوخ وهو ناتج امتلاء الشكل واستطالته، هذه الاستطالة التى جعلت الشكل الممتلىء رشيقاً والتى توصل إليها بالتحريف فى النسب الذهبية للشكل الأدمى، فصغرت نسبة الرأس إلى نسبة الجسم ، وأن كانت هذه التحريفات قد أخذت على أنها رمزية للقوة الخالية من التعقل، فإن موضوع المؤتمر والمناقشات الثنائية بين الاشخاص تبين رؤية أخرى ، كما أنها اذا كانت كذلك، فإن الفنان عكس حقيقة التغير فى المجتمع بأن يكون نصف البرلمان من العمال والفلاحين وهى الطاقة الانتاجية التى تعتمد على قوة البناء الجسدى أكثر من اعتمادها على القدرات العقلية، وهى الحقيقة وأن كانت تنكر فى وقتها ، فإن حرية الفكر والديمقراطية حياتنا فى الوقت الحاضر وتجعلنا نشير إلى جرأة الفنان فى تناولة فنياً للموضوع السياسى وسبقة فى هذا المجال .
- والسمة الثانية تتمثل فى اعطاء الضوء دوراً رئيسياً فى العمل الفنى وهذة الأضواء والظلال جعلته كأنما ينحت أشخاصه المصورة، فهو أحياناً يلتزم بمصدر قدوم الضوء ، وأحياناً أخرى لايحدد له مصدراً ولكى لاتكون الأضواء مجرد الفاتح والقاتم فى الصورة فإنه يهتم فى الصورة بالبعد المكانى وأحياناً الميتافيزيقى ليصل إلى لانهاية الرؤية أو يتعدى مدى البصر مما يضيف للأعمال جواً خاصاً لايخلو من المسحة السيريالية وهذا البعد المكانى أعطى الفنان فرصة توزيع الظلال الساقطة كأداة فى يد الفنان لاكمال ايقاعية جملته الفنية أو وحدة عمله الفنى .
- والسمة الثالثة والهامة فى أعمال حجاب هى تغيير زاوية الرؤية عند أخذ لقطة معينة فهو حينما يرسم ضخامة الاشكال الأدمية واستطالتها كأنما نظراً إليها من أسفل الاشخاص وحينما يظهر الخلفية الممتدة فكأنه حلق من فوق الاشكال، وهى نظرة النسر الطائر التى تظهر بوضوح فى لوحته ( الرؤية ) التى رسم فيها عربة تجرها أربعة خيول طائرة فى الهواء فوق المدينة وكأن الفنان حلق فوق المدينة ببصره وبصيرته . وهذه الزوايا المتعددة فى الرؤية اكسبت أسلوب الفنان مميزات خاصة .
- هذا وللفنان أحمد حجاب تجارب أخرى فى الخامات المتعددة أخرجها بقدراته العالية فى الصياغة واعتمد فيها على الفكرة الحدسية، أو الرؤية الخاطفة لاشياء قد لاتمثل مجالاً بصرياً للتأمل لدى الكثيرين ، وهو فى غمرة هذه التجارب سافر الفنان لدراسة تكنولوجيا التعليم بالولايات المتحدة، وهو هناك قد أوشك على اتمام دراساته ليعود لجمهوره ومتابعية ، وهو أيضاً بأصالته الفنية حريص على الأتصال بالوطن وبزملائه الفنانين وبجريدة الشباب العربى التى تقدمه اليوم كأحد قرائها النابغين .
د./ عبد العظيم الفرجانى عميد كلية التربية بجامعة المنيا
جريدة الشباب العربى
البعد السياسى واتجاهات اللوحة السيريالية عند التشكيلى أحمد كمال حجاب
بدأ رحلته مع التشكيل منذ ستينات القرن الماضى عاشقاً للميتافزيقا الفنية
السيريالية فى أوج تفردها يغزلها الفنان التشكيلى أحمد كمال حجاب الذى يتقن هذا النمط الجمالى من رسومات الشخوص فى مجموعات متلاصقة ثم يصنع منهم عمالقة وتحمل أعماله فلسفة خاصة نحو رؤية ميتافزيقية يتفرد بها كفنان تشكيلى .
أحمد كمال حجاب فنان أكاديمى يحمل درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا بدأ معارضه العام 1966 فى القاهرة والإسكندرية وشارك فى بينالى الاسكندرية العام 1970 وبينالى آخر فى أسبانيا وله الكثير من المشاركات فى المعارض الجماعية، وداخل المتحف المصرى للفن الحديث يوجد له 11 عملا تشكيليا تلخص رحلته مع التشكيل منذ ستينات القرن الماضى .
حجاب استفاد من مرآة الفن فى اسفاره خارج الوطن واطلاعه على رحاب الفن فى متاحف العالم مما مهد لرحلته مع التشكيل عندما بدأ بمرحلة استقرار الشكل أو ما يطلق عليه الرسوخ وهو نتاج امتلاء الشكل واستطالته فى رشاقة عبر نسب يضعها للشكل الإنسانى، التحريفات السيريالية التى تميز شخوصه تحمل مع ذلك رمزية القوة المسافرة يحمل مفردات الحرية فى تناوله للموضوع السياسى وتحمل كذلك أعماله فلسفة الضوء حيث الضوء والظلال وهما عوامل جاذبة تصل بريشته إلى حرفية جماليات النحت المصور عبر شخوصه ويهتم كذلك بريشته التى تصور البعد المكانى حيث لا حدود لرؤية النهاية مما يعد قولا أنه فنان ميتافزيقى النزعة ولكن بريشته إيقاعات الجملة والإتقان الفنى .
وتتسم أعماله بخاصية الخيال الفنى مع تغيير زاوية الرؤية فى التقاط مشهد معين يضخم الأشياء ويمنحها درجة من الإستطالة وأحيانا يمنحنا قدراً من الحرية لدرجة أنها أحياناً تطير فى الهواء فوق البشر وهو اتجاه بصرى يحمل خاصية الباحث عن حرية الشخوص والأمكنة وتتخذ خاصية التأثيرية إلى جانب السيريالية فى رؤيته للأشياء واندماج ريشته المسافرة لأبعد من منطقة التقائها باللوحة وهذا ما نستطيع أن نصفه بحرية الريشة فى تسجيل المشهد الفنى عبر التقاطه لصورة ذهنية فى تكوين الجمل الفنية التى تؤدى فى النهاية إلى تفوق فى استخدام الخامات المتنوعة والتى تؤدى إلى صياغة تقوم على فكرة الحدس والرؤية الفنية التى تسفر فى النهاية عن عمل يميل إلى التوثيق فى رؤية الفنان للأحداث التى يعيشها يؤثر ويتأثر بها خلال رحلته الفنية .
أعمال الفنان أحمد كمال حجاب
تتميز أغلب أعماله بالطبع التاريخى السياسى وهى تدور حول مرحلة بعينها الا وهى فترة ما بعد النكسة 1967 حيث يقول عنها فنانا أحمد حجاب أنها فترة صعبة أثرت على الجميع .
فأغلب اللوحات تتطرق لمثل هذه الموضوعات مثل ` حديث الجماهير ، الأبواب المغلقة ، مؤتمر جنيف ` كما يوضح بنفسه القصد من لوحة باسم ` تهديد عرب القدس ` حيث رسم أجسام الأشخاص باللوحة ضخمة مستطيلة تعلوها رأس صغيرة جدا لا تتناسب مع حجم الجسم الذى ينطبق عليها مقولة ` أجسام البغال وأحلام العصافير ` .
رسم أحمد كمال حجاب لوحته باسم ` الباب المغلق` وادخل عليها خامات جديدة فقد رسمها على مشمع يشبع قشرة الخشب ووضع مقبضين حقيقيين فى مكانهما وسط الباب.
ولكن عندما تنظر إلى اللوحة لا تعرف أن كان منظر الباب من الداخل أم من الخارج ولكنى أرجح انه من الداخل حيث حبست ذبابة على حائط أبيض أعلى الباب كأنها تنتظر أن يفتح الباب حتى تخرج أو تنقض على فاتح الباب أو هى حارس على الباب لمنع فتحه .
احتفظ الفنان بنحو عشرة سنتيمترات أسفل اللوحة لتكون باللون الأخضر كزاوية ` وزرة ` هل يقصد بهذا أن خلف هذا الباب أرض خضراء أم قصد أن الأمل صغير وضعيف أمام باب مغلق؟
لوحة الباب المغلق من اللوحات الجريئة لدى أحمد حجاب وذات بعد سياسى أيضا كعادته فى تصوير أفكاره أو هى ترجع إلى فترة النكسة العام 1967 التى اشرنا إليها فى السابق ومدى تأثره وهو ومعظم جيله بهذه الفترة الصعبة.
جمال بخيت
2011 السياسة
|