أسحق دانيال وحكاياته القديمة
- حين تغنى الكتلة وتسبح بين فراغات لتعلن امتلاكها للمساحة التى تسبح فيها فيكون الحوار البصرى مع التشكيل والفراغ المحيط .. تداخلات تحقق الشكل النهائى ، وتفتح مجالات الحركة .. تحقق التوازن وتخلق سحرا إضافيا للتكوين .. لغة تفتح الشهية البصرية للتأمل وقراءة النص النحتى بأكثر من طريقة .. ولا يتوقف أسحق دانيال عن العزف .
أقام الفنان أسحق دانيال معرضه ` حكايات قديمة ` بجاليرى العاصمة بالزمالك والذى تميز بالحيوية والنشاط والمستلهم من الحياة الشعبية بكل مافيها من حكى ولعب وحتى الزخارف المميزة لهم . واعتمد على بعض العناصر المتداولة فى الحياة الشعبية والتى تعد رموزا لمعتقدات لديهم مثل القط والسمكة والطائر والحصان . وقام ببناء منحوتاته ببساطة فى التشكيل وعمق فى الفكرة وإضافة فى التحليلات وعلاقة الشكل بالفراغ المحيط مع الاختزال وتجاوز التفاصيل ليقدم لنا لغة معاصرة خاصة فى النحت الحديث . كما اعتمد الفنان على تأكيد العلاقة بين خطوطة المنحوتة والفراغ المحيط والمتداخل معها والذى أصبح جزءا من الشكل ومكملا له .
واهتم فى البناء بفكرة التداخلات المحسوبة للمفردات وعلاقة بعضها البعض والحفاظ على حجم ودور كل عنصر من عناصر المنحوتة ، كما تميزت منحوتاته بالخشونة وقدر من البساطة التشكيلية مع حرصة على قوة الفكرة وأصالتها . وقد استطاع الفنان فى بعض الأعمال المتداخلة أن يؤكد على الكتلة والعمق من خلال تلك الشفافية الإيهامية التى حققها فى خامة البرونز المعتمة من خلال البناء والفراغات التى أنشأت أبعادا وعمقا أضاف للتكوين قوة واتزانا .
اعتمد الفنان على الموروث الشعبى فى حكاياته وبنى أفكارة برؤية معاصرة وجريئة ، وجاءت حركة المنحوتات من ليونة بناءاته الخطية وعلاقتها بالفراغات ، ومن خشونة الملمس وظهور بروز ونتوءات حققت إيقاعات وتناغمات منسجمة على جسم التمثال كله . هذا إضافة الى تعدد العناصر بالتمثال الواحد من أشخاص وطيور وأسماك وحيوانات بالإضافة إلى الزخارف وقدرة الفنان على التحكم فى هذه البناءات برشاقة وتفاعل قوى مع الفراغ .
للفنان أسحق دانيال أعمال نحاس مطروق وحجر وخزف ونحت بارز إضافة إلى البرونز . وقد أقام العديد من المعارض الخاصة والجماعية منها معرض برونز ونحاس مطروق بالمركز الثقافى الفرنسى 1988 ، وقاعة دروب 1996 والمعرض العام ثلاث دورات ، ومعرض برشلونة الدولى 1994 ، وله مقتنيات بدار الأوبرا ، وقاعة المؤتمرات ، ومتحف الفن الحديث ، ومتحف
د. سامى البلشى
الاذاعة والتلفزيون : 2018/1/20